ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر العشرون
	في كل ميامره يدعو السروجي الرب ليشكره ويسبحه في جماعاته اي في بيعه. يقول ان فمي مبخرة الالحان وبدل البخور اقبل التسبيح. ليغلِ فمي بمحبتك ويضطرم جمال خبرك بين السامعين. لا اصل الى ذروة ميمرك، لينحدر هو عندي كما تواضعت انت ونزلت عندنا. درب ابن الله هو فوق الحد، ومَن يظن بانه يحدده لا يمش عليه. لو اقترب اليه احد بالمعرفة لاضطرب، ولو فتش عليه بالايمان لوجده. خابت المعارف وبطلت كل الحكم، وقد اشرق تعليمه بواسطة صيادي السمك. خاب العلماء وامسى المفسرون سخرية وادعى الحكماء ولما تكابروا على مجيئه ليصفوه، سقطوا من الحق وصاروا مجانين. الارض تصغي لتسمع الجليليين، وتحتقر علماء بيروت واليونان الحكيمتَين. لو وُجدت محبة تزدحم على التعليم، لكنت اثير الآن لماذا سُرد هذا الخبر: اذهب ورائي يا شيطان؟. المحبة تمنع اذنها من الاصغاء بجدال، فلو وُجدت المحبة وُجدت الكلمة المليئة جمالا. الشيطان حسد سمعانَ بسبب امتيازاته بعد اعترافه بابن الله فاراد ان يوقعه وبسقوط الرئيس يُسقط مصف الرسل. الشيطان حارب سمعان وجعله يحزن على آلام المسيح ليثنيه عن الالم فقال له: حاشاك ان تموت. فاحص القلب عرف بان الفكرة زرعها ابليس فزجر سمعان وسمى شيطانا نصيحة الشيطان التي كانت موجودة في سمعان بينما سمعان هو رسول الابن ولهذا لم يقل اذهب يا سمعان بل اذهب يا شيطان.! يا سمعان لماذا تمنعني من الموت.؟ جئت لاموت واحرر البشرية من الشيول. لو لم امت ستبطل النبؤات التي تكلمت عن المي وموتي. واذ عرفتني ابن من انا، يرعبك الموت لانه لا توجد فرصة ليموت ابن اللامائت. انا اموت بارادتي وليس "قسرا" مثل البشر. السروجي يناهض الديوفيسيتيين الذين اتهموه بانه يعلّم: موت الله. وضع هذه العبارة في فم البيعة: زجر الشيطان من البيعة لئلا يزرع فيها الفكر الضعيف الذي يخاف من موت الابن. وقال: تالمت الآلام لما كان يتالم على الجلجلة، وبه مات الموت لما كان يموت ولم يؤذه. المخطوطتان: باريس 196 ورقة 179؛ اوكسفورد 135 ورقة 389 يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب الملفان. الميمر يشبه الميمر الذي سبقه أي انه قطعة لغوية رائعة. انه ميمر تفسيري ولاهوتي وجدالي خاصة ضد الديوفيسيتيين. يقول السروجي كانت البيعة خربة فخاف الشيطان لئلا تُشيد مجددا. هذه الصورة تحملنا على الظن بان الميمر ابصر النور في فترة ازاحة فلافيانوس وقدوم خليفة سمعان الصفا أي البطريرك ساويرا في سنة 512م. للقديس مار يعقوب الملفان على سمعان الصفا لما قال له ربنا: اذهب خلفي يا شيطان (متى 16/23، مرقس 8/33) المقدمة 1 في كل ميامري ادعوك ايها الابن الحقيقي، بك كل كلماتي تعطي التسبيح لابيك، 2 ليصعد لك مني صوت الشكر بالتراتيل، وانا اكرر ميمر تسبيحك في جماعاتك، 3 يا ابن الله ليكن لك فمي مبخرة الالحان، وبدل البخور اقبل التسبيح من الضعيف، 4 ليغلِ العقل بنار محبتك حتى يصفك، ويضطرم جمال خبرك بين السامعين، 5 لتكن ميامر ايمانك ذبيحة سلامية، فاقبلها في بيت المغفرة كالقربان، 6 ليكرمك لساني بالتراتيل بدل الذبائح، وليُذبح لك كل شكر بكل الالحان، 7 