الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الخامس والثلاثون

 

 
السروجي يرتل ويعتبر نفسه قيثارة وكنارة عشارية الاوتار مكونة من خمس حواس روحية وخمس حواس نفسانية ويقول: استيقظي يا كنارتي ورتلي التسبيح بتمييز للابن بالحان كثيرة ومليئة محبة، ايتها القيثارة الروحية ايقظي نفسك للترتيل كثيرا لذلك الذي يضرب عليكِ، استيقظي ورتلي بالاوتار العشرة الناطقة المركبة فيك من قبل النعمة للتسبيح، ايتها القيثارة الناطقة التي اتقنها متقن الكل تحركي من ذاتك ورتلي التسبيح بالحان جديدة.
ايها البطال ما دمتَ موجودا استيقظ وسبّح، لانه يوجد وقت لكل شيء، اشكر انت في وقتك، قبل ان ياتي الموت ويحلك من التركيب، ويقطع الاوتار الناطقة عن التسبيح، قبل ان يدرك سكوت الموت الفم في الشيول وتصمت الحان اللسان الذي كان يلحن.
السروجي يطلب اذنا صاغية ليزرع فيها كلمته كما يزرع الاكار زرعه في حقل جيد: افتحي لي ايتها الاذن باب سماعك بمحبة لتدخل كلمتي وتلقي فلسي على مائدتك، فالعلم ايضا في اذن تهرب من التعليم هو باطل وفارغ وبدون ثمرة روحية.
يذكر السروجي نظرية العالمين المعروفة جيدا في مدرسة الرها بفضل المصيصي وغيره.
يؤكد ملفاننا بان تراب القديسين هو ذهب: تراب العادلين الفاسد في الشيول على الغبار هو ذهب مختار وينبوع مليء كل الخيرات، في جثثهم تحل سكينة اللاهوت كالملكوت في ناؤوس الذهب واللآليء، الميت الذي عاش علمهم بوضوح بان حياة الموتى هي مخفية في عظام جميع القديسين، صار اليشع معلما لكل من يحتاج الى التعليم: ان عبيد الرب هم احياء حتى في موتهم.
اليشع نمط للمسيح: ما فعله اليشع تم بسر المسيح محيي الاموات. بعد موت المسيح وقيامته لم يعد الموت مخيفا.
البيعة تكرم رفات القديسين: البيعة تعرف بان كل اجساد ابناء النور هي آنية موضوعة لخدمة الملك.
المخطوطة: اوكسفورد 135 ورقة 366
لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. يذكر ملفاننا في رسالته 32 الموجهة الى بولس اسقف الرها بمناسبة عودته من منفاه بانه مريض ولا يقدر ان يزوره. هل ما ذكره في ميمره، طبعا لو لم يكن اسلوبه اسلوب البلاغة، بان قرب انحلال اوتار قيثارة حياته هو اشارة الى دنو اجله.؟ في هذه الحالة، قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى سنة 490-500م.
على اليشع لما عاش ميت على عظامه (2ملوك 13/21)

المقدمة
1 استيقظي يا كنارتي ورتلي التسبيح بتمييز للابن بالحان كثيرة ومليئة محبة،
2 ايتها القيثارة الروحية ايقظي نفسك للترتيل كثيرا لذلك الذي يضرب عليكِ،
3 استيقظي ورتلي بالاوتار العشرة الناطقة المركبة فيك من قبل النعمة للتسبيح،
4 ايتها القيثارة الناطقة التي اتقنها متقن الكل تحركي من ذاتك ورتلي التسبيح بالحان جديدة.

الحواس الروحية والجسدية
5 سبحي جهرا بحواس الجسد الخمس، وسبحي خفية ايضا (بالحواس) الروحية الخمس،
6 بالشم واللمس والذوق والسمع والبصر، سبحي جسديا بالحواس الخمس،
7 واشكري ايضا بحواس النفس الخفية: المعرفة والفهم والتمييز والعقل والفكر،
8 وبهذه شدي القيثارة العشارية الاوتار ورتلي التسبيح بتمييز وبدون هدوء،
9 ايها البطال ما دمتَ موجودا استيقظ وسبّح، لانه يوجد وقت لكل شيء، اشكر انت في وقتك،
10 قبل ان ياتي الموت ويحلك من التركيب، ويقطع الاوتار الناطقة عن التسبيح،
11 قبل ان يدرك سكوت الموت الفم في الشيول وتصمت الحان اللسان الذي كان يلحن،
12 قبل ان تاتي تفاحة الذهب المليئة جمالا، ويقطع الموت حبل فضة الشهوات،
13 قبل ان تعود الفضة الى موضعها وتصير ترابا، رتل التسبيح حسيّا في الاناء الناطق،
14 ما دام لك وقت للحياة ازرع العلم في ارض تعطي اثمار المجد بكثرة.

