الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الثامن عشر

 

 
الرب ينبوع وبئر. السروجي يطلب ان يبرد غليله ويسقي فكره لينبت اثمار المجد للآب. يصف الابن لا يحدده لانه غير مدرك، بل يكتب: اصفك بالمحبة لانك تنازلت من عليائك لتركب عفوا حقيرا ويسبحك الاطفال لانك صرت طفلا.
تنبأ اشعيا وزكريا عنك ورتل بقيثارته الروحية، غير ان صهيون الزانية لم ترتقص امامك، لانها فضلت اصنامها عليك، وخافت ان يفضحها عريسها ولهذا لم تسبح وحاولت غلق فم الصبيان لئلا يسبحوا. يا بنت العبرانيين كيف تصمت البرايا عن تسبيحه، هل تقدرين ان تغلقي افواه الملائكة عن تسبيحه.؟ لو سكت الصبيان لرتلت الحجارة.! هذه العبارة تحققت في الصلب يوم هرب الاصدقاء نطقت الطبيعة: القبور تفتحت والشمس كسفت والارض اهتزت لكي تسبح الباري المصلوب.
العلويون راوا الابن على العفو ابن الاتان وراوه في نفس الوقت على عرشه في السماء. ان الله لا تحدده المواضع. البيعة بنت الآراميين تسبح الرب بخلاف صهيون على اختلاف طبقات ودرجات ابنائها وهي مبتهجة بعيده.
كل براياه ترتل التسبيح بالسنتها: الحق يشهد بان كل الطبائع تسبّحه، كيف تسبحه؟. لا احد يدرك ان يصف ذلك. لا احد يعرف باي فم،؟ وباي صوت ترتل الارض التسبيح لربها عندما تُطالب بذلك.؟ السروجي لا يعرف كيف،؟ او باي نوع تسبّح.؟ يقول لمستمعه، لا تطلب مني لانه يصعب عليّ ان افسر لك.؟ توجد اسرار خفية بين الله وبراياه هو وحده يفهم تسبيحها وتمجيدها كما يذكر داؤد.
المخطوطات: روما 117 ورقة 367؛ روما 118 ورقة 208؛ باريس 196 ورقة 229
يرد في البداية اسم مار يعقوب. الّف السروجي هذا الميمر في مناسبة عيد السعانين. انه ميمر دراسي وكتابي. فيه جدال ضد اليهود والجماعة وفيه مدح لبنت الآراميين التي تستقبل الابن المتواضع. لعله يفكر بالرها ذاتها المحتفلة بعيد السعانين!. الميمر قصيدة رائعة لا يمل من يقرأها ويتامل في معانيها. قد يرقى تاريخ تاليفه الى فترة الشباب لعله قبل غلق مدرسة الرها سنة 489م.
الدراسات:
الميمر الخامس والاربعون، على احد الشعانين، قبطي 491-497
نشيد احد الشعانين في زمن الصوم الكبير. صلوات المساء والصباح ونصف النهار، اعداد ونشر جامعة الروح القدس، الكسليك، (1979) 682-684، 686-687، 689-690، 692-694
Kollamparampil Thomas, Jacob of Serugh, Select festal homilies, Bangalore-India,
246-260
على احد السعانين الذي قاله مار يعقوب
(متى 21/1-17؛ مرقس 11/1-10؛ لوقا 19/29-40؛ يوحنا 12/12-16)

المقدمة
1 يا ينبوع الحياة الذي شرب منه الموتى وعاشوا، افتح لي نفسك وبرّد غليلي من ينبوعك،
2 ايها السيل الذي جرى على الارض العطشانة فاعطت الثمرات، منك اشرب واصرخ جهرا: كم انت لذيذ،
3 ايها البئر الجديدة الذي نقروه بالرماح على الجلجلة، اصعد واسقِ فكري المحتاج الى ينبوعك،
4 يا ابن الله الذي سمى نفسه ماء الحياة، ساعدني لاشرب وارتوي منك واصفك،
5 النبع الذي نزل من قمة العلى الى الارض، بشرابك ينبت فكري اثمار المجد لابيك.

