|
|
|
|
|
|
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الثالث والثلاثون |
|
|
|
كيف اطلب لكوني اخذت الكثير وانا ناكر للجميل،؟ وكيف اهمل لانني اخاف كثيرا فيما لو اسكت،؟ أُعذّب بالسكوت وبالكلمة كما لو كان بالسياط، لن اصمت عن تسبيحك المليء نورا، فلك ارتل مما لك يوميا وبتمييز، لن اتزاحم على تسبيحك خوفا من الدينونة، بل لتحركني المحبة لوصف موهبتك.
اذاً اعدّوا سمعا صافيا ايها المتميزون للميمر المليء بكل الفوائد لمن ينصت اليه، عمليا يتساوى القوال والمستمعون لان كلمة من يتكلم وكلمة من يصغي هي عمومية، من القوال ومن المستمعين مديح واحد لذلك الذي اتقن لنا بحكمته فما وآذنين.
الرب يؤدب مثلما يقاصص المعلم: لما يؤدب، يمينه مليئة حنانا بحيث يرتخى قضيب الغضب عن التاديب، انه يشبه المعلم المليء مراحم الذي يؤدب وتحركه المحبة ليقدم القصاص لمن يتعلمون، المعلم لا يضرب من يتعلم بدافع الشر، انه يريد ان يفيده ولهذا يؤدبه بحكمة، الجنس البشري محتاج يوميا على التعليم لان حريتنا اساءت كثيرا منذ البداية.
بلبلة بابل هي نعمة للانسانية التي انتشرت في الارض: فكر البابليون ان يصيروا شعبا واحدا على الارض فعذبهم الرب بالتعب وضحك عليهم. ونزل الرب ليرى ما يصنعه البابليون فبددهم ليصيروا شعوبا بدل شعب واحد. تاملوا ايها المتميزون كم ان مستقبحاته هي جميلة وكم ان شروره هي حسنة بالنسبة لمن يفهم. قصاص بابل كان نعمة لكي يتفرقوا في الارض، وهذه النعمة نالوها بالقصاص والتاديب بينما ابراهيم صار ابا للشعوب بالبركة.
عبارة هلموا ننزل تبرهن على سر الثالوث: لمن قال الرب هلموا لننزل؟ ومن هو شريكه ليمشي معه؟. لو تظن بانه دعا الكواريب فهذا مرفوض ولا يُسمع، ولو تفكر بانه قالها للسواريف فتجديفك عظيم: في تجلي تلك العبارة: هلموا ننزل، كان يُعلن اقنوم الابن والروح القدس.
اليهودي لا يؤمن بان لله ابنا: ولما اعلن خبره جهرا في اماكن مختلفة، اليهودي غاضب (ويقول): ليس لله ابن، ولما تنازل ليستعمل الصوت ايضا، فالاسرار وتفاسيرها ينكرها، ولما رمز بان له ابنا مثله، الشعب الاعمى لا يزال يفتري (قائلا): انه بلا ولد، هوذا الامثلة في القراءات ولا يفهم، واسرار الابن في كل الاسفار ولا يفقه، الاعمى لا يلام لانه يتوق كثيرا ليرى النور، يلام اليهودي لانه يهرب من النيّر، ما كان يتنكر الاطرش لهذه الاسرار بفضل الرمز، اليهودي اسوأ من الاصم ولا يفهم، لو يريد ان يكشف عن عينه التي اغمضها لكان يرى صورة الابن من القراءة، لو يريد ان يفتح اذنه التي اغلقها لكان يسمع خبر الابن في كل الاسفار، ومن ينهزم من التفسير الذي نتكلم عنه فانه يُدخل شركاء او آلهة مع الله، وبما انه تجديف ان نجعل لذلك الكائن شركاء فلنطلق بحق ما قيل على الابن والروح، لنترك الآن خبر الشعب الذي لا يسمعنا، ولنتكلم علنا عن السر بدون جدال.
المخطوطتان: روما 115 ورقة 13، دفتر سوريا
يرد في البداية اسم مار يعقوب. الميمر معقد لغويا وصعب وفيه 548 بيتا. المواضيع التي يطرحها الميمر هي تفسيرية كتابية ولاهوتية مسيحية. ينتقد اليهود بمرارة لانهم لا يؤمنون بان لله ابنا. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى فترة ما بعد غلق مدرسة الرها اي الى حوالي سنة 490-500م.
