الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الخامس والأربعون

 

 
ايمان ابن الله انتصر في الشعوب واشرق عليهم كالنهار. كان ابن الله قد تاق الى ايمان الشعوب، ولما كان يجده كان يمدحه امام الكثيرين.
السروجي ينقد اليهود: اراد ان يمشي في اسواق صهيون مثل انسان لتتبارك ارضنا الملعونة بخطواته، يشربون خمره ويهينونه بتجاديفهم، وياكلون خبزه ولا يعترفون بانه الرزاق.
قائد المئة افضل من الاسرائيليين: هذا الرجل اي قائد المئة الذي آمن هكذا كان من الشعوب، لان مثل هذا الذكاء لا يوجد في الاسرائيليين!.
قائد المئة يمثّل ايمان الشعوب الذي يقترب من يسوع لان الشعب اليهودي نكر افضاله: لقد آمن بان يسوع هو اله من اله ولهذا طلب منه ان يقول كلمة فقط ويحيا فتاه. كلمة الرب تتحقق بعكس كلمة الانسان: وصدق بان كلمته تقدر ان تعمل عملا كما كان قد قال: ليكن النور وصار النور، لا توجد مثل هذه القوة في كلمة الانسان ليقول كلمة ويصير العمل كما يقول، الانسان لا يقول كلمة بصورة ربانية، واحد فقط يقدر ان يامر مثل الله.
المسيح يقول كلمة وينفذ ما يقوله مثل ابيه: من يقدر ان يقول كلمة ويتحقق العمل الا ابن الله ربنا لانه اله،؟ مع والده انه يبري كل البرايا بالرمز، ومثل مرسله كان يقيم كل الاتقانات بالكلمة، ابي يعمل وهانذا ايضا اعمل، اعني القوة هي واحدة، وواحدة السلطة، تليق القدرة البارية بابن الباري لانه يشبه اباه ويقدر ان يبري مثل والده.
البيعة تؤمن بيسوع الها يامر الملائكة ويطيعونه: ايمان بيعة الشعوب مليء نورا لانها تعرف ربها بانه اله بدون خصام، تصدق بان ليسوع رمز القدرة البارية، وكان مع ابيه لما كان يبني اسس المسكونة، وتصدق بانه يدبر العوالم مع والده، وهو الذي يحرك الملائكة على تنفيذ الاعمال.
السروجي يحرض على عدم الجدال ويمدح الايمان: من يتجاسر ان يصف ايمان ابن الله الا بالايمان نفسه،؟ الايمان هو ضد العالم كله، ولا تقدر الطبيعة ان تتوسل وتفهمه. لما يسمعه يسمي نفسه ابن الانسان، يعرفه من هو، ويقبله ابن الله، لا تضايقه اصوات تواضعه، ولا تحطه ليظن بانه اصغر من والده.
المخطوطة: اوكسفورد 135 ورقة 161
يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. في المقدمة لا يستعمل السروجي الاسلوب الشخصي. يقع الميمر في ثلاثماية واثنين وثلاثين بيتا. الميمر موجه كله تقريبا ضد اليهود. انه تمجيد لايمان الشعوب بشخص قائد المئة. السروجي يكرر هنا البرهان على الثالوث حسب افرام وغيره: يشبه الضوء الشمس كما يشبه الابن اباه. قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى فترة شباب ملفاننا اي الى سنة 485-490م.

للقديس مار يعقوب
على قائد المئة الذي شفى ربنا طفله في كفرناحوم ويوافق ليوم الاحد الثاني من الصوم
(متى 8/5-13، لوقا 7/1-10، يوحنا 4/46-54)

المقدمة
1 ايمان ابن الله انتصر في الشعوب واشرق لهم كالنهار في العالم كله،
2 شعوب الارض كانوا مظلمين، واتى ربنا شمس البرارة العظيم وانارهم،
3 اظلم الشعب واستنارت الشعوب باشراقه العظيم، استنار المظلمون والحسد عرقل المستنيرين،
4 اتى الى خاصته، وبما انهم لم يقبلوه فقد تركهم وتوجه نحو البعيدين ليجلبهم.