الابن لا يوصف الا بالمحبة
6 ساعدني لاصفك لا لاحددك لانك بلا حد لكن لاكرز لمن يسمعني بانك لا تُدرك،
7 يا ربنا، مَن يدرك ان يصفك كما انت الا المحبة التي يسمو خبرها على الناطقين،؟
8 كلما وُجد المجال فلتتكلم لمحبة عن تجليك، اعطني الكلمة التي تذكر جمال تواضعك،
9 حطتك محبتك من المركبة الى العفو المقروض ابن اتان، ومَن يقدر ان يذكر خبرك،؟
10 من فوج الكواريب الذي لا يُفحص زيحتك مطية متواضعة في موضعنا، فكيف اصفك،؟
11 اخذتك المراحم من بين العجلات والوجوه واجنحة اللهيب، وهوذا ابن الاتان يزيحك،
12 من عظمة العرش المليء نورا، الى الصغر ذي المحبة البسيطة مع الاطفال،
13 من ذلك الظَهر المليء عيونا دائرة، الى هذه المطية التي لا يوجد في العالم احقر منها،
14 من بين صفوف واجواق اللهيب، الى جمع صغير يحمل الاغصان في اسواق صهيون،
15 كيف يصف الناطق خبرك الآن،؟ وفي اي موضع يصفك الفم لو وصفك،؟
16 هوذا بهاؤك في المركبة يعمي السماويين، وقد حملك بين الارضيين عفو ضعيف وقبيح،
17 انت تُبارك بحركة العجلات الناطقة، وتُسبّح باغصان النخيل في الجماعات،
18 انت فوقُ، واسفل، وفي العظمة، وفي الصغر، وفي العلى والعمق، ومَن يقدر ان يصفك،؟
19 عمانوئيل لاجلنا انك مثلنا، ومع والدك لاجله انت تشبهه،
20 هوذا كواريب النار يباركونك برفرفاتهم، ويسبحك الاطفال بسعانينهم،
21 هوذا كل البلدان تزيحك باشكالها: العلى بنوره، والعمق بالاغصان من اشجاره،
22 فوقُ انت عزيز يخاف منه اللهيب، وفي الاسفل انت متواضع لابس كل الفقر،
23 مستيقظو العلى يمهدون دربه ببروق النار، وبنو العمق يلقون امامه ثيابهم،
24 نزل الجبار من عند ابيه ليزور موضعنا، وبارادته بلغ الى اقصى حد الفقر،
25 ظافر التيجان سأل عفوا ليدخل الى صهيون، ليحتقر بتواضعه بأس السلاطين،
26 اهلك حصان ومركبة ملوك افرايم، وحمل وجلب السلام لصهيون الغاضبة،
27 احتقر ورذل مركبات الاسياد المزينة، وركب عفوا ليكمل دربه بتواضع،
28 ابناء العبرانيين رأوا تواضع الملك العظيم، فاخذوا اغصانا ليرتلوا له اثناء دخوله،
29 انكر الشيوخ تسبيح الملك الآتي الى البلد، وبعجب تحرك اطفال البلد ليسبّحوا،
30 اوفى الشباب الدَّين الذي قرضه شيوخ الشعب، واستقام هناك التسبيح اللازم،
31 اغلق الكهنة والكتبة افواههم ولم يسبّحوا، فالتأم الاطفال ليرتلوا بسعانينهم،
32 صرخ الودعاء: مبارك الآتي باسم الرب، ورعد طريق الملك الآتي بمجد جديد،
33 انحنت الاشجار لتعطي الاغصان ويستقيم دربه، لان الجفنة المباركة اعطت للعالم ثمرة حلوة،
34 الاطفال ظفروا بفرح اكليل التسبيح لقديم الايام الذي صار طفلا بين جموعهم،
35 شيخ العالمين جاء وصار شابا في بلدنا، ولهذا تحرك الشباب للتسبيح.

