|
|
|
|
|
|
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر التاسع والخمسون |
|
|
|
ايها الباب العظيم الموجودة فيه كل الخيرات، افتح لي نفسك لادخل واغرف منك الغنى، ايها الصالح الذي يستجيب الى كل اسئلة السائلين، اجب الى سؤالي من كنزك المليء تطويبات، هوذا كل البرايا تاخذ منك الحياة، ربي، انا بريتك فاحيا بالمراحم واصف جمالك.
الغنى والفقر: فقر العالم هو غنى، وغنى العالم ليس غنى لانه ينتقل، ليس غنى ما يزول مع الايام، وليس مقتنى ما يظل هنا من بعدك، لله عالم آخر وهو ابدي، والمقتنى الموجود هناك هو حقيقي لمن يقتنيه.
من هو الافضل؟: هل مَن يقتني النحاس في المزود،؟ ام مَن يقدر ان يزجر الابالسة؟ للغني كيس مليء ذهبا ومعقود، وللتلميذ ظِل يطرد الامراض، ابن الله يريد كل يوم ان يثري البشر، ولهذا يود ان يُفقرهم، لا يرغب ان يقتنوا غنى ليس بغنى، لكنه يريد ان يقتنوا الغنى العظيم والحقيقي، هذا هو الغني ان يكون الانسان غنيا بالله.
نزل الرسل الى العالم عراة مثل السباح الذي يسبح في البحر عاريا، لئلا يُربطوا فيه بثيابهم، فقر ابن الله كان لذيذا اكثر من شهد العسل لمن يستحقونه، ذاقه الرسل وتلذذوا به وعاشوا منه، وابغضوا العالم وخرجوا وراءه بمحبة.
ما كان يملكه سمعان قبل ان يتبع المسيح: يا سمعان ها قد جُعلت ديانا بدل الصياد، انتبه، انا لم اظلمك بشيء لما تركتَ واتيتَ، قال سمعان: تركنا كل شيء واتينا وراءك، ولم يترك شيئا ما عدا الفقر فقط. يسوع اختار الفقراء لئلا يقال انتشرت البشارة بفضل اموال الاغنياء، ومثل عارف الخفايا اختار الفقراء لئلا يصير مفتح فم للغنى ضده.
الجهل هو حكمة حقيقية: اختار لبشارته جميع الجهال وجميع الودعاء ليخزي بهم جميع حكماء العالم، ولهذا لم يختر المثقفين لكرازته لئلا يقول احد انهم اصلحوا الارض بحكمتهم، لا تلزم الحكمة لكلمة الحياة ولا الثقافة لئلا يقول احد انها متقنة، ولهذا لم يشأ ان يعطي كلمته للحكماء لئلا يُبشر بروح متكبر من قبل الحكماء، ولئلا يقولوا انهم ثبتوا الخبر بحكمتهم وبجدالهم.
فلسا الارملة: تلك الارملة قدمت فلسَين فقط، حسن نذرها وقُبل بمحبة عظمى، لما تحمل محبة عظمى نذرا قليلا، ذاك الذي يقبل ينظر الى محبة الناذر ويحب نذره.
المخطوطتان: دفتر بيروت، اوكسفورد 135 ورقة 49
يرد في البداية اسم مار يعقوب السروجي. الميمر قطعة روحية سكبها السروجي بلغة سريانية ذات بلاغة بالرغم من التكرار. يبرهن ملفاننا بان الرب هو الغنى الحقيقي وغنى العالم هو مزيف ولهذا اختار الفقراء والجهال وصيادي الاسماك لبشارته ليخزي الاغنياء والحكماء. لعل السروجي ينقد الحكمة المزيفة التي كان يتبجح بها المجادلون في عصره ويبجل حكمة الجهال. قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى فترة شباب ملفاننا لعله الى سنة 485-490م.؟
لمار يعقوب السروجي
على ها نحن قد تركنا كل شيء واتينا وراءك (متى 19/27)
المقدمة
1 ايها الباب العظيم الموجودة فيه كل الخيرات، افتح لي نفسك لادخل واغرف منك الغنى،
2 ايها الصالح الذي يستجيب الى كل اسئلة السائلين، اجب الى سؤالي من كنزك المليء تطويبات،
3 انت تعرف ان تعطي مجانا لمن هو محتاج، اعطني بالمراحم حنانا يشفي المرضى،
4 ربنا يا ابن الله انت شجرة صالحة، واثمارك الصالحة منتشرة ومبذورة في الارض كلها،
5 هوذا كل البرايا تاخذ منك الحياة، ربي، انا بريتك فاحيا بالمراحم واصف جمالك،
6 يا ابن الغني الذي نزل ولبس الفقر، ليغتن الفم بفقرك حتى يكرر خبرك،
7 مُلكك هي الثروات، والكنوز، والذخائر، وراتك الارض مثل فقير لما تنازلت.