على بناء برج بابل لمار يعقوب (تكوين 11/1-9)
المقدمة
1 كيف اطلب لكوني اخذت الكثير وانا ناكر للجميل،؟ وكيف اهمل لانني اخاف كثيرا فيما لو اسكت،؟
2 أُعذّب بالسكوت وبالكلمة كما لو كان بالسياط، حنانك العظيم يلبي اسئلتي يا رب الكنز،
3 انت غني اجزل العطاء مثلك، لان كنزك المليء لا ينقص لما ياخذون منه،
4 يجمل بك ان تعطي لي يوميا انا البغيض كثيرا الذي كنت انكر جميلك يوميا وبجسارة،
5 ربي، لا تمنع حنانك العظيم عن الناكرين لجميلك لان شمسك تشرق حتى على الاشرار غير المستحقين،
6 مطرك يسقي حقل الوثني الذي ينكر جميلك، فمن لا يتزاحم على موهبتك المليئة مراحم،؟
7 الاشرار والاخيار ينالون منك احتياجاتهم وياخذون يوميا من ربوبيتك ولا يشكرونك،
8 بماذا يكافئك اللسان الذي يسبّحك،؟ انه يسبّحك مما لك وهذه ايضا هي موهبة،
9 وباعطائه فانه ينال نيلا، كيف يكافيء اذاً،؟ بك تجمل كل الخيرات لانك كلك غنى،
10 ولو كان من يسبّحك لا يكافئك، فالذي يهمل التسبيح كيف ينجو من اللوم،؟
11 ربي، لن اصمت عن تسبيحك المليء نورا: لك ارتل مما لك يوميا وبتمييز،
12 لن اتزاحم على تسبيحك خوفا من الدينونة، بل لتحركني المحبة لوصف موهبتك،
13 لو كان المريض يحب الآسي الذي يطببه، والجريح المضمد الذي يعالجه،
14 فالنفس المريضة تتوسل الى عظيم الاطباء ليرسل لها علاج المراحم لتُشفى به،
15 به يليق الحنان وفيه تكثر الرحمة ويسرع ليعالج ويهتم بعافيتنا،
16 لما يؤدب، يمينه مليئة حنانا بحيث يرتخى قضيب الغضب عن التاديب.
الرب يؤدب مثل المعلم الذي يؤدب التلميذ
17 /3/ حيثما يرفعه ليضرب الجسورين بالغضب يتزايد الحنان ويغرّق من يُعذب،
18 انه يشبه المعلم المليء مراحم الذي يؤدب وتحركه المحبة ليقدم القصاص لمن يتعلمون،
19 المعلم لا يضرب من يتعلم بدافع الشر، انه يريد ان يفيده ولهذا يؤدبه بحكمة،
20 الجنس البشري محتاج يوميا الى التعليم لان حريتنا اساءت كثيرا منذ البداية،
21 لان آدم حاد واكل من ثمرة الشجرة وقد ضُربت الارض بسببه بالمراحم،
22 ولما تدنس جنس الابرار ببنات قائين انقذت المراحم نوحا البار ولم يهلك.
تمرد بابل
23 ثم ظهر التمرد في ارض بابل وقد زُجر بتاديب مليء بالمراحم،
24 لو كان قد قاصص ابانا آدم مثل ذنبه لكان يموت في نفس الوقت الذي فيه اكل الثمرة،
25 ولو كان يضرب كما تندم لانه صنع آدم لما كان يظل نوح-البقية ليعمّر الارض،
26 ولو قاصص سكان بابل كما كانوا قد اذنبوا لكان يبيدهم بشدة بنار الغضب،
27 عظيما كان التاديب الذي حدث هناك حتى ان اللسان لا يقدر ان يصفه،
28 واذ يوجد التمرد في اوقات متباينة فتمرد بابل هو عظيم جدا ولا يوصف،
29 اناس تجاسروا ليبلغوا الى العلى الى الله، وبافعالهم يدوسون موضع المستيقظين،!
30 يا سكان الارض الذين صمموا بجنونهم ان يدنسوا السماء بسيَرهم،
31 ان قصة بابل تخيف مستمعيها ومن يتميز يتعجب ويندهش بسبب نكورها للجميل.
يعقوب يتكلم
32 ولو لم اكن واثقا من ان الاذن متعطشة الى ميمرها لكنت اخاف من الكلام عن فعلها،
33 ولعله من اللازم ان اوجه صراخي الى قصة بنت الكلدانيين التي تمردت كثيرا على الباري،
34 اتكلم عنها وانا مندهش من ظلمها الاثيم ومن كيفية ومدى جسارتها الكثيرة،
35 اذاً اعدّوا سمعا صافيا ايها المتميزون للميمر المليء بكل الفوائد لمن ينصت اليه،
36 عمليا يتساوى القوّال والمستمعون لان كلمة من يتكلم وكلمة من يصغي هي عمومية،
37 من القوّال ومن المستمعين مديح واحد لذلك الذي اتقن لنا بحكمته فما وآذنين،
38 لنستمع اذاً: كم ان بنت بابل تمردت على الباري بذلك البناء المشهور،
39 لنتساءل الآن عن سبب هذا التمرد وكيف اشتد بدون ذكاء من قبل الجسورين.؟
كتاب موسى مليء بالحقائق
40 كتاب موسى يعلمنا الحقائق لانه كنز عظيم فيه مخزونة كل الكنوز،
41 كان نوح البار قد خرج من الفُلك هو وابناؤه وشرع يعمر الارض التي خربت بالطوفان،
42 كانت الشفقة ترافق الجنس البشري لكي تعتمر الارض بالسكان لانها كانت خربة،
43 نوح البار آدم الثاني صار بادئا، ومن ذريته بدأت في الارض صفوف الاجيال،
44 اظهرت قوتها (العبارة) القائلة: انموا واكثروا وليكثر نسل البشر وليتسلط على الاماكن،
45 كانت قد اشتهرت قبائل عديدة من الفُلك وبدأت تكثر جموع شعوب بني البشر،
46 كانوا قد خرجوا ووجدوا الارض خربة بالامواج، والمسكونة كلها فارغة من الورثة،
47 والاماكن خربة وخالية من السكان والجهات فارغة من القاطنين،
48 ولما خرج الشعوب ليتسلطوا على الاماكن ابان التاديب للقبائل ما هو خاصته.