زكريا يتنبأ
36 حمل زكريا النبي قيثارته الروحية وركض امامه يرتل وهو فرح بالنبؤة،
37 وشدّ اوتارها ورفع صوته مرتلا: ابتهجي كثيرا يا بنت صهيون ورتلي واصرخي لان ملكك قد جاء،
38 ها قد وصل راكبا عفوا ابن اتان، فافتحي له ابوابك لانه ياتي عندك بتواضع،
39 ابتهجي كثيرا وافرحي واهتفي التسبيح بصوت عال، ها انه يأتي كما جعلتك تتكلين بواسطة النبؤة،
40 كان زكريا قد رتل لبنت العبرانيين لتفرح معه، والعروس المرذولة لم ترتقص كما دُعيت.

بنت العبرانيين تفضل الاصنام على يسوع
41 كانت عاهرة ومتضايقة بمجيء الختن، ولهذا لم تبتهج لما استقبلته،
42 كان قلبها هائما بالعجل حبيبها ومغرمة به، ولم تسمع لما قال لها النبي: افرحي،
43 كانت متعلقة بالصنم الرباعي الاوجه، ولم تكن تقدر ان تفتح الابواب للملك الآتي،
44 كانت معنية في خدمة اصنامها، ولم تهتم بخدمة تسبيح ربها،
45 سجدت لعشتروت وصنعت الحِداد على تموز، واحبت ملكوم واصعدت الذبائح للبعل عشيقها،
46 وسجدت علنا لزحل وكاموش ولأشيما، وصنعت مهرجانات لآلهة جميع الشعوب،
47 كانت معنية باصنام انثوية مصرية ولم تكن فارغة لترتل التسبيح مع التلاميذ،
48 كانت داخلة ومستعدة للذبح للابالسة، ولم تخرج لتحمل الاغصان مع الاولاد،
49 يبارك الاطفال ويسبّحون الملك الآتي، والعجوز الوثنية تنظف اصنامها وتجددها،
50 الانبياء يقرعون ابوابها العالية ويوقظونها، وهي نائمة بمحبة العشاق الكثيرين،
51 ابتهجي يا بنت صهيون، ولم تبتهج صديقة العجل لانها كانت متضايقة بمجيء وارث الآب،
52 كانت قد عرفت بانه يفضحها، فابغضته ولم تكن متفقة ليُسبّح من قبل الاطفال،
53 الحسد في قلبها، ولهذا خرست وسكتت عن التسبيح وكانت تهتم لتُسكِت المسبّحين،
54 لم يكف بانها لم ترد ان تسبّح، انما كانت معنية بان تخنق تسبيح الآخرين،
55 هولاء يسبّحون، وهي غاضبة من الحانهم، وتهددهم ليسكتوا من التسبيح لكنهم لم يسكتوا.

اشعيا وزكريا يوقظان بنت العبرانيين
56 صرخ اشعيا: استيقظي استيقظي، والبسي القوة، وهتف زكريا: ابتهجي كثيرا وافرحي بمجيء ملكك،
57 صاح الاولاد: مبارك الآتي باسم الرب، وتعالى التسبيح الكثير في درب الملك،
58 العبرانية لم تكن تشاء ان تسمع اشعيا، ولا زكريا، ولا الاولاد،
59 لم تكن تصغي الى الانبياء، ولا الى الاطفال، وكانت متضايقة وغاضبة من اصواتهم،
60 بوقاحتها اهتمت كثيرا ليصمتوا، وفتشت عن فرصة لتسكتهم بكل حجج،
61 المسبّحون لم يكونوا يهدأون من التسبيح لان الحق الظاهر حركهم على التسبيح.

