ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الواحد والستون والخمسون
	خبر بولس يتطلب المحبة حتى تصفه، فلو تسمع بلا محبة سوف لن تستفيد، لا نتعطل انا وانتم بالاطالة، هلموا نتلذذ بالاختصار المليء محبة، اتكلم عن خبره المليء فوائد بمحبة، وآخذ تكملة لكلمتي من قرائته. عندما تقال الكلمة تطلب شيئا آخر ليفتح امامها الباب وبعدئذ تُسمع، لو تاخذ مفتاح المحبة والاهتمام بالعلم سيفتح لك كل المعاني، العادة تؤذي الكلمة وتشوهها لتصير بسيطة لو سمعتها بالعادة، لو لم توقظك المحبة لتسمع وانت تغلي، فالعادة لا تنفعك لو تصغي، أمِل الى العلم عقلك لا اذنك، وستستنير اكثر من الشمس البهية الاشعة. كيف اتجاسر على مدح هذا الرجل لانني لا اقدر ان احدد بحر اخباره.؟ تواضعُ يسوع اصطاد الارض كلها وبكرازته جذب العالم بدون اكراه، بالصلب آية العار صنع الغلبة وبقدر ما ليس مكرما اعطى الكرامة للمحتاجين اليها، جعل ذاك المستاصِل مهندسا على بنائه، ووضع عليه اساسا يبني عليه جميع الصادقين. المسيح يختار بولس المثقف لئلا يهان صيادو السمك: من بيته صدر للشعب منخس هو شاؤل، ليوبخهم بواسطة الناموس بخصوص ابن ربه، سمعان المختار كان محتقرا من قبل الكتبة لانه كان صيادا، وكل الجوق الذي كان يتبعه كان جوق الجهال، ولهذا اختار شاؤل بعد ان درس ليدافع مع الجهال ويبرهن بانهم صادقون، لئلا يقول الشعب لما ينقضون الختانة والعادات والفرائض: انهم لم يقرأوا حتى في اسفار موسى، حسنا دخل بولس المعلم الماهر ليكرز الحقيقة مع الجهال كما قلنا. حوار بديع بين يسوع الناصري وشاؤل المضطهد. يقص ملفاننا كيف عمي شاؤل وكيف اعترف بالمسيح: قال شاؤل: ربي، لم اكن اعرف من انت، والآن بعد ان عرفتُ ساصير مضطهَدا لاجلك، بضلالي خرجتُ لاضطهد ابن يوسف، ولم اكن اعرف انك بالحقيقة ابن الله. بولس يجادل اليهود: لو قدرتم ان تردوا لي البصر انا اؤمن ولو لم تقدروا فانا اؤمن بالمسيح الذي اعماني وردّ الي بصري. يعتمذ شاؤل ويلقب بولس ويقتدي بالمسيح مباشرة دون ان يتشبه باحد ابرار العهد القديم. المخطوطات: اوكسفورد 135 ورقة 53، روما 117 ورقة 526، روما 115 (قسم صغير) يرد في البداية اسم الطوباوي مار يعقوب الملفان. في المقدمة لم يستعمل السروجي الاسلوب الشخصي. اسلوب الميمر روعة تفسيرية كتابية وادبية ولغوية. يحث السروجي مستمعه على استماع الكلمة بالمحبة لا على سبيل العادة فقط. هذا الميمر يشبه اسلوب ميمره على يوحنا الانجيلي. السروجي يقص حياة بولس حسب الكتاب المقدس ويذكر اصغر تفاصيلها. لا بد وان ملفاننا المفسر الشهير استعمل، الى جانب قراءاته للكتاب المقدس، مصدرا آخر ( لعله معجم كتابي) ليقدر ان يسرد ويذكر بدقة وبصورة شبه حرفية النصوص التي تتكلم عن بولس. بولس "المثقف" يصبح اناء مختارا بفضل حنانيا "الجاهل" ويرفض اليهودية وتعاليم كهنتها التي لم تقدر ان ترد اليه بصره. بدأ ينشر المسيحية بعد ان اصبح اناء مختارا وتشبه مباشرة بالمسيح تاركا جميع ابرار العهد القديم. نجد في الميمر نقدا سروجيا كلاسيكيا لليهودية. قد يرقى تاريخ تاليفه الى فترة الشباب لعله قبل غلق مدرسة الرها او بعده بقليل يوم كان يعلم في منطقة الرها في حورا او في سروج بطنان اي حوالي سنة 480-485م. على بولس الرسول الذي قاله الطوباوي مار يعقوب الملفان المقدمة 1 تواضعُ يسوع اصطاد الارض كلها وبكرازته جذب العالم بدون اكراه، 2 بالصلب آية العار صنع الغلبة وبقدر ما ليس مكرما اعطى الكرامة للمحتاجين اليها، 3 بالآلام التي احتملها استيقظ العالم ليؤمن به، وبضرباته اخذ الولاية من الاعزاء، 4 بمرضه تحققت افعاله بقوة، لم تشاهد الانسانية مجده ومع ذلك انحنت امامه، 5 لما عُير نال تاج الاسياد، ومن عذابه برز مجده على البرايا، 6 بما يهان به الآخرون أُكرم به، تجبّر بالموت الذي هو ضعف كل الاعزاء، 7 اخذ الصليب مركبة مشلولة ومليئة آلاما، وترك وراءه بروق الملوك