|
|
|
|
|
|
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الثالث والعشرون |
|
|
|
كلمتي تركض الى موعد تسبيحك لانني ناطق ولساني يسبحك ويرتل لك وآخذ منك لاعطيك، مُلكك هي الكلمات والالحان والعقول. بهيمة بلعام تكلمت مع الساحر ليُوبخ بواسطتها، لا اكن مثلها محروما من الفائدة، انا صورتك، لا اكن اتانا، ولا شبابة لكلمتك، لكن ارضا صالحة تعطي اثمار المئة المختارة، اعطني لاميز واملأني محبة حتى اتكلم، ربنـا اعطني سامعين يعتمدون عليك، وهم جائعون بمحبة الى كلمة الحياة.
الصوم: الخبز والماء هما حصة الحياة الجسدية، وكلمة الرب هي حياة النفس الروحية، من اكلِ الخبز ثقلٌ وكسل، وكلمة الحياة تربي جناحَين للنفس لتطير بهما، لنأكل بمقياس ولنسمع الكلمة بلا مقياس، لنقلل الاطعمة ولتطل التاملات الالهية.
الصدقات: افتح باب بيتك للغريب بمحبة، وستُفتح لك كل ابواب الملكوت. اكرم الصوم بفمَين لو انت صائم: (بفمك) المتقشف، (وبفم) ذلك الذي يأكل من قوتك. كل ما تعطيه للمحتاج تلقاه في السماء.
اذهب عند الفقير واحسن اليه: ايها الصائم ادع الفقير واعطه الخبز، لا ياتي هو، بل اذهب انت وفتش عليه واملأ بطنه، الاراضي لا تأتي وراء فلاحيها، بل هم يحملون الزرع ويذهبون الى الحقول، لو جاء محتاج الى بيتك ليطلب منك، انت مدين له باجرة رِجليه لانه مشى نحوك.
لا تكتف بالقول للفقير الرب يقيت: الفقير يطلب ليأخذ، وليس ليعرف مَن يقيته، لانه يعرف افضل منك مَن يقيته، اسكتْ ايها الواهب ومدّ يدك للفقير وانت صامت، وتكلمْ معه بعطيتك، المحتاج الملقى على عتبتك هو ابن جنسك، اعرف من ذاتك واملأ بطنه وسيكون صومك عظيما.
لا تتكلم كلمة السوء اثناء الصوم: انتبه لا تتكلم كلمة تحلّ صومك خلال الصوم وتنجسك مع الشرهين وانت صائم. الكلمة تقدر ان تنجس من يقولها، ولهذا احفظ لسانك ايها الصائم. ليكن الكلام نعم نعم ولا لا. موسى واخته مريم تكلما فقوصصا، واللص اليمين تكلم فكوفيء.
ليست متساوية كل الكلمات التي يتكلمها الانسان، ولا يمتنع المتكلم عن كلها، التسبيح والشكر وتراتيل الروح وحركات النبؤة هي كلمات، وهذه الكلمات هي مليئة حياة للناطقين بها، ولا يبطل احد منها ابدا لو هو صائم.
المخطوطات: باريس 195 ورقة 64؛ روما 117 ورقة 169؛ لندن 12165 ورقة 48
يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. الميمر قطعة شعرية وروحية رائعة. القاه ولعله الفه في فترة الصوم المقدس. اسلوبه بليغ تفيض منه الحياة الروحية. انه ميمر راعوي يشرح فيه معنى الصوم الحقيقي. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى عهد الشباب نظرا لاسلوبه الحيوي والتصويري الى ما قبل غلق مدرسة الرها سنة 489م.