الاذن مربية للكلمة كالارض التي تربي الزروع
15 افتحي لي ايتها الاذن باب سمعك بمحبة لتدخل كلمتي وتلقي فلسي على مائدتك،
16 حتى لو كان الاكار جيدا وزرعه جيدا، فزرعه لا ينمو في ارض هي درب وصخر،
17 والعلم ايضا في اذن تهرب من التعليم هو باطل وفارغ وبدون ثمرة روحية،
18 ايها السامعون كلمة الحياة هي زرع مختار لا تكونوا لها ارض اشواك تخنق الزروع،
19 الارض الجيدة تعطي الاثمار مئة ضعف، تشبهوا بها باثمار تسبيح السنتكم،
20 في الاذن المليئة تمييزا وايمانا تكثر الكلمة وتنمو وتقتني جمالا،
21 وفي الاذن البعيدة عنها المحبة، تصبح الكلمة زرعا بلا اثمار لما تُزرع هناك،
22 مربية الكلمة هي الاذن الموجودة فيها المحبة، فانها تقبلها وتربيها فتعطي الاثمار،
23 كما ان الارض تربي الزروع لتكثّرها، فلو كانت غير صالحة فانها تفسد وتبلع وتعفن الزروع،
24 الارض السيئة تخنق الزرع لئلا يكثر، وفي الاذن الناكرة تنطفيء الكلمة ويذبل جمالها،
25 يلزم اذاً السماع المليء محبة لتنمو فيه الكلمة وتاتي زروعها باضعاف.

العالمان
26 ايها المتميز، ان لله حياة اخرى وعالما مليئا سعادات خفية لا تُدرك،
27 هذا العالم هو كالجسر للبشر الى الموضع الآخر حيث لا يوجد جسر بعده،
28 هذا الموضع الذي نحن فيه هو مسرح فانه يسمح للسقوط وللغلبة،
29 من تنشط في بطولة البرارة نال الاكليل المليء نصرا بزمن قصير،
30 ومن ارتخى واهمل في المعركة وسقط سجلوه جاهلا يبغض الاكليل واقتنى العار،
31 الموت المليء برارة هو احسن بكثير من الحياة السائرة كل يوم الى الشهوات.

رفات العادلين ينبوع مليء خيرات
32 تراب العادلين الفاسد في الشيول على الغبار هو ذهب مختار وينبوع مليء كل الخيرات،
33 جسد طاهر لم يتدنس بالشهوات تراب العادلين هو كنز الذخيرة الموجود فيه الحنان لمن يقترب منه،
34 في تربة عبيد الرب تسكن القوة ومثل الجبابرة يتفقدون الموضع القريبين منه،
35 تفوح روحيا كل يوم رائحة ذكية من عظامهم لا يشبهها الدهن الجيد،
36 في جثثهم تحل سكينة اللاهوت كالملكوت في ناؤوس الذهب واللآليء،
37 يجري من اجسادهم جيحون كل الشفاءات التي كانت تنمو في جوار شجرة الحياة،
38كل ميتات البشر هي ميتات، موت الصالحين هو شيء آخر بالنسبة لمن يذوقه،
39مات الاثيم واستقبلته الحفرة المليئة رعبا، ومات البار فقفز جسر الفخاخ الشريرة،
40 من الخاطي تفوح رائحة كريهة بموته، اما البار فهو مبخرة اللاهوت المختارة،
41 لما ابعده الموت من العالم الى العالم الكبير دخل وقام في موضعه وشرع يدبر رفاقه،
42 جسد العادلين يُجري كل يوم كل المعونات لمن يقترب منه كينبوع عدن المبارك،
43 بالموت يقترب الانسان الالهي من الله ويوزع الغني مثل وكيل لمن هم محتاجون،
44 عرق في الجهاد ونال الاكليل من المعركة وصعد من محاربة البرارة بالنصر،
45 رقد في الله وهوذا الحياة مستيقظة فيه كل يوم، مات عن العالم وعاش لربه باسفرار الوجه.

