الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر السادس والأربعون

 

 
يا نبع الحياة الذي جرى عندنا من العلى، اعطني لاشرب بلذة من حلاوتك، يا لجة المراحم الذي اندفق من الآب على اراضينا كن لي شرابا فيرتوي عطشي من ينبوعك، يا ماء الحياة الذي لا توجد الحياة خارجا عنك، بالحياة الصادرة منك اطرد الموت الذي يسكن فيّ، واقتل مني الموت وبك اعطني الحياة يا محيي الكل.
يلزم ان نميل اذننا بالمحبة لما يقال لان النفس بدون المحبة هي محرومة من الفائدة، المحبة تقدر ان تفتح الباب للتعليم ومنها تجري كل الفوائد لجميع القريبين منها، ميمره اسمى من اللسان ومن يفهمه، وخبره اعلى من الوصف ومن يستوعبه،؟ كيف يقدر الميمر ان يصوره فيما لو صوره، لانه يُحير العقول ولا تكفيه الوانها.؟
المسيح صياد ذكي ينتظر السامرية عند البئر: ركض الى المعين مثل صياد لينصب الفخ، لانه كان يعلم بان طريق الصيد كانت هناك، كان قد وجد المياه وطمر فخاخه بتمييز، وجلس ينتظر مثل صياد مليء ذكاء. المسيح تعب لانه لبس جسدا من ذرية آدم وقد تعب ليريح آدم ويخلص الخاطئة التي جلبها رمزه الى البئر.
باستفسار المسيح عن بعل السامرية اراد ان يظهر لها آية: لماذا لزم ان يقول لها ادعي لي بعلك، ولماذا مجّدها لما قالت: ليس لي بعل،؟ لو لم يكن لها، كيف تدعوه كما قال لها، ولو كان لها، لماذا قال لها اجبتِ حسنا،؟ لو ليس موجودا كيف تدعوه كما أُمرت، ولو كان موجودا لماذا لم يذمها لما انكرته؟ اراد الرب ان يعطي لها آية لتؤمن به: وبما انها كانت متعافية وكان لها سر كشفه فاحص الكل وملأها عجبا لتصدق كلماته بتمييز.
السامرية بنت الشعوب كانت ذكية فمدحها ربنا لما سالت اين وكيف تسجد لله،؟ وذم بنت العبرانيين التي لا تستفسر.
لو مكث التلاميذ لما تركوا ان تتكلم المرأة مع معلم جميع المعلمين. السامرية تبشر السامرة وتدعوها الى ترك اصنامها. المرأة تشترك في نقل وحمل البشارة الى العالم لئلا يعتبر الرسل بانهم وحدهم يبشرون: اراد ان يبين قوة كلمته بواسطة المرأة، ليعرف العالم بان كلمته هي العظمى، وليس الكراريز، ربنا القى النار في العالم لما اتى اليه، وكان يضرمها بواسطة الرجال والنساء.
من يزرع كلمة الحياة في اذن الناس لا ينتظر طويلا ليحصد حتى يعيدهم، ليتعب كل واحد بزرع التعليم، لانه حالما يزرع، يحصد حالا من التعليم.
السامريون يؤمنون بالمسيح ويقولون للسامرية: انه يشهد لنفسه ولا يطلب شهادة احد، اصمتي اذاً فلا تلزمنا شهادتك.
المخطوطتان: اوكسفورد 135 ورقة 146؛ روما 117 ورقة 93 (الكتابة ممحية)
يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب الملفان وفي النهاية اسم الطوباوي مار يعقوب الملفان. لا تمل ايها المستمع المليء تمييزا من الاتقان الروحي الذي أُعدّ لك، هوذا السامرية قد دعتنا اليوم الى اتقانها، لنتنعم معها بالهدايا الحلوة التي وجدتها. الميمر تفسيري. الميمر يمجد المرأة بنت الشعوب ويعترف بدورها في نشر الكرازة. وردت جملة في الميمر يقارن السروجي نفسه بالسامرية ويعلن ايمانه الذي لم يتبدل. رسالة/17: خطبتَ تلك المتعددة الرجال لتصير خاصتك، اخطب النفس التي لم تعرف ان تصير الا لك. قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى فترة شباب ملفاننا بعد نشر الامبراطور زينون لمرسوم الاتحاد عام 482م.

للقديس مار يعقوب الملفان
على تلك السامرية (يوحنا 4/4-42)

المقدمة
1 يا نبع الحياة الذي جرى عندنا من العلى، اعطني لاشرب بلذة من حلاوتك،
2 يا لجة المراحم الذي اندفق من الآب على اراضينا كن لي شرابا فيرتوي عطشي من ينبوعك،
3 يا ماء الحياة الذي لا توجد الحياة خارجا عنك، بالحياة الصادرة منك اطرد الموت الذي يسكن فيّ،
4 يا ابن اللامائت الذي اتى الى الموت لاجلنا، اقتل مني الموت وبك اعطني الحياة يا محيي الكل،
5 يا مثري الكل الذي اصبح محتاجا لانه اراد، سدّ احتياجي من كنزك الكافي للكل،
6 ايها المحمول على الكواريب الذي صار متعبا في الطرقات، ساعدني لاتكلم على تواضعك وانا متعجب،
7 رب البحور الذي طلب الماء من المعوزة، كن معينا يجري الحياة كما وعدت،
8 ايها الجبار الذي تعب وجلس مثل ضعيف، ساعدني لاقول انه لو لم ترد لما كنت تتعب،
9 محبتك جذبتك الى السامرية لتتكلم معها، كم يلزم ان تكشف سرك للفكر ليتامل فيه،
10 خطبتَ تلك المتعددة الرجال لتصير خاصتك، اخطب النفس التي لم تعرف ان تصير الا لك،
11 مشيت في دربك الى السامريين، اعطني الكلمة لاصف نفس الدرب وانا متعجب.