التدبير الالهي
5 كان قد فعل آيات تبين بانه ابن الله، ولكونهم عميانا لم يكونوا يرون عجائبه،
6 كان قد فتح العميان، وعمي الشعب الذي رآه، فالاعمى بارادته هو شديد العمى،
7 اسمع الصمَ، والشعب الذي احب ان يقتني العيوب بارادته اغلق اذنيه،
8 دعا الخطأة واكل معهم ليصطادهم، وكانوا يلومونه (قائلين): لماذا ياكل مع الخطأة،؟
9 اي جاهل يقدر ان يلوم الطبيب او يذمه (ويقول): لماذا يدخل عند المرضى،؟
10 الشعب الملام كان يذم ابن الله لانه اقترب من الخطأة ليبررهم،
11 مبغضو البشر ذموا محب البشر لانه اراد ان يقرب الناس من والده،
12 دخل الحسد واقلقهم واعماهم ولم يقدروا ان ينظروا جيدا الى الابن،
13 اشرق نوره ولم يعرفوا ان ينظروا اليه، النهار جلي وكانوا يحبون الليل كثيرا،
14 كان ربنا مظلوما ولم يملّ من ظالميه، ولما كانوا يظلمونه كان يحسن اليهم كثيرا،
15 لم يكن يطلب منهم ان يردّوا له الاجرة لكن ليسكتوا لما كان يشفي مرضاهم،
16 يضمد مجانا ويشتمونه ولا يغضب، ويقيت ويشفي ويجبرونه على الانتقال من عندهم،
17 يشربون خمره ويهينونه بتجاديفهم، وياكلون خبزه ولا يعترفون بانه الرزاق،
18 اشرق على الامراض كالشمس على الظلال وطردها من اجساد المرضى،
19 اتى الى العالم ليصير خبزا لمن هو جائع، ويصير ماء لمن يريد ان يرتوي منه،
20 صرخ في الجموع (قائلا): انا خبز الحياة، وانا ماء الحياة، فهلموا وتنعموا،
21 كان قد سمى نفسه خبزا وماء كما هو، واعطى ذاته لياكله العالم ويحيا به،
22 صفّ مائدته وكسر خبزه امام الكثيرين، وشبعت منه كل البرية وهو لا ينفذ،
23 كان يحمل الغنى ويذريه في بلدنا مثل تاجر وكان كل يوم يوزع كنوزه على المعوزين،
24 اراد ان يمشي في اسواق صهيون مثل انسان لتتبارك ارضنا الملعونة بخطواته،
25 مشى في دربه بين القصبات والمدن ليسالم العالم المضطرب بتواضعه،
26 كان يدخل الى الجماعات بفقر ويبذر كنوزه بسخاء على المحتاجين.

ايمان الشعوب يقترب من المسيح (متى 8/5-13)
27 لما كان يزور قرى اليهودية بعنايته مر في طريقه بكفرناحوم ليزورها ايضا،
28 واذ كان طبّه يشتهر في المرضى ويوزع حنانه اكثر من جيحون على المعلولين،
29 حينئذ اقترب ايمان الشعوب اليه ليبين له ذوق محبته كالنيّر،
30 قائد المئة الذي كان طفله مريضا ومقعدا، اقترب عند ربنا لياخذ ايضا منه الحنان،
31 وجد بان طبّه يشبه مطرا وابلا هناك، ويرش سيول كل المعونات على الكثيرين،
32 وجد بان كنزه مفتوح ويعطي بكثرة الدواء للمرضى وكل العافية للمعلولين،
33 واقترب من الواهب مثل الكثيرين لياخذ منه الحنان العظيم للطفل المريض،
34 كان يتوسل اليه ويقول له بالايمان: ربي لو شئت هوذا الطفل المريض ينتظرك،
35 كان يشتكي على المرض عند الطبيب العظيم لانه كان يؤمن بانه لو شاء لطرده،
36 من يبين الامراض للمريض من بعيد الا لربنا الذي يتساوى لديه القرب والبعد،؟
37 عرضوا عليه الاوجاع الخفية وكان يعين، وتكلموا عن الجروح الظاهرة وشفاها،
38 كانوا يشتكون على الامراض ويشفيها، ويطلبون منه ان يطرد الابالسة وكان يفعل،
39 طلبوا منه ان يخرج الابالسة ولم يمتنع، وكانوا يدعونه ليحيي الموتى وكان يبعثهم،
40 كان يصرخ في هذا، ويمسك ذلك، ويامر ذلك: الواحد ببصاقه والواحد بكلمته والواحد بثوبه،
41 والاعمى بالطين، والنازفة بمعطفه، والاجرب الذي طلب منه: اراد وطهره.