البابليون يبنون برجا ليصعدوا الى السماء ويصيروا شعبا واحدا لا شعوبا
49 /6/ صفّق الشعوب والجموع برأي واحد للبدء في عمل الاثم بقلب قاس،
50 هلموا نتسلط على البلد ونسكنه بجبروت مثل جمع حاشد لئلا يتبدد على الاراضي،
51 لنتمسك بعضنا بعضا لئلا نضيع في البلدان لنصير شعبا ولا نُسمى شعوبا على الارض،
52 لنبنِ قرية لا يتغلب عليها الطوفان ولنشيّد بناية لا تجرفها الامواج،
53 لنبدأ بعمل لا تخرقه الانهار، ولنصنع حصنا يقدر ان ينقذ من الطوفان،
54 لنبن برجا لو خرجت المياه على الارض وتصطدم به لا توقعه امواجها،
55 لنضع اسسا لو انفتح البحر الكبير لا يضعضها او يؤذيها بالامواج القوية،
56 لنؤكد ونبن شيئا جديدا لا يسقط ولو انفتحت اللجة لا تصله،
57 وبالحرفة لنبن حصنا كبيرا باسم الجبروت الرهيب ونصعد الى السماء،
58 لنصعد ونكن جيران الشمس في موضعها العالي وليكن مسكننا عندها وقريبا منها،
59 لنصعد ونستقر في السبيل التي يعبر فيها القمر وننظر الى تغيير الازمنة وهي تدور،
60 هلموا نصعد الى كواكب النور في سبلها، وهلموا نصنع لنا اسما يشتهر اكثر من اسمها،
61 هلموا نرتفع الى حيث تعبر القوات ولنكن رفاقا للمجرة الحاملة الازمان،
62 لنبن مقصورة هي بداية ونهاية: لم يكن ولن يصير مثلها قط على الارض،
63 هلموا نصنع لنا قرية تصل الى السماء ونسكن هناك في الموضع العالي عن المضرات،
64 لنصنع مصعدا عجيبا بواسطة جمعنا وبه نصعد من الارض الى على الهواء،
65 لنترك الغيوم ونتسلط على مكان فوقها، ولنترك الرياح ثم نرتفع الى العلى الكبير،
66 لنصنع اللبنات ولنحرقها بالنار، ولنقم عمارة من حجر مسجور لا تنهدم.
الرب جلدهم بالتعب
67 تحرك الاشقياء وتجمعوا بحركات التمرد هذه، وبجنونهم صنعوا حفلة للضلالة،
68 صنعوا تمردا ضد الرب ولم يفهموا بانه لا يمكن ان يكتمل عملهم،
69 فرضوا عليهم عملا كبيرا لا اجرة له، وتعبا قاسيا باسم سيء لا حد له،
70 /8/ الضلالة الكبرى استأجرت ابناء الاثم وجعلتهم فعلة اشرارا في تلك العمارة،
71 القوا اللبنات وبدأوا يبنون برج الهزء كما فكروا لتحس البرية بسقوطه،
72 الجهال الذين صاروا مثلا في العالم كله لجميع القادمين اليه بدأوا بدون تفكير ولم يكملوا،
73 القلب القاسي جعلهم يثقون في البداية واخزاهم القصاص في النهاية،
74 اقتربوا من عمل التمرد بفكر اعمى وهم يتكبرون ببناء الجبروت،
75 العدالة تركتهم يبدأون لكي تضعفهم بنفس العمل بدل الجَلد،
76 ربطت الهمجيين كما لو كان بنير ليفشلوا بنفس ذلك العمل لانهم كانوا قد تجاسروا،
77 ذاك الحكيم الذي يعرف ان يضرب بلطف جَلَدَهم بالتعب الجسيم كما لو كان بالقضيب،
78 تأنى عليهم ليبدأوا العمل الذي احبوه لينجب منه وبه الالم الذي يسحقهم،
79 لقد سحقهم بعمل تلك البناية ولم يجلب قضيبا من بعيد ليؤدبهم،
80 اسلمهم بحكمة الى التعب الذي احبوه لئلا تصير لهم حجة ليفتحوا فمهم في عذابهم،
81 لم يُخرج قضيبا من عنده وضربهم، تركهم يضربون انفسهم بانفسهم كما احبوا،
82 لو لم يسلمهم الى التاديب لما كان يتركهم يبداون كما فكروا،
83 وكما كان قد منع ان يكتمل ذلك البناء لكان يمنع ايضا بالا يبتديء ذاك الفكر،
84 بحكمته تركهم يبداون ليعذبهم بذلك العمل لانهم اذنبوا،
85 وصل الى ابناء الاثم تعب جسيم وكانوا يستحقونه لانهم تكبروا على الباري،
86 كان تاديبا قد تولد من الحرية بحيث لم يكن يقدر احد ان يقول: كفى لما كان يتعذب،
87 هم بانفسهم تعذبوا بمرارة، ومَن كان يتوسل لاجل (ازالة) ذلك الجَلد الارادي،؟
88 العمل الذي احبوه عذبهم بجنونهم وخارت قواهم بالتعب ولم يتوقفوا عن البناء،
89 الفعلة الذين ربطتهم الضلالة باستعبادها اشتغلوا في اللبنات الى ان ضعفت اعضاؤهم،
90 طال عليهم التعب الذي احبوه وسحقهم وانهكهم ذاك العذاب الذي ارادوه.