يعقوب يتكلم
12 يلزم ان نميل اذننا بالمحبة لما يقال لان النفس بدون المحبة هي محرومة من الفائدة،
13 المحبة تقدر ان تفتح الباب للتعليم ومنها تجري كل الفوائد لجميع القريبين منها،
14 انها طريق واسعة عليها يسير الانسان الى الله، وانها باب عال يؤدي كله الى الملكوت،
15 المحبة جذبت الله ليصير انسانا ويمشي على الارض مثل فقير وهو الغني،
16 ميمره اسمى من اللسان ومن يفهمه،؟ وخبره اعلى من الوصف ومن يستوعبه،؟
17 الى اين تسير الكلمة وراءه لما يوصف،؟ وفي اي موضع يفتش عليه العقل فيما لو وجده،؟
18 انه عزيز فوق ومتواضع في الاسفل ولا يُحدد، انه خفي في العلى وظاهر في العمق ولا يُعقب،
19 فوق العجلات يخيف الكواريب ولا يرونه، وبين السامريين تعب على الدروب ولا يفحصونه،
20 كيف يقدر الميمر ان يصوره فيما لو صوره، لانه يُحير العقول ولا تكفيه الوانها،؟
21 من السامرية سأل الماء بفقر، ومن الينابيع يفجر الامواج بكثرة،
22 هل اعدّه ظمأ،؟ البحور كلها هي مُلكه، هل اسميه متعبا،؟ انه يحمل العوالم بجبروته،
23 لما رايته يطلب الماء من السامرية عدت وفكرت بانه ينجب القطرات من العواصف،
24 قبل ان انصت اليه وهو يقول للمرأة: اعطيني ماء، طرق اذنيّ صوت رعوده في الهواء،
25 لما اسمع بانه يحمل الغبار، ويشعر بتعب الطريق، صرخ النبي قائلا لي: الغيوم هي غبار رجليه،
26 جمع المياه مع والده الى المنحدر، ولانه صار منا يطلب الماء ولا يعطون له،
27 برمزه تدفق الارض العيون والانهار، وهذا هو العجب لما كان يقول: اعطيني لاشرب،
28 ثار الميمر للكلام بمحبة كبرى على قضية طلب رب البحور للمياه.

اعطيني لاشرب (يوحنا 4/10)
29 المراحم دعته ليمشي على الارض، وسلك الدرب ليفتش عن آدم الخروف الذي ضل،
30 ولما خرج الراعي الصالح ليفتش عن خروفه قادته الطريق الى السامريين ليتفقدهم،
31 رتب حتى يجتاز هناك كما هو مكتوب، وهذه حجة حتى يجد الذين كانوا مفقودين،
32 ولكي يصنع بداية لطريقه مثل الحكيم وجّه مسيرته الى بئر المياه،
33 ركض الى المعين مثل صياد لينصب الفخ، لانه كان يعلم بان درب الصيد كان هناك،
34 كان قد وجد المياه وطمر فخاخه بتمييز، وجلس ينتظر مثل صياد مليء ذكاء.

تعب ربنا (يوحنا 4/6)
35 التعبان الذي ازال تعب آدم المعذب تعب من العمل لانه شاء ان يتعب لاجل هدف،
36 تعب وجلس ذاك الذي مدّ الطرق في البرية وحمل تعب وكرب الطريق حيث مشى،
37 سبب تعبه هو الجسد الذي لبسه من آل آدم، لانه لو لم يرد وصار منا لما كان يتعب،
38 الراكب على الكواريب ودربه اسمى من الروحيين، يمشي على الطريق وفيه هي محبوسة المواضع،
39 مريح المتعبين وهو لا يتعب، ولا يتعذب ولانه صار انسانا فقد صادفه التعب في الطرقات،
40 حمل على رجليه كل تعب درب آدم، ليزيل جهد المتعب الذي هزل يوم عثر،
41 تعب بدل آدم ليستريح آدم من الكرب، بلغه التعب ليحصّل الراحة لآدم،
42 رئيس الاجيال خرج الى ارض الاشواك وهلك، فخرج ربه ليفتش عليه وتعب وهو يطلبه،
43 طلبه في الطرقات، وخرج ليفتش عليه في البلدان، وتعب ووجد مثلما اراد ولم يمل،
44 كان قد تعب اذاً مثلما تعب لاجل آدم، وجلس ليستريح من التعب الذي صادفه،
45 الحكيم الذي تعب في الدرب نفّذ امرين بفعل واحد: جلس ليستريح وعندما يستريح يتم عمله،
46 وإن تعب تعبا في الطريق التي كان يسلكها، جلوسه ليستريح هناك كان صادرا عن فعله،
47 صبر لينتظر الصيد لياتي اليه، وتعب حتى يستريح لكي تمتليء شبكته بتلك الحجة،
48 ربنا طمر شبكة الحياة في بئر الموت، وجلس ينتظر لتمتليء من الاسراب ثم يسحبها،
49 صار التعب فرصة وقتية لاجل هدفه، بحيث يسير دربه بنشاط وهو يستريح،
50 كان مهندسا خرج ليبني العالم الذي سقط وفي جلوسه بنى مدينة كانت مهدومة،
51 ولما تعب وجلس ليلقي التعب عنه فقد صنع له عملا آخر لئلا يبطل،
52 لما كان يستريح من تعبه بدأ بالعمل لتستمر افعال مسيرة دربه،
53 خرج ليستأصل دغل الضلالة من الاراضي ولم يبطل من عمله حتى في استراحته.