قائد المئة يطلب شفاء طفله
42 بين هولاء كان قد توسل اليه قائد كفرناحوم لاجل طفله المشلول،
43 نظر ربنا الى هذا الرجل روحيا، وتعجب به وتحرك ليتكلم عنه،
44 خبره يطلب محبة صافية لتتكلم عنه وايمانا ليسمع خبره روحيا،
45 عرف هذا الرجل بان الابن اله لا نبي ولم يكن ينظر اليه مثل طبيب،
46 لو تسمع ميمره بمحبة وتعب، عليك ان تتعجب من استقامة ايمانه،
47 توسل الرجل لاجل طفله المشلول واستجابه ربنا مثل واهب يفرح ان يعطي،
48 قال له: آتي واشفي طفلك، فخاف المتميز لانه كان يعرف من هو الابن،
49 وشرع يتوسل اليه بالا يذهب معه الى البيت لانه عرف بان رمزه يهزّم كل الامراض،
50 كان فخورا بان ياتي معه ابن الله لانه لم يكن يفتش عنه ليكشف على المرض مثل الطبيب،
51 كان يعرفه بانه اله من اله، ولو اراد ارادة فقط لانهزمت الامراض،
52 قال الرجل: لا استحق ان تذهب معي لان مهمتك اعظم من العمل الذي ادعوك لاجله،
53 ربي، من السهل ان تشفي الامراض وانت بعيد، ولو تشاء انك تشفي في كل مكان،
54 لك الكلمة وفيها قوة الجبروت، يسهل عليك ان تقول كلمة فقط ويحيا الطفل،
55 لو تريد يصل رمزك الى الجهات واقاصي البلدان وتخومها ليصنع القوات،
56 لو تريد يسهل عليك ان تأمر فوق العوالم، فقوتك ليست ملجمة بتخوم لانك اله،
57 ربي، مُرْ بكلمة وبها يشفى الطفل المريض لان كلمتك تقدر ان تبعث الموتى المدفونين،
58 انا ايضا لي جنود وعبيد يطيعونني، ولما آمر يسرع جميعهم لتنفيذ اعمالي،
59 لو اقول لهذا: اذهب يذهب كما قلت له، ولو آمر هذا ليأتي لا يعصي امري،
60 العبيد والجنود يطيعونني ويخدمونني حسب رغباتي كلها، ويكملون مآربي لما اشاء.

قائد المئة آمن بالمسيح الها من اله
61 لنرَ الآن مثل عارفي الحقائق كيف نظر هذا الرجل الى ابن الله،؟
62 لما آمن به لم يعرفه انسانا لكنه صدق بانه اله وبعدئذ توسل اليه،
63 اي انسان يقدر ان يامر كما كان يقول لهذا اذهب ويذهب ولذلك تعال ويطيع،؟
64 للبشر عبيد وجنود مثل خدام ويرسلون خدامهم لتنفيذ اعمال العالم،
65 وبالبرهان الذي قدمه هذا لابن الله، لنرَ الآن ماذا كان سيفعل ازاء هذه الامور،؟
66 قل لي ايها الرجل الذي له عبيد كما يقول ويخدمونه ويكملون مآربه ورغباته،
67 كيف يشبه هذا العمل ذلك العمل الذي تقوله،؟ ومن يرسل الى الامراض ليطردها،؟
68 يرسل المرء العبيد لتنفيذ اعمال العالم، لكن من يذهب ليشفي الامراض كما تقول،؟
69 من له الابن ليرسله الى الامراض، ولو أُرسل كيف يقدر ان يكمل دربه.؟