انت هو الذبيحة والدم... لا تليق بك، لتكن الحان التسبيح هدايا ترضيك، 8 الابن الذي رضي ان يصير ذبيحة بدل الخطأة، ليزمر لك فمي تسبيحا نقيا بصوت عال، 9 كلمتك تفوق الناطقين ... لينحدر اليّ تسبيحك حتى يحرك اصواتي لتسبيحك، 10 لا اصل الى ذروة ميمرك لاصعد واقيسه، لينحدر عندي لانه يسهل عليه ان يتشبه بك، 11 ليتواضع، وبتواضعه يوصف من قبلي لانني لا اقدر ان اصعد الى حيث هو موجود، 12 لو لم ينزل خبرك الى العمق السحيق، من يبلغ اليه ليصفه في موضعه كما هو،؟ 13 لينظر ميمرك اليك انت الذي تنازلت عند الارضيين، وليأتِ الى موضعك وها قد وُصف من قِبل الضعفاء، 14 محبة ابيك جذبتك من الاعالي العالية وانزلتك ووضعتك في اعماق وتجاويف الارض، 15 وبما انك نزلت والتصقت بالارض بتواضعك، هوذا الترابيون الضعفاء يصفون خبرك، 16 نزلت من الاعالي، وهوذا الاعماق ثرية منك، اغنني لاكرز خبرك في العمق، 17 ربنا، جذبتك المراحم الى اسافل الارض، ولهذا تحدث عنك الموتى في تخومهم، 18 مَن كان يقدر ان يرتفع الى موضعك السامي ويتحدث عنك بين اجواق اللهيب،؟ 19 مَن كان يخطو بين افواج جبرائيل ويتطرق الى موضوعك بين صفوف السماويين،؟ 20 مَن كان يقترب من مركبة الاجنحة الرهيبة ويلفظ ميمرك..رعب العلى العظيم،؟ 21 مَن كان يسير في طريق الجمرات الذي لا يمكن مسّه، ليذهب ويرى ويأتي ويتحدث عن خبرك على الارض،؟ 22... الموجود بينك وبين الآب، مَن كان يقف ويفتح فمه.. الكثيرة لك،؟ 23 هناك لم يذكر خبرك احد، انت تنازلت عند الخطأة، وها انهم يزمرون لك بالسنتهم، 24 تفرس فيك العقل في عمق الموتى وصرخ هاتفا بخوف: عظيم هو عجبك يا ابن الله، 25 رآك الفكر في الجمع الضعيف الموجود تحت الارض، وها انه يسبّح بك سمو ابيك، 26 رأى الضمير تجاويف القبور المستنيرة بك، واستنار ليتحدث عن خبرك بجوارك، 27 كنت تعيش هنا عندنا ومعنا في بلدنا، واذ شاء ابوك وخلطك معنا فها نحن قد وصفناك. عدم الجدال: استهزاء بحكمة اثينا وبيروت 28 هنا ايضا لم نشاهدك محدودا يا رب الحدود، لانك كنتَ عندنا وعند ابيك، ومَن يفهمك،؟ 29 كل سبيل ابن الله هي فوق الحد، ومَن يظن بانه يحددها لا يمش عليها، 30 تجلّيه سام ولو لم يرتله الايمان بالحان بسيطة لما وُجد فم ليردد خبره، 31 لو اقترب اليه احد بالمعرفة لاضطرب، ولو فتش عليه بالايمان لوجده، 32 خابت المعارف وبطلت كل الحكمة، وقد اشرق تعليمه بصيادي السمك، 33 خاب العلماء وامسى المفسرون سخرية، لان البشارة انتشرت في كل العالم بالجهال، 34 ادعى الحكماء ولما تكابروا على مجيئه ليصفوه، سقطوا من الحق وصاروا مجانين، 35 تحير الفلاسفة وتعجبوا وامسوا جهالا، لانهم رأوا الجهال يعلّمون الحكمة، 36 هولاء الذين كانوا في الامس ماسكين الشباك هوذا بأس العالم منحن ومطاطأ ليسمعهم، 37 اذن الارض تصغي لتسمع الجليليين، وتحتقر علماء بيروت واليونان الحكيمتَين، 38 اصحاب الذهب منحنون بقرابينهم امام اناس محتاجين وبلا عمارات ولا مقتنيات، 39 قائد الجيش مقتول، وعبيده يشارطون على الغلبة، فاستولوا على الارض بذلك القتيل لتعتمر باسمه، 40 اختار لمعرفته آنية فارغة من المعرفة ليرسلهم ليس بما يملكون بل بما هو يملك، 41 