رمز الرب يجذب السامرية لتاتي عنده: ماء الحياة
54 جلس التعبان بارادته على البئر، ورمزه جذب السامرية لتاتي عنده،
55 خرجت المرأة لتملأ الماء ولم تكن تعرف بان بحر الحياة الجديدة العظيم يصادفها،
56 وقبل ان تملأ جرتها فاض الموج واحاطت بها اللجة التي خرجت لتروي العالم كله،
57 بدأت تملأ من البئر العميقة، والمسيح-البحر ثلم لها نفسه لتشرب منه،
58 لما كانت تنظر الى المياه السفلى لتصعدها، نزلت المياه العليا واحاطت بها من كل الجهات،
59 الموج العالي غلب المياه السفلى، وجذب المرأة لتملأ منه وتترك تلك،
60 بدأ ربنا يتكلم معها قائلا: اعطيني لاشرب، وهذا كان سببا فتح بابا للتعليم،
61 فتح ربنا بابا للموضوع بحجة الماء، ولم يكن يريد ان يشرب لانه فعلا لم يشرب،
62 كان ينتهز الفرصة ليتحدث الى من تملأ الماء، ماذا يقول الا: اعطيني الماء لاشرب،؟
63 بالحقيقة هل كان فعلا يريد ان يشرب الماء،؟ او لعله كان يحاول ان يعطي ماء الحياة،؟
64 هل عطش عطشا وطلب الماء لانه عطش، او لم يعطش واراد ان يسقي العطشانة،؟
65 لم يُكتب بانه شرب ولا بانها اعطته حسب طلبه، قال قولا: اعطيني لاشرب، لكنه لم يشرب،
66 بالرغم من وجود سبب يسمح ليعطش، من السهل ان نعرف بانه لم يطلب الماء لانه كان ظمأ،
67 قبل الطعام لا يضطر المرء ان يشرب الماء، وهوذا التلاميذ قد دخلوا ليشتروا الخبز،
68 اتضح اذاً بان ربنا لم يكن ظمأ الى الماء لكنه تحين الفرصة ليعطي الماء الحي،
69 كان قد ركّب سببا للموضوع كما قلنا، وبدأ يطلب الماء من المرأة كما سمعتم،
70 ركّب سببا ليتحدث اليها مثل محتاج لتاخذ منه الهبة لانه الغني.

لو تعرفين من سأل منك ليشرب لكنتِ تطلبين منه ماء الحياة
71 وبدأ يتكلم معها قائلا اعطيني لاشرب، واجابته هي كيف يتم ما تقوله،؟
72 انا سامرية وانت يهودي، ولماذا طلبت مني الماء بخلاف عادة البلدان،؟
73 وبدأ ربنا يتكلم معها بلذة، وطرح موضوعها ليحثها لاجل فائدتها،
74 لو عرفتِ من هو الذي يطلب منك الماء، لكنتِ تسالينه ولكان يعطيك الماء الحي،
75 يا له من سائل يجبر ليعطي بسخاء، ويده مليئة ويوزع كنوزه لمن يصادفه،
76 طلب من المرأة الماء ليشرب، ولم ينتظر ان ياخذ منها لكنه كان يجتهد ليعطي،
77 منذ البداية كان يريد ان يعطي لها، فعوّدها عليه بحجة ليسأل منها المياه،
78 بدأ يسأل وعاد يقرض مثل الغني لانه كان يحاول ان يعطي وليس ان ياخذ،
79 لو عرفتِ من قال لك اعطيني لكنتِ تسالينه المياه الحية التي في حوزته،
80 بحجة هذه المياه البسيطة التي طلبها منها، كان يعلمها بان له مياه اخرى ليعطيها،
81 غناه كان مخفى، ولانه وجد بانها لا تعرفه، فقد كشفه امامها لتغرف وتاخذ لانها محتاجة،
82 كان مشتاقا ان يعطي لها، وكان يحثها لتسأل منه، ولانها لم تعرف فقد عرّفها لتعود اليه،
83 لو عرفتِ من سأل منك المياه ليشرب لكنتِ تسالينه ويعطيك مياه الحياة.

من يشرب من هذا الماء يعطش، ومن يشرب ماء الحياة لا يعطش الى الابد
84 قالت المرأة: ربي فسر لي ما تقوله، ليس لك دلو، والبئر هنا عميقة جدا،
85 واذ ليس لك دلو والمياه ليست قريبة منك، من اين تعطيني كما تقول،؟
86 العلك اعظم من ابينا يعقوب الذي حفر البئر وشرب منها هو وبنوه وغنمه، وهو مُلكنا،؟
87 كان كلام المرأة جسديا جدا ولو هو حكيم لانها لم تكن تعرف بان لله ماء الحياة،
88 قال لها ربنا: له الماء، واجابته هي: ليس لك دلو، وكيف تعطيني الماء،؟
89 حصرت الموضوع جسديا بالامور التي تُرى، ولم تكن تعرف الخفايا الموجودة عند الله،
90 بدون دلو، وبدون حبل، كيف تسقي الماء،؟ وبدأ ربنا يتكلم معها روحيا،
91 كل من يشرب هذه المياه يعطش ايضا اليها، ومن يشرب من مياهي لا يعطش ايضا،
92 هذه المياه الموجودة عندي لاعطيها هي حية، ومن استحق وشرب منها لا يعطش ايضا،
93 لي معين الحياة لاعطيه لمن يسأل مني، اطلبي مني ايتها المرأة ويسهل عليّ ان اعطيك،
94 علّم المرأة بان له المياه لانها لم تكن تعرف وعاد وشجعها لتحبها اكثر من مائها الخاص،
95 مجّد مياهه كما هي ممجدة الى ان جذب المرأة بمحبة حتىتطلبها،
96 في بداية الموضوع قال لها: له الماء فقط، فعاد وعلمها لتطلب منه لانها كانت محتاجة،
97 لما سألته من اين لك الماء الحي،؟ ابان لها بان شاربيها لا يعطشون ايضا،
98 ربط المرأة بمحبة مياهه هذه، واحبتها دون ان تعرف ما هي،
99 وبدأت تطلب منه الماء كما وعد، ربي، اعطني ماء حيا لئلا اعطش ايضا.