ضحك الرب على البابليين
91 ضحك الرب، فيما لو يضحك، وسخر منهم كما هو مكتوب لان ذاك الفكر الذي سحقهم كان سخرية،
92 كانوا مستعجلين لانجاز تلك البناية التي لم تكتمل وكانوا متعبين ومسحوقين بينما عملهم لم يكن ينتهي،
93 كانوا منهوكين كثيرا ولم يكونوا يريدون ان يستريحوا: في الليل الهمّ، وفي النهار العمل القاسي،
94 حرق الاشقياء اللبنات والطين في النار ليكثر التعب في كل فرص ويسحقهم،
95 ابغضوا حياتهم من جراء العذاب الذي صادفهم ولم يكونوا يريدون ان يتركوا العمل الذي سحقهم،
96 تضايقت روحهم بذلك التعب الصادر من الالالم وكانوا يجتهدون بعدُ ليكتمل البناء،
97 ضعفت قوة اعضائهم من العذاب، وكانت كل الضلالة موجودة في افكارهم،
98 خارت قواهم من التعب ولم يريدوا ان يبطلوا من البناء، وتضايقوا من التعب وكانوا يتزاحمون على العمل،
99 واذ تعذبوا لم يكونوا يريدون ان يبطلوا، وتعبوا كثيرا وكان التاديب ايضا محبوبا من قبلهم.
الرب يوقف العمل
100 ومضى وقت ولم يكتمل ذلك البناء، وانقضت ايام والقلب القاسي لم يلن،
101 امر الديان (قائلا): يكفى عذاب الجهال، ها انهم لا يعرفون الى متى يظلون بلا راحة،؟
102 انحدرت مراحمه ليمنعهم عن ذلك العمل وركّب حجة حتى يستعمل التاديب،
103 ابان غيرته كانه يهدد المتمردين، بينما كان يزجرهم عن الاذى بمراحمه،
104 اراد الرحمن ان يزيل العذاب القاسي واعدّ كما لو كان تاديبا آخر على المتمردين،
105 واذ ايقظته المراحم على المتمردين كان يغضب بوجه الغضب على ابناء الاثم،
106 رأت العدالة بانهم لا يمتنعون عن الشرور، وبعزتها باشرت بالتنفيذ الفعلي،
107 لماذا هذا العمل السيء الذي لا يكتمل،؟ الى اي مدى اتركهم في عنادهم،؟
108 جريمة ابناء الاثم هي كبرى، وها انهم بجنونهم يتركون الارض ليصلوا الى السماء بفضل العمل،
109 هوذا الترابيون قد صموا ليبلغوا علوا غير محدود حتى يحددوه، بينما هم ضعفاء في اعمالهم،
110 الجنس الضعيف احتقر الباري ليطال ببنائه قدرته العاملة،
111 هوذا غبار الارض يجنّ ليبلغ الى جوار اكمة المستيقظين دون ان يصل اليها،
112 هوذا السفليون قد تخطوا عند العلويين بالتهديد ليستولوا على مكان فوق الهواء مثل الروحيين،
113 ايها الضعفاء يكفى صعودكم فاتركوا العمل، ايها الجهال تكفي خطواتكم فلا تجنّوا،
114 ايها المعذبون عبثا ادخلوا الى الراحة المليئة راحة، يا محبي العمل تخلّصوا من التعب قليلا.
سخرية بنت الكلدانيين
115 اصف ايضا هزء بنت الكلدانيين العظيم، فهيأوا لي ايضا افكاركم ايها المتميزون،
116 انه لقول عجيب: الى اي حد وصلت جسارتها،؟ ومن المدهش الاستماع الى مدى اثمها،
117 بعجلتها سعت الشقية لتبلغ الى سمو القوات ولم تخف من الوصول اليه،
118 بذلك البناء صنعت تمردا على الباري لتطال موضعه وتصل اليه بصعودها،
119 بجنونهم تجاسر اناس ضعفاء وهددوا ليشمتوا من حراسة المستيقظين المخيفة،
120 لما اطال الباري اناته ولم يبطلوا، اراد بمراحمه ان ينقذهم من العذاب.