وسرعتهم، 8 بالصلب اخذ السجود من الآلهة، انه قتيل ويفضح اصنام الارض لكونها صورا، 9 بتواضعه اسقط المتكبرين الاعزاء، وصارت تيجان السلاطين موطئا لقدميه، 10 باضطهاده خضع حتى المضطهِدون ليقبلوا الالم لاجله بدون اكراه، 11 بضعفه ارشد اعداءه ليصيروا اصدقاء ويموتوا لاجله. شاؤل المضطهِد 12 بتعليمه جعل المضطهِد مضطهَدا، والشتام اناء مصطفى لكرازته، 13 اقتدِ بشاؤل الذي خرج ليستاصل البيع، واقام عليه اسس الايمان للعالم كله، 14 جعل ذاك المستاصِل مهندسا على بنائه، ووضع عليه اساسا يبني عليه جميع الصادقين، 15 انه لعجب ان يُمدح المرء من قبل مبغضيه، وان يدافع اعداؤه عن غلبته، 16 كل شهادة الصديق هي ناقصة ولو هي صادقة، لذا جلب مبغضه ليصير شاهدا على كرازته، 17 اقام شخصيا ذاك المليء حقد القتل ضد التلاميذ ليصير مدافعا عنهم لكونهم صادقين، 18 من كان يجرجر رجالا ونساء بسبب يسوع، وضعه على الطريق ليُجرجر بدل تعليمه، 19 اصطاد الباشق بحكمة وجعله حماما ليبرهن بانه قادر ان يخضع الهمجيين، 20 كان شاؤل غاضبا ومليئا ضغينة على التلاميذ، وحملّهم كل العذابات بسبب يسوع، 21 كان لابسا غيرة ناموسية من بيت آدوناي واضطهد ابنه من ولايته دون ان يدري، 22 كان يعمل بنشاط في كرم الآب بقوة عظمى، ولم يكن يدري بان يسوع هو الوارث ويضطهده، 23 كان قد وُضع مراقبا ليحرس الشعب من الغرباء، وراى الملكَ وتبعه بعد تبديله، 24 كان يقظا كل يوم على حراسة الرب الصباؤوت ولما جسوه بشكل آخر ابان بانه مستعد، 25 ابن الملك اخذ لباسا حقيرا وذهب ليزور المقاتل الذي يحرس السور، لعله يجده نائما،؟ 26 ولما خارت قواه ولم يدركه اشفق على تعبه، وابان وكشف له ضوء مجده وجندله ارضا، 27 نور تاج الملك لمع على المضطهد وحطه ارضا، واستولى عليه الرعب (ولم يعرف): من كان يضطهد. يعقوب يتكلم 28 هذا الخبر يتطلب المحبة حتى تصفه، فلو تسمع بلا محبة سوف لن تستفيد، 29 لا نتعطل انا وانتم بالاطالة، هلموا نتلذذ بالاختصار المليء محبة، 30 بولس ايضا كان مليئا بالمحبة في كرازته ولهذا فاز بالكرازة بجبروت، 31 اتكلم عن خبره المليء فوائد بمحبة، وآخذ تكملة لكلمتي من قرائته. هل اسمي بولس المثقف صديق يسوع ام مبغضه؟ 32 هل اسميه مبغض يسوع او حبيبه، او مضطهَد كل يوم، او مضطهِد كل الاوقات،؟ 33 او مضائق التلاميذ، او مبهج مصف الرسل، او يا ترى عدوا او صديقا ومليئا محبة،؟ 34 او معلما منطقيا، او مفسر اليهودية، او كنارة مصف الرسل الغنية الالحان،؟ 35 او اديبا منطقيا، او مترجم سفر بيت آدوناي، او ملتجيء الى بساطة يوحنا،؟ 36 لقد اصطيد هذا بحكمة للكرازة ليكون رفيقا لفوج التلمذة البسيطة،؟ 37 اختار الجهال ليخزي بهم الحكماء، ليثبت تعليمه ليس بالجدل بل بالقوة، 38 ولئلا يسخر الشعب القاسي من بساطتهم خلط بهم مثقفا ومتعلِّما من الناموس. سمعان صياد وبولس مثقف ينشران البشارة 39 من بيته صدر للشعب منخس هو شاؤل، ليوبخهم بالناموس بخصوص ابن ربه، 40 سمعان المختار كان محتقرا من قبل الكتبة لانه كان صيادا، وكل الجوق الذي كان يتبعه كان جوق الجهال، 41 ولهذا اختار شاؤل بعد ان درس ليدافع مع الجهال ويبرهن بانهم صادقون، 42 لئلا يقول الشعب لما ينقضون الختانة والعادات والفرائض: انهم لم يقرأوا حتى في اسفار موسى، 43 بجهلهم يحتقرون رتب اليهودية: ولكونهم لم يتعلموا يتعدون على الناموس، 44 حسنا دخل بولس المعلم الماهر ليكرز الحقيقة مع الجهال كما قلنا، 45 هذا الذي تعلم كل رتبة الامور القديمة ورذلها كلها وافتخر بالامور الجديدة، 46 بعد ان تثقف في الاعياد والسبوت ورؤوس الاهلة ترك هذه وكان يسلك ببساطة، 47 بعد ان حمل كل الثقل الذي اعطاه موسى اراحه منه وحمل نير الصلب، 48 البشارة خطفت المعلم الحاذق لتبين له بانها ببساطتها هي اسمى من الحكماء، 49 خلط الذكيَ والاديب في البسطاء والجهال ولم يقدر ان يبدل اصوات الكرازة، 50 تكلم مثل صياد السمك