السامرية تتبرأ من ازواجها
100 يا له من تغيير سريع للموضوع، لان غناه العظيم ابان نفسه بوضوح،
101 قبل مدة كان يطلب ان يشرب الماء، فحثّ المرأة وعادت وسألت ان يعطيها،
102 كانت ثروته مخفية ولم تكن تعرف كنوزه، ولما بيّن لها بدأت تطلب لانها كانت محتاجة،
103 ربي، اعطني هذه المياه لئلا اعطش ايضا ولا آتي بعد لاملأ لانني متعبة،
104 قال ربنا: ادعي بعلك واعطي ماء الحياة لك ولبعلك لئلا تعطشا بعدُ،
105 قالت المرأة: لا بعل لي، انا وحدي اعطني لاشرب لو كنت تعطي لانني محتاجة،
106 قال ربنا: حسنا اجبتِ ان ليس لك بعل، كان لك خمسة وهذا الحالي ليس بعلك.

لماذا قال ربنا للسامرية ادعي بعلك؟
107 لماذا لزم ان يقول لها ادعي لي بعلك،؟ ولماذا مجّدها لما قالت: ليس لي بعل،؟
108 لو لم يكن لها، كيف تدعوه كما قال لها،؟ ولو كان لها، لماذا قال لها اجبتِ حسنا،؟
109 لو ليس موجودا كيف تدعوه كما أُمرت،؟ ولو كان موجودا لماذا لم يذمها لما انكرته،؟
110 لماذا كان يرسلها لتدعو بعلها،؟ ولانها قالت: ليس لي، لماذا قال لها حسنا قلتِ،؟
111 هل قولها ليس لي بعل هو صادق،؟ نعم يا ربي، لماذا طالبتها لتدعوه لو ليس موجودا،؟
112 لو يوجد لها، ها قد كذبت، فلماذا مدحتها،؟ ولو كذبت وليس لها، لماذا تدعوه،؟
113 لما تُطالب لتدعو بعلها لو لم يكن لها بعل،؟ ولو كان لها، فانها تكذب لانها (تقول) ليس لها، فلماذا لا تلام.؟

سؤال ربنا عن بعلها هو آية جعلت السامرية تؤمن به
114 حكيم القلب سرد الموضوع حتى يكشف سرا، وكان يحاول ان يصف لها شيئاجديدا،
115 كان قد قصد ان يبين لها الخفايا، ولهذا سرد خبر بعلها في ذلك الوقت،
116 كان يلزم ان ترى منه آية ما، وكانت توجد هذه الآية قريبة من المرأة،
117 لو كان يوجد دنس في نفسها لكان يشفيها، وكان يبين لها في شخصها قوته العظمى،
118 ولما كانت متعافية ولها سر, كشفه فاحص الكل وملأها عجبا لتصدق كلماته بتمييز،
119 المرأة النازفة اعطاها آية في الدم الذي يبس، وابان قوته للكنعانية في ابليس بنتها،
120لهذه المرأة كان يوجد سر خفي عن الكل، فابانه علنا ورأت قوته مثل رفيقتيها،
121 لو وُجد هناك مرضى ليشفيهم لم يكن ضروريا ان يكشف السر لتلك التي اعلنه لها،
122 كانت موجودة هي وحدها وكانت متعافية من كل وجع، ولم يكن ممكنا ان تصدق كلماته بدون آية،
123 ولكي يعمل آية امامها فقد بيّن خفاياها، ليقوم ذلك الكشف بالنسبة لها مقام الآية،
124 كان لها رجل بالاسم لا بالحقيقة، ولم يكن يعرف احد ذلك السر الا هي،
125 ولكي يملأها ربنا عجبا كشف لها السر، لانه قال لها: ان ذلك الرجل لم يكن بعلها.

السامرية تستفسر من المسيح النبي: كيف نسجد لله؟
126 سمعت المرأة بانه يتكلم معها بالوحي، فلبست العجب بواسطة الخفايا التي بانت لها،
127 رات الحكيمة بان خفاياها كشفها، وفهمت من عباراته بانه نبي عظيم،
128 قالت له: ربي ها انني اراك نبيا، اتعلم منك الحقائق وبعدئذ تذهب،
129 يوجد بين السامريين واليهود خصام واظن بانك تحله بحكمتك،
130 يوجد جدال عظيم بين الشعبين الواحد مع الآخر، ويطلبان حاكما مستقيما ليسمعهما،
131 هانذا ارى بان كل الخفايا هي جلية لك، وانت ستحل القضيةالعظمى الموجودة منذ امد طويل،
132 نحن نقول: يجب السجود هنا على الجبل، وانتم تقولون: يجب ان نسجد في اورشليم،
133 منك اتعلم اين اسجد لانني معذبة، انه لسؤال عويص، فحلّه لي لانك نبي،
134 انت بيّن لي اين هي سكينة السامي،؟ وانت بيّن لي في أي موضع يجب ان نسجد،؟
135 ربي، علمني الى اي موضع ارفع عينيّ،؟ واطلب منك، اين يوجد الرب في الحقيقة،؟
136 ارى بانك تجري قضاء الشعوب، ربي فسر لي اين اسجد كما طلبتُ منك.؟

الرب يمدح السامرية بسبب سؤالها عن السجود لله
137 ايتها المرأة الذكية كم انت حكيمة، العجب في كلماتك: كم انتِ مهتمة بما ينفعك،!
138 طوباك ايتها المرأة التي تملأ الماء، ان المياه الحية نزلت من عند العلي لتشربيها وسوف لن تعطشي ايضا،
139 طوباك ايتها المحسودة، اي فم تكلم معك، انه ذاك الفم الذي بلفظته يندفع المستيقظون للاعمال،
140 تلك التلميذة الذكية المليئة عجبا هي (تلميذة) هذا المعلم الذي لا يوجد معلم الاه،
141 تفسير ذلك السؤال الذي كانت تحمله لم يكن يوجد احد ليفسره الا ربنا،
142 كان يُسأل معلم الحياة عن الحياة، لانه به كان يليق ان يتكلم كلام الحياة،
143 كان يُعقب عن سجود الشعب والشعوب، وبه كان يليق ان يفسر الحقائق،
144 هذه المرأة كانت حكيمة ومثقفة ومستنيرة في التعليم الالهي،
145 كانت حكيمة وغنية ومنطقية، في كلماتها طعم، وفي اسئلتها كل الفوائد،
146 كانت مصممة لتطلب الحقيقة بوضوح، وكانت تسأل: اية هي طريق الله،؟
147 كانت تتعثر في تيه الشعوب وكانت مضايقة لتفتش عن سبيل يقودها الى الامان العظيم،
148 وجدت بان سجود شعوب الارض كان مضطربا، ولم تطب لها عادة البلد التي كانت متمسكة بها،
149 طلبت ان تتعرف على تدبير اليهودية، وكانت تفتش لتجد الحقيقة بوضوح،
150 صار للمرأة استفسار عظيم: من هو الاصح،؟ فصادفها مفسر واستنارت لتستفسر منه،
151 ربي، اتعلّم منك الحقائق، كن لي معلما وافهمني الخفايا،
152 هل اربط سجودي بهذا الجبل مثل آبائي،؟ او اطلب الرب في اورشليم لو كان هناك.؟