الدراسات:
الميمر الثاني والثلاثون، لاجل الصوم، قبطي، 381-389
للقديس مار يعقوب
على الصوم المقدس الاربعيني
المقدمة
1 يا ابن الله تركض كلمتي الى موعد تسبيحك، لان جميع الناطقين مُطالبون بالتسبيح لك،
2 اليك يرفع لساني الحانه بتراتيله، وبك ولاجلك ارتل لك العجب باللحن،
3 آخذ منك واعود لاتكلم عنك، لتُسبّح انت في كل الفرص من قبل السامعين،
4 مُلكك هي الالحان والكلمات والالسن والافواه والعقول والافكار مع الضمائر،
5 اعطني من عندك، لانك تملك لتعطي لمن يطلب منك، وخذ لك التسبيح الكثير من موهبتك،
6 تسبيحك موجود فيك، والمسبّحون لا يفيدونك، يا ابن الله اقبل كلماتي وانت غير محتاج،
7 فتحت لك فمي وملأته كما وعدت، ليوصف به خبرك العظيم بصوت عال،
8 فمي المفتوح الاناء الفارغ اعطيتُه لك، وبالنعمة ملأتَه تسبيحا من اجل محبتك،
9 /552/ من امتلائك يأخذ جميع المعوزين، ليمتليء بك المحتاج وليكرز موهبتك،
10 لو تعطي الكلمة للاتان، مَن الذي يُسبّح هي الناطقة او واهب الامور المستحيلة،؟
11 البهيمة تكلمت مع الساحر لكي يُوبخ: له العجب، ولك التسبيح في كل الاحوال،
12 كلمة جديدة من الاتان بعجب عظيم، وأُعيد اليك كل التسبيح، وهي لم تستفد،
13 لا اكن مثلها محروما من الفائدة، ربي انا صورتك فضّل خاصتَك بعِشرتك،
14 لا اكن اتانا، ولا شبابة لكلمتك، لكن ارضا صالحة تعطي اثمار المئة المختارة،
15 الترتيل الحلو من الشبابة لا يفيدها، اعطني لاتنعم بتراتيلك مع المتكئين،
16 الاتان ايضا اقتنت الكلمة بلا تمييز، اعطني لاميز واملأني محبة حتى اتكلم،
17 ربنـا اعطني سامعين يعتمدون عليك، وهم جائعون بمحبة الى كلمة الحياةكما لو كان الى الخبز.
الخبز والكلمة (متى 4/4)
18 الخبز والماء هما حصة الحياة الجسدية، وكلمة الرب هي حياة النفس الروحية،
19 من اكلِ الخبز ثقلٌ وكسل، وكلمة الحياة تربي جناحَين للنفس لتطير بهما،
20 لنأكل بمقياس ولنسمع الكلمة بلا مقياس، لنقلل الاطعمة ولتطل التاملات الالهية،
21 تظلم النفس بالاطعمة لما تكون كثيرة، ولو توفر التعليم يغتنى العقل،
22 في هذه الايام، الجسد مفطوم من الاكل، ليكثر التعليم للنفس لتسمن به،
23 في يوم ينتصر فيه الصوم الكبير في الجماعات، ارفع صوتي ببرارة لمن يسمعني،
24 اليوم، فم الشراهة ملجم ومغلق، لتفتح الاذن بابا لصوت التعليم،
25 في هذا اليوم، البطن فارغ، والنفس مستيقظة، تكلم تكلم ايها الفم وأفِد مَن يسمعك،
26 في هذا الشهر نُزعت السلطة عن الشراهة، والكلمة مسلطة لتنتصر كثيرا،
27 لا تجد في كل الاوقات الاثمار الحلوة لتاكلها، يوجد وقت تكون الشجرة محرومة حتى من الاوراق،
28 لا تجد في كل يوم في كرمك عنبا، يوجد زمن معين لقطف كل غلاتك،
29 ولا يوجد في الحقل الكدس والباقة، لان شهر (موسم) السنة يلد الغلة في الحقل،
30 واذا كانت غلات الجسد تسير مع اوقاتها، لتسر غلة النفس في وقتها بنشاط،
31 في هذا الوقت الذي يُجمع فيه قوت النفس، ليستيقظ كل واحد وليملأ اهراءه بكل الخيرات،
32 في هذا الزمان الذي تُشفى فيه النفس المريضة، هلموا ايها الصائمون الى باب الطبيب وضمدوا جروحكم،
33 في هذه الايام التي يصير فيها احتفال للرب، اخرجوا ايها التجار الروحيون واغتنوا من التجارة،
34 في هذه الايام، فُتح سوق للبرارة، وها انها تباع بلا شيء لمن يطلبها.