ابن الله تفقد الارض فقيرا ليبرهن بان الغنى هو لا شيء
8 لماذا يا ترى زار ابن الله العالم بالفقر والذل لما اتى اليه،؟
9 لان العالم ضل بالغنى وبالمقتنيات، ومحبة المال استولت على درجات السلاطين،
10 صار الذهب فخا يخنق البشر، وقُبض على كل واحد ليصير عبدا للبطالة،
11 وغنى العالم يحسبه الانسان شيئا عظيما، وقد سكر كل واحد بالطمع والشراهة،
12 والذهب محسوب مثل الله ومع الله، وهوذا العالم كله يسجد له كما لو كان للرب،
13ولهذا احتقر ابن الله الغنى بالفقر حتى يبرهن للعالم بانه لا شيء،
14 واحتقر الذهبَ امام مقتنيه ليعلمهم بانه لا يوجد مقتنى ثمين باستثناء النفس،
15 الذهب باطل وباطل الاباطيل كل الغنى وكل المقتنيات تزول كظل المغيب،
16 ولهذا نزل الغني وصار فقيرا ليحتقر اغنياء العالم بفقره،
17 ويعلمهم بالا يتكلوا على المقتنيات، لكن ليطلبوا البرارة والاستقامة،
18 ولهذا فان التلاميذ الرسل الذين جلبهم كانوا فقراءا ولم يقتنوا شيئا في العالم،
19 اختار صيادين ليسوا حكماء ولا اغنياء ليحتقر حكماء واغنياء العالم.
غنى العالم هو فقر والفقر في العالم هو غنى
20 اراد ان يبين بان فقر العالم هو غنى، وغنى العالم ليس غنى لانه ينتقل،
21 ليس بغنى ما يزول مع الايام، وليس بمقتنى ما يظل هنا من بعدك،
22 لله عالم آخر وهو ابدي، والمقتنى الموجود هناك هو حقيقي لمن يقتنيه،
23 ولانهم راوا بان العالم مربوط بالغنى هنا اراد ان يبين كم ان الفقر جميل،
24 ولهذا اقتنى ايضا تلاميذ فقراء ليعلّم الفقر للعالم كله،
25 وطمر الغنى في فقر الرسل لتحس الارض بان فقره مليء غنى،
26 امرهم بالا يقتنوا ذهبا وفضة ابدا ولا اكياسا ولا مزاود للطريق،
27 افرغهم من مقتنيات هذا العالم، ليس لانه يريد ان يورثهم الفقر،
28 لكن ليبرهن بان غنى العالم ليس شيئا، وفقره هو غنى لمن يقتنيه،
29 لا تقتنوا ذهبا وفضة تظل هنا، لكن النفس التي لا تنحل مع البرايا،
30 كان قد اجتهد ليقنيهم غنى حقيقيا، فاخذ منهم غنى العالم لانه لا شيء،
31 امرهم بالا ياخذوا اكياسا للطريق، واعطاهم كل الشفاءات للمرضى،
32 وحذرهم من اقتناء النحاس في الاكياس، وبقوته زودهم باقامة الموتى،
33 ماذا كان ينفع الكيس لمَن يحي الموتى، او المزود (ماذا ينفع) لمَن يطهر البرص بكلمة،؟
34 لم يجعل بني بيته فقراء لكنه حثهم حتى يقتنوا غنى حقيقيا،
35 اعطى المقتنى بدل المقتنى الذي لا يدوم: قيامة الموتى بدل مزود الفقر،
36 لو لم يكسبهم غنى عظيما لما كان يمنعهم من اقتناء الذهب فيما لو كان غنى،
37 بدّل لهم الغنى بالغنى لانه احبهم، وبدل الذهب علّمهم ان يقيموا الموتى،