السجود لله بالروح وليس في اورشليم
153 قال ربنا: لا هنا ولا في اروشليم، لكن يُسجد للرب بالروح في كل المواضع،
154 ما قلتِه هو عادات البلدان، وعلى من يسجد ألا يسجد حسب العادة،
155 تتحرك النفس وتسجد للرب بتمييز، لانه لا يوجد موضع لله حتى يحدده،
156 لا تسجدوا للآب هنا ولا في اورشليم، وسمعت المرأة وتحرك قلبها بالتفسير،
157 وُجّه اليها كلام جديد وروحي، وكانها ارادت ان تستنير به لانه لم يكن عاديا،
158 سمعت منه شيئا خفيا عن الفهم، وفزعت من عظمة ذلك التفسير،
159 خافت بالا تصدقه لانه نبي، وحتى تصدق كان كلامه اسمى من الكلام الاعتيادي،
160 سمعت بانه لا في ذلك الجبل ولا في اروشليم، وقلقت نفسها بالعجب الذي نُطق،
161 وضع لها هدفا اسمى من عادة الشعب والشعوب، فخافت المرأة من سمو الخبر السامي.

السامرية انتظرت التفسر النهائي من المسيح الآتي
162 وحالما سمعت طار فكرها بقوة، وحفظت الخبر لمفسر آخر سياتي (بعدئذ)،
163 اعرف بان المسيح سياتي لانني انتظره، وهو يعلمني بوضوح ماذا يلزمني ان اعمل،
164 احفظ الخبر الذي ابحثه لمعلم آخر، لا احد يقدر ان يناقض كلماته لما يفسر،
165 ربي، صدّقتك بانك نبي من الوحي، اما الحل فلا يجده الا المسيح،
166 ليخيم السكوت على السائل بدون جدال، الى ان ياتي المسيح الى الارض ويفسره،
167 انت صادق، وآمنت بانك نبي، غير ان الخبر محفوظ للمسيح فلن نتعب فيه،
168 ليكن الميمر مخفيا بالصمت بدون تفسير الى ان ياتي من هو مُلكه ويتحدث عنه.

مدح السامرية وذم العبرانيين
169 عجب عظيم في كلمات المرأة: كم انها حكيمة، وكم كان فكرها مرتبطا بالله،
170 لتخجل صهيون بهذه المرأة التي كانت من الشعوب، كم انها فتشت على تفسير الحقائق،
171 كان يقال من قبل السامرية: ها انه ياتي، والحسد اعمى العبرانيين ونكروا طريقه.

السامرية تعترف بالرب
172 قالت لربنا: اعرف بان المسيح ياتي، يا لكِ من امرأة مَن ابان لك خبر دربه،؟
173 مَن اعلن لك طريق الملك التي تحركت للمجيء،؟ ومن ابان لك بان المسيح ياتي حتى تنتظريه،؟
174 مَن بشرك بتجلي الختن الملك، لان طريقه خفية ولا تُعرف الا بالسر،؟
175 قولي لي ايتها المرأة: من قال لك ان المسيح ياتي،؟ ومن بيّن لك بانه يعلمك كل شيء،؟
176 قالت المحسودة: ان الكتب بشرتني بتجليه، ومن قبل كراريزه تبيّن لي مجيئه،
177 موسى العظيم صوّر له صورة في نبؤته وهو علمنا بوضوح بان المسيح سياتي،
178 صوّره بالذبائح والقرابين والمحرقات، وبايحاءاته الروحية رتل لطريقه،
179 من التوراة تبيّن لنا مجيئه، فهوذا صور مجده مصورة فيها بوضوح،
180 ابونا يعقوب اعطى آياته لجمع بنيه، وعلمهم كيف سياتي المسيح،
181 فهمنا من الصور التي صوّرها لنا موسى في سفره العظيم، ومن آيات ابينا يعقوب،
182 بان المسيح سياتي وينير الارض بتعليمه، فانا انتظره لاتعلّم منه الحقائق،
183 هو سيعلمنا سبيل الحق الخفية عنا، لان كلمته نور وهو يجري قضاء الشعوب،
184 هو سيدخلنا الى الراحة من العثرات التي تعذبنا، ويرينا سبيل بيت الله العظيم،
185 هو سيكشف لنا كل اسرار الحقائق، ويبين لنا الخفايا التي لم نتعلمها،
186 هو سيقول لنا: اين نسجد لكوننا منقسمين، لانه معلم عظيم وبتعليمه تستنير المسكونة،
187 هو سيتلمذنا، ونقبل كل ما يقول لنا، لانه معلم الحق ويعلم حسنا من يسمعه،
188 هو سينيرنا كالنهار لاننا مظلمون، وهو الشمس العظيمة وقد هرب الليل من اشعتها،
189 ربي، اعرف بان المسيح سياتي ويعلمنا، قال ربنا: انا هو المسيح الذي سياتي،
190 وجد بان المرأة كانت تحترق بمحبته بحرارة، ولم يصبر ليخفي نفسه عنها،
191 وجد بانها تدور وتفتش عنه بين الامواج، فاسرع وابان لها بانه المسيح لئلا تتركه.