الرب يبدد البابليين (تكوين 11/5-7)
121 لنقرأ موسى فهو يخبر على الفعل لانه يسهل عليه ان يعلن لنا الخفايا،
122 ونزل الرب ليرى ذلك البناء الذي بدأ في تشييده ابناء الاثم باعمالهم،
123 وقال الرب: هوذا الشعب واحد، واللغة واحدة ولانهم فكروا ان يعملوا هذا بضعفهم،
124 هلموا ننزل لنقسّم اللغات ومن الوحدة نبددهم بسبب التمرد،
125 نعذبهم بلغاتهم كما لو كان بالسياط ونبددهم الى الجهات كما فكروا،
126 نفرغهم من الوحدة المليئة اثما، ونسكنهم في البلدان شعوبا مختلفة،
127 لن يُسمّوا شعبا على الارض بل شعوبا، ليس في بلد لكن في كل البلدان،
128 وصفّقوا وتجمعوا وتسلطوا على البلد فلنبددهم لانهم خافوا من الانتشار.
جدال مع اليهودي
129 الاسرار التي ضمنها موسى في قراءته هي عجيبة، والعبارات هي خفية، ومن يحدد تفاسيرها،؟
130 مكتوب هكذا: قال الرب هلموا ننزل، هنا نستفسر من اليهودي استنادا الى القراءة،
131 لو نزل لمن قال لينزل معه،؟ ولو مشى من كان يستحق ان يصير شريكه.؟
هلموا ننزل (تكوين 11/7): برهان على الثالوث
132 من كان يدرك سماع تلك اللفظة لتوجه اليه هذه (العبارة): هلموا ننزل،؟
133 لو لم يبرهن على ولده الذي كان موجودا معه، من كان يدعو لينزل معه للعمل،؟
134 لو تظن بانه دعا الكواريب فهذا مرفوض ولا يُسمع، ولو تفكر بانه قالها للسواريف فتجديفك عظيم،
135 ما كانت تقال للمستيقظين ولا للملائكة وما كانت تُرتل لجموع اللهيب،
136 لمن اذاً قال: هلموا ننزل لما نزل، قالها لحبيبه الذي هو مثله في اللاهوت،؟
137 الكلمة اسمى من الملائكة ولا يصلون اليها، وخدام اللاهوت لا يستحقونها،
138 في تجلي تلك العبارة: هلموا ننزل، كان يُعلن اقنوم الابن والروح القدس،
139 اعلموا ايها المتميزون بانه لم يكن يقول: لننزل، للكواريب الهلعين والمربوطين بالنير المخيف،
140 لم يكن يقول: هلموا ننزل، للسواريف الذين يغطون وجوههم بالاجنحة لكونهم عبيدا،
141 ابنه فقط كان يستحق تلك العبارة، والروح الذي منه كان يسمعها لما كانت تُلفظ،
142 اقانيم اللاهوت الذي لا يُفحص والمسجودة ظهرت لمن يسمع بتمييز،
143 ومن ينهزم من التفسير الذي نتكلم عنه فانه يُدخل شركاء او آلهة مع الله،
144 وبما انه تجديف ان نجعل لذلك الكائن شركاء فلنطلق بحق ما قيل على الابن والروح.
الله لا يستعمل الصوت في كلامه مع الابن والروح
145 لم يكن يستعمل الصوت مع حبيبه ولا يتكلم بالكلمات مع الروح مثل الجسديين،
146 رمز واحد، وواحدة هي ارادة ذلك الجوهر، وهم بدون اصوات متساوون وبسيطون في اللاهوت،
147 لماذا اذاً هنا كان يستعمل الصوت، انه كشف علنا السر الخفي لكي يوصف،؟
148 هذه الامور التي هي في الداخل اراد ان يعلنها في الخارج ويتكلم عن الامور الخفية باصوات بسيطة.
اليهودي لا يعترف بابن الله
149 ولما اعلن خبره جهرا في اماكن مختلفة، اليهودي غاضب (ويقول): ليس لله ابن،
150 ولما تنازل ليستعمل الصوت ايضا، فالاسرار وتفاسيرها ينكرها اليهود،
151 ولما رمز بان له ابنا مثله، لا يزال الشعب الاعمى يفتري (قائلا): انه بلا ولد،
152 هوذا الامثلة في القراءات ولا يفهم، واسرار الابن في كل الاسفار ولا يفقه،
153 انه يشبه الاعمى، والشمس المشرقة بقوة لا تنيره ليرى صور المناظر ويميزها،
154 الاعمى لا يلام لانه يتوق كثيرا ليرى النور، يلام اليهودي لانه يهرب من النيّر،
155 ما كان يتنكر الاطرش لهذه الاسرار بفضل الرمز، اليهودي اسوأ من الاصم ولا يفهم،
156 يشتاق الاعمى ان يرى النور والاطرش ان يسمع، والشعب بحريته يبغض النور والسمع،
157 هو بارادته اثقل اذنيه كما هو مكتوب، فمَن يتوسل اليه ليقبل اصوات الحقائق،؟
158 هو سيع عينيه بحريته عن النيّر، وها انه لا يريد ان يرى النور الموجود في القراءة،
159 اسرار الابن تشبه الشمس على الجهات، والجاهل اغمض عينيه ولا ينظر اليها،
160 برعد الاصوات التي وجّه صراخها اليه احس العالم، والشعب سد اذنيه لئلا يسمع،
161 لو يريد ان يكشف عن عينه التي اغمضها لكان يرى صورة الابن من القراءة،
162 لو يريد ان يفتح اذنه التي اغلقها لكان يسمع خبر الابن في كل الاسفار،
163 وبما انه لا يريد ان يسمع ولا ان يرى، فانه ينكر كل الاسرار بالرغم من كونها حقيقية،
164 الآب عرّف باصوات جلية بان له ولدا، وظلمه الشعب (قائلا): لم يتكلم قط عن حبيبه،
165 لنترك الآن خبر الشعب الذي لا يسمعنا، ولنتكلم علنا عن السر بدون جدال.