38 امرهم (قائلا): لا تقتنوا الذهب والفضة، ربنا قل لنا ماذا نقتني سواك،؟
39 ها قد ابعدتنا عن اقتناء الذهب والفضة، قل لنا ماذا نقتني من الآن وصاعدا،؟
40 اشفوا المرضى والامراض، واخرجوا الابالسة، ومن يقدر ان يصنع هذه الامور ليس فقيرا،
41 من هو الغني،؟ هل من هو كيسه مليء ذهبا،؟ اومن يقدر ان يشفي امراض المعلولين،؟
42 من هو الافضل:؟ هل مَن يقتني النحاس في المزود،؟ ام مَن يقدر ان يزجر الابالسة ولا يوجدون،؟
43 للغني كيس مليء ذهبا ومعقود، وللتلميذ ظِل يطرد الامراض،
44 ماذا يفيد الذهب من كان مريضا،؟ فلو لم يشفه التلميذ لظَل في حُمّاه،
45 لو اقتنى احد كل ذهب كل الارض، ليس له وسيلة ليزيل الحمى عنه،
46 في الرسول الفارغ والمتجرد من المقتنيات القوة ليشفي كل الامراض بكلمة،
47 يفتح العميان، ويُسمع الصم، ويخرج الابالسة، وحيثما يلزم يدعو ويقيم الميت،
48 ابن الله اعطى هذا الغنى لرسله لما افرغهم وشلحهم من المقتنيات،
49 لو لم ينظر الى الغنى واعتبره لا شيئا، لما كان يقضي عليه وينزعه عن تلاميذه،
50 لكن بما انه ليس موجودا لمن يقتنيه، فقد امر هولاء الذين هم خاصته بالا يقتنونه،
51 المقتنى الذي هو اليوم موجود وغدا غير موجود ليس مقتنى لو زال وصار كانه غير موجود،
52 لو البارحة ليس مُلكك، واتى اليوم وصار مُلكك، ولعل الغد ليس مُلكك،
53 فلماذا تسمي غنى ما هو هكذا كذاب لو جُرب ويذبل كالوردة المقطوفة،؟
54 لكن الغنى هو ما هو موجود كل يوم بدون تغيير، وعلى المرء ان يقتنيه،
55 ما يقتنيه المرء في النفس لا يتغير لانه مخزون داخله وهو واثق بانه يملكه،
56 كل مقتنى هو خارجك ليس بمقتنى، فإما ان تتركه والا هو يتركك غدا،
57 كل الغنى الذي اعطاه ابن الله لرسله هو ابدي، ولا يقدر حتى الموت ان يزيله.
الغنى الحقيقي والغنى المزيف
58 الغنى الذي ينبع من موهبته لتلاميذه هو غنيُ وهو غنى لا يتغير،
59 ابن الله يريد كل يوم ان يثري البشر، ولهذا يود ان يُفقرهم،
60 لا يرغب ان يقتنوا غنى ليس بغنى، لكنه يريد ان يقتنوا الغنى العظيم والحقيقي،
61 ما يثبت معهم الى الابد وهو محفوظ لهم ولا يتغير لكنه مُلكم وهو لهم،
62 ولما كان ينظر الى الغنى والغنى امرهم بالا يقتنوا الغنى غير الحقيقي،
63 لكن ليقتنوا غناه الذي لا يتغير، لان من يحب الفقر يقدر ان يقتنيه،
64 من يبغض ويحتقر الغنى ولا يتطلع اليه والذهب محسوب في عينيه زبلا ويرذله،
65 ويتطلع الى مقتنى العالم كانما الى الحمأة وربوات الوزنات لا يحسبها سوى تراب،
66 هذا يعرف بالحقيقة ان يغتني كثيرا بغنى عظيم لا يتغير مع الله.