الفرق بين كلمة الله الفاعلة وبين كلمة الانسان
70 ايمان هذا الرجل كان حقيقيا، وكان يعرف بان ابن الله هو اله،
71 وصدق بان كلمته تقدر ان تعمل عملا كما كان قد قال: ليكن النور وصار النور،
72 لا توجد مثل هذه القوة في كلمة الانسان ليقول كلمة ويصير العمل كما يقول،
73 قائد المئة طالب ابن الله هكذا: ان يقول كلمة ويصير الفعل لانه كان الها،
74 ومما طلبه عليك ان تعرف لو انت متميز كيف نظر اليه، وكيف آمن بان فيه القوات،؟
75 لو لم يصدق بانه ابن الله لما كان يقول: قل كلمة ويحيا طفلي،
76 الانسان لا يقول كلمة بصورة ربانية، واحد فقط يقدر ان يامر مثل الله،
77 لو لم يكن الها بالحقيقة كما يؤمَن به لما كان يقدر ان يقول كلمة ويصير العمل.

قائد المئة هو من الشعوب وليس من الشعب اليهودي
78 من هو هذا الذي ايمانه هو عظيم بهذا المقدار، لنتعلم ونرَ هل هو من الشعب ام من الشعوب،؟
79 هذا الرجل الذي آمن هكذا كان من الشعوب، لان مثل هذا الذكاء لا يوجد في الاسرائيليين،
80 الشعوب عرفوا من هو الابن وابن من هو، وهم آمنوا بانه اله مع والده،
81 ولنرَ مَن من الشعب عرفه هكذا الا هذا الرجل العجيب الذي كان من الشعوب،؟
82 شعبه لم يقبله لما اتى عنده، وبما انه لم يقبله فكان يوزع له الاهانة والسخرية،
83 وابان اعمالا مثل اعمال الله في كل دربه، فنكروا مسيرته وكانوا يعتبرونه انسانا،
84 بدّل المياه الى خمر جيد ولم يقبلوا، وامر المقعد وقام من سريره ولاموه حالا،
85 شفى رجلا اخرس واعمى وله شياطين، وبجنونهم نسبوا الاعجوبة الى ابليس،
86 كانوا يشتمون ربنا لما كان يشفي الامراض، وكانو يذمونه لما كان يتفقد مرضاهم،
87 سمعان الفريسي الذي ادخله الى بيته وعرفه تشكك ولانه تشكك ذمه في كلامه،
88 بعضهم قالوا: ان هذا ليس من الله، وآخرون جدفوا عليه وشتموه لانه ابن يوسف،
89 الشعب شتم وظلم واحتقر ابن الله، وكان ايمانه يظهر بين الشعوب،
90 كان يُعترف به من قبل الكنعانية بانه ابن داؤد، وكان يوصف من قبل السامرية بانه المسيح،
91 احد ملوك آرام النهرين ارسل اليه وهو يعترف به بانه اله وابن الله،
92 في كفرناحوم كان هذا الرجل من الشعوب وآمن هكذا وتأكد بان الابن كان الها،
93 الايمان احياه بواسطة ابن الله ولا توجد فرصة ليُضاف اليه ولا لينقص،
94 ابن الله وهو الاله ايضا الرب يسوع، ومن يريد ان يعرقل الدرب يمشي في التيه،
95 والذي هو منقسم على المخلص (ويقول) انه ليس الها، هو شريك مع اليهود الذين لم يقبلوه.

البيعة تؤمن بان ابن الله يامر الملائكة ويطيعونه
96 ايمان بيعة الشعوب مليء نورا لانها تعرف ربها بانه كان الها بدون خصام،
97 تصدق بان ليسوع رمز القدرة البارية، وكان مع ابيه لما كان يبني اسس المسكونة،
98 تصدق بانه يدبر العوالم مع والده، وهو الذي يحرك الملائكة على تنفيذ الاعمال،
99 لو يرمز تركض جميع القوات: ذاك يذهب، وهذا ياتي، وذاك يعمل،
100 لو يقول لخدامه الناريين فانهم يذهبون وياتون وكما يرسلهم يكملون دربه،
101 لو يامر عبيده الروحيين فوق العالم فانهم يطيرون بالرمز (للقيام) بالاعمال،
102 لو يرمز ليذهب جبرائيل فانه يذهب ولو يامر ان ياتي ميخائيل فانه ياتي،
103 ولو يقول للملاك ان يصنع شيئا، فانه يعمله حالا كما يقول بدون تاخير،
104 هكذا آمن قائد المئة الذي كان من الشعوب، وهكذا صدق بان ليسوع قوة ليعمل،
105 عرف بان القوات تطيع الابن، وهو يامر الملائكة ربانيا،
106 نظر اليه وصدق بان رمزه يدبر الافواج العالية وحالما يامر فانهم يسمعونه.