الابن موجود في السماء وعلى الارض في آن واحد
62 كان طريق الابن عجيبا للمتميزين، وبالنسبة اليه تسبيح العالمين وسكانهما هو قليل،
63 وقفت افواج ميخائيل بعجب عظيم لانها رأت الابن راكبا عفوا في اسواق اورشليم،
64 نظر العلويون ووجدوا الوحيد متواضعا وصامتا بين جموع الارضيين،
65 وارتعب النورانيون (وقالوا): هل نزل من المركبة، فمالوا جميعهم لينظروا اليه لعله هناك،؟
66 وكانوا قد رأوه في كرسيه البهي في موضعه العالي، ورأوه ايضا راكبا ابن الاتان،
67 تعجب الملائكة وهم ينظرون اليه في كلتا الجهتين: في العلى والعمق، ولم يكن اثنين، لكن واحدا،
68 كانوا ينظرون اليه ولم يفرغ الكرسي منه، وكانوا يرونه بين هولاء (الصارخين) اوشعنا،
69 كان راكبا على الكواريب، وراكبا على عفو: وهذه اعجوبة لانه حالّ في العلى ويمشي في العمق ولا يتجزأ،
70 بين العلويين بروق النار تتواضع في دربه، وعند السفليين كان يُكرم باغصان النخيل،
71 يتحرك الكواريب ليزيحوه في موضعه السامي، وفي العمق يسبّحه الشباب باغصانهم.

حسد بنت الشعب
72 حسدت بنت الشعب وتكالبت لانه كان يُسبّح، فكانت تسعى ليبطل التسبيح من كل الافواه،
73 لم تكن تتفق مع العلويين، ولا مع السفليين الذين كانوا يسبّحون درب الابن المليء عجبا،
74 صرفت جهدا كبيرا لتُسكِت المسبّحين، ولم يسكتوا لان فمهم كان مليئا بالحقيقة،
75 شيوخ الشعب حسدوا الاطفال وسعانينهم، وتذمر الكهنة وتقمقم الكتبة من اصواتهم،
76 كان المستيقظون يسبّحون الابن في موضعه العالي، وفي العمق (سبّحه) الشباب البسطاء مع التلاميذ،
77 سعى اليهود مبغضو كل الحسنات ودنوا منه وتوسلوا اليه ليُسكِتهم،
78 كانوا يقولون له: ألا تسمع ماذا يهتفون كانما اخذ مجدا مستعارا ليس مُلكه،؟
79 كان يُسبّح من فضلات مجده العظيم، وكانوا يحسدونه كانما خطف مجد (شخص) آخر،
80 وقت السعانين هتفوا بجزء صغير من تسبحته، فحسد الكتبة كانما لم يقتن المجد ابدا،
81 كانوا يقولون له: قل ليبطلوا من التسبيح، كانما لو بطل الاولاد سيبطل التسبيح،
82 ايها اليهود يا مبغضي النور، كيف يبطلون من تسبيحه الممتلئة منه السماء والارض،؟
83 /453/ ها انكم تجبرون الشباب حاملي الاغصان على السكوت، ها ان له جموعا في موضعه لا يسكتون،
84 هوذا ربوات ربوات وآلاف الوف السماويين يسبحونه، ومن يقدر ان يسكتهم،؟
85 لو يسهل ان يسكت هذا الجمع الصغير، من يأمر فوج آل جبرائيل (بالسكوت).؟

لو سكت هولاء لنطقت الطبيعة وسبّحت الحجارة (لوقا 19/39-40)
86 كانوا يقولون له: قل ان يسكتوا فاجابهم: لو يسكتون ستصرخ الحجارة وتسبّح،
87 والواقع هو كما قال معلم الحق: لو كانوا يسكتون، لتكلمت الحجارة كما كان يقول،
88 كان قد حان وقت اداء التسبيح للابن، ولو انكروه عليه لكانت الحجارة تسبّح،
89 لو لم يسبّح الاطفال باغصان النخيل، لكانت تسبّحه الحصيات الصماء بكناراتها،
90 كان رب الملوك راكبا عفوا ابن اتان، وكانت الطبيعة قد تحركت لتسبّح لاجل تواضعه،
91 وكـان الكهنة والكتبة ورؤساء الشعب ملزمين ان ينطقوا بذلك التسبيح اللازم،
92 واذ انكر الشيوخ التسبيح الذي حان وقته، ارتج الاطفال ليسبّحوا بسعانينهم،
93 ولو كانوا يسكتون لما بطل التسبيح هناك، الحجارة كانت ترتل ذلك التسبيح بفزع،
94 كانت الطبيعة تجتهد لتسبّح ربها، ولو لم يكن الناطقون يتكلمون لتكلم الخرس،
95 لما صار الملافنة ناكرين تكلم البسطاء، ولو سكتوا ايضا لاستعدت الحجارة للتسبيح،
96 لم يكن ممكنا في ذلك الوقت ان يبطل التسبيح، وكان سيُنطق إما من قبل الناس وإما من قبل الحجارة،
97 تحيرت البرية من تواضع ابن الله، وكانت مهتمة لتسبّح بصوت عال،
98 لو لم يرتل الاطفال، لنطقت الحجارة لانه لم يكن حينئذ ممكنا ان يبطل التسبيح.