غنى الله حقيقي وابدي وغنى العالم زائل ووقتي
67 هذا هو الغني ان يكون الانسان غنيا بالله لانه لا يوجد غنى لمن يقتنيه إلا فيه،
68 غنى العالم وفقره راكبان على العجلة ويعبران ويجتازان الواحد بعد الآخر مثل المشاة،
69 لو اغتنى احد بالله فقد اغتنى بالحقيقة، ولا توجد عجلة لتقربّه الى التغيير،
70 ولهذا امر ابن الله رسله بالا يقتنوا في هذا العالم شيئا،
71 وتعلموا منه وتبعوه كما قال، وتجردوا من مقتنيات هذا العالم،
72 وسلكوا درب الفقر الذي علمهم اياه، وبه كانوا يدوسون غنى العالم كالطين،
73 ما كانوا يقتنونه من العالم تركوه في العالم، لان كل مقتنى العالم هو ثقل لمن يقتنيه.
الرسل نبذوا الغنى على مثال السبّاح الذي يلقي عنه ثيابه
74 ونزلوا الى العالم مثل السباح الذي يسبح في البحر عاريا، لئلا يُربطوا فيه بثيابهم،
75 لم يقتنوا (قميصَين) لانه يوجد فقير لا يقتني (قميصا)، ومن كان يملك (قميصَين) كان يترك (قميصا) واحد،
76 فقر ابن الله كان لذيذا اكثر من شهد العسل لمن يستحقونه،
77 ذاقه الرسل وتلذذوا به وعاشوا منه، وابغضوا العالم وخرجوا وراءه بمحبة،
78 كانوا يمشون في طريق الكرازة العظمى بدون عصا وبدون مزود وبدون كيس،
79 وكانوا يقتنون ابن الله الغنى العظيم، ولم يهتموا بعدُ ليقتنوا معه شيئا آخر،
80 وكانوا قد استناروا بتعليم ابن الله، ولاجله احتقروا مقتنى العالم.
الصفا يسأل الرب: ماذا يصيبنا بعد ان تركنا كل شيء وتبعناك؟
81 لما كان ابن الله يعلّم ويعد كل مواعيد مليئة بالتطويبات لمن يتبعه،
82 قال الصفا: هوذا نحن قد تركنا كل ما لنا، ماذا يصيبنا لما تشرق،؟
83 ها قد تركنا العالم كله وجئنا وراءك، ماذا يصير لنا، اوضح وفسر لنا عن هذا.؟
جواب يسوع للصفا: لم يكن لك شيء لما اخترتك
84 يا سمعان ماذا تركتَ لما اتيت،؟ ها هوذا ربك يُلام من قبلك لانك تبعته،
85 ها انك تقول وصوتك عال: تركنا كل شيء، لنر اذاً ما هو كل شيئك،؟
86 هل تركت ذهبا،؟ وهل تركت فضة،؟ وهل بعت قرى،؟ اي مقتنى تركت واتيت وراء ربك،؟
87 ماذا كان لك سوى شبكة وقصبة فقط،؟ والشيء الذي تركته هو هذا ولا شئ غيره،
88 كنتَ فقيرا وكنت صيادا، ولم تترك غنى واتيت لتصير رسولا لابن الله،
89 اخذك يسوع من القارب عاريا، وتركت هناك الشراك والمصائد.
سمعان وكيل كنز الرب ويشفي المرضى
90 كل شيء تركتَه واتيت ها هو معروف، وبدل هذا (الشيء) جعلك وكيل كنزه،
91 ها انك مسلط لتشفي الامراض، ولو صادفك البرص تطهرهم بكلمة،
92 في العالم الجديد اعطيكم كراسي لتجلسوا وتصيروا حكّاما على بيت اسرائيل،
93 يا سمعان ها قد جُعلت ديانا بدل الصياد، انتبه، انا لم اظلمك بشيء لما تركتَ واتيتَ،
94 قال سمعان: تركنا كل شيء واتينا وراءك، ولم يترك شيئا سوى الفقر فقط.