البيعة تكرم عظام جميع الابرار
46 بتول النور التي خطبتها شمس البرارة تكرم بحكمتها عظام جميع الابرار،
47 البيعة تعرف بان كل اجساد ابناء النور هي آنية موضوعة لخدمة الملك،
48 انها هياكل فيها تسكن القداسة وفيها تُخدم القداسة والايمان،
49 انها حصون تنقذ بجبروت الشعب من اللصوص ومن السالبين اثناء الخطر،
50 انها مدينة مشيدة على جبل عال لا تخيفها العساكر المحيطة بها،
51 من عظامهم تنبع الحياة بكثرة ولو تحب فعليك ان تسمع بوضوح.

موت اليشع
52 مات اليشع الذي احيا ابن المؤمنة، وبعد موته جثته ايضا انبعت الحياة،
53 النبي لم يكن ميتا بموته لكن حيا، وكان هكذا حيا حتى انه اعطى الحياة للآخرين،
54 نفس القوة لتي كانت موجودة فيه قبل ان يموت ظلت فيه لما مات، (وبموته)كان حيا وصنع كل الخيرات،
55 جثة الرجل الالهي موضوعة في القبر، وفيه مطمورة حياة الموتى بعجب عظيم،
56 كان النبي مصفوفا بين الموتى بعجب عظيم، وفيه قوته التي كانت تسكنه اثناء حياته،
57 اليشع مدفون، ومدفونة فيه الحياة الجديدة، ليعطيها ايضا (لشخص) آخر لو اقترب منه،
58 الرب حي واحياء هم معه القديسون، وحيثما ماتوا فيه يُدفنون وهم احياء له،
59 هلموا نتعجب برجل مائت احيا ميتا، واذ كان نائما مدّ الحياة لذلك الذي دنا منه،
60 كان جبارا لما كان حيا ولما كان ميتا: قوته لم تقلّ عن العمل حتى اثناء الموت،
61 لما كان حيا احيا ابن الممجدة، ولما كان ميتا احيا آخر وتضاعف العجب،
62 قيامة الميت عظيمة جدا لمن يتامل فيها، ولكن لو اقام ميتٌ ميتاً، كم سيندهش المرء،؟
63 اليشع يوم كان حيا احيا ميتا، ولما كان ميتا تعامل ايضا مع حياة الموتى،
64 لم يقدر الموت ان ياخذ منه قوته: قوته الفاعلة كانت قوية كما لو كان اثناء حياته،
65 لما كان حيا طمر فيه روحا محييا، ولهذا لما مات لم ينطفيء من الاضطرام فيه،
66 لما كان في العالماستنار بالله كالمصباح، ولهذا لم يجعله الموت مظلما في القبر،
67 ذاك اللهيب الباعث اضطرم فيه، وبعد موته اظهر قوته لانه كان يقظا فيه،
68 كان قد طمر في جسده البتولية والقداسة، وانبتت عظامه حياة الموتى الهيا،
69 انه لقول عجيب: الميت مسجون في القبر وصامت وقد نبعت منه قوة تحيي الميت في الشيول.