امرهم ان يتركوا مقتنى العالم ليصير كل العالم مُلكهم وهم فقراء، 42 اغناهم وعظّمهم بما هو مُلكه، ولم يبق عندهم مما يملكون اي شيء، 43 لم ينتصر عساكره الا بموته، ومَن يخجل من الاعتراف بموته ليس من خاصته. اذهب يا شيطان.. (متى 16/23) 44 لان سمعان المختار قال له: حاشا ان تموت، دعاه شيطانا ولم يحابه وهو يحبه، 45 ذاك التلميذ الذي صار حجرا للبيعة التي بناها، وبمحبته اعطاه مفاتيح العلى والعمق، 46 /487/ لانه وجد ان موته لم يحسن له، فقد دعا رئيس التلاميذ شيطانا كانما بغضب، 47 ولو وُجدت محبة تزدحم على التعليم، لكنت اثير الآن لماذا سُرد هذا الخبر،؟ 48 الرسول المختار الذي وضعه اساسا لبيعته، لماذا يسميه بعد قليل شيطانا،؟ 49 المحبة تمنع اذنها من الاصغاء بجدال، فلو وُجدت المحبة وُجدت الكلمة المليئة جمالا، 50 لنقل الآن لماذا اهين ذاك التلميذ لما دعاه مخلصنا شيطانا كما قلنا،؟ 51 مبغض الناس حسد سمعان لانه عظم، فتحين الفرصة ليضع الدنس في ذلك الجميل، 52 لقد وجده مختارا وجميلا وطاهرا ومليئا نورا وعاليا في صِدقه وايمانه مليئا جمالا، 53 لقد سمع بانه نال ذلك الوحي من عند الآب لانه تعلّم اسم الوحيد مثل امين السر، 54 نظر اليه لانه اخذ من مخلصنا طوبى عظيما، واغتنى وتملك التطويبات والايحاءات، 55 سمع بانه وُضع له اسم جميل ليصير الصفا، وصار اساسا لبناء الملكوت، 56 شاهد ان ربه قد اعطاه مفاتيح الكنز كله ليأمر العلى والعمق سيدياً، 57 لقد سمع بصدور الامر للرسول ليصير مسلطا ليحل ويربط حتى في السماء، 58 راى بانه كان في الامس صيادا واليوم يملك، فحسد واحترق وصفق بيديه متذمرا، 59 سمع بان البيعة ستُبنى لانها كانت منهارة، ومنها يطردونه هو والموتَ لئلا يدخلها، 60 عرف العدو ان الشيول-خزينته ستُستأصل، وستُبنى بيعة الابكار على التلميذ، 61 سمع بان امخال الشيول ستقع وتُقهر وتبطل، وستستولي البيعة على الاعالي والاعماق والعالم باسره، 62 شعر بان درب عدن سيُفتح، وستتم عودة آدم ليرجع الى ميراثه، 63 من مواعيد الابن، تعلم ذاك الغاشم بان كل ما افسده سيتقنه وبعدئذ يصعد، 64 تضايق الشرير من هذه الامور التي سمعها عن سمعان، وقصد المكلوب ان يبيد الرسول، 65 قال: اهجم الاساس العظيم، وهوذا كل تلك العمارة المرتفعة الى العلى تتزعزع، 66 لو ترنح التلميذ وسقط قليلا، ستتزعزع البيعة، ولو لم تتزعزع فان خسارتنا لعظيمة، 67 لو تمايل ليسقط هذا الذي اصبح الصفا، سترتخي ايضا العمارة الواقفة عليه، 68 انصبُ الفخ لسمعان ليقع، واذا وقع، فهوذا كل جمع النسور التابع له يصبح عندي، 69 انهم اثنا عشر، فلو مسكتُ ذلك الاول، سيأتي جميع رفاقه معه الى الظلمة، 70 لو امسك رئيس الجمع، سيتبدد، لو التأم سيمحو آثار خطواتي من البلدان، 71 لو اربط رئيس جوق الرسل سيهرب جميعهم وستتعطل البشارة في البلدان، 72 لو يمكث سمعان رئيس التلاميذ في حقيقته، هوذا سقوطي وسقوط الموت رفيقي الحبيب (قد تأكدا)، 73 لو يمكث التلميذ في جمال ذلك الاعتراف، ستتعلم منه كل الارض، وستنسى تعليمي، 74 لو لم اخطف مفاتيحه بشكل من الاشكال، سيُخرج الغنى من بيت ابيه ويستهزيء بي، 75 سيدخل ويقف في مخزن اللاهوت ويموّن العالم بالغنى