الصدقة للفقراء
35 صفّ ابن الله ملكوته على ابوابكم، اعطوه كسر الخبز، واشتروه لانه يقبل (ذلك)،
36 القوا الصدقات على الفقراء، وخذوا الملكوت، لانه يود ان يعطي ويفتش عن حجة ليوزع كنزه،
37 لو اعطيته خرقا مخاطة وبالية لا تلزم، هو يبدلها لك بثوب المجد،
38 اعطوه الخرق التي تخرج من اكناف معاطفكم، وهو يعطي حلة المجد المليئة نورا،
39 اعطه الاغطية المرقعة والممزقة المتناثرة من فراشك، وخذ لك سريرا لا تدخل اليه الاوجاع،
40 القِ للفقراء من فضلات وليمتك، واذهب وتنعم مع لعازر عند ابراهيم،
41 امزج كأس الماء للعطاش وخذ لك اجرا: كل كنز مليء بغنىغير محدود،
42 افتح باب بيتك للغريب بمحبة، وستُفتح لك كل ابواب الملكوت،
43 الصوم لائق لما تجري فيه البرارة، اعطه ما هو خاصته، ولن تتغرب عن الاختلاط به.
إطعام الجائع
44 اعطِ للجائع ما نقّصته من طعامك لئلا تكون بخيلا وغير صائم،
45 لقد حرمت نفسك منه، اعطه لمن بطنه هو جائع لتجد في صوم واحد فائدتين،
46 اكرم الصوم بفمَين لو انت صائم: (بفمك) المتقشف، (وبفم) ذلك الذي يأكل من قوتك،
47 صم لله، واعطِ للمحتاجين، وضاعف الفوائد لان البرارة تطلب هكذا ممن يعملها،
48 طهّر نفسك وانت صائم من الاطعمة، و بالصدقات اشترِ ملكوت الله،
49 كل النفقات التي وفرها الصوم من مائدتك، لتُعطَ خلاله لمن تنقصه الاطعمة،
50 لا تحفظ ما وفره لك الصوم، لكن ضعه في بطن الجياع لما تصوم،
51 لو لم تأكله، وحفظته لك فهو مُلكك، وصومك محلول مع مصاريفه التي احتفظت بها،
52 لو تعطي للجياع ما وفرّه الصوم، فصومك هو صوم، وله اكليل البرارة
زرع الصدقات في ارض المحتاجين
53 وقت الزرع لا يتاسف احد على بذر زرعه، لانه يعرف بانه سيجمع غلته حسب زرعه،
54 ايها الصائم ازرع الصدقات ولا تملّ، لانك ستحصد باقة المجد في العالم الجديد،
55 المحتاجون هم الارض الصالحة فالقِ فيها زروعك التي لا تسع السماء غلاتها،
56 توجد ارض تخون الزروع التي تُزرع فيها، فتعطي قسما منها وقسما تبيده ولا ينبت فيها،
57 توجد حقول تبيد زروع فلاحيها، اما حقل البؤساء فلا يخيب من يزرع فيه،
58 انه يقبل ويحفظ كل الزروع التي تُزرع فيه على اختلاف اشكالها ويعطي الثمار بحرارة،
59 ولو يزرع احد كأس الماء ستنبت، وسيجمع الباقة وتأتي الى الهري المليء خيرات،
60 كل ما تزرعه ستحصده بكثرة، فالزرع محفوظ ولا تتشكك من (جمع) الغلات.
