الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الثاني والستون

 

 
لم ابحث خبر بولس كما يليق به، ولم اقل شيئا عنه لما كنت اتكلم، لو قلتُ اتوقف ايضا عن القول عنه، ولهذا انا مشتاق لاتكلم عنه لانني ظلمتُه، وانتم لم تسمعوا، اما الآن فانصتوا لانني اتحدث. الآن احاطتني لجة ميمره ولا اقدر ان اصعد منها حتى بالسكوت الذي ينقذني. الكلمة عظيمة ولا يلام من لا يسمعها لان باب الاذن اصغر من ان تدخل فيه.

درجة بولس هي اسمى من كل الاعالي، وكلما اصعد لاتكلم عنه كلما اتدهور الى الاسفل، لما يكون شيء ما تحت الحد فهو محدود، ومهما كان كبيرا لو حُدد لا يُعتبر كبيرا، اذاً ابسط السكوت كبرقع ليغطيه لئلا تفسده كلمتي ببلبلتها لما تعالجه، الى هنا عرفت ان اعرف بانه بلا حد، ومن الآن وصاعدا لن اتكلم لئلا اهينه، لكن اقرّ بالحقيقة بانني لا اقدر، انا اسكت، وليتكلم هو كما يليق به، ومنه اعرف اي اكليل نال في البشارة.

ترد عبارة الاخوة في رسائل بولص: بولص لم يعد يتذكر حواء بل المعموذية ولا آدم بل يسوع. الصليب هو حكمة الله، ولهذا جميع البشر هم اخوته في المعموذية.

بولص يكمل ما ينقص من الآلام في جسد الرب أي في بيعته: اكمل في جسدي نقص كل العذابات، ولتكن بيعة الابن محروسة من كل المضرات.

المخطوطتان: اوكسفورد 135 ورقة 57؛ روما 117 ورقة 529

يرد في البداية وفي النهاية اسم القديس مار يعقوب الملفان. اسلوب الميمر يشبه اسلوب ميمره الاول. في هذا الميمر يسرد تفاصيل حياة بولس: مصائبه في البحر واليبس وعذاباته. يقول انه قبل ان يُحرم لاجل (اليهود) ورثة عهود الرب ليكسبهم للمسيح. قبل ان يكمل في جسده ما ينقص لآلام المسيح لاجل بيعته. يعلم ايضا بانه لا ينقص شيء لآلام المسيح. بعد جهاده انتظر اكليلا في السماء. لتعاليم القديس بولس مكانة مرموقة في تعليم السروجي وهذا ما يفسر سر مدحه اياه. يذكر بانه لم يصور ولن يقدر ان يصور صورة لبولس ويفضل السكوت لئلا يهينه ولو انه خصص له ميمرَين.! قد يرقى تاريخ تاليفه الى سنة 480-485م بعد تاليف ميمره الاول على بولس.

الدراسات:
Traduction anglaise, in HTM, TV 10 (1991) pp. 57-73

الثاني على بولس الرسول
الذي قاله القديس مار يعقوب الملفان

المقدمة
1 لم ابحث في خبر بولس كما يليق به، ولم اقل شيئا عنه لما كنت اتكلم،
2 لو كنت قد تكلمتُ ساتوقف عن القول عنه، ولهذا انا مشتاق لاتكلم عنه لانني ظلمتُه،
3 من هنا، تعرف بانني لم اتكلم عنه، فها قد قصدت ان اتكلم عنه لو استطعتُ،
4 لم اتكلم، ولهذا انا اجتهد على القول، وانتم لم تسمعوا اما الآن فانصتوا لانني اتحدث.