بوداعة، وكان يوصف الصليب فقط من قبله ومن قبلهم. بولس المثقف يضطهد يسوع الناصري (اعمال 9) 51 هذا السبب خلط بولسَ في مصف الرسل ليكون الحق واضحا كالشمس امام الصالبين، 52 كان مضطهدا وجذبه ربنا بحكمة، وادخله وحبسه في حلقة مصف الرسل، 53 كان قد لبس غيرة ليأسر تلاميذ الابن، ولاجله يحملّهم كل الضيقات، 54 طلب رسائل رؤساء الكهنة المتعطشين الى الدم ليثير خصاما مليئا قتلا على التلاميذ، 55 سجره الحقد والتهب بغضب عظيم ليحملّ الآلام لمن يعترف باسم يسوع، 56 كان مليئا غضبا ليس ليشتم بل ليقتل، ولم يكن يغضب ليهين بل كان متعطشا الى الدم، 57 من الصالبين اخذ السلاح ضد التلاميذ: رسائل كلها مليئة قتلا وربوات الآلام، 58 اخذ زوادا للحرب من الكهنة المتعطشين الى الدم ليذهب ويمزج كاس الموت للتلمذة، 59 حبسه الحق بحكمة ثم اصطاده ليكون مبغضا، وبعدئذ يُدخله الى الكرازة، 60 كل واحد احس بانه عدو يسوع، وبعدئذ دعاه ليشهد على مجيئه، 61 اخرجه الى الطريق ليُسمى من المضطهِدين، وبعدئذ ابان له مجده ودعاه ليصير معه، 62 تركه ليشعر العالم كله بانه مبغضه، ليصير صادقا لما يجعله شاهده الحقيقي، 63 كشفه في دروبه بانه يطارده بحكمة ليصير لائقا لما يتحدث بحسناته، 64 لما يكرزه من كان يفكر بانه يحابيه لانه قبل يوم كان يستخف به بمرارة،؟ 65 لم يكن صديقه ليصنع شرطا ويكذب، تعلّم الحق ولو لم ير لما كان يكرز، 66 اخذ الرسائل وكل الجماعة اضطربت من اسمه: هذا يمحو اسم الناصري من شعبنا، 67 هذا الرجل دارس وحاذق وفيه الغيرة، ويقدر ان يستاصل تلك الضلالة لئلا تنتشر، 68 وهو طليق (اللسان) ومثقف ومستنير جدا في الناموس، وكل ما يقوله يقدر ان يثبته لانه عالِم، 69 الرجل قاريء ومتدرب في اليهودية، ويعرف السِفر وهو بارع كثيرا بالحلول، 70 انه مسجور بالغيرة ولا يقترب منه الكذب، ولو لزم يعطي عنقه بدل الناموس، 71 لقد سحق (كتب) موسى وتعلّم اسرار النبؤة ولا يتنازل ليستعمل الكذب، 72 من المستحسن ان يذهب هذا ليطارد يسوع لان كل واحد يعرف بان الرجل صادق ويحب الحقيقة، 73 البشارة دخلت وهيجتهم ليسبّحوا حتى لا يرذلوها لما يكرزها في آذانههم. شاؤل لماذا تضطهدني؟ (اعمال 9/4) 74 خرج في طريقه وهو حامل رسائل التهديد، ويتنفس الحقد ليسبب الموتَ للتلاميذ، 75 ولما كان يجري بسرعة وبزخم، تكلم معه بلطف مَن اراد ان يصير مضطهَدا، 76 خفت صوته الصاخب وقال له: شاؤل شاؤل لماذا تضطهدني،؟ 77 كان يُسمعه كلمة متعبة وضعيفة ومليئة آلاما مثل المضطهَد امام المضطهِد، 78 كان يسأله: لماذا تضطهدني،؟ كانما بدافع تعب الاضطهاد المليء ثقلا، 79 تكلم معه بتواضع مليء عجبا ليضعف ذلك الكبرياء الموجود فيه، 80 لم يكن يساله بسلطة ولا بقوة لكن بمحبة ليبين له لماذا كان يضطهده، 81 راكب على العلى، وشاؤل يحبو على التراب، واعترف بانه مضطهَد ليبين تواضعه، 82 شاؤل شاؤل لماذا تضطهدني،؟ الى اين؟ ومتى تصل؟ والى اين تبلغ،؟ 83 ايها الرجل يصعب عليك ان ترفس المناخس فاتركها ولا تضطهد بعد لانك لن تدرك فاوقف سيرك، 84 لو ترفس همجيا فانك تؤذي رِجلك، ادخل وخذ نير الصلب وكن متواضعا، 85 يصعب عليك ان ترفس مناخس صليبي، انك تؤذي نفسك لان المناخس قوية وانت ضعيف، 86 تكلم معه بتواضع وبخوف ليفهم ابن العبرانيين بكلا الامرين، 87 تواضع وكان يساله لماذا تضطهدني،؟ وعاد وافزعه (قائلا): لا ترفس المناخس، 88 كان قد سكب النور عليه واغرقه باشعته وبمجد النور زال نور (بصره). لا يلزم سماع الكلمة حسب العادة 89 عندما تقال الكلمة تطلب شيئا آخر ليفتح امامها الباب وبعدئذ تُسمع، 90 لو تاخذ مفتاح المحبة والاهتمام بالعلم سيفتح لك كل المعاني، 91 العادة تؤذي الكلمة اذية وتشوهها لتصير بسيطة لو سمعتها بالعادة، 92 لو لم توقظك المحبة لتسمع وانت تغلي فلو تصغي: ان العادة لا تنفعك، 93 أمِل الى العلم عقلك لا اذنك، وستستنير اكثر من الشمس البهية الاشعة. بولس يفقد بصره (اعمال 26/13) 94 البشارة هي نور يغلب نورها كل النيرات، ولما اشرقت على بولس انارته، 95 في منتصف النهار صار التجلي على الرسول، اسمع ايها المتميز بوضوح وارفع عقلك، 96 اي نور كان يظهر في منتصف النهار، لو لم يفق الشمس ربوات الاضعاف،؟ 