إلقاء جثة على قبر اليشع (2ملوك 13/21)
70 كان الشعب يحمل جثة ويسير على درب الشيول، وراى عصابة الآدوميين فخاف منها،
71 ومال الى قبر اليشع بسرعة، ووضع الجثة واسرع ليهرب من السالبين،
72 الشعب الاعمى احتقر النبي وحسبوه ميتا، فوضعوا ميتا آخر عنده لانهم كانوا خائفين،
73 خاف من عصابة ولم يخف من اهانة عظام عادلة، وصفّ معها ميتا عاديا بدون تفكير،
74 حسبوا ذلك الجبار ميتا مثل جميع الموتى، فالقوا عليه ميتا وهم يهربون من السالبين،
75 وبما انه كان حيا فلم يصبر ليحمل ميتا لكنه اعطاه الحياة ثم اطلقه لينتقل عنه،
76 كان قد ايقظه ليهين كثيرا الذين دفنوه حتى يميزوا عظام العادلين من (عظام) البسيطين،
77 الميت الذي عاش علّمهم بوضوح بان حياة الموتى هي خفية في عظام جميع القديسين،
78 صار معلما لكل من يحتاج الى التعليم: عبيد الرب هم احياء حتى في موتهم،
79 كان النبي حيا ليصنع القوات بجبروت، وكانت قوته فيه ليمارس الانبعاث،
80 الروح الذي قبله من ايليا لما كان يصعد، لم يترك عظام ذلك القديس بعد موته،
81 الجسد الذي تربى مع الطهر والبتولية سال منه ينبوع الحياة على الميت الذي عاش،
82 حي هو في موته كل متوكل على الله، ومن السهل ان يصنع القوات مثل جبار،
83 الله ليس اله الاموات كما هو مكتوب لكن اله الاحياء الذين هم احياء في موتهم،
84 كان النبي العظيم موضوعا في القبر كما سمعتم ولما وضعوا عنده ميتا آخر اعطاه الحياة،
85 اليشع سأل من ايليا روحا مضاعفا، وكما سأل أُعطي له من قبل الله،
86 وبالموهبة المضاعفة التي قبلها من الله، كان موضوعا ليبعث ميتَين كما كان قد طلب،
87 واعطاه الرب ان يحيي واحدا لما كان معنا، وحفظ له آخر ليبعثه بعد موته،
88 ليصير النبي معروفا وواضحا لجميع المتميزين بانه ليس عاجزا عن العمل حتى وإن مات،
89 ويحس العالم كم ان القوة والجبروت يحلاّن في عظام هولاء الذين اقتربوا من الله،
90 وليركض كل واحد الى قبور ابناء النور ولياخذ منهم كل ما يحتاجه من المعونات،
91 النبي الذي احيا الميت بموته علّم البشرَ بان يكرموا عظام جميع القديسين،
92 تعلمت الارض بان الروح المحيي حالّ حسّيا في جثث الناس العادلين،
93 حبّات تراب احد الابرار مقتنية قوة اكثر من صفوف عساكر جميع الجبارين،
94 في اصغر عظم كل من عاش روحيا كانت تحل قوة تنتصر على الهلاك والموت،
95 عظام ميت، لو جاز لي ان اسميه ميتا، شنت حربا عجيبة مع الموت في الشيول،
96 كان الموت قد سبى احد العبرانيين ليجلبه الى موضعه، وعلى طريق القبر راى حفارو قبره عصابة آدوم،
97 ولما كانوا خائفين وفزعين من السالبين ادخلوه ووضعوه عند اليشع وهربوا،
98 وبما ان قبر الرجل الروحي كان حصنا فقد نجا ذاك الميت الذي ادخلوه عنده،
99 ركض هولاء من عصابة الآدوميين، وهو كان قد نجا من موت الشيول الطاغي،
100 سبيَ الموت سبتْه العظام من سالبه وانتصرت مثل جبابرة في الخطر الاعظم،
101 قٌهر الموت لان تراب اليشع انتصر واسترد منه جثة ميت واعطاها الحياة،
102 العظام حاربت الموت واحنت بأسه وداسته في موضعه واخرجت الميت من بين اسنانه،
103 الموت الذي سبى سبيا كان يُسخر منه داخل باب القبر، وصادفته عظام وخطفته منه،
104 تراب احد الابرار الصامت الموجود هناك حلّ رباط الميت وجعل الموت اضحوكة،
105 الشيول البائسة احتُقرت من قبل اليشع لان عظامه قهرتها واحيا ميتا داخل بابها،
106 قُهر الموت وقُهرت عصابة الآدوميين لان العبرانيين هربوا من الموت ومن العصابة،
107 الموت والعصابة خابا كلاهما من الانتصار لان الميت ومرافقيه نجوا من السالبين،
108 لم تقدر العصابة ان تنهب حفاري القبر ولم يمكث المدفون في الشيول لانه عاد منها،
109 قُهر الموت اكثر من الآدوميين لانه بعد ان ربط الميتَ وقاده كان قد نجا منه الميت،
110 تغلب حفارو القبور على الآدوميين الذين لم يستولوا عليهم: غير ان هذا الميت خاصة انتصر ونجا،
111 كان ممسوكا ومربوطا ومقادا ومحبوسا في السجن فخرج من حصن الموت ولم يقاومه،
112 الموت اهين من قبل اليشع بواسطة ميته لانه اطلق حبيسه وجعله سخرية امام الكثيرين،
113 بعدما حبس في حصنه العالي الميتَ الذي سباه، ثلمه النبي واخرج المسبي وقُهر السابي،
114 انهزم حفارو القبر وتركوا الميت لينتقلوا، وبعد ان عاش اسرع الخطى وتجاوزهم،
115 حلّه الموتُ وراى العصابة وشرع يهرب مع حفاري قبره لينجو هو ايضا من السالبين،
116 نجا من رئيس جيش الشيول الطاغي وخاف لئلا يسلبه الآدوميون،
117 النبي انقذه من سبي واحد وقع فيه، وخاف لئلا يقع في سبي آخر،
118 وسلك الدرب بجري سريع مع حفاري قبره والميت الذي عاش صار الاول بين الهاربين،
119 ولعل هذا شكر اكثر لو يميز، لانه نجا من سبييَن بخلاص واحد،
120 هو وحده نجا من الموت، ونجا هو وحفارو قبره من الموت ومن السالبين،
121 عظام ذلك القديس صنعت عجبا عظيما بالميت الذي عاش ليتعجب العالم كم انها جبارة.

