في تمام الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الخميس 14 أيلول 2023، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد الصليب المقدس، وذلك على مذبح كنيسة مار يوسف، قره قوش – العراق.
شارك في القداس أصحاب السيادة المطارنة: مار بنديكتوس يونان حنّو رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، ومار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل وتوابعها ومستشار الأبرشية، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار اسحق جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة ومسؤول راعوية الشبيبة، ومار يوليان يعقوب مراد رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، والآباء الكهنة والشمامسة، وجموع غفيرة من المؤمنين من أبناء الرعية الذين غصّت بهم الكنيسة، وقد قدموا لنيل بركة غبطته.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "ارفعوا رؤوسكم فإنّ خلاصكم قد اقترب"، أشار غبطة أبينا البطريرك إلى أنّنا "نحتفل اليوم بعيد ارتفاع الصليب مع الكنيسة الجامعة شرقاً وغرباً، وهذا العيد هو ذكرى إنقاذ عود الصليب والسير به مرفوعاً بين القرى والمدن المسيحية. لذلك نحافظ على هذا التقليد بإشعال النار كي نعبّر عن فرحنا بالصليب، ومن جبل إلى جبل ومن قرية إلى قرية يعرف المسيحيون أنّ الصليب قد أُنقِذ وعاد ممجَّداً. وهكذا حافظت الكنيسة على هذا العيد، فتكرّم الصليب الذي تنشد له بوصفه "ܐܳܬܳܐ ܕܫܰܝܢܳܐ ܘܢܺܝܫܳܐ ܕܙܳܟ̣ܽܘܬܳܐراية الأمان وعلامة النصر".
ولفت غبطته إلى أنّه "يشاركنا فرحة هذا الاحتفال بالقداس "أصحاب السيادة إخوتنا ممثّلو أعضاء السينودس، أي مجمع الأساقفة، فالسينودس ليس كما يفكّر البعض، وكأنّه اجتماع شركة، أو مجموعة من الناس، أو أحزاب، أو اجتماع يخصّ الدولة، إنّما مجمع للأساقفة رعاة الكنيسة الواحدة. فكلّ كنيسة شرقية لديها سينودس، أي أنّ الأساقفة مع البطريرك يسيرون معاً كي يكتشفوا ويتعرّفوا على إرادة الرب وكيف يخدمون كنيستهم".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "نفرح حين نجد هذا العدد الكبير من الشمامسة بمختلف رتبهم، وطبعاً أنتم الذين تعبّرون حقيقةً عن الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين الذين يفخرون بالصليب. وقد سمعنا من رسالة مار بولس إلى أهل كورنثوس، وهي مدينة في اليونان، بشّرها بولس، أنّ: كلمة الصليب عند الجاهلين حماقة، أمّا عندنا نحن المؤمنين فهي حكمة الله. ويحقّ لنا أن نفتخر بالصليب، ليس فقط أن نرسمه على وجوهنا وصدورنا، ونضعه ونفتخر به أمام الآخرين، لكنّ الصليب الحقيقي هو - كما نتذكّر - درب الآلام الذي ساره الرب المخلّص، والخشبة التي عليها رُفِع كي يفدينا ويخلّصنا".
وذكّر غبطته المؤمنين أنّنا "موجودون في هذا الصباح المبارك في كنيسة مار يوسف، ونعلم أنّ مار يوسف هو حامي العائلة المقدسة، وهو يحمي الكنيسة اليوم كما حمى العائلة المقدسة. تهجّر معها، وذاق الآلام والضيقات معها، ولا نزال نلجأ إلى مار يوسف كي يحمي كنيسته هنا في بغديده، في العراق وسوريا ولبنان والعالم كلّه، كي يعرف المسيحيون أنّه على هذه الخشبة التي كانت تُسمَّى خشبة العار افتدانا يسوع، ونحن ننقل هذه البشارة، بشارة الفداء، بالمحبّة والسلام للجميع".
وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع كي يبارككم دائماً، ويجعل من هذا الصليب الذي نفتخر به، علامة خلاص لجميع البشر. ونهنّئ رعية مار يوسف، الرعاة والشمامسة والمؤمنين، بهذا الصليب المقدس، ونهنّئ ونشكر المتبرّعين، سائلين الرب، كما أنشدنا للتوّ، أن يحفظكم جميعاً بصليبه".
وقبل نهاية القداس، أقام غبطته تشمشت (خدمة) الصليب المقدس، رفع خلالها صليباً جديداً قدّمه مؤمن هدية إلى هذه الكنيسة، وبارك به المؤمنين، سائلاً الرب أن يحفظهم بالصحّة والعافية وكمال النِّعَم ويحميهم من الشرور والمخاطر والمضرّات.
وبعد البركة الختامية، التقى غبطته المؤمنين ومنحهم بركته الأبوية في جوّ من الفرح الروحي.
|