97 في الليل المظلم توجد الاضواء حتى للسراج ، في النهار تغطي الشمس كل النيرات، 98 نور الرب اشرق على شاؤل في منتصف النهار، وبمجده غطى الشمس لانه كان اعظم منها، 99 لما كانت الشمس واقفة على الدرجة العليا وتلتهب على قمة قبة الرقيع، 100 ولما انتشرت في كل العمق ووقفت على العلى وبسطت هنا وهناك اشعتها لتستولي على الارض، 101 ولما كانت تضطرم بقوة اشراقها العظيم، اشرق بغتة نور عظيم وغُطي به، 102 لو لم يكن افضل من الشمس، لما كان يشرق في منتصف النهار ويراه الانسان، 103 اشرق في النهار وكان كالليل مقارنة باشعته، ليبرهن بان الشمس هي ظِل بالنسبة اليه، 104 غرق نور ذاك المضطهِد في بحر ضوئه، ولم يقدر ان يرى شيئا من الامور الظاهرة، 105 هرب كل بصره الى داخل فكره، عاد الى الداخل ليرى الجمال الذي صادفه، 106 دخل النور الى عينيه الباطنيتين حتى ان (نور) (العينين) الخارجيتين تلاشى، 107 شاؤل شاؤل لماذا تضطهدني،؟ نوره عزيز وصوته متواضع ويساله، 108 انه منحن على وجهه والنور ملتف حول رقبته، وهو مربوط بعينيه وكان يُسال لماذا تضطهد،؟ 109 انطفأ حقده المسجور كانما للقتل، وفتر تهديده الموجه ضد التلاميذ، 110 اخطأت رسائله وصار مرسلوها سخرية، وبطل عن كل الامور، وسُمى مضطهِدا، 111 منظره مضطهَد، ونوره هارب من المجد، وهو ملقى ومنبوذ، (ويقال له): لماذا تضطهدني.؟ شاؤل يسأل: من انت ايها السيد؟ (اعمال 9/5، 26/15) 112 حينئذ اجابه شاؤل (قائلا): من انت يا سيدي،؟ حالما ربطه سجل نفسه بانه عبده، 113 سأل: من انت يا سيدي حتى يعرف؟، اجابه ربنا: انا يسوع الناصري الذي تضطهده، 114 الاسم الذي قصد شاؤل ان يزيله ها قد ابان له بانه قابض على العلى والمواضع، 115 ذاك المضطهِد كان مليئا حقدا ضد هذين الاسمين: اسم يسوع، واسم الناصرة لئلا يُذكرا، 116 ابن الله اعترف باهانته قدام مضطهِده ليبرهن بانه يفتخر (بها) وهي للخلاص، 117 لما كان في السماء لم يكن يستحي من اسم الناصرة، لان برعم جسده المحبوب تربى فيها، 118 بارادته اتى الى الناصرة لما جاء اليها، ولهذا اعترف بها ولو انه في السماء، 119 انا يسوع الناصري الذي تضطهدني، انتبه، هل تقدر ان تنقض سلطتي كما تهدد.؟ شاؤل يعترف بلاهوت المسيح 120 قال شاؤل: ربي، لم اكن اعرف من انت، والآن بعد ان عرفتُ ساصير مضطهَدا لاجلك، 121 بضلالي خرجتُ لاضطهد ابن يوسف، ولم اكن اعرف بانك بالحقيقة ابن الله، 122 كنت احارب ضد ميت اضلّ الشعب، ولم اكن اعرف بانك حي وباعث الكل، 123 كنت انظر الى اسفل الارض مثل مدفون، ولم اكن اظن بانك اسمى حتى من الاعالي، 124 فكرت بانك فاسد في قعر الشيول مثل ضعيف، ولم اكن افهم بان نورا عظيما يلفّك، 125 كنت انظر الى الاسفل لاراك بين الموتى، ولم يبيّن لي احد بانك تركب قوة العلى، 126 ظننت بانك مخفى في الهلاك، ولم اكن انظر اليك وانت تتكلم من العلى، 127 ضللت وحسبتُ بانك محاط بصفوف الدود، ولم اكن اعرف بان جموع المستيقظين تسبّحك، 128 ظننت بانك موجود في هوة الموتى العظمى، وكان يخفى عني بان السماء مليئة منك، 129 لما كنت اضطهد فكرت بانك محبوس داخل القبر، ولم اكن افهم بانك ماسك بيمين الآب، 130 كنتُ احجز لك مكانا لتنزل وتتفقد الارض، ولم افهم بانك نزلت وصعدت لانني كنت اعمى، 131 كنت اضطهدك لاجلك لانني احببتكَ، انتظرت ان تجيء ولما اتيتَ لم اشعر بك، 132 كنت اجتهد بالا ياتي آخر باسمك، ولما بدلتُك قبضت عليك لاهينك، 133 كهنة الشعب كانوا قد كذبوا عليّ واغلقوا في وجهي لئلا انظر اليك وافهم انك انت بالذات واصير خاصتك، 134 ابانوا لي في المجامع بانك نقضتَ السبت، ولم يبينوا لي بانك كملتَ كل