آفات الزروع
61 لغلات جميع الفلاحين توجد آفات في كل يوم: الجليد والحر والجراد والبَرَد وكل الاضرار،
62 حتى وإن دخلت ووصلت الى الهري، فانها معرضة للخطر: لها الشوك ومفاجاءت سيئة بلا عدد:
63 جميع السراق، جميع المطالبين، جميع السالبين، جميع المستهلكين، وبهم تقلّ الغلة وتتلاشى.
الصدقات هي بلا آفات لانها محفوظة في يمين الرب في السماء
64 متى ما تُزرع الصدقات، فلا خوف عليها ولا ضرر ولا مؤذ لغلاتها،
65 غلة البرارة موضوعة فوقُ في السماء، حيث لا يتسلط الحر ولا البرد ولا الجراد،
66 في موضع عال بلا سراق ولا مطالبين ولا سالبين يقدرون ان يلحقوا الاذى بها باي شكل كان،
67 غلة جميع الصائمين هي محفوظة في يد الرب، ومحفوظة فيها كل الصدقات لفاعليها،
68 غلة كل من يزرع البرارة محفوظة في تلك اليمين التي وزنت الجبال وبسطت الاعالي،
69 اذهب وطالب بذلك الفلس الذي تعطيه للفقراء على الباب، فانه هناك في يد الرب،
70 ازرع في المحتاجين، وها انك تحصد من الله، ابذر هنا، وهناك اجمع كل الخيرات،
71 انقل خزائنك من الارض المليئة خوفا، وضعها في السماء في موضع محمي من السراق،
72 هوذا الفعلة الذين يتعبون معك يقفون على بابك، بواسطتهم اصنع عملا عظيما باجر زهيد،
73 استأجر الفقراء بخبز فمهم، وسيهيئون لك موضعا عاليا في عالم النور، وضع فيه كنزك،
74 انهم يبنون مقصورة كبرى مليئة بالخيرات، لتدخلها وتسكنها وهناك ستجد كل خزائنك،
75 انهم يستولون على درجات العلى بصدقاتك، وبها تصعد الى الله بدون تعب،
76 انهم يمهدون درب الحياة امام خطواتك لتمشي وتذهب الى خدر النور بدون عثرات،
77 انهم يكونون معك فوجا في الطريق المخيفة، وعلى ذلك الجسر يتوسلون لانقاذك،
78 انهم يقفون على الجسر المليء نارا، ويرشّون الندى لانهم صورة للرابع،
79 انهم يعملون سفينة مائية في بحر النار، ولما تعبر لا يقترب منك اللهيب،
80 انهم يفتحون باب الختن قبل ان تقرعه، ويستقبلونك ويتنعمون معك في الوليمة،
81 انهم يدعون لعازر لانه اخوهم، ولو دعوته يأتي عندك في جوقهم،
82 انهم يشهدون على صدقاتك بين الملائكة، وبسببهم تُحبب بين العلويين،
83 انهم يقفون ويشيرون اليك كما لو كان باصبع: هذا سدّ احتياجنا ولم يملّ،
84 كن صديقهم حتى يقبلوك في مظالهم، لانهم كل جمال البرارة،
85 ارسل كل ما لك معهم عند الله، واذهب لتجده على باب الملك مع ربحه،
86 ضع عندهم زوادا للطريق قبل موتك، ولما تنتقل من عالم الى عالم لن يعوزك (الزاد)،
87 تسير برفقتهم الصالحة (وتمشي) في المواضع، فلو ذهب معهم مقتناك لن يُسرق،
88 كل ما تتركه من مقتناك ستضيعه، اختلس منه واعطِ للفقير الذي سيحفظه،
89 عندما لا تعطي ما يوجد في يديك فليس مُلكك، ومتى ما امّنته لدى الفقراء صار مُلكك،
90 كلما كان لديك ما تملكه انت لستَ صاحبه، ولو اخذه منك فقير سيحفظه لك،
91 لو انت حكيم اسبقْ وارسل كل ما هو مُلكك مع الفقراء عند الله ليصير مُلكك،
92 لو انت تواق الى اقتناء المقتنى فاقتنه بالحقيقة، ولا تتركه هنا وتصير فقيرا،