المسيح-القيامة اقام الميتَ بواسطة اليشع
122 ينزل ابن الله ويموت وهو القيامة والانبعاث، وبه انبعث ذاك الميت،
123 لا يوجد انبعاث للاولين ولا للوسطيين ولا للاخيرين الا بابن الله،
124 بدون سرّه او شبهه او شخصه لا توجد فرصة لينبعث احد من الموتى،
125 مرة رُسم نمطه على الانبعاث، ومرة صورة موته احيت الميت،
126 هو الحياة وخارجا عنه لا توجد حياة ولا تُرى حياة الموتى الا به،
127 به ايليا بعث ابن الارملة، وبسط صلبه على الصبي وبعدئذ انبعث،
128 اليشع الذي احيا ميتا بواسطته احياه، واظهر صورة آلامه للموت وكان ينتقل،
129 وذاك الميت الذي عاش في القبر عند اليشع، نفس السر اعطاه الحياة وبه انبعث،
130 كان يلزم ان تُرسم في الشيول صورة-رجل: كيف احيا آدم وهو ميت ثم عاد الى موضعه،
131 ولما كان اليشع الميت قد بعث ميتا، ربه الذي اراد ان يصير ميتا كم ان يبعث الكل،؟
132 ولهذا اعطت العظام الانبعاث للميت لتعرف كيف ان الجسد احيا الموتى في الشيول،
133 مات ابن الحي ودخل ووُضع بين الموتى، ولما كان ميتا حل السجناء المربوطين،
134 كان موضوعا في القبر وفتح الجنة ليدخل آدم: كان ملفوفا ومحنطا ويعطي الحياة لجميع المدفونين،
135 صامت بين الموتى، وبشارته ترعد في الشيول، ويكرز الحياة للنفوس المسجونة فيها،
136 كان قد أُغلق في وجهه باب القبر في الظلمات، ويفتح الباب ليدخل النور الى الموتى،
137 لما كان ميتا رش الانبعاث على جميع الموتى، والشيول حيث كان حالا ملأها حياة جديدة،
138 جثته دخلت وكسرت اقفال الهلاك وهدمت امخال مقصورة الموت المتينة،
139 المدفون في القبر صنع فعلا مليئا عجبا لانه ربط الموت وحل آدم وخرب الشيول،
140 نبع الحي واعطى الانبعاث واحيا الموتى وكسر الرمح وانتقل الكاروب ودخل اللص،
141 رضّ الحية وابهج حواء وسلى آدم واوفى الصك وحرر العبيد واعطى المواعيد،
142 صار الوسيط وصالح الغاضبين وطمأن الجهتين وربط الخطيئة واطلق البرارة لتركض،
143 الارض تتزلزل، والصخور تتفطر، والقبور تتفتح، والعظام ترتقص، والموتى يقومون للتسبيح،
144 الشيول الحفرة التي بلعت وهجمت على كل الاجيال صارت ينبوعا وبدأت تتقيأ كل القبائل،
145 لما مات ربنا، موته صنع هذه القوات، ولم يقدر الموت ان يبطل قدرته الفاعلة،
146 ولهذا كان يتسلسل هذا السر العظيم، حتى ان اليشع احيا ميتا وهو ميت.