وينساني، 76 وستصير كل اصنامي سخرية في البلدان، وسيتحطم قرن الوثنية العالي، 77 وستبطل احتفالاتي واعياد جموعي من الاراضي، ويتسوّل احباري او يُقادون عند الله، 78 وستصير سخرية كل حلقة الإلهات، وتهوى ارضا كل الاصنام العالية التي اقمتها فيها، 79 لو لم يرتخ سمعان من اعترافه، سوف لن اقوم، وعليّ ان اهرب من تعليمه. الشيطان يحارب الرب (متى 4/1-11) 80 حسد الشيطان ذلك التلميذ حسدا عظيما، ونصب الفخاخ، وطمر الاشراك لذلك الصادق، 81 واذ اثار الجاهل الذي ضل المعركة على ربه، كم انه سيهدد العبد ليبطش به، 82 صنع المعركة مع الاله من اله، كم انه سيسعى بجسارته لمحاربة الانسان، 83 بدأ بالمعلم، وجاء ايضا الى التلميذ، لانه كان يتحين الفرصة لتملك الضلالة في كل الاحوال، 84 هيّج الظلمة لمحاربة النور وبقدر استطاعته اقام جبهة لئلا يُفضح، 85 تجاسر الشرير وصنع معركة مع مخلصنا، ولما غُلب سقط كالبرق امام نظر الملائكة، 86 خاف واضطرب وسحب يديه من الانتصار، وعرف من هو الابن، وابن من هو وتركه. الشيطان يهيج اليهود 87 وشرع يتغلغل بين جموع اليهود ويعلّم الشكوك للكهنة وللكتبة وللصدوقيين، 88 ويدخل ويكمن في الشتامين والمرائين ليتلذذ بتجاديفهم على الصادق، 89 وحيثما فعل ربنا القوات كان يحاول ان يثير الشكوك بدل التسبيح، 90 وكان يخطف من الآيات التي فعلها ربنا (ويقول): بعلزبوب اخرج الابالسة وليس الوحيد، 91 صنع له رفاقا: مرة الكتبة، ومرة الكهنة، ومرة جلب الرؤساء والسلاطين الى حزبه، 92 وكان يضرمهم بالتجاديف والشتائم ليثير الانقسامات على المنتصر الذي ربطه في المعركة، 93 الشمس كان اقوى من الظلال، وحيثما ذهب كان يهزّمه من الطرق، 94 كان يفضحه ويكشفه باشعة النور، ويفسح المجال للنور ليستولي على العالم باسره، 95 وكـان ينظر الى كل القوات التي فعلها ربنا، ويعكر ويقلق مَن يسمعه بين الجموع. الشيطان يحارب يهوذا 96 صار له مجال فوقع مرة على التلميذ، وبالطمع افسد نفسه من الحرية، 97 قطع يهوذا من جوق التلمذة ووشوش وكذب وجعله رفيقه بمكر بغيض، 98 نصب ليهوذا فخ محبة المال العظيم، واصطاده واوقعه في السرقة وفي المشنقة، 99 ولو استطاع كان يبدد جميعهم لانه كان قد خاف من بداية اعمالهم، 100 حية كبرى عضّت الرسل في عقبهم، فقطعوا ذلك العضو والقوه ارضا، 101 ربطوا وشدوا عليه ليظل السم في عضو واحد، فحُفظ الجسم من الفساد، 102 سقط يهوذا بالحبل الذي فصله عن التلاميذ، وبما ان باطنه كان مليئا سمّا فقد فجرته قوته، 103 دخل عضو آخر بدله مع التلاميذ، وظل جسم الرسل بدون قرح، 104 الشرير لم يبدأ بيهوذا بنصب الفخ، بل بمعلم ورب جميع الارباب، 105 واذ نال السقوط في المعركة الرهيبة التي شنها، ابتعد وخجل من المنتصر الذي فضح زيفه، 106 وبعد هذا، نبح على سمعان رئيس التلاميذ، ورويدا رويدا جسّ جميع العبيد الصالحين، 107 ونزل ووجد ذلك الحامل الكيس المحلول، ونصب له الفخ في الكيس واصطاده هناك، 108 علّم المختارَ السرقة والمكر العظيم والكذب، وجعله بغيضا بين التلاميذ. الشيطان يحارب سمعان 109 انت الآن اسمع: المسيح سمى سمعانَ رئيس التلاميذ شيطانا بعلل ذلك التلميذ، 110 حسده واقترب منه ليوشوش