93 اسمح للمحتاجين ان يدبروا كل حِملك، لتذهب وتجد كل ما اقتنيته في موضع النور،
94 لو تريد ان تصير غنيا، كن (غنيا) بالحقيقة، لا (غنيا) وقتيا لكن غنيا في كل الازمان،
95 حمّلْ غناك على اكتاف جميع المحتاجين، وها انك تجد كل كنزك في ارض الاحياء،
96 اعطِ، وثق بان كل ما تعطيه هو مُلكك، ارسل ونم وثق بانه لن يُسرق،
97 توجه الى المتسولين لينقلوا غناك ويحملوه كله معك مجانا الى الملكوت،
98 كلما كان فلسك موضوعا في كيسك فهو غريب عنك، ولو وزعته، فها هو محفوظ تحت ختم الله،
99 كلما كان لك في بيتك ذهب، فانت معرض الى الخوف من قبل السراق ومن قبل اللصوص ومن قبل المستدينين،
100 ومن قبل الغاصبين ومن قبل السالبين ومن قبل الحكام ومن قبل الرؤساء لئلا يهجموا عليك لاسباب (تافهة)،
101 ومتى ما وهبته واستفاد منه جميع المحتاجين، وتجاوز مرحلة الخوف ودخل الى الملكوت وينتظرك،
102 هناك لا احد يسرق منك او يؤذيك، لان ذلك الذي صدّقته يحفظه لك باحتراس،
103 متى ما اعطيته له لا يوفر لك الربى وحسبُ، انما وعدك بانه يعيده اليك بمئة ضعف،
104 يكافيء مَن يعمل الحسنات هنا مئة (ضعف)، وهناك الحياة بدون نهاية.
لا تنتظر ان ياتيك الفقير اذهب اليه كما يذهب الفلاح ليزرع حقله
105 ايها الصائم ادع الفقير واعطه الخبز، لا ياتي هو، بل اذهب انت وفتش عنه واملأ بطنه،
106 الاراضي لا تأتي وراء فلاحيها، بل هم يحملون الزرع ويذهبون الى الحقول،
107 احمل الزرع واخرج وسلمه للحقول الناطقة، وانتظر الغلة بدون قنوط،
108 لو جاء محتاج الى بيتك ليطلب منك، انت مدين له باجرة رِجليه لانه مشى نحوك،
109 كان يلزم ان تذهب عنده لكن المسافة منعتك (من الذهاب)، وبما انه جاء فضاعف عطيتك واطلقه يذهب،
110 لو مشى الحقل ليأتي عند الاكار، كم كان سيفرح به ولكان يلقي فيه الزرع الكافي،
111 جاء الفقير ووقف على بابك، لا تتأخر اعطِ الحقل زرعه واطلقه وانت مسرور.
لا تقل للفقير:ربنا يقيتك وحسب بل اعطه
112 قرع الفقير، لا تقل له: ربنا يقيت، الكلمة فارغة ولا تكلّف ثمنا بالنسبة لمن يقولها،
113 يطلب ليأخذ، وليس ليعرف مَن يقيته، لانه يعرف افضل منك مَن يقيته،
114 اعطه عطية ولا تقل له: الرب يقيت، لو اعطيته لاقاته الرب بموهبتك،
115 لو جعلته يثق بان الرب يقيت بالحقيقة، اعط الهبة وقل كلمة ولن تصير بغيضا،
116 لو قلتَ ولم تعط فانت كاذب، لان ذلك المقيت لم يطعم مَن جعلته يتكل عليك،
117 الخبز ثمين، والكلمة سهلة بالنسبة لمن يقولها، اعطه الخبز، ولا يطلب ان يسمع الكلمة منك،
118 بطنه جائع وجاء ليملأه من مائدتك، فلو سمع الكلمة ماذا سيستفيد ما لم يأخذ،؟
119 الفقيرُ لا يريد معلما، اهدأ ولا تعلم، اعطِ موهبتك التي تشهد بسكوتها على المقيت،
120 لو قال الفلاح للحقل: يوجد لكَ زرع، وكرر له: لكَ ولكَ ربوات الزروع،
121 فلو لم يلق فيه الزرع فانه بلا فائدة، لان الكدس والغلات لا تصير بالكلمات،
122 وهكذا ايضا لو تقول للفقير ربوات المرات: الرب يقيت، والرب يقيت،
123 فلو لم تعطه هبة وتملأ بطنه، فان زرعك ريح، ولا يعطيك غلات.