اليشع الميت صورة للمسيح الميت في الشيول الذي يقيم الموتى
147 رسم للمسيح صورة عظمى بالميت الذي احياه، لانه هو ايضا بموته يبعث آدم الذي فسد في الشيول،
148 ما حدث للاولين كان الغازا لهذه الحقيقة التي احيت اليوم الاخيرين،
149 افعالهم كانت تكتمل باسرار ربنا، وتصرفاتهم كانت تُرسم باشباهه،
150 لو لم يرسم اليشع صورة الابن لما كان موضوعا في الشيول، لماذا كان يلزم ان يحيي ميتا،؟
151 جسده انبع حياة الموتى لذلك الذي اقترب منه، ورسم صورة للميت-الحي الذي يبعث الكل،
152 من ذلك الميت الذي اعطته الحياةَ عظامُ الموتى ظهر التفسير: ربنا الميت احيا آدمَ،
153 لئلا يقول احد: كيف يعطي الميتُ الحياة،؟ سبق وابان اعجوبة دربه بواسطة اليشع،
154 لما تسمع بان السجين حل سجناء الشيول، انظر الى اليشع الذي حلت عظامه ميتا مربوطا،
155 انبعت العظام حياة الموتى وصارت نمطا للجسد الذي منه نبع الانبعاث لجميع الموتى،
156 كان النبي موضوعا في القبر، وترابه بعث ميتا، وصوّر الابنَ كيف يقيم جسده الموتى،
157 رسم اليشع سرا عظيما بين الموتى، ووضع علامة لينظر اليها موتى الشيول،
158 اعطى الشجاعة لجميع الراقدين لاجل الانبعاث، وصار بالفعل مثلا لابن الله،
159 كيف تنبع منه الحياة لما يدخل الى الشيول، وكيف يصدّر جسده القيامة لجميع الموتى،
160 كيف يعطي الحياة لجميع المدفونين وهو ميت، وكيف يقوم الموتى وينبعثوا بجسده،
161 اقترب الميت من الميت وعاش وابان كيف اعطى ربنا وهو ميت الانبعاث لآدم الميت،
162 الميت اعطى الحياة للميت بين الموتى لئلا يتشكك العبرانيون من ابن الحي،
163 لئلا يسخروا منه لما وُضع في الشيول استنادا الى حجة ويقولوا: انه عاطل عن العمل وعن الخلاص،
164 وليعلموا بان له مهمة في الظلمات هي اصلاح كل ما افسدته الحية في عدن،
165 وليقولوا: اذا كان اليشع رفيقنا قد احيا ميتا دخل عنده وهو موضوع في الشيول،
166 ابن آدوناي الذي هو الهنا واراد ان يموت، كم من القوات يجترح في الشيول بين الموتى.؟

لم يعد الموت مخيفا بعد موت ربنا
167 /93/ هوذا برهان لمن يتامل بوضوح وهوذا تشجيع لمن يسمع بتمييز،
168 هوذا مثال مليء جمالا روحيا: جسد الابن اصدر انبعاثا لكل المسكونة،
169 ايها المدفونون هوذا الانبعاث قد دخل عندكم ليرش هناك ندى المراحم على عظامكم،
170 يا سكان القبور لقد دخل ابن الله الى القبر، وصنع امانا عظيما في الموضع المليء رعبا،
171 يا راقدي الشيول هوذا الانبعاث قد دخل عندكم، استيقظوا وسبحوا لابن الله بالحان جديدة،
172 اشكروا بالالحان لان ضياء الحياة قد خرج على اجسادكم من جسد ذاك الذي رضي وصار ميتا،
173 منذ عهد ربنا لم يعد باب القبر مخيفا، لانه ملأه امانا وضجة الحياة لما دخل اليه،
174 (وضع) الحياة في الباب، وسكب الانبعاث في القبر، ليزداد الرجاء لجميع الموتى في الخارج والداخل،
175 سبق وبرهن على الانبعاث بواسطة اليشع، لان الحياة ظهرت من القبر بصورة غير اعتيادية،
176 وجاء وانجز صورة الاسرار هو بشخصه، وقد صار ميتا وبه انبعث جميع الموتى.

الخاتمة
177 /94/ بموته كملت كل انماط الحسنات، مبارك الحي الذي به انبعث جميع الموتى.

كمل