له ويلقيه من عظمته في الفخ لو استطاع ذلك، 111 دخل عنده بحيلة الحية رفيقته ليخطف المفاتيح لو فُسح له المجال، 112 حالما قبل ونال ذلك التجلي من الآب، وخرج الطوبى العظيم من الابن، 113 ووُضع في اساس البيعة مثل الصادق، واعطاه الابن المفاتيح ليدبر بيت ابيه، 114 سعى الشيطان وراء عقب ذلك التلميذ، وكان يراقبه ليضع الدنس فيه لو استطاع. يسوع يتكلم عن آلامه الارادية 115 وبدأ ربنا يتكلم عن المه، ويكشف سرّ صلبه لتلاميذه، 116 تحدث ربنا عن قتله وعن المه: متى وكيف سيحتمل كل هذه الامور من قبل اليهود،؟ 117 قبل ان يصير، قال ماذا سيصير ليعلّمهم بانه يركب خشبة الصلب بارادته، 118 ذكر لرسله ما سيحدث له من قبل الصالبين، وبتلك المناسبة اقترب الشيطان ليبين ما يخصه. الشيطان يتسلط على سمعان 119 تملك على سمعان لكونه صديق ابن الله ليتألم كثيرا ويتعذب بالحزن مثل صديق، 120 لم يكن يقدر ان ينصب له فخا آخر لانه كان صادقا ولم يكن يغيّر محبة معلمه، 121 رئيس التلاميذ لم يكن يتنازل الى محبة المال ولا ليسرق او ليكذب او ليتبدل، 122 نصب له الفخ بتلك المحبة التي كان قائما فيها، لينبت من المحبة المنخس الذي كان سيُطعن به، 123 ابليس الكآبة دخل ووقف امام فكره، ولبس الحِداد بسبب خبر الصلب، 124 تضايق سمعان مثل القريب والمغتم، والضيق ذاته الموجود في نفسه كان من الشيطان، 125 تألم مثل صديق بسبب اخبار الالم التي سمعها، وخاف وتضايق لاجل معلمه مثل القريب، 126 التلميذ صار شفوقا بدل الصادق، وشرع يعطي نصائح هزيلة لابن الله، 127 لا يا ربي، لا يا ربي لا تحتمل آلام الصلب، ولا يقترب منك الالم والموت بشكل من الاشكال، 128 حاشاك ان تموت او يستهزيء بك اليهود، حاشاك ان تتألم او تهان من قبل الصالبين، 129 ربنا، لا يداهمك الالم هكذا، حاشاك ايها البار ان تُشتم من قبل الصالبين، 130 تجدر بك الحياة والمجد لانك ابن الحي وتبغض الموت، حاشاك ان تموت يا محيي الاموات، 131 بنصائح المحبة الضعيفة المقلقة هذه كان ذاك التلميذ يزجره لئلا يتألم. يسوع فاحص القلب يزجر سمعان 132 وكان فاحص القلب قد رأى مَن اقلق نفسه، ومثل عارف الكل عرف من اين كان مصدر الكلام، 133 تفرس خفية في ذلك الفكر الذي تحرك في الرسول، لقد زرعته الحية وليس (فكر) ذلك التلميذ. الشيطان هو النصيحة الوهنة التي زرعتها الحية 134 وفجأة احتدم غيظا ضد سمعان الذي يحبه، ودعاه شيطانا كانما بالغضب، بينما كان رسولا، 135 سمى شيطانا النصيحة الوهنة من الشيطان، بينما الرسول ظل ما هو بالنسبة الى مخلصنا، 136 التفكير الكئيب الموجود في سمعان سماه شيطانا لانه لم يكن يوافق على الصلب، 137 الحية التي انبحت الموت على آدم بين الاشجار اعطت النصيحة لئلا يتالم الابن على الصليب، 138 وبما ان ابن البتول كان يعرف مَن كان ينصح، فقد اهان صديقه لان العدو كان يقلقه. الرب لم يقبل النصيحة مثل حواء لانه جاء لينقذ السبي وينظف صورة آدم 139 ربنا لم يقبل النصيحة الوهنة مثل حواء، لانه جاء ليرضّ الثعبان بصلبه، 140 لم يُخدع من قبل التلميذ الذي كان يحبه، ليترك الصليب الموجودة فيه الحياة للعالم، 141 سماه شيطانا لانه اراد ان يثنيه عنه، غير ان موت ابن الله احزن الشيطان، 142 كان يقول له: اذهب يا شيطان وانتقل الى خلفي، لا تعرقل دربي المتوجه الى الجلجلة، 143 ارسلني الآب لاصير ذبيحة بدل الخطأة، لماذا تمنع تقديم الذبيحة العظمى،؟ 