اعط للفقير وانت ساكت
124 اسكتْ ايها الواهب ومدّ يدك للفقير وانت صامت، وتكلمْ معه بعطيتك،
125 /563/ لا تشرح لـه بانه جائع ومنحن ومليء مخاوف، اسنده بالخبز لئلا يسقط وهو يستمع اليك،
126 لو توجد لك هبة لتعطيه اعطها وانت ساكت، وهبتك هي معلم عن المقيت،
127 ولو كنت فقيرا ومحتاجا ومحروما من القوت، اجب الفقير: الرب يقيتني ويقيتك،
128 ولو ينقصك العطاء، اعطه الكلمة، ولو يوجد لك اعط صامتا واطلقه ليجتاز.
زرع الصدقات بكلتا اليدين
129 ايها الصائم ازرع صدقاتك بكلتا يديك، فستحصد اليوم بيمينك وبيسارك،
130 اليوم تقبل الارض منك الزروع الكثيرة، القِ فيها كثيرا وستنبت كلها وتفرحك،
131 هوذا الافواه الجائعة الكثيرة على ابوابكم، اخرجوا ايها الصائمون واسندوا المحتاجين وخذوا الفوائد،
132 من الصدقات اظفروا للصوم اكليلا عظيما ليكون منتصرا بكل الخيرات في الملكوت،
133 الثوب محتاج الى الصورة الجميلة والصوم محتاج الى الصدقات الكثيرة.
اشعيا يوصي بالصوم (اشعيا 58/3-12)
134 رسم اشعيا مثل مصور روحي وماهر صورة للصوم لترى كل البرية جماله،
135 وبما انه رأى اصواما غير جميلة، فقد صور هذا (الصوم) في كل جماله الروحي،
136 كنارة النبؤة كان يفكر بانه يوجد صائم يغضب الله بصومه،
137 ويوجد صائم منفوخ ومتبتختر بالكبرياء، ويوجد مَن هو حقود ومضطرب ومليء غضبا وهو صائم،
138 ويوجد مَن فمه مسدود بالصوم عن الاكل، ويرى المحتاج ولا يفرّج عنه كربه،
139 ويوجد مَن يتواضع بالصوم ويحني رقبته، ولا يشتهي ان يكسر خبزه للفقير،
140 ويوجد مَن يعذبه المسح والرماد على فراشه، والمحتاج يولول من العذاب ولا يشفق عليه،
141 زجر اشعيا هذا الصوم واحتقره ورذله واهانه وتركه وجعله بغيضا واسقطه قدام الصائمين،
142 وصوّر صورة لصوم البرارة المختار، ليصير معروفا في جماعات جميع الصائمين،
143 نبي العجب ابان للعالم ايا هو الصوم، ليتعرّف كل واحد على تفاصيله الالهية،
144 هذا هو الصوم: ان تحل عقد الاثم عنك، وتقطع اوثاق المكر من فكرك،
145 عقدة الاثم هي عقدة معقودة من قبل فكرك، والحاكم صامت بالطمع ولا يحلها،
146 ورباط المكر هو شرّ القلب الذي ينصب الفخاخ ويمكر ويظلم جميع اقربائه،
147 لك دعوة قضائية قائمة ومعقودة وحان الصوم، لو صمتَ حُلّها مع اخيك ولو انه يظلمك،
148 اقطع الافعال التي عرقلها الاثم والظلم، وسِرْ على درب البرارة: فهذا هو الصوم،
149 لتدخل محبة الرب وتحلّ الدعوى المعقودة، لان القيام بمثل هذا العمل حسن اثناء الصوم،
150 كل فعل عقده الخصام بالطمع، هذه هي عقد الاثم، حلّها ايها الصائم،
151 كل فكر يريد ان يضرب اخاه خفية يسميه رباط المكر، اقطعه ايها المتميز،
152 من اشعيا صدر امر على الصائمين: ان نحلّ العقد، ونقطّع اوثاق الخداع،
153 كل ما هو معقود، وكل ما هو خفي، وكل ما هو مكر، اقطعه وحلّه وصم لله بقلب طاهر.