الناموس، 135 تعلمتُ من الكثيرين بانهم صلبوك على الجلجلة، ولم يقولوا لي ان صوتك شق الصخور، 136 سرقوا مني نصف خبرك لئلا اعرفه، وفي النصف الآخر درّسوني كثيرا مثل ظالمين، 137 تعلمت فقط بان المسامير ثُبّتت في يديك، وأُخفي عني بانك كسرت امخال الشيول، 138 سمعت منهم كثيرا بان يوسف حنّطك، ولم يقولوا لي ان الملائكة ارتجوا وقت انبعاثك، 139كانوا يكررون لي انك نزلتَ الى الشيول واغلقوا في وجهك، ولم اعرف بانك ارتفعتَ اعلى من الاعالي، 140 سمعتُ من اليهود بان التلاميذ سرقوك، ربي لم اعرف بان الملائكة يخافونك، 141 لما كنتُ اضطهد تعلمت بانك ابن النجار، ولم اكن افهم بانك مؤسِس كل البرايا، 142 ظننت بانك في قعر الاعماق مثل الميت، ورايتك على قمة الاعالي مثل الحاكم، 143 ها قد رايتك في لجج الارض مثل الميت، ولم اكن اعرف بان كل الاعالي تزيحك. شاؤل يصبح رسولا للبشارة 144 بذلك التجلي الذي قبله شاؤل وهو يضطهِد تعلم ان يصير مضطهَدا عوض يسوع، 145 خرج غيور بيت آدوناي بغضب القتل، فربطه النور والصوت في الدرب لئلا يضطهد، 146 بالحقيقة كان قد راى بعينيه وسمع باذنيه، ثم قصد ان يبشر بالملكوت، 147 رات العدالة كم ان غيرة الرجل هي عزيزة، ولكونه غير مرذول استحق تجلي الحقائق، 148 كان يليق بهذا ان يصير رسولا كما صار، لانه تنشط في (العهد) القديم وفي (العهد) الجديد، 149 دافع عن الناموس قدر استطاعته مثل ذكي، ولما دعاه التجلي للبشارة ظفر بين الرسل، 150 في عهد الظلال كان يسير فيها، وما ان اشرق نور يسوع حتى التهب فيه، 151 التوراة لا تشتكي عليه لانه لم يتراخ فيها، وليس للبشارة آخر ليُشبّه به، 152 صار باطنيا في اسرار موسى على قدر المستطاع، وتعلم وتامل في كل جمال الصلب، 153 كان يليق بهذا ان يصير رسولا للابن، لانه صفّ في شخصه كل جمال كالاعضاء، 154 الصوم والسهر والتعب بلا حد كما قال، وكل الضيقات والجلد والآلام بدل يسوع، 155 الصبر والاضطهاد في كل الايام، والجوع والعطش والعوز وهو يشهد لي، 156 هذا هو المعلم الذي تتلمذ لملكوت العلى لانه تعامل مع الامور القديمة والجديدة، 157 اشتهته البشارة شهوة ليصير لها كاروزا، وبغتة داهمته بنورها ليرى جمالها، 158 وجدت انه منطقي ويقظ وغيور ومثقف، فخطفته ليصير ساعيا لها مع الودعاء، 159 اشرقت عليه فسقط على الارض بسبب مجدها، وكشفت امامه كل جمالها لتبينه له، 160 التجلي خطفه ليصعد الى السماء الثالثة، ليرى مجد الابن في موضعه السامي، 161 طرحه على وجهه وخطف عقله الى الملكوت، ليتعلم هناك من هو يسوع،؟ وابن من هو،؟ 162 شاؤل شاؤل لماذا تضطهدني،؟ من الصعب عليك ان ترفس منخس الصلب. شاؤل يسأل: من انت،؟ الرب يجيب: انا يسوع الناصري (اعمال 9/5، 26/15) 163 المضطهِد تعجب من المجد الذي رآه ومن السؤال، وكان يقول له: من انت يا سيدي كما سمعتم،؟ 164 قال له: انا يسوع الناصري الذي تضطهدني متعاركا مع المناخس، 165 الناصرة صغيرة وفيها سكان قليلون، هلم وشاهد السماء وجمع المستيقظين بلا احصاء، 166 لو كنتَ غاضبا على قرية صغيرة كما تقول، ماذا تصنع بمدينة السماويين العظمى،؟ 167 لو تحتقرني لانني سكنتُ مدة في الناصرة، ماذا تصنع بي لانني موجود هنا ازليا،؟ 168 لو تريد ان ترى العظمة، فهلم لاريك مواضع لا حدود لتخومها، 169 لو كان عيبا ان تصير رسولا للناصري، انا سماوي فاخرج واكرزني في البلدان، 170 افتخاري هو بالصغر الذي تنازلتُ اليه، بينما العظمة هي كلها مُلكي، وها انك تراها. شاؤل عند حنانيا في دمشق (اعمال 9/6، 26/16) 171 قم واذهب الآن وادخل الى المدينة التي كنت تقصدها وهناك يقال لك ما يلزمك عمله، 172 مدّه بالرؤيا، وبالتجلي كان يجلده، ولما فهم الخفايا دعاه وانهضه، 173 نهض المضطهِد والنور مأخوذ من بؤبؤيه وعيناه مفتوحتان، ولم يقدر ان يرى شيئا، 174 من الناصري خرج شعاع فاعماهما، واعطى السلطة لتلميذه ليفتحهما، 175 كان يجب ايضا ان يعرف شاؤل بان