مصائب بولس
5 خبره اسمى من البحر ومن امواجه، فقد غلب البحر الذي نزل فيه كما يخبر،
6 ظل في البحر بدون سفينة ليلة ونهارا، تنبح عليه الامواج الهائجة ولم يُغلب،
7 هاجت عليه رياح البحر واحتمل: التعب والاهانة وكل الضيقات محتقرة من قبله،
8 هذا الذي كان يفتخر كل يوم بالضيقات، وكان يعدّ الضعف جبروتا،
9 كان يعد (قائلا): انا قوي لما اكون مريضا، وبرهن بانه لم يكن متكلا على الاعضاء الجسدية،
10 كان يثبت بنفس سليمة وجسد ضعيف ضد العذابات التي صادفته ولم يكن يتراخي،
11 في مرضه، كانت كل البلدان قريبة اليه ليطير اليها بسرعة حتى يبشرها،
12 من هو مثل هذا الذي اعطى عمل يديه للبشارة، حتى انه زودها ليلا ونهارا بكل النفقات،؟
13 يعمل معها وتاخذ منه ما ينفعها لئلا تتوقف عن المسيرة لاية اسباب كانت،
14 من هو الراعي الذي لم يذق الحليب من قطيعه الا هذا الذي طهر نفسه بالكرازة،؟
15 جماله ليس جمالا واحدا ليصفه المرء، انما صنع كل المزايا واقتناها بنشاطه:
16 انه اسير يسوع، وخادم الصلب، وعامل ومتعب، وعار، هذا ما تعلمتُه منه،
17 ومضطهَد من قبيلته ومن البعيدين ومن القريبين: الجوع والعطش والصوم وهو مليء محبة،
18 وحامل سمات ابن الله في اعضائه، وكانت كل آلام الصلب مصورة عليه،
19 كانت قلادة مليئة جروحا كالصور، وبدل الاحجار الكريمة ثُبتت فيها آلام الابن،
20 ثوب المملكة مصبوغ ليس بدم الحلزون لكن بدم جسده الذي كان يُقطّع،
21 والجلدات والاحزمة العجيبة كانت تمنطقه كل يوم، والصليب مثبت على اعضائه كالبلور،
22 انا حامل سمات ربنا يسوع في جسدي، ومن صفّ فيه هذا الجمال ما عداه،؟
23 حمل السمات التي كانت اكثر مجدا من الصور ولهذا لا يشبه اي جمال جماله،
24 كل صفّ آلام الابن ثبتها في شخصه، فاسميه ثوب الآلام التي كانت مصورة فيه،
25 /750/ من السمات التي اخذها صار بهيا حتى ان الشمس ليست هكذا جميلة كما كان بهيا،
26 هلم واسمع منه وهو يكرر جماله بعد ان دعته الضرورة: باية اختام اكليله كان يفتخر،؟
27 التعب، والسهر، والضربات، والامراض، والاسر، والميتات مرات عديدة،
28 كان قد جُلد من قبل اليهود خمس مرات، وضُرب بقسوة ثلاث مرات بالقضبان،
29 وهبطت عليه في الاضطهادات غيمة الحجارة، ولو سرد المرء كل الم من آلامه فانها عجيبة،
30 هذا الذي كان يموت كل يوم كما حلف، وحمل الصليب وكان كل اليوم يكرزه،
31 هذا الذي اغتنى بالايحاءات وبالمناظر، ووقف على اسرار القدرة البارية اكثر من موسى،
32 هذا الذي ارتفع حتى السماء الثالثة، ولما كان يجتاز راى الفردوس كما قال لنا،
33 هذا الذي سمع كلام بيت الله السامي حتى ان الفم ليس مسلطا ولا يقدر ان يصفه،
34 هذا الذي بتواضعه لم يكشف الشيء الذي رآه لئلا يستكبر بسرده لايحاءاته،
35 حفظ السر اربعة عشرة سنة لئلا يُذكر الى ان قاله مضطرا ولاجل هدف،
36 من يصل بتواضعه الى هذا الرجل الذي لم يفتخر بايحاءاته التي هي عجيبة،؟
37 كان قد نظر الى تواضع يسوع فتواضع، ومحبة المجد لم تكن تهبّ عليه حيثما وُجد،
38 سرق الوانا من اصباغ الصلب ومن مثال ابن الله صوّر (قدوة) لشخصه،
39 بقدر ما ارتفع باسرار الابن نزل وتواضع حتى بلغ الى جمال تواضع الابن.