144 اهرب من امامي لاصل الى الموت المعدّ لي، لانني به اطلق سجناء الشيول من الظلمة، 145 اذهب الى ورائي، فالدرب متجه الى الآلام، ولا احد يقدر ان يضاددني ويعطلني، 146 انت عثرة لي لانك تود ان تمنع سبيل الموت: انها لا تُمانع، انتقل الى وارئي ايها الشيطان، 147 لي وقت قصير ثم اصل الى الجلجلة، من سمح لك ان تمنع الدرب المليء حياة،؟ 148 رضيتُ وصرتُ محبولا في البطن، ومولودا في المذود، ومعمذا في النهر، ويعوز الصليب، ثم سيحيا آدم، 149 لماذا، حاشا لي ان اموت واحيي موتى الشيول، ها انهم ينتظرونني لادخل واحل رباطاتهم،؟ 150 لو منعتني من البطن او من الولادة او من النهر، لكان من السهل ان تمنعني من الجلجلة، 151 الآب الذي ارسلني اعطاني الميعاد في اعماق الشيول، لن ارجع الى ان انزل واجسّ الهوة، 152 صورة الآب غرقت في الحمأة، وهانذا انزل لانقذها بشخصي ولن اصعد الا بعد اخذها، 153 الحية اسقطت آدم من الفردوس الى القبر، وجئت لادخل واخرج آدم من الهلاك، 154 لو تقول لي: حاشا لي ان اتحمل الآلام، اذاً حاشا للعالم ان يحيا كما تقول، 155 هذا معنى كلمتك: اترك الجلجلة، وتمكث في الشيول الصورة العظمى دون ان تتجدد، 156 هذا معنى نصيحتك: اترك الصليب ولا اصعد اليه، ويبلى آدم في الشيول حيث هو موجود هناك، 157 السبي محبوس في ثقوب القبور، وهانذا ذاهب لاجلب السبي، لماذا تمنعني انت من الخلاص،؟ 158 مستبدو الشيول نهبوا مقتنياتي، اهربْ من امامي، اذهبُ واجلب مقتناي الذي نهبه اللصوص، 159 ابناء الهلاك ربطوا آدم في الظلمات، فاتركني ادخل لاحل المربوطين ثم اعود، 160 الحية وحواء تشاورتا مع بعضهما بعضا واسقطتا آدم، لتُلغ نصيحتك لانها لو قُبلت فانها تشبه تلك (النصيحة)، 161 لماذا حاشا لي، لو افعل عملا في الشيول واحطم ابواب الموت التي اغلقتها،؟ 162 واكسر امخال بنت الظلمات العالية، واهدم قلاع الموت لئلا يُسكن فيها بعدُ،؟ 163 واخرب المحصنة التي تبلع الاجيال، واستأصل كل اسوارها بعلامة صليبي،؟ 164 واكون ضيفا على الموتى ثلاثة ايام، وأُسمِع لمحبوسي الشيول بانني أُخرِجَهم،؟ 165 واتلطخ في تراب الموتى، وافتش فيه عن الدرهم المحبوب الموجودة عليه صورتنا التي فسدت،؟ 166 وبادوية الصلب سافحص الصورة التي افسدتها الحية الماكرة بين الاشجار، 167 يا سمعان، لماذا تقول لي: حاشاك ان تفعل هذه الامور، لانه لو لم امت ستبطل كلها كما تقول.؟ موسى يتنبأ عن آلام المسيح 168 كلمتك تعاكس اسرار النبؤة، فلو لم امت لن تكمل كما وُصفت، 169 المسيح الذي اتى وخلص العالم بذبيحته، لك التسبيح من كل الافواه على نعمتك، 170 لو لم يعلقوني على الخشبة ازاء الشعب، سيكذب موسى لانه رأى بان الحياة هي معلقة في الخشبة. داؤد يتنبأ عن آلام المسيح 171 لو لم يثقبوا رجليّ ويديّ كما تقول، سيخاصم داؤد لانه سيبدو غير صادق، 172 ولو لم يعطوني لاشرب الخل والمرارة، سيبطل سرّ النبؤة وستصير انت مقبولا، 173 لو لم يقسّم الشعب ثيابي كما رُتل، مَن يصدق ان داؤد الملك كان نبيا،؟ 