المسيح اختار الفقراء لئلا يعاتبه الاغنياء
95 ولهذا اختار ابن الله الفقراء، لئلا يُلام في الكرازة من قبل الاغنياء،
96 لما كان الصياد يقول له: تركنا كل شيء، لو اختار رسولا غنيا ماذا كان سيقول،؟
97 ولهذا لم يرد ان ياخذ من بين الاغنياء لكرازته لئلا يلام من قبل تلاميذه،
98 (البعض) كانوا يقولون: ان العالم كله تتلمذ لابن الله بفضل نفقات مقتنياتهم،
99 ونشروا بشارة الابن في العالم كله بصرف اموالهم ونقودهم،
100 وكان كثيرون في الارض كلها يظنون بانهم نشروا الكرازة بنفقاتهم،
101 ومثل عارف الخفايا اختار الفقراء لئلا يصير مفتح فم للغنى ضده،
102 اختار صيادين لم يتركوا في العالم ذهبا ولا فضة ولا اموالا ولا مقتنيات،
103 لكن كل فقر وعوز ليبين للعالم كله بواسطة الفقراء: كم انه غني،
104 وكم ان كلمته اسمى من الغنى ومن المقتنى، ولها يخضع كل العالم متى ما صدرت،
105 وبها يُفضح غنى العالم لانه ليس غنى، وهي تحتقر وتكبح كل الغنى،
106 بواسطة الفقراء الذين لا يقتنون الاكياس ولا المزود، هوذا كلمته قد اخضعت كل تيجان السلاطين،
107 لم يكن للتلاميذ شيء في ذمة ابن الله لانه لم يكن لهم شيء لما تبعوه،
108 وقد عرض الملكوت ووعد الكراسي والدينونة العظمى لارادتهم الصالحة،
109 وهولاء كانهم تركوا الغنى وقبلوا هذه الاشياء بمحبة افضل من المقتنيات،
110 ابن الله ردّ للارادة الصالحة التي لا تملك شيئا اجرا حسنا مضاعفا،
111 ارسل غناه الى العالم بواسطة الفقر، لئلا يختلط الغنى المستعار بغناه،
112 ومنه تعلّم كل العالم بان غناه هو الغنى، وهو فقط الغني الذي لا يفتقر،
113 ولهذا اختار الفقراء لما كان يختار ليكون غناه معروفا وجليا للعالم كله.
اختار المسيح رسلا بسطاء وغير حكماء
114 اختار تلاميذ لا اغنياء ولا حكماء لئلا يستكبر الغني والحكيم،
115 اختار لبشارته جميع الجهال وجميع الودعاء ليخزي بهم جميع حكماء العالم،
116 ولهذا لم يختر المثقفين لكرازته لئلا يقول احد انهم اصلحوا الارض بحكمتهم،
117 لا تلزم الحكمة لكلمة الحياة ولا الثقافة لئلا يقول احد انها متقنة،
118 صيادو السمك وقفوا بين المثقفين وتكلموا كلاما بسيطا بصوت عال ولم يضطربوا،
119 وبرهنوا للعالم بانه توجد في كلمته قوة عظمى، وها انها تُنطق من قبل الجهال والكل يسمعها،
120 ولهذا لم يشأ ان يعطي كلمته للحكماء لئلا يُبشر بروح متكبر من قبل الحكماء،
121 ولئلا يقولوا انهم ثبتوا الخبر بحكمتهم وبجدالهم والا لما كان يثبت بدون الحكماء،
122 ولهذا ارسل بشارته الى العالم بواسطة صيادي السمك ليحتقر حكماءَ العالم،
123 ولما يوصف خبر الابن يصمت جميع المعلمين ليضيء حقه بدون جدال،
124 ولتتعلم الارض ايمانه ببساطة الرسل بدون تعقيبات في امور عميقة،
125 لما توصف كلمة الحياة من قبل البسطاء، يخاف منها مثقفو الشعب والحكماء،
126 بالجهال ابانت نفسها كم انها حكيمة، وبالفقراء عرف العالم بانها مليئة غنى،
127 ولهذا لما كان يعلم ابن الله لم يخترلبشارته الحكماء ولا الاغنياء،
128 هوذا غنى كل العالم محتقر لدى الفقراء، ومطأطأ راس الحكمة امام الجهال،
129 المثقفون ملجومون والبشارة ترعد بواسطة الصيادين، والحكماء ساكتون والبرية تتعلم من الجهال.