يسوع موجود في التلاميذ الذين يضطهدهم، 176 حبس رؤياه ووضع قفلا على باب نوره، واعطى مفتاحا لحنانيا ليفتح له، 177 ارسله ليدخل عند التلاميذ المضطهَدين، ولما يشفيه يُحني قوته امام الودعاء، 178 اخذ نور المعلم الذكي ليعرف بانه يحتاج الى جهال البشارة حتى يستنير، 179 جعل المفسرَ محتاجا ليبين له بان القوة موجودة في بساطة الصلب، 180 واذ كان متباهيا بالمنطق الذي يملكه، احنى عنقه امام الجهال ليشفوه، 181 واذ كان يظن بانه مستنير بالحلول، ارسله ليفتش عند التلاميذ عن نوره، 182 ادخلْ الى المدينة، وسيقال لك ما يلزمك فعله، لماذا هذا الا لكي يحنيه قدام التلاميذ.؟ شاؤل الاعمى في دمشق 183 بدأ شاؤل يمشي في الطريق وهم يقودون الاعمى الجديد الذي بكرازته استنار العالم، 184 نفسه مليئة نورا عظيما من التجلي، والنور الخارجي مأخوذ منه لاجل هدف، 185 جعله اعمى لانه خرج ليضطهد النور، ليعود ويصير شاهدا للنور بعدما يستنير، 186 دخل الى المدينة وهم يقودونه كما قلنا، واستقبله الكهنة لانهم سمعوا بانه كان غيورا، 187فرحوا به لانه جاء ليحمّل الآلام لآل يسوع، وهم استقبلوه بفرح مثل معلم، 188 ولعل كهنة الشعب قالوا له ما يلي: ها نحن ننتظر همتك منذ مدة، 189 سيدي، سمعنا: اية غيرة انت متشح كل يوم ضد يسوع الذي اضلّ شعبنا هو وتلاميذه، 190 علمنا اية عذابات يحتمل منك الرجال والنساء الذين يعترفون به فمدحناك كثيرا، 191 كانت ترد الينا اخبار غيرتك البطلة: كم كنتَ تجرجر من يعترف بهذا الاسم،! 192 كانوا يقولون لنا: باي غضب كان فكرك مليئا ضد المضِل، وضد الشيعة الفتية التي اضلها، 193 لنرَ اليوم بأسك كما سمعنا، فقم مثل ذكي ونحن معك حتى نأسرهم، 194 اظهر كل غيرتك هنا بجبروت، لاننا كنا ننتظر متى نراك حتى تساعدنا، 195 هولاء الذين ضلوا وراء يسوع اقلقوا الارض، فابعدهم من بيننا بهمتك. شاؤل يجادل الكهنة 196 اجاب شاؤل: اقول انا ايضا كلماتي، لا تستعجلوا على امر ليس مُلكنا، 197 نور عينيّ اخذه ابن النجار كرهينة، فاذهبوا واجلبوا لي رهينتي الماخوذة وساقبل، 198 اغلق بابي عينيّ في الدرب وانا قادم، ومن يقدر ان يفتحهما ساحبه، 199 من الآن وصاعدا لا تنظروا الي كما سمعتم عني، لي شيء جديد اقوله وابشركم به، 200 احفظ هذه الآية الى ان ابصر، من يعطني نور عينيّ كما قلت،؟ 201 ليأت الكتبة والفريسيون والصدوقيون، وليبين كل واحد منهم قوته، هل (يقدر) ان ينيرني،؟ 202 هذا الاختبار هو علني وقائم كالنيّر، وانا وسيط لاصير شاهدا لما أُفتح، 203 هنا هو السؤال: (اريد) ان ارى من له النور، وساصدقه لما يفتح عيني بالحقيقة، 204 لنفتش اذاً عمن ينيرني لانني في ظلمة، وبدون جدال ساسمع كل ما يقوله لي، 205 قال الكهنة: من هو هذا الذي تتحدث عنه،؟ هل انت جادّ ام هل تحاول ان تختبرنا،؟ 206 لعلك تكرر هذا بدهاء مثل حكيم، ليحتمل العذابات لو وُجد هنا من يعترف بيسوع، 207 نحن واثقون من ان صِدقك لا يتبدل، اعطِ الرسائل لاننا سمعنا لماذا اتيت، 208 قال شاؤل: انا لا اتكلم بخدع، تعلمتُ الحقيقة والشيء الذي رايته هانذا اكرزه، 209 لما اخذت الرسائل لاجلبها كنتُ عتيقا، فصادفني المسيح في الطريق وجعلني جديدا، 210 هانذا امزق الرسائل امام اعينكم لتصدقوا كلماتي: انا لا اتفق مع الامور القديمة، 211 البناء الذي شيدته ساهدمه لانني من الآن وصاعدا ابني على اساس يسوع، 212 رايتُ يسوع بمجد لا يوصف من قبل الارضيين، وليس كما تحتقرونه، 213 امزق الرسائل وانا اعمى لانني لا اقدر ان ارى اهانته في الكتابات، 214 رايتُ مجده فلن اقترب ايضا من اهانته، وسكرت بمحبته فلا اقدر ان ابتعد عنه، 215 شاؤل غيّر النور بالنور مع الله بدل نوره، فاخذ (نورا) آخر اعظم منه، 216 كان شمس البرارة قد اشرق في فكره، وباشعته اضمحل نوره الخارجي. شاؤل يلتقي حنانيا في دمشق (اعمال 9/9-19) 217 ابن النجار حبس الاسد بحكمته، ودعا تلميذه حنانيا لياتي ويراه، 218 