174 لو لم أُحص بين الموتى كما تنبأ، لماذا كان يهتف: ها انه بين الموتى، لو لم امت.؟ اشعيا يتنبأ عن آلام المسيح 175 لو لم يقودوني كالحمل لاصير ذبيحة، سيكذب اشعيا الذي سماني: حملا، 176 لو لم اصمت على مثال النعجة امام الجزاز، ستحدث مصيبة كبرى لانه ليس نبيا لكونه لم يُرسل. زكريا يتنبأ عن آلام المسيح 177 لو لم تُشاهد آثار المسامير في يديّ، لما يتساءل زكريا النبي، ماذا اقول له،؟ 178 لو لم تظلم الشمس وتشرق اثناء الصلب، لماذا قيل: ليكن النور وقت المساء.؟ يونان صورة لآلام المسيح 179 لو لم (اظل) في قلب الارض ثلاثة ايام، لكانت تُمحى صورة يونان من الايحاءات. موت يسوع الارادي مصدر الخيرات 180 لو تقول: حاشا لي ان اذوق الموت كما تتوسل، سيبطل اذاً جميع الانبياء، 181 وهذا التوسل هو من الشيطان، لانه يريد ان يبطل درب الصلب ويقلق الحسنات، 182 انت عثرة لي في الطريق السائرة الى الآلام، فاذهب ورائي وانا اسير الى الامام نحو الجلجلة، 183 ربنا لما سمى الرسول شيطانا،كان قد نظر الى الخلاص العظيم الذي صنعه بصلبه، 184 حاشاك ان تموت اعني حاشاك ان تخلّص، ولهذا اهانه واحتقره ورذله واهمله كثيرا، 185 نظر ورأى كم من عقد سيحلّ بموته، وكم من ابواب مغلقة سيفتح للمسجونين، 186 وكم دَين عمومي سيوفي من القبائل، وكم من فخاخ العدو المطمورة سيكسر، 187 وكم سيسالم بين العلويين والسفليين، وكم سيبطل المشاجرة التي القتها الحية، 188 وكم من ميت ينبعث به بعد موته، وكم من سجين يري نوره بنزوله الى الشيول، 189 تطلع الى هذا، ولما قيل حاشا ان يموت زجر صديقه والقاه وراءه بغضب عظيم، 190 انت عثرة لي لما تقول لي حاشاك (ان تموت) لانك لا تفكر بما هو لله بل بما هو للبشر، 191 وبما ان الآب اوحى لك بمحبته انني ابنه، هل تظن بانني لو اموت كأنه عار علي،؟ 192 وبما انك عرفتني ابن من انا، يرعبك الموت لانه لا توجد فرصة ليموت ابن اللامائت، 193 ألا تفكر بانه لو اريد يسهل عليّ ان اموت، ولو اموت فحياة شخصي محفوظة فيّ،؟ 194 تفكر بما هو للبشر، لما ترى الغصب يقود الانسان ليصير ميتا، 195 واذ لا يريد، فهو مُخضَع ليموت بالقصاص، والاجل يذله ويجرجره في مسكن الشيول، 196 وتخرج روحه، ويعود الى ارضه ليصير ترابا، ويرى الفساد ويبلى ويهلك على الغبار، 197 وتنهشه السوسة والدود في تخومهما، ويصبح لاشيئا هناك في الظلمات، 198 ويُنسى خبره، ولن يعود بعدُ عند احبائه، ويترك اصدقاءه ولن يشبعوا بعدُ من مؤانسته، 199 هذا الدرب الذي تفكر فيه هو بشري، ولا تفكر حسب السبيل الالهي الذي اسير عليه، 200 بعد ان عرفتني الها وابن الله، ألا تفكر بانه لو اموت سيكون موتي مثلي ايضا،؟ 201 لما اموت لن تقوى عليّ امخال الشيول، ولن يقدر الموت ان يتطلع في وجهي لما اخرج، 202 لن أرى الفساد هناك بين الموتى، ولن يتسلط الموت ليغلق الباب في وجهي، 203 لن يقولوا لي: لانك تراب ستعود اليه، ولن تدوسني السوسة والعثة كعاداتهما، 204 ولن أُقهر من قبل الهلاك بين الموتى، ولن يربطني الموت في عشه كالبقية، 205 لن تحبسني الشيول البالعة لما انحدر اليها، ولن تلقي الدودة عليّ نابها لتفسدني، 206 ولن ابيد من اصدقائي مثل الانسان، ولن يقول اقربائي ليس موجودا لانه فسد، 207 الم تفكر بان الله لو اقترب من الموت فالحياة مستترة فيه، وانه بموته يحيي الاموات.؟ سمعان يفكر مثل البشر وليس مثل الله 208 ايها التلميذ انك تفكر مثل البشر الذين يموتون ويهلكون وتتلاشى بقية ذكرياتهم، 209 لم تفكر مثل الله: لما ادخل الى الشيول سترتعب وتتقيأ الموتى الذين بلعتهم، 210 لم تفكر بانه لما ينزل الله الى القبر، يُخرج جموع الموتى من الهلاك للقائه، 211 انك تفكر مثل البشر الذين تزول حياتهم بموتهم، ويصيرون ترابا في قبورهم، 212 لم تفكر بان ابن الله الذي يدخل الى الشيول يستأصلها ويخربها ويفرغها ويعود الى موطنه، 213 لم تفكر بان الله لو قبل ان يموت، لن يرى الفساد فيها مثل البشر، 214 وها انك تفكر مثل البشر وليس مثل الله، فالطريق طريقي، لو تفهمه افهمْه مثلي، 215 قلتُ لك: انني ساموت وساقوم، فافرح بالقيامة ولا تحزن بسبب الموت، 216 لي طريق من الجلجلة الى اعماق الشيول، ولا يُمهد إلا بآلام الصلب، 217 انتظرني هنا ثلاثة ايام الى ان آتي، لان مجيئي ليس كذهاب البشر، 218 اذهبُ واعمل سهرا للموتى ثلاثة ايام، وافتح لهم ابواب الشيول التي كانت موصدة، 219 عليّ ان اسير في درب الموت مرحلتين، وفي المرحلة الثالثة سآتي فلا تحزن، 220 يسهل عليّ ان اموت، ويسهل علي ان احيا، وانا مسلط ان اذهب وآتي متى ما شئت دون ان يمنعوني، 221 بدخولي اليها لن تُغلق ابواب الشيول، انما تسقط سقوطا ويقوم الموتى المحبوسون فيها، 222 اقدر ان اضع نفسي لو اشاء، ومتى ما اشاء انا مسلط ان آخذها، 223 لما اموت ليس آخر ياخذها مني، لانني بارادتي اضعها في يدَي الآب، 224 ها انك تنظر الى موت البشر، ولا تفكر بان الله يقدر ان يفعل كهذه الامور. البيعة لا تحزن من موت المسيح 225 بواسطة سمعان تعلمت البيعة من مخلصنا ألا تحزن متى ما ذُكر فيها خبر موته، 226 موت ابن الله هو مميت الموت، والمه هو مؤلم الآلام بالنسبة لمن يعرف، 227 به تالمت الآلام لما كان يتالم على الجلجلة، وبه مات الموت لما كان يموت ولم يؤذه، 228 بفضل سمعان رئيس التلاميذ علّم البيعة ان تحب خبر قتله عندما يُذكر، 229 بالتوبيخ وبالزجر المليء غضبا طرد الافكار الجسدية من التلميذ، 230 وزجر الشيطان من البيعة لئلا يزرع فيها الفكر الضعيف الذي يخاف من الاعتراف بموت الابن. الشيطان الذي أُهين بعبارة: اذهب يا شيطان الى ورائي هرب من سمعان 231 واخذ عنده التلميذَ من الشيطان حتى لا يخاف من سماع اخبار الصلب، 232 وذاك الذي اهين باسمه انتقل لانه كان غريبا، واخذ معه الافكار الضعيفة التي جلبها، 233 هرب الشيطان وراء يسوع، وظل التلميذ امام الابن ملتجئا الى صلبه، 234 اذهبْ: يا شيطان، ولم يُسمع: اذهبْ يا سمعان، وذهب الشرير، والرسول ظَلّ يعترف بمعلمه، 235 النصائـح الضعيفـة الصادرة من الشيطان هربت من سمعان، وظَلّ الصفا وهو الحجر في البناء، 236 ابـن الله سند صديقه بالاهانة التي وجهها اليه، وانهزم العدو لئلا يعيق درب الابن. الخاتمة 237 توجه نحو الآلام بدون اضطراب، مبارك مَن بموته احيا جميع راقدي الشيول. كمل (الميمر) على قول ربنا لسمعان: اذهب ورائي يا شيطان