لا تهمل ابن جنسك (اشعيا 58/7)
154 خرج هذا النبي وحاجب اللاهوت وابان لك طريق الصوم وممارساته،
155 يعلمك ان تكسر خبزك للجائع اثناء الصوم، فهذا العمل يليق بالصائمين قدام الله،
156 انه تعلّمَ من فكر الرب ماذا يحب، وكشف للبشر بان يتعلم كل واحد ممارساته،
157 اعلن النبي لمن يسمعه بان الرب يحب ان يدخل الى بيتك الضيف القادم من الغربة،
158 اعلن اشعيا قدام الكثيرين مثل كاتم السر بان الله يشتهي ان توشح العراة بالثوب،
159 زمر اشعيا ارادة الله: يريد المسجود له بالا يهمل احد ابن جنسه،
160 المحتاج الملقى على عتبتك هو ابن جنسك، اعرف من ذاتك واملأ بطنه وسيكون صومك عظيما،
161 جسده هو جسد وليس صوّانا ملقى وعاريا، ويعذبه البرد والحر ولا تشفق (عليه)،؟
162 من تلك "اللتة" التي منها جبلتك المراحم جبلته هو ايضا، الطين واحد ومهما تعظم فهو ابن جنسك.
لا تغلق باب المرحم في وجه اخيك
163 لماذا تصوم لو لم ترحم قريبك،؟ هذا هو الصوم الذي اختاره الرب: ان يترحم المرء،
164 انتبه: لا تغلق باب المراحم امام الفقراء، لئلا تكون صائما قاسيا يصير صومه اهانة،
165 انتبه: لا تبغض اخاك في قلبك وانت تصوم، لئلا تفوح من صومك رائحة كريهة على الملك،
166 انتبه: لا تلعن من يبغضك وانت تصوم، لئلا ينتن صومك بلعناتك ولا يُقبل،
167 فمك يصوم من الاطعمة، ليصم ايضا من اللعنات، ومن الشتائم، ومن الاستهزاءات،
168 ومن الكبرياء، ومن السخرية، ومن المخاصمة، ومن الأيْمان، وكن صادقا بـ "نعم ولا".
لا تتكلم كلمة اثناء صومك (اشعيا 58/4)
169 انتبه: لا تتكلم كلمة تحلّ صومك خلال الصوم وتنجسك مع الشرهين وانت صائم،
170 الكلمة تقدر ان تنجس من يقولها، ولهذا احفظ لسانك ايها الصائم،
171 اشعيا وضعها بين وصايا الصوم وامر الصائمَ بالا يتكلم كلمة.
يلزم ترديد الكلمات الروحية ويجب الصمت عن الكلمات الخبيثة
172 ليست متساوية كل الكلمات التي يتكلمها الانسان، ولا يمتنع المتكلم عن كلها،
173 التسبيح والشكر وتراتيل الروح وحركات النبؤة هي كلمات،
174 وهذه الكلمات هي مليئة حياة للناطقين بها، ولا يبطل احد منها ابدا لو هو صائم،
175 قال اشعيا: لا تتكلم كلمة اثناء الصوم، فاتضح اية كلمة يجب ان تبطل،
176 لا تُنطق كلمة الاثم او الحسد او الغيرة او العداء او الخصام،
177 ليسكت الفم من الشتائم، ومن الاستهزاءات، ومن كل كلمة تسير على حدة في الظلمة.