المسيح يكشف للسامرية بانه المسيح المنتظر
192 في كل مكان كان يوصي بالا يكشف احد بانه المسيح، وفي ذلك المكان كشف عن نفسه بدون وسطاء،
193 وجد بان المرأة كانت مستنيرة في كل شيء، ولم يكن يعوز لنفسها شيء ما عداه،
194 اعطاها نفسه ليسدّ عوزها لتكتمل من الايحاءات في كل شيء،
195 راى بانه لو اهمل ولم يكشف لها بانه المسيح، لكانت تذهب وتنتظر مسيحا آخر وهذا كان جرما،
196 وجد بان المحبة تركض وراءها بسرعة، فامسكها نفسَه لئلا يتأخر ويصيدها بعدئذ،
197 سمع بان المرأة كانت تنتظره لتتعلم منه، فبدأ يعلّم الحقيقة جهرا وبوضوح،
198 وجد بانه لو سكت ولم يكشف لها بانه المسيح، لكانت تركض وراء آخر غيره وتهيم به،
199 كانت تنتظره وبعد ان راته لماذا يخفي نفسه،؟ ولهذا كان قد حسن لديه ان يكشف نفسه لتلك التي فتشت عنه،
200 تجليه اشرق كالشمس وملأ الارض، فعرفته بانه شمس البرارة.

السامرية تكرز بالمسيح
201 النهار صادف بنت الشعوب المظلمة، فاستنارت به، وعادت تنير من يصادفها،
202 تركت جرّتها ودخلت بدون ماء، لانها اخذت معها ماء آخر من العلي،
203 موضوع الخبز والماء عكس نفسه ليوصف روحيا وبعجب عظيم،
204 الامور الجسدية صارت سببا لذلك الاتقان، والامور الروحية طردتها ودخلت لتقوم مقامها،
205 تلك النهاية التي لم تكن تشبه تلك البداية: كل الموضوع تبدل الى الروحانية،
206 لم يكن يلزم الخبز ولا الماء للموضوع الذي جرى بين السامرية ومخلصنا،
207 كان قد رُكّب ليوصف بالخبز والماء، فدخل موضوع الماء الحي وانتفى ذاك.

الرب ارسل جميع التلاميذ ليتيسر له الكلام مع السامرية وحده
208 ربنا ايضا بدأ هكذا مثل عارف الكل ليعالج تدريجيا الموضوع الذي بدأه،
209 ارسل تلاميذه بحجة (شراء) الخبز، لتصير فرصة للكلام بينه وبين المرأة،
210 الواقع يعلن جهرا بان الامر هو هكذا، ولهذا ارسلهم جميعا ليمكث هو،
211 عمليا لو اراد ان يشتري الخبز لكان يذهب واحد ليفتش على الخبز وليس الكثيرون،
212 كان يوجد اثنا عشر فارسلهم جميعهم ليظل هو، وينجز مهمته والتلاميذ غير قريبين،
213 لو ترك واحدا عنده لكان يتكلم مع المرأة بدل مخلصنا،
214 ولو مكث ذاك التلميذ لما كان يترك ان تتكلم المرأة مع معلم جميع المعلمين،
215 ولهذا ارسل ابن الله جميعهم ليكمل وحده المهمة التي تليق به،
216 لو دخل واحد وحده ليشتري الخبز لكان واحد يوفر درب جميعهم لو كانت قضية شراء الخبز،
217 وما فعله ابن الله قبل ان يأتوا لما كان جميعهم يعملونه لو مكثوا (معه)،
218 ارسلهم وابعدهم عن العمل، واخرج المرأة لتتكلم معه بحجة الماء،
219 بدأ يقول للمرأة: اعطيني ماء، فدخل الى الموضوع ليعطي ربنا الماء الحي،
220 زال الموضوع الجسدي الذي بدأ به، وقام التعليم الروحي وابان نفسه،
221 وصب ربنا وملأ المرأة ماء حيا، وارسلها لتدخل وتسقي المدينة العطشانة،
222 تركت جرتها وملأت نفسها ايمانا، وحملت الماء الحي ودخلت ووجهها مسفر،
223 استقت بنفس واسعة واخذت من الينبوع مقدارا من شراب حي يكفي لكل المدينة،
224 واحتُقرت كل بداية ذلك الاستعداد للخبز المشترى وللماء البسيط اللذين هُيئا،
225 المسيح ثلم نفسه شرابا، وخرج منه جيحون مليء حنانا وحياة لمن يصادفه،
226 وزال الينبوع السفلي الذي لم يكن يسقي لان النبع العالي غلبه بالسيول التي اجراها،
227 حينئذ نست المرأة الماء البسيط، وتاقت الى حلاوة الماء الحي،
228 ثلمت نهرا عظيما ليجري الى كل المدينة، ولكون جرتها صغيرة فقد تركتها بتمييز،
229 بحجة الماء خرجت واحست بماء الحياة، فركضت ودخلت لتروي الارض بالشراب العظيم.

دعوة المستمع الى وليمة السامرية
230 لا تمل ايها المستمع المليء تمييزا من الاتقان الروحي الذي أُعدّ لك،
231 هوذا السامرية قد دعتنا اليوم الى اتقانها، لنتنعم معها بالهدايا الحلوة التي وجدتها،
232 ها انها مسرعة لتصنع الوليمة روحيا، والماء البسيط الذي ترتكته لا يلزمها،
233 توجد لذة للنفس في عمل الطوباوية والمحبة تهتم باتقاناتها لتجعلها لذيذة،
234 الآن ليست تملأ الماء من بئر يعقوب حتى تسأم منها وتنتقل لكونها عميقة،
235 نبع عظيم ثلم نفسه فوق البئر، يا محب حياته اشرب منه دائما.