صنع لحقيقته اسفرار الوجه بالشيء الذي فعله، /739/ حتى ياتي المضطهَد ويعطي النور للمضطهِد، 219 اما التلاميذ فكانوا هاربين من شاؤل لانه كان يضطهدهم بشدة وبدون رحمة، 220 سمعوا خبره بانه ملتهب وياتي للقتل، وبسببه دخلوا الى الكمائن خوفا منه، 221 لما كانوا خائفين منه ومرتجفين ومختبئين، دعا الرب حناننيا بالرؤيا لياتي عنده، 222 قم وتعال واذهب وشاهد شاؤل وساعده، لقد صوّرتُك امامه قبل ذهابك ليثق بك، 223 رسمت قدامه اسمك وشخصك بالرؤيا التي رآها، انه ينتظرك لا تتاخر من تفقّده، 224 سمع حنانيا خبر شاؤل وخاف وبدأ يتوسل بالا يذهب عند المضطهِد، 225 ربي، متى اقترب هذا عند تلاميذك الا ليسجن ويحمّل العذابات ويهلك،؟ 226 متى رعى الذئب مع الحملان واحبها،؟ ومن القى اللقط للباشق مع الفراريج،؟ 227 من يقدر ان يُدخل الحية الى عش الحمام،؟ وكيف يمكن ان نخلط هذا مع التلاميذ،؟ 228 قال ربنا: اذهب يا حنانيا وشاهد وتشجع، هوذا الاسد مقبوض عليه وباسه منحن وينتظرك، 229 ربطتُ الذئب وها انه هاديء ومسالم مع الحملان، لقد رُبط الهمجي فلن يؤذيك، 230 هوذا الجبار مربوط في الظلمة وقوته خائرة، اذهب وحلّه لانه هزل من العذاب، 231 هلم وشاهد الاسد ياكل التبن مع الثور، وهو مربوط مثلك تحت نير الصلب، 232 اذهب وتامل في المعلم الماهر لان كلماته بطلت ومن الآن وصاعدا يلتجيء الى البساطة. بولس هو الاناء المختار 233 انه الاناء الذي اخترته لافرغ فيه الكرازة، انه يحتويها لان قلبه واسع ويفهمها، 234 لا يسعني ان اطيل مدحي لبولس لان عقِب ميمره اعلى من راسي فكيف اصفه،؟ 235 اي جاهل يقدر ان يرسم صورة للملك لانه لا يعرف ان يفرز الالوان والاصباغ،؟ 236 من يقدر ان يرسم صورة بولس العجيبة، ما عدا اصبع اللاهوت الذي تزين به،؟ 237 بعد هذا دعاه علنا اناء مختارا، فمن يقدر ان يضيف جمالا الى جمال ذلك الجميل،؟ 238 ذاك الذي اختار اختار بحكمة مثل المتميز، والمختار جعل نفسه منتخبا بحسناته، 239 اختياره محبوب لانه لبس جمالا بتجديده، والمنتخِب مستقيم لانهقبض عليه بالحرية لما انتخبه، 240 هذا هو اناء مختار لي ويفيدني كثيرا، وسينال الشهرة بين الشعوب والملوك، 241 عليه ان يتالم كثيرا لما يكرزني، ولهذا اذهب يا حنانيا وافتح عينيه، 242 المختار الذي ظفر مُدح بفم الرب، فلا اتجاسر او اظن انني مدحتُ المليء جمالا. حنانيا يضع يديه على شاؤل ويفتح عينيه (اعمال 9/17-19) 243 قام التلميذ على كلمة الرب كما أُمر وذهب ليعطي النور لشاؤل الاعمى، 244 دخل عنده ووضع يده فوق عينيه، فاشرق النور في بؤبؤيه المظلمين، 245 سمّاه: اخي شاؤل، ليبين له بانه اخوه، ليعترف بولس ايضا بالجنس الذي اختلط فيه، 246 ربنا يسوع الذي صادفك ارسلني اليك، وبواسطتي ارسل لك النور من خزينته، 247 قال بولس: نعم بالحقيقة انت من خاصته، لان كل من هو خاصته ينشر النور من كل جوانبه، 248 كان النور متجمعا في يدك ايها الرجل، لما اقتربت مني، وتولدت بروق الضوء من اصابعك، 249 انت تلميذ ذاك الذي رايته محاطا بامواج النور التي تغرق العين باشعتها، 250 انت من خاصة ذلك الذي رايت مجده بالنور وهذا برض من ذاك البحر الذي لا يُحدد، 251 شاؤل المعلم كان يُسأل من قبل حنانيا، والبليغ المنطقي من قبل التلميذ اللابس المسيح. عماذ شاؤل (اعمال 9/18) 252 فتح له باب المعموذية ودخل واقامه في البطن الجديد الذي يلد الجميلين كل يوم، 253 طهّر الاناءَ المختار بالمياه الالهية، ليقدر ان يستقبل البشارة لما تقع عليه، 254 خرج بقوة من حضن المعموذية، وصوته قوي اكثر من رفاقه في مصف الرسل. بولس يقتدي بالمسيح وليس بالابرار (1قورنثية 11/1) 255 من هو مثل هذا الذي نظر الى الصليب وقبل منه نورا جديدا به يُفحص كل الجمال،؟ 