حجارة السعانين وحجارة الصلب
99 من يقدر ان يوقفنا الآن على الخفايا:؟ هل كانت ستصرخ الحجارة وتسبّح كما قيل،؟
100 كلمة الابن هي صادقة بالنسبة الينا نحن العارفين، فالحجارة كانت ستسبّحه كما قال،
101 نتكلم الآن مع من هو محتاج الى البرهان: من الظواهر يسهل علينا ان نعرف الخفايا،
102 اثناء الصلب كـان المسبّحون صامتين، فصرخت الحجارة والحصوات بالتسبيح الذي كان لازما،
103 بدل التلاميذ الذين لم يطرحوا امامه ثيابهم، خرج الموتى وسبّحوه بكناراتهم،
104 بدل الاشجار التي لم ترسل له (الثمرات) من اغصانها، قطعت الشمس سيور ضوئها لتكرمه،
105 بدل الصالبين الذين كانوا يجدفون على المخلص، كانت الطبائع الصماء تسبّحه باشكالها،
106 كان قد هرب الاصدقاء، ومكث الاعداء على الجلجلة، وكان قد آن الاوان ليُسبّح الابن المصلوب،
107 وبما ان الناس سكتوا، فقد تحركت الحجارة لتسبّح لئلا يظل الملك المصلوب بدون تسبيح،
108 وبهذه الامور التي جرت وقت الصلب، اتضح ذاك القول: لو سكتوا لتكلمت الحجارة،
109 لو لم يسبّح الاطفال هناك بالاغصان، لكان يُسبّح كما سُبّح على الجلجلة،
110 ولتحققت الكلمة للسامعين بوضوح: لو كانوا يسكتون لهتفت الحجارة كما قيل.

الطبيعة تسبّح الرب
111 الطبائع لا تنكر ابدا التسبيح للرب، لان البرية كلها به تتحرك للتسبيح،
112 من السهل ان تسبّحه الحجارة والاخشاب، لان رمزه الخفي يحرك الطبائع لتسبحه،
113 البرايا باشكالها ترتل التسبيح: الناطقة منها، والصامتة على اختلافها،
114 الشمس بنورها وباشعة حرارتها في مسيرة دربها تسبّح كما هي مكونة،
115 والقمر باشراقه وبتغييرات سرعته يسبّح رب الازمان الذي لا يتغير،
116 والرقيع بسعته وبالنيرات المنظومة فيه يسبّح مكوّنَه ليل نهار،
117 والارض والبحور بالجبال العالية وبالامواج تسبّح باشكالها كما هي مخلوقة،
118 وكل الغابات والاشجار المثمرة والارزات تسبّح كل يوم بعجب عظيم،
119 والسماء والارض مملؤتان من مجده كما هو مكتوب، وكل ما هو مكوّن يرتل التسبيح لمكوّنه.

لا احد يدرك كيف تسبّح البرايا ربها
120 كل براياه ترتل التسبيح بالسنتها: كيف،؟ وباي مقدار،؟ لا تستطيع ابدا ان تفقه ذلك،
121 الحق يشهد بان كل الطبائع تسبّحه: كيف،؟ لا احد يدرك ان يصف ذلك،
122 لا احد يعرف باي فم، وباي صوت ترتل الارض التسبيح لربها عندما تُطالب بذلك.