السامرية تبشر السامريين
236 خرجت لتملأ الماء البسيط، وها انها لم تاخذه، اذاً من الواضح بانها عجنت الحياة في اتقانها،
237 قبل مدة بدأت عملا جسديا، وبعد قليل كل عملها (صار) روحيا،
238 ربنا ايضا لما تكلم معها منذ البداية ابان لها بان ذلك الاستعداد لم يكن نافعا لها،
239 ربنا الذي طلب الماء ليشرب لم يشرب، ولا تلك المرأة اخذت الجرة التي خرجت معها،
240 يا لها من بداية بسيطة لتلك الوليمة، ويا لها من نهاية مجيدة لذلك الاتقان،
241 خرجت لتملأ المياه البسيطة، والتقتها لجة عظمى جرت من الآب للعالم كله،
242 ولهذا تركت جرتها واسرعت ودخلت لتهيء المكان للماء الحي في كل المدينة،
243 تركت هناك اناء المياه البسيطة الصغير، لانها جعلت عقلها الكبير اناء للماء الحي،
244 وبما ان الجرة لم تكن تسع الماء الذي استقته، فقد اخذتها من الينبوع بنفس واسعة،
245 بمحبتها العظمى ثلمت وادخلت ينبوعا عظيما الى مدينة السامرة المحرومة من الينبوع،
246 خرجت لتملأ الجرة ماء لها وحدها، فاخذت وادخلت علنا شرابا لكل المدينة،
247 دخلت المرأة وصرخت في المدينة بصوت عال: يا جميع العطاش هلموا واذهبوا الى المياه التي اعرفها،
248 اخرجوا ايها السامريون واستقبلوا شراب الماء الحي، هوذا البئر عندي وقد فتح ينبوعه ليسقي مدينتنا،
249 صادفني رجل لو يحق لي ان اسميه رجلا، اقول اذاً: انه المسيح بالحقيقة،
250 كشف لي خفاياي، وقال لي كلما فعلته، انه فاحص القلب فهلموا واخرجوا عنده ليعلمكم،
251 هلموا ايها السامريون واحتقروا منحوتات آبائكم، هوذا الله قد كشف لي نفسه لابشركم،
252 يا عطاش مدينتنا هلموا واذهبوا واشربوا الماء الحي الذي ارسله الآب بابنه ليسعدكم،
253 كنز عظيم كشف عن نفسه، فهلموا ايها الفقراء واغرفوا من غناه وسدوا حاجاتكم،
254 صادفني نور بشبه الانسان، ولما تحدث معي استنرت به، فاخرجوا ايها المظلمون واستنيروا مثلي،
255 شمس البرارة العظيم اشرق عند البئر، فاهربي يا ظلال الظلمة منا لاننا استنرنا،
256 يا اصنام الشعوب قعي وتحطمي من خوفكِ، فهوذا الله قد ابان نفسه ليفضحكِ،
257 اصنام بلدنا اختبئي في كمائن مصوريكم، لاننا راينا صورة مجد الآب ليعزينا،
258 اصنام الضلالة انتقلي عن اراضينا، لان المسجود له اتى لينقذ السبي من السالبين،
259 صوت المرأة كان عاليا، وصرخت في الاسواق وهي مستعجلة لتسقي شعبها ماء الحياة.

رسالة الابن يحملها الرجال والنساء
260 تحير السامعون من كلمة الابن لانها كلها نور، وحيثما تشتعل هي كلهيب لمن يصادفها،
261 اراد ان يبين قوة كلمته بواسطة المرأة، ليعرف العالم بان كلمته هي العظمى، وليس الكراريز،
262 اصنام السامرة احتُقرت وسقطت بواسطة المرأة، ليعرف العالم كم ان الساجدين لها هم محتقرون،
263 ربنا القى النار في العالم لما اتى اليه، وكان يضرمها بواسطة الرجال والنساء،
264 ارسل امرأة الى المدينة وكملت مهمته لئلا يتكبر الرسول في درب الكرازة،
265 اخذت نارا من ذلك الذي جاء ليلقى نارا، ولما ادخلتها الى المدينة اضطرمت في بني شعبها،
266 اشرق نور ابن الله على السامريين، فاخرجهم من الظلام الذي عذبهم،
267 قادت بني شعبها لملاقاة النور، فجذبتهم وخرجت لتؤديهم نحو النيّر،
268 تمشي في الدرب وكلمتها عالية، ووجهها مسفر، وفمها مليء بشارة الابن بوضوح،
269 ربنا جلس ومثل صياد انتظر الحمامة التي ارسلها لتجلب سربها حتى يصير مُلكه،
270 ارسل كلمته الى السامريين مثل محب الكل، لئلا يحُرموا من تعليمه.

الرب جائع ليس الى الخبز بل الى إحياء البشر
271 ومكث ربنا جالسا على البئر ليكتمل العمل المحبوب الذي كان قد بدأه،
272 التلاميذ الذين أُرسلوا ليشتروا الخبز توسلوا اليه لياكل الخبز، ولم يرد ان يأكل،
273 اظهر علنا بانه ارسلهم لجلب الخبز حتى يملأ شبكته صيدا،
274 لما اجبروه ان ياكل الخبز الذي جلبوه الى هناك، ابان لهم بانه جائع فقط ليحي الناس،
275 وبدأ يتكلم عن الخبز الجسدي: كم انه ثمين، وكم يُحصل عليه بجهد عظيم،
276 وكان يتكلم مع تلاميذه كلاما ساميا: كان شراؤهم وجلبهم للخبز زائدا.