الاقانيم الثلاثة (تكوين 11/7)
166 في قصة بابل قال الرب: هلموا ننزل، هذا واضح لمن يسمع بتمييز،
167 هنا فُسرت بوضوح وبالحقيقة اقانيم الآب والابن والروح القدس،
168 لم يقل: انزل، لكن ننزل، لكي يبرهن على ولده الذي كان خفيا فيه بدون بداية،
169 رمز للعالم بوجود اقنومَي الروح والابن لئلا يجعلوا غريبا الابن الحقيقي لما يشرق،
170 ولماذا لزم ان يوصف ذلك السر بفعل بنت الكلدانيين التي كانت ماردة،؟
171 كانت بداية ليخرج الشعوب الى البلدان، ولم يكن الآب يعمل شيئا بدون ولده،
172 كان قد قصد ان يعمر الارض التي كانت خربة فدعا الوسيط ليطمئن البلدان.
الآب بابنه صنع العالمين
173 منذ البداية اقام العوالم بيدَي ابنه، وهنا برهن بانه اتقن البلدان بيديه،
174 كما قال في البدء: لنصنع الانسان على صورتنا، قال هنا: هلموا ننزل للعمل،
175 سر ربنا هو البداية والنهاية، وبدونه لا يوجد شيء واحد كما هو مكتوب،
176 اشرق جهرا لما كان الآب يجبل آدم، واشرق هنا ايضا لما كانت الارض تُوزع على البشر،
177 هو الذي كان قد ميز القبائل المختلفة من بابل، وارسلها الى الجهات الخربة،
178 وبما ان الآب عمل هناك بداية الشعوب، لزم ان يعرّف بان حبيبه موجود معه،
179 كان قد حان الوقت لتعتمر الارض بامم مختلفة فابان الآب بيدَي مَن كان يطمئنها.
لا يوجد صوت ولا كلمات بين الآب وابنه
180 ولهذا دعا ابنه كما لو كان بصوت لينزل الى الارض ويقسّم اللغات،
181 لا توجد كلمات في الوسط بينه وبين ابيه، هنا اشرق السر بكلمة لئلا يختفي،
182 ولما كانت ارادة ذلك الجوهر متساوية مع ذاته، فقد صدر صوت ليعرّف الآب بان له ولدا،
183 الخبر يسمو على الفهم الجسدي، ولا يوصف الا بالعقل الروحي،
184 وكلام الرب الذي قال: لننزل الى الارض، لا يقدر ان يسمعه الا فكر خفي كما قيل،
185 الرمز الخفي استعمل الصوت اراديا، وموسى العجيب سجل الارادة (كانها) صوت،
186 رموز الآب سماها: كلمة وصوتا، وسجل ارادته في عبارة: قال الرب،
187 في نبؤته لما كتب تلك العبارة: قال الرب لننزل الى الارض، اراد ان يعلن الاقانيم المسجود لها.
الآب يبري بالابن، والابن يبري مثل الآب
188 اتضح لنا بواسطة وحي المعلم موسى بان الآب بابنه يقيم البرايا واتقاناتها،
189 به تُسمع اسرار الآب اراديا، وبه يؤمر العساكر السماويون،
190 به اقيمت العوالم الخفية وهذه الظاهرة، وبه اتت البرايا منذ البداية الى الوجود،
191 هو قوة ذلك الجبار الذي يحمل البرايا وحكمته الخفية وعزة قدرته البارية العظمى،
192 وصورة ومجد وضياء ذلك الجوهر المسجود له والوحيد والابن والرب وولدُ الآب،
193 ومتقن العوالم، ومقيم البرايا، وباري الاعماق، ومشيد الاعالي، ووازن الجبال، وباسط الوديان،
194 وجامع البحور، وجابل الانسان، ومصور الاجنة، وواهب الاولاد، ومجري الرياح، ومنزل المطر،
195 ومرسل الندى، ومشرق الشمس، ومغير القمر، ومسلط في الاسفل، وآمر العلى، ومشير على المستيقظين،
196 ومخيف الكواريب، ومرجف الصفوف، ومرعب بين العجلات، ومتربع على العرش، وممجد بين الجموع، وخفي عن الارواح،
197 وخفي عن النار، وحكيم العوالم، وحاذق في أعماله، ومرافق العلويين، وحارس السفليين، والمسجود له من الكل،
198 به تحققت رموز الآب منذ الازل وبه تُختم فعليا كل اراداته،
199 صورته العظمى مصورة في الكتب لمن يفهم، وصورة جماله في القراءات لمن يفكر،
200 لما يقرأ المرء في قصة بابل يصادفه لانه كان مع ابيه لما كانت توزع البلدان،
201 اليه تشير تلك اللفظة التي كانت تُسمع: قال الرب لنزل نقسّم كل اللغات.