للكلمة قوة لتزج من يقولها في الجحيم
178 تقدر الكلمة ان تغلق الباب امام الصائم، ويصير مهملا من القانون الالهي،
179 تقدر الكلمة ان تزجّ صاحبها في جهنم، وتلقي من قالها في الحريق الابدي.
للكلمة قوة لتؤذي من يقولها
180 موسى كنز النبؤة بكلمة فمه اغضب الرب، بينما كان جميلا بافعاله،
181 مريم النبية اخت هارون الحبر الاعظم لبست البرص بسبب كلمة نطقها فمها.
للكلمة قوة لتسعد من يقولها
182 وماذا اقول عن اللص اليميني الذي قال كلمة وصار وارثا في جنة السعادات.؟
من كلامك تتبرر او تدان
183 لما تدخل كل كلمة يقولها الفم الى المحكمة، من لا يتخوف من الكلام الزائد،؟
184 لما يتبرر او يُدان الانسان من كلامه، مَن لا يزِن كلمته بخوف وبعدئذ ينطقها،؟
185 ما دام المرء يتدنس بكلماته حتى وإن صام، فلماذا لا يخاف من قول كلمة غير حسنة،؟
186 موسى اغضب، وبرصت مريم، ودخل اللص: ارجاس وجمال في الكلمات فقط دون افعال،
187 خَف من الكلمة الآن ايها الصائم، لئلا تسلّم فمك للخطيئة وانت صائم.
لا تذكر او تنقد افعال غيرك
188 لا تتنازل لتتحدث عن الاخبار الكاذبة، ولا تذكر اعمال الناس غير الحسنة،
189 ما الذي يجبرك حتى تقشّر وتدمي جرحا ليس جرحك،؟ لماذا تفكر بقريبك بينما هو بعيد،؟
190 اذنب اخوك لماذا تهتم حتى تذكر اخطاءه،؟ له رب، وخف من عبد ليس عبدك،
191 داؤد حسب عبارته جمالا عظيما لما قال: لم تجز على فمي ابدا افعال الناس الشريرة،
192 تكلم حسنا كنارة النبؤة لئلا يذكر احد افعال الناس رفاقه الشريرة،
193 لا يكن فمك جسرا للاخبار الكاذبة، ماذا تستفيد من شتائم اندادك،؟
194 لو يصوم احد من الخبز ويخطيء في الكلام، ما الفائدة لانه بنى وهدم وخسر اجرته،؟
195 لقد صام وتبرر وتكلم وافسد برارته، بطنه فارغ وصومه باطل ولا يفهم،
196 صومه حسن وكلماته التافهة بغيضة، لقد وضع على مبخرته الزبل والعطور ولا يُقبل،
197 ايها الصائم خف من نطق الكلمة، لانها هي ايضا قتل وشر عظيم لمن يسقط فيها،
198 الفم مسلط إما ليسبّح، او ليزمر، او ليهلل، او ليختار السكوت الطاهر،
199 كل بناء وكل تشجيع وكل فائدة وكل قصص يستفيد منها المستمعون اليها،
200 اعطِ للمحتاجين، زُر الفقراء، اسند المتسولين، اقت اليتامى، وألبِس جسم العراة،
201 وادع الارملة، واملأ كنفها من مائدتك، وخذ اليتيم وحمّله وابهجه من غلاتك،
202 واسكت عن الكلمة المليئة بجروح اندادك، واحفظ لسانك من التفوه بالكلام الزائد،
203 لقد صادفك الصوم فهيء نفسك للخيرات، ومثل نشيط مزق الصكوك التي كتبتها،
204 انه وقت فيه انفتح باب عظيم لجميع الصائمين، فقم ايها التائب وبصدقاتك اوفِ ديونك.
الخاتمة
205 على كل خاطيء ان يتفقد نفسه بالبرارة، مبارك من اعطانا الصوم لنضمد جروحنا.
كمل الميمر الاول على الصوم
|
|
|
|
|