لتهيئة الخبز يلزم وقت: زرع وحصاد، اما كلمة الرب فتعطي الغلة حالا
277 يحين الحصاد بعد اربعة اشهر حسب كلمتكتم، فخبز الاوجاع لا يُجمع الا بعد مدة،
278 كلمتي تصنع الغلة بحرارة وحالا تعطي الاثمار الحلوة لمن يتعبون فيها،
279 ها قد زرعتُ كلمتي قبل مجيئكم بقليل، وها انها قد اعطت حالا الغلات الكثيرة،
280 ارفعوا عيونكم الى درب السامرة وشاهدوا الجموع كغلات وفيرة صنعتها الكلمة،
281 اعطيت الزرع للمرأة فدخلت وزرعت هناك، وبدون ريب هوذا الحقول قد بلغت للحصاد،
282 من يزرع كلمة الحياة في اذن الناس لا ينتظر طويلا ليحصد حتى يعيدهم،
283 ليتعب كل واحد بزرع التعليم، لانه لما يزرع، يحصد حالا من التعليم،
284 نظر التلاميذ الى درب السامرة وراوا الجموع وافواج الناس: غلة كلمة ابن الله،
285 ابيضت الحقول، واستنارت النفوس المظلمة، وصارت باقة البشر العظمى غلة،
286 كلمة الابن ليست مثل الخبز الجسدي الذي لا يُجمع من الحقول الا بعد شهور،
287 حالما وقعت كلمته في المدينة، نمت الجموع، وامتلأت الارض بسرعة غلة عظمى.

الرب يتكلم مع السامريين
288 جاءت السامرية عند المخلص ومعها الجمع، والبشارة تنتشر في فمها سريعا،
289 خرج المظلمون وراوا شمس البرارة، وقد ظهر نورها وطرد الظلمة من الجهات،
290 تكلم ربنا مع السامريين وانارهم، فصارت كلمته ماء حيا واروتهم،
291 اشرق تعليمه اكثر من النور وابهجهم، وابان قوته بمرضاهم وشفاهم،
292 مع الكلمة تحقق العمل والقوة العظمى، وكانوا يُسندون بالمعونة والشفاء،
293 من تعليمه استنارت النفوس المظلمة، ومن شفائه صحّت اجساد المرضى،
294 علّمهم، وحيرهم، وشفاهم، وعزاهم، ووجدهم لانهم كانوا مفقودين،
295 واثراهم بالمساعدات، وبالشفاءات، وبالانتصارات، وبتعليم كلمة الحياة،
296 كانوا مندهشين من مرضاهم الذين يُشفون، وكانوا يُشفون من كل مرض بدون ضماد،
297 الاعمى يرى، والاطرش يسمع، والمريض يتعافى، والمشلولون يمشون بين الجموع،
298 شاهد السامريون عملا جديدا والهيا، فاستناروا واغتنوا من تعليم ابن الله،
299 كان نهر التعليم والشفاءات العظيم قد ثلم نفسه بين السامريين ليرويهم،
300 وبطل الاستقاء من بئر المياه العميقة، وبجداوله السامية كان يروي كل البلد،
301 بئر يعقوب بطلت وتوقفت عن الارواء لان المياه الحية نزلت من العلى ليشرب العالم،
302 انحدر التجلي من مساكن الآب العالية على الاراضي المظلمة ورواها،
303 استنار السامريون المظلمون باصنامهم، وفرحوا بالابن لانهم كانوا متضايقين بمرضاهم،
304 ابن الله اعطى الشفاء للنفس وللجسد، فصحّ الجسد، واستنارت النفس المظلمة،
305 بواسطة السامرية صاد السامريين الهاربين من المعرفة ومن التعليم الالهي.

السامرية تفتخر لانها اكتشفت المسيح
306 المرأة صارت سببا لماء الحياة ليشرب شعبها الماء الحي والالهي،
307 ذاك الينبوع العظيم الذي نبع صار كانه مُلكها وكانت مفتخرة به، وروحها عالية، ووجهها مسفر،
308 ركضت مسرعة بين الجموع هنا وهناك، ليرى كل واحد بانها تعرفت على ماء الحياة،
309 وجهها بشوش، ويداها مبسوطتان، وصوتها عال ليشعر الجمع بانها وجدت ثروة عظمى،
310 انها تتكلم، وتركض يمينا ويسارا، وتقول للجموع: هذا الخير هو مُلكي،
311 انا ثلمتُ هذا الينبوع ليسقي مدينتنا، انا شعرتُ بهذا الكنز ليغتني بلدنا،
312 انا ابنتُ هذا النور لكل شعبنا، انا اعطيت هذا الغنى لكل وطننا،
313 انا سبب هذا الطوبى الذي وجدتموه، انا فتحت هذا الباب الذي ترونه،
314 مُلكي هو الغنى، وملكي هو الكنز، وملكي هو الطوبى، وملكي هي الذخيرة، وملكي هو المجد الذي شاهده شعبنا،
315 هذا العمل المليء عجبا انا صنعته، وهذه العين المليئة حياة انا فتحتها،
316 هذه التطويبات انا جلبتها لمدينتنا كلها، هذه الشمس هي مشرقة بسببي على انسانيتنا.

السامريون يفتخرون بمعرفتهم للمسيح
317 راى السامريون كم ان الطوباوية مضطربة، وهي تصرخ وتتباهى على الكثيرين،
318 وبدأوا يصرخون ويسكتونها لتهدأ قليلا، وتسمح لهم ليروا الآيات التي حدثت،
319 قالوا للمرأة المليئة تطويبات: اصمتي واسمحي لنا ان نسمع التعليم المليء حياة،
320 ايتها المرأة لا نعرفه من كلامك، لقد عرفناه من الآيات والقوات التي صنعها،
321 العميان الذين يبصرون يحتقرون من لا يحبه، والصم الذين يسمعون يذمون من لا يسجد له،
322 نحن عرفناه من آيات جبروته ومن شفاءاته التي تصير في المرضى،
323 ليس من كلمتك، لكن من قدرته الآمرة: كيف يامر الامراض وتنهزم عن الاعضاء،
324 هو يشهد لنفسه ولا يطلب شهادة احد، اصمتي اذاً فلا تلزمنا شهادتك،
325 اشرق لنا نور على اراضينا المظلمة، فاستنرنا بالنهار الذي دخل تخومنا.

الخاتمة
326 هو النور، وهو الحق، وهو الحياة، وهو المسيح ابن الله، له التسبيح.

كمل الميمر على السامرية الذي الفه الطوباوي مار يعقوب الملفان