داؤد يتكلم عن تسبيح الطبائع
123 يشهد داؤد بانها تسبّح لما كان يطالب ايضا العناصر بالتسبيح بكنارتها،
124 النار والبرد والجليد والثلج والتنانين واللجج كلها والارض والجبال والآكام،
125 داؤد طالب من هذه بالتسبيح كجزية ليرتفع التسبيح للعامل من براياه،
126 حثّ الرياح والعواصف على التسبيح، لو كان يعرف بانها لا تسبّح لما كان يحثها،
127 كان قد تحرك داؤد بالروح القدس، وبدوره حرك العلويين والسفليين على التسبيح،
128 الشمس والقمر والنيرات الموجودة في الرقيع والارض والجبال والآكام والاشجار،
129 قال داؤد لهذه كلها: سبّحي الرب، وايقظها لانه كان يعرف بانها تسبّح،
130 كيف،؟ او باي نوع تسبّح،؟ لا تطلب مني لانه يصعب عليّ ان افسر لك،
131 توجد اسرار خفية بين الله وبراياه، ويسمعها لما تسبّح باشكالها،
132 لما تُطالب الحجارة بان تهتف بتسبيحه، هو وحده يعرف ان يسمع لغاتها،
133 ولما كان يُزيح على العفو كانت مستعدة لتسبّح درب تواضعه الجديد،
134 وبما ان الشباب اخذوا الاغصان للتسبيح، حينئذ لم يكن لازما ان ترتل الحجارة التسبيح،
135 ولو سكت هناك هولاء الذين حملوا الاغصان، لكانت الحجارة تسبّح بخوف الملك الآتي،
136 ولما سعى اليهود ليُسكِتوا تسبيح الابن، اجابهم: ان الحجارة ستصرخ له،
137 كانت ستصرخ بالحقيقة كما قال، لانه لا توجد فرصة ليبطل تسبيحه من قبل البرايا.

البيعة تسبّح الرب 138 ربي، تسبّحك الافواه الناطقة بلغاتها، وترتل تسبيحك الطبائع الصماء باشكالها،
139 ربي، تشكرك كل الطبيعة التي تجددت بك، وكلها ملزمة بان تشكر تواضعك بعجب،
140 يسجد لك العلى لانك تنازلت عند الارضيين، ويسبّحك العمق لانك اسمى من العلويين،
141 ربي، يزمر جمع بيعة الشعوب المفتدى، لانك حررتها من عثرات الاصنام الخربة،
142 في يومك بنت الآراميين ترقص وتبتهج بك، بدل غضب واحتقار وكآبة بنت العبرانيين،
143 هوذا الشباب يسبّحونك باغصان الاشجار، وقد اختلط صوت الشيوخ بصوت الاطفال،
144 هوذا الرعـاة يسجدون لك مع قطعانهم، بدل ذلك القطيع الذي صلب راعيه على الجلجلة،
145 هوذا جموع الشعوب تباركك في كل البلدان، بدل شتمك من قبل جوق قيافا،
146 يهتفون لك: قدوس قدوس قدوس في الجماعات، بدل صراخ جماعة الشعب: انه يستوجب الموت،
147 هـوذا كل الاصوات من كل الافواه ترتل تسبيحك في كل الالسنة التي ايقظتها على تسبيحك،
148 يسبّحك سواريف النار باصوات القداسة المخيفة، وهم يستترون من لهيبك،
149 كواريب اللهيب الممجدون الذين ربطتهم يباركون يوميا مخافتك برعب عظيم،
150 ألف آلاف السماويين يزمرون تسبحتك، وهم لا يهدأون من تسبيح رفرفاتهم،
151 ربي، هوذا البيعة البتول التي اعدتها من السالبين تهتف لك وهي غنية ومبتهجة بك.

الخاتمة
152 الكل يشكرك، لان الكل تجدد بمجيئك، مبارك انت من الكل، لك التسبيح بكل الالسنة.

كمل الميمر على احد السعانين