الرسل تركوا القليل الذي كانوا يملكونه
130 قال سمعان: تركنا كل شيء واتينا وراءك، نعم بالحقيقة ترك كل ما كان له،
131 لما ترك سمعان ما تركه لم يتركه لكونه قليلا، لكن لاجل محبة الابن الذي كان يحبه،
132 ذاك الذي ترك شبكة السمك لاجل ربنا، لو كان يقتني ذهبا وقرى لكان يتركها،
133 من لم يشفق على المقتنى القليل ليتركه، لما كان يشفق على الكثير لو طالبوه (بتركه)،
134 لو كان يقتني ربوات الوزنات لكان يتركها، ولما كان يشفق عليها بسبب محبته لابن الله،
135 كان قد جُرب بمقتنى الفقر، فلو كان يقتني غنى وفيرا لكان يتركه.
كم من غني بلا ثمرة البرارة، وكم من فقير يعمل ثمرات البرارة
136 اغنياءكثيرون جُعلوا حصيات عواقر، ويحييون في العالم بدون ثمرات البرارة،
137 يوجد فقير يشتغل عاملا وياخذ الاجرة ومن تلك الاجرة القليلة يعمل البرارة.
فلسا الارملة (مرقس 12/41-44)
138 تلك الارملة قدمت فلسين فقط، وحسن نذرها وقُبل بمحبة عظمى،
139 لما تحمل محبة عظمى نذرا قليلا، ذاك الذي يقبل ينظر الى المحبة ويحبه،
140 مقتنى الرسل كان قليلا لكنهم تركوه بمحبة عظمى وذهبوا وراء يسوع،
141 لو كانوا يقتنون قرى وقصبات ومدنا لكانوا يتركون كل ما يقتنونه لاجله،
142 قليلا كان المقتنى او ضخما كان المقتنى، ذاك الذي يقتنيه يتالم لما يتركه،
143 هولاء الذين تركوا الفقر لاجل يسوع، لو كانوا يقتنون غنى ضخما لكانوا يتركونه،
144 بالحقيقة احبوا الابن بمحبة النفس واحتقروا المقتنيات وذهبوا وراءه لاجل محبته،
145 كان الرسل قد احبوا فقر ابن الله، وعرفوا بانه كنز عظيم لمن يقتنيه،
146 كانوا يقولون له: تركنا كل شيء واتينا وراءك، حسب افكارهم كان العالم كله متروكا من قبلهم،
147 التلاميذ تركوا كل العالم لاجل يسوع، لئلا يتمسكوا بعدُ فيه بشيء ما،
148 احبوا الواحد وبه ابغضوا امورا كثيرة، وبواسطة من احبوه احبتهم الارض كلها،
149 تركوا اللاشيء اي ذاك الشيء الذي ذكره سمعان، وصاروا اسياد كل شيء موجود في العالم،
150 كان الرسل يدوسون الذهب تحت ارجلهم ولم يريدوا ابدا ان يزيحوه على ايديهم،
151 فاحبهم العالم كله لانهم ابغضوه، وهوذا تيجان السلاطين مطروحة امام عظامهم.
الخاتمة
152 بفقر ابن الله صاروا اغنياء، مبارك من بمحبته عظّمهم واغناهم.
كمل
|
|
|
|
|