بلبلة وتبديل لغة بابل
202 كان قد اراد الوفاق ان يتمرد على الله فالقى الانقسامات في لغاتهم وقسمها،
203 كانوا قد عملوا الامان لتخرب الارض بواسطة ذلك الامان، فالقى حكيم القلب الخراب ليطمئن الارض،
204 كان الشعب واحدا، واللغة واحدة، فبلبلهم لتصير تلك البلبلة سببا ليُتقن العالم،
205 لما كانت القبائل مخصبة في جهة واحدة، وكانت تلك البناية تتمرد بتعب بليغ،
206 وكان فعلة الضلالة نشيطين في تفكيرهم، وكانت لهم ارادة واحدة شريرة ضد الله،
207 وكان لجميعهم لغة واحدة بدون تغيير، حينئذ كان الرب قد استعمل القصاص،
208 حتى يبطل التمرد بالتاديب ويتعطل بذلك الجَلد العمل الكبير،
209 واذ كانوا منهمكين في العمل، رمز الامر فجأة وغيّر لغاتهم،
210 تبلبل الكلام المارد الذي كانوا يملكونه ولم يكن يقدر رجل ان يسمع لغة رفيقه،
211 لما كان هذا يدعو ذاك ليعمل شيئا لم يكن يجيبه لانه لم يكن يعرف ماذا كان يقول،
212 بدأوا يهذون مع بعضهم بعضا مثل المجانين، وهناك لم يكن يعرف احد ماذا يقول رفيقه،
213 لما كان بعض منهم يسلّم على رفيقه، كان يظن بانه يوجه اليه كل اهانة،
214 كل واحد منهم كان يفكر بانه وحده يتكلم حسنا، وكلام جميع رفاقه مبلبل،
215 تحيروا من بعضهم بعضا: كم انهم تكلموا مع بعضهم بعضا ولم يكن يسمع واحد منهم كلمة رفيقه،
216 قام الاشقياء ليتكلموا بلغات مختلفة وكثرت هناك الضجة المبلبلة بدون نظام،
217 بعضهم كان يظن بانه هو الحكيم، وكان يكثر الكلام بدون المستمعين اليه،
218 /22/ كان يهتم كل واحد في طمس كلام رفاقه وهكذا فعل جميعهم، فكثر الشجار المليء ضجة.
قصاص بابل ثنى البابليين عن تشييد البرج
219 لم يعرفوا بانه كان قصاصا من قبل الله، وكان الجهال يلومون بعضهم بعضا لانهم ضلوا،
220 لم يفهموا بان الرب القى عليهم الانقسامات، فكان هذا يلوم ذاك بقلب قاس،
221 نزل المعلم الخفي ليقسم لغاتهم، ولم يكونوا يعرفون ما هو سبب بلبلتهم،
222 محب الامان القى التخريب وبددهم، وبما انهم كانوا جهالا فانهم لم يفهموا افعالهم،
223 الاشقياء تعطلوا عن العمل الباطل وتحطموا بمعركة لغاتهم،
224 ابغضوا عمل البناء الذي كانوا يحبونه، وهناك اهتم كل واحد كيف ينتصر بالكلمة،
225 تضايقت روحهم بالكلام المبلبل الذي كان يُستعمل، وسحبوا اليد من برج السخرية الذي كان يُشيد،
226 ابغضوا بعضهم بعضا لانهم كانوا قد احبوا بتمرد، فبدأوا يتبددون ويهربون الواحد من رفيقه،
227 بسبب ذلك الخصام تعطل عمل التمرد، وهناك تحير التعب الباطل،
228 وقع العمل من ايديهم النشيطة، وتعطل عمل تلك الورشة النشيطة،
229 بطل الفعلة وتحير النشيطون وتعطل المسرعون وغضب الوكلاء وهرب الحاملون ونزل البناؤون،
230 العمل المحبوب اصبح مزبلة بالنسبة لعماله، ولما كانوا يتزاحمون على بنائه تركوه وانهزموا،
231 حكيم العالمين صرخ في تلك الاتفاقية فكثرت الاصوات وبطل الفعلة عن العمل.
الرب علّم البابليين اللغات كما يعلم المعلم التلاميذ
232 صار للبابليين معلم خفي ولم يكونوا يشعرون، وقد علّم لكل واحد منهم لغة واحدة،
233 يا لهم من تلاميذ تعلموا وانهوا علومهم ولم يشعروا بذلك المعلم الذي ثبتهم،!
234 درّس المعلم المليء حكَما اطفالا جهالا وبرمز واحد علّمهم كل اللغات،
235 ولانهم جهال لم يفهموا بانهم تعلموا، وبما انه حكيم فقد علّمهم دون ان يشعروا،
236 المعلم ماهر وبحكمته سكب تعليما وملأهم به، ولو لم يكن يرغب التلاميذ (في التعليم).