قائد المئة يؤمن بابن الله بالرغم من شكوك اليهود به
107 مستقيم وعظيم هو ايمان هذا الرجل في تواضع ابن الله،
108 وبالرغم من كل التذمر الذي سمعه من اليهود، ومن شتائم رؤساء الجماعات،
109 كان واحد يعترف وآخر لا يعترف بابن الله، ومن اعترف كان يسميه نبيا فقط،
110 والذي لم يكن يعترف كان يسميه رئيس الابالسة، ومضلّ الشعب: وكان الشعب منقسما ومضطربا ومليئا شكوكا،
111 واحد يصدقه، وواحد يبغضه، وواحد يحبه، وهذا يسبّح، وهذا يلوم ابن الله،
112 وبالرغم من كل ريح الشكوك الموجودة هناك، رئيس المئة عرف ربنا بانه كان الها،
113 آمن وصدق بان القوات تطيعه وهو الذي يامر الخدام المختفين في الهواء،
114 وقوته الخفية تدبر الرئاسات العالية، وكل الطغمات السماوية تطيعه،
115 هكذا يطلب الايمان من كل من يؤمن: ان ينظر الى الابن بدون شكوك مثل ذلك الرجل،
116 ولا يتشكك من عظمته بسبب الصغائر، ولا يضطرب من الشتائم لما يسجد له،
117 لما ينظر اليه مثل انسان ظاهريا، عليه ان يؤمن بانه اله بالحقيقة،
118 من يتجاسر ان يصف ايمان ابن الله الا بالايمان نفسه،؟
119 الايمان هو ضد العالم كله، ولا تقدر الطبيعة ان تتوسل وتفهمه،
120 لما ينظر (الايمان) الى صغر ابن الله، يكون يرى عظمته بدون انقسام،
121 ينظر اليه وهو يحبو في اسواق الناصرة، ويرى مجده على المركبة وهو يتباهى،
122 يسمع صوته في اسواق صهيون وهو يهان، وتطرق مسامعه حركة العجلات وهو يُبارك،
123 لما يسمعه يسمي نفسه ابن الانسان، يعرفه من هو، ويقبله ابن الله،
124 لا تضايقه اصوات تواضعه، ولا تحطه ليظن بانه اصغر من والده،
125 مهما يتنازل فتواضعه من ارادته، انه ينظر الى سموه ولا يوجد سمو اعلى منه،
126 مهما يصغر لا توجد فرصة لينظر اليه صغيرا، لانه مهما يصغر فانه عظيم في عينَي الايمان،
127 /277/ ينظر اليه بانه اعظم من الكل، وامجد من الكل، واعلى من الكل، ولو يكون في اعماق الشيول،
128 لما ينزل الى الاعماق ليصعد الغرقى، يراه فوقُ ويصدق بانه ابن العلي.