256 من يشبهه لانه بجملته يشبه المسيح، (لما قال): اقتدوا بي كما انا اقتدي بالمسيح، 257 الكلمة عظيمة وبسمعها تفوق الطبيعة، الفهم عجيب، وعجز الفكر من تفسيرها، 258 بولس لم يتطلع الى الاولين ولا الى الاخيرين، انما مسك بسمو جمال المسيح ليتشبه به، 259 واذ كانت توجد ربوات درجات الجميلين، فانه تخطى جميعهم ولم يتشبه الا بيسوع، 260 لما كان ملكيصاداق موضوعا كمرآة امامه، لم ينظر الى هذا لانه علق كل نظره بالمسيح، 261 لم يشبه اخنوخ الزهي الذي لم يذق الموت، لانه تاق ان يتشبه بربه القتيل، 262 لم يتنازل ليتقيد بالصوم مثل ايليا لانه كان يتامل بصوم المسيح لما كان يصوم، 263 لم ينظر الى عجائب موسى ليتشبه به، بل اشتهى ان يبلغ الى صورة آلام المسيح، 264 كل جمال مقارنة بذاك الجمال كان بسيطا، لانه لم يكن يريد ان يتشبه الا بربه، 265 لما صعد تجاوز صور جميع العادلين، وطبع نفسه بالمسيح وليس بآخر، 266 ترك وراءه فضيلة جميع الابرار، ولم يضع له هدفا ليتشبه به ما عدا يسوع، 267 تشبهوا بي كما انا ايضا اتشبه بالمسيح، عظيم هو الشبه الذي صوّر عليه نفسه وتشبه به. المسيح حي في بولس (غلاطية 2/20) 268 لماذا اذاً اقول شيئا عن الجميل لانه لا يوجد ميمر ليصور مزاياه الكثيرة، 269 من يصور له صورة بكلمته ولا يشوهه،؟ انه يشبه ربه وصورة الابن هي فوق الحد، 270 هذا الذي كان حيا ولم يكن حيا كما قال، لكنه كان يعد بان المسيح وحده حي فيّ، 271 ان هذا لعجب اكثر مما تعجبنا به، ومقياس الاذن لا يفهم كم انه عظيم، 272 هناك كان يشبه شبها فقط، وهنا لا يشبهه لكنه هو حي فيه ويتكلم (فيه)، 273 قال: ان المسيح حي فيّ، لست انا حيا، لانني مت بذلك الذي مات بالحقيقة لاجلي، 274 انساننا العتيق كان مصلوبا معه، وبالصليبكل حركات الاهواء قد ماتت، 275 من هو غير حي،؟ هو من ليس حيا لنفسه وهو حي، ولا يموت بواسطة ذلك الذي مات لاجله، 276 انه من يتوصل الى اماتة حركاته مع افكاره، ومن لا يوجد فيه شعور غير (الاحساس) بيسوع، 277 بولس بلغ الى هذه الدرجة، وكيف يوجد له رفيق يشبهه بالكمال،؟ 278 من يقدر ان يخرج من نفسه كما خرج هو،؟ اخرجني الحب وادخل المسيحَ بدلي، 279 ايها الرجل ماذا تقول بصفتك رسولا،؟ زِن كلماتك لانها لا تُسمع بآذاننا، 280 من يخرج من ذاته مثلك الا انت ويجلب آخر ليدخل ويسكن فيه،؟ 281 اخرجني الحب وادخل واسكن المسيحَ فيّ، الساكن عظيم، ومن يحتويه هو اعظم وافضل، 282 لم يكن يتحرك او يشعر الا بيسوع، وكان حيا فيه وتصرف حسب اراداته. بولس يفتخر بالصليب (غلاطية 6/14) 283 نظر الى الصلب بصواب كما هو، وانطفأت فيه كل الحركات الجسدية، 284 نظر الى الصليب وقدر ان يرى كل جماله، ولهذا كان يفتخر فقط به، 285 ليس لي ان افتخر الا به، لقد احس بغناه ولهذا كان يفتخر به، 286 قدر ان يعرف انه علة كل الخيرات، ولم يكن لديه شيء آخر عظيما مثله، 287 نظر الى علامة العار ووجد فيها ربوات الجمال، فصارت له دافعا للافتخار كل يوم وهو يكرزها، 288 بذلك التجلي سافر الى بلدان كثيرة، ولم يجد فيها جمالا آخر كجمال الصليب، 289 بمعرفته دخل وجس كل كنوز الله ولم يجد هناك غنى يشبه غنى الصليب، 290 كان قد صار باطنيا الى حد الكمال، وهنا حدد بان كل شيء يُحدد بالصلب، 291 وجد بان كل الجمال يكمل به، ولهذا لم يكرز الا الصليب حيثما كان يذهب، 292 احب الصليب حتى انه صلب نفسه معه، وصلب العالم بالصليب كما قيل، 293 قال: صُلب العالم لي وانا صُلبتُ للعالم، ان قوته لعجيبة حتى انه تمكن ان يصلب العالم كله، 294 رجل واحد علق العالمَ كله على الصليب، وقدر ان يحمل هذا الثقل وحده،! 295 من هو الجبار الذي قدر ان يعلق هذا الجِرم الا بولس الذي صلب العالمَ كما يقول،؟ 296 كان قد صلب نفسه للعالم والعالم له، وعلق ذاته والعالمَ بقوة الصلب، 297 انا مصلوب للعالم، يعني قوله: لستُ حيا، زبدة كلماته: انه كان ميتا للعالم وحيا لله، 298 كيف اتجاسر على مدح هذا الرجل لانني لا اقدر ان احدد بحر اخباره.؟ الخاتمة 299 ابطلُ اذاً من مدحه وانا مندهش، مبارك الذي اختاره لمصف الرسل لانه كان يستحقه. كمل