شرور الرب هي حسنات بالنسبة الى المتميز!
237 تاملوا ايها المتميزون كم ان مستقبحاته هي جميلة، وكم ان شروره هي حسنة بالنسبة لمن يفهم،
238 لقد ادب البابليين بتقسيم لغاتهم، واصبح ذاك التاديب حجة ليعتمر العالم،
239 بذلك الخصام الحادث هناك اعتمرت الارض، وبتلك الحجة انتشروا في كل الجهات،
240 اتقنهم كما لو كان يضربهم لانهم فسدوا، وبددهم وملأ الارض من اسباطهم،
241 لو لم يشفق على السفهاء ويبددهم لكانوا يختنقون بسبب كثرتهم في ارض بابل،
242 كيف يسكن جميع الشعوب على كثرتهم في بقعة واحدة،؟ كيف تسكن برية غير محدودة في مكان واحد،؟
243 اراد السفهاء ان يحددوا هذه القرى والمدن المليئة منها المسكونة بقرية واحدة،
244 لو لم يشفق الرب ويبددهم كيف كان يكفيهم المكان الذي تسلطوا عليه،؟
245 بلبلهم وكان يُظن بانه قصاص، انما الفعل كان مليئا بالمراحم للعالم كله،
246 الجهات حسب كلمتهم ما كانت تُسكن، ولا المدن كانت ستُبنى من قبلهم،
247 ولم تكن تُذكر الولايات في البلدان ولا كانت الارض تطمئن ببني البشر،
248 اعني كانت بابل تعتمر وحدها، ويظل العالم كله خربا من السكان،
249 ذلك الفكر كان مضاددا لامان الارض، وكان عمل الجهال، ولو لم يكن يبطل لكانوا يُخنقون،
250 كان قد خرج الحنان وبددهم في البلدان، فملأوا الارض وكانهم غاضبون الواحد من رفيقه،
251 يا لهم من غاضبين صنعوا الامان في العالم كله، وبمعركتهم اعتمرت الارض الخربة،
252 عجيب الحنان كم انه رحوم في أعماله لانه لما يؤدب يسند سندا من يضربه،!
253 ذاك المؤدب المليء حكما في كل افعاله، من يهرب من تاديبه المليء مراحم،؟
254 لو لم يؤدب سكان بابل لكان قصاصا، وبما انه ادبهم فقد انقذهم من القصاص،
255 بتاديبه اظهر كم ان حنانه كان يساعد لانه استحصل بتاديبه الامان للارض،
256 حكيم القلب القى الانقسام في لغاتهم وبتلك الحجة بددهم في البلدان،
257 في تلك البداية اسدوا النصح السيء بعضهم لبعض، ولهذا قسم لغات الواحد مع رفيقه،
258 بلبلهم لئلا يسمع هذا ذاك، وهذه كانت نعمة صنعها لهم،
259 اراد ان يجمع افكارهم الهمجية فالقى اللجام على السنتهم وزجرهم،
260 لئلا يسمع الرجل هناك لغة رفيقه، ولهذا تركه وانتقل وصار الفرج لئلا يتزاحموا،
261 شفقة الرب اشرقت على اسباطهم واراحهم لانهم كانوا متضايقين في اعمالهم،
262 الجهال الذين ضربوا اشخاصهم بقسوة، انقذهم ذاك من الضربات مثل الضارب،
263 خذلهم واقامهم لانهم كانوا مخذولين فبددهم واراحهم لانهم كانوا مزدحمين،
264 لو يسمع احد لما كان يهدد العمل ولما فكر بانه كان مليئا غضبا على الجسورين،
265 هلموا ننزل، ولانهم فكروا ان يصنعوا هذا فلا يُعتبر ناقصا من قبل جميع من فكروا،
266 هذا كان تهديدا لكن لو فُحص فانه محبة كبرى: انه غضب بالصوت، اما الفعل فقد انجزته المراحم،
267 لو تسمعه يهدد قائلا: هلموا ننزل، ستظن بانه كان يحمل النار ليحرقهم،
268 ولو تنظر الى القصاص الذي اصدره ضدهم ستجد بان هذا كله موهبة كلها غنى،
269 لو تصغي الى انه قسم لغاتهم، يُسمع كانه كان يغضب على الاعداء،
270 ولو ترى كيف فرز واسكنهم /27/ ستفهم بانه دبرهم مثل البنين،
271 قسم لهم البلدان مثل الورثة ومن تهديده نبع فعل الحسنات،
272 هذه بركة كانت تُصنع بالقصاص ليسكنهم بدل شعب شعوبا مختلفة،
273 هذا ما كان قد فعله مع ابراهيم لما باركه: يدعى اسمك ابا الشعوب، وليس ابا الشعب،
274 ما حدث لابراهيم كان ياخذه كموهبة، وأُعطي لهولاء الذين تمردوا بالقصاص.
الخاتمة
275 ها قد ظهر بان ضربته مليئة ضمادا، مبارك الحنّان لانه كله مراحم لبراياه.
كمل ميمر تقسيم اللغات والبرج: بيتا خمسماية وثمانية واربعون
|
|
|
|
|