ابن الله يتعجب من ايمان قائد المئة
129 قائد المئة رآه بين الجموع مثل انسان وقبض عليه الايمان لانه عرف بانه كان الها،
130 وله عبيد مستترون ويطيعونه، وخدام مختفون يركضون (باشارة) عباراته،
131 كان رمزه يقدر ان يُخرج ويطرد الامراض، وتستقر قوته على الاعمال دون ان يسافر،
132 كلمته قادرة ان تشفي المرضى، وتطرد الابالسة، وتسند المجروحين، وتبعث من بعيد،
133 تحير العقل بهذا الرجل ووقف ينظر: كم ان ايمانه مجيد وعظيم وسام،
134 انه مكتوب بان يسوع ايضا تعجب من ايمانه، ومن يسمع اذاً خبره بدون تعجب،؟
135 انه لمن العجب القول ان ابن الله تعجب وهكذا: مَن كان يتعجب بمَن،؟
136 وكان يمدح ايمانه وهو متعجب كم ان عقله قدر ان يفحص الخفايا،؟
137 كلمة الابن تشهد على ايمان هذا بانه لم يوجد (ايمان) يشبهه في اسرائيل،
138 وجد الايمان في الشعوب وليس في الشعب واشرق في ذلك الرجل الذي كان من الشعوب،
139 لم يجد الايمان في اسرائيل لكن في الشعوب الذين عرفوا من هو بدون نقاش،
140 كان ابن الله قد تاق الى ايمان الشعوب، ولما كان يجده كان يمدحه امام الكثيرين،
141 اجاب الكنعانية: عظيم ايمانك، واحب السامرية واعطاها ماء الحياة،
142 كان يتعجب من قائد المئة، ويمجد ويمدح ايمانه: كم كان عظيما،
143 ردّ ربنا الاجرة لايمانه، حتى ياخذ منه بقدر ما يريد وبدون مانع،
144 قال له: ليكن لك كما آمنتَ وشُفي طفله بالكلمة كما كان قد طلب،
145 باب ابن الله كان مفتوحا للايمان ليدخل وياخذ كلما يريد ولا يمنعه،
146 ابن الشعوب الذي كان الايمان موجودا في نفسه طلب من الابن ان يقول كلمة ويتمّ العمل.

الابن يبري ويعمل مثل ابيه
147 كان قد آمن به بانه كان الها، ولهذا طلب منه ان يقيم البرايا بالكلمة فقط مثل الله،
148 وهكذا قدر ربنا بصفته الها ان يعطي كل ما طلبه الايمان لما صادفه،
149 من يقدر ان يقول كلمة ويتحقق العمل الا ابن الله ربنا لانه اله،؟
150 مع والده يبري كل البرايا بالرمز، ومثل مرسله كان يقيم كل الاتقانات بالكلمة،
151 ابي يعمل وهانذا ايضا اعمل، اعني القوة هي واحدة، وواحدة السلطة،
152 تليق القدرة البارية بابن الباري لانه يشبه اباه ويقدر ان يبري مثل والده،
153 ابن العامل معتاد على القدرة العاملة لانه يعمل اعمالا كل يوم كما (يعمل) ابوه،
154 الابن هو قوة الآب الخفي الذي اراد ان يعلنه، والاعمال التي عملها مثل والده صارت شهودا.

الشمس والنار برهانان على مساواة الآب والابن
155 من يقدر ان يشبه الشمس الا نورها، او من يشبه الله الا ولده،؟
156 ضوء النار هو ايضا نار لمن ينظر اليه، والشعاع الذي يخرج من القرص هو بهي مثله،
157 الشمس تلد الضوء فينزل وينير الارض، وهو في الشمس حتى لما ينزل عند السفليين،
158 نزل ابن الله الى العالم ليمشي فيه، وكان في العلى عند والده لانه من حضنه،
159 استنارت به الاعماق ولم تفرغ الاعالي منه، واحد هو المتساوي مع والده فوق واسفل،
160 اتى الى العالم، وكان في العالم قبل ان يأتي، نزل من الآب ولما اتى مكث في ابيه،
161 استقبله العمق، ولم يفرغ العلى منه، وحملته الارض، ولم يترك السماء،
162 تجلى في الجسد، والبرية احست بخفائه، وصار ابن الانسان وعرف العالم بانه اله،
163 تشبه بنا، وكله يشبه اباه، مشى معنا، والعوالم مليئة من تسبحته،
164 صار فقيرا، وكان قد عرفه الايمان لان الكنوز والثروات التي لا تُدرك هي مُلكه،
165 حل في البرية وشعرت بانه ابن الباري، وطلبت منه ان يعمل اعمال ابيه.

الخاتمة
166 كانوا يطلبون منه ان يقول كلمة ويصير العمل، فقال وصار لانه اله، له التسبيح.

كمل (الميمر) على قائد المئة