بولس يسمي التلاميذ: اخوة
40 كل من تتلمذ لم يكن يسميه الا: "اخوتي" لانه كان يعتبر الولادة الروحية حقيقية،
41 نسي عشيرته التي وُلد فيها جسديا، وكان قد صور قدامه الولادة الروحية اي (الولادة) الثانية،
42 لم يكن ينظر الى حواء بل الى المعموذية، ولم يكن يعرف من هو آدم بل يسوع،
43 ولهذا كان يسمي كل من تتلمذ: "اخا" لئلا يتذكر الامور القديمة التي مضت.

الصليب حكمة الله
44 من مثل هذا الحكيم والمثقف والدارس وقد عرف ان يقول: انه لا يعترف الا بالصليب،؟
45 الاراميون يطلبون الحكمة، وانا لا اكرز شيئا الا المسيح مصلوبا ومقتولا،
46 كان يشبه الآراميين بالحكمة غير انه ربط كل موضوعه ببساطة يسوع،
47 حدد كلماته بحقارة الصلب، لئلا يُدخل الحِرفة الى الكرازة،
48 وصل ان يجس قوة الصلب العظمى، وادرك بان الكل يخضع لهذا الاسم،
49 وجد بان الصليب خميرة فيها الحياة فوضعه هو وحده في عجين مصف الرسل،
50 كان صوته مرتفعا في هذا الموضوع لما كرز الصليب: الصليب بين الشعوب ولا شيء غيره،
51 هنا حدد كل قوة كرازته لانه كان يعلم بان كل الحكَم هي مربوطة هنا،
52 لا اظهرُ الآيات بين اليهود، ولا يجب علي ان اقول الحكم بين الآراميين،
53 اكرز لهم المسيح المصلوب عثرة وشكا لانه هو حد كل الحكم والعجائب،
54 الصليب صار معلما لبولس ومنه تعلم ان ينسى السِفر ويصير بسيطا في الكرازة،
55 تمرن ليعود وينسى الشيء الذي تعلمه، وطالبه ليصير جاهلا وبعدئذ يُقبل،
56 هذا هو سِفر الصلب: الجهل، من هو حكيم ليذهب وينس وبعدئذ يتعلّم،
57 ولهذا اهمل بولس الدراسة العالمية، ليكون مستنيرا بالبساطة،
58 هنا تعلم ان يتحدث فقط عن المسيح المصلوب، وهذا هو حد وكمال عِلم الحقائق،
59 الحقيقة هي اكثر حكمة من كل شيء حيثما وجدت، ولو كررها حتى الجاهل فهي واضحة كالشمس،
60 بولس اهتم بكرازة الحقيقة لما كان يكرز، ولهذا لم يتثقف بالاستعارات.

تفاصيل حياة بولس
61 كان منظرا مليئا عجبا لمن يتطلع اليه حتى ان الملائكة والبشر تعجبوا به،
62 صرنا مسرحا للبشر وللملائكة، لقد جُعل منظرا لكل البرية وكانت مندهشة به،
63 جسده كان ماسورا، وكلمته تنتشر في البلدان، وكان ملقى في السلاسل ورسائله اقلقت الارض،
64 يداه مضمومتان، وصوته غني بالكرازة، وكانوا يضربونه ويحتمل كما قال،
65 كانوا يلعنونه ويبارك بطيبه، وكانوا يضطهدونه ويطلب منهم وهو يقول لك:
66 في مكان كان يهان ولم يكن يتذمر، وفي مكان آخر كانوا يكرمونه ولم يكن يقبل،
67 في موضع اكرموه بالثور مثل الله، وفي موضع ايضا جرجروه كالكلب،
68 في محل سموه هرمس واحتقرهم، وفي محل آخر حسبوه مجنونا وقبل منهم،
69 كان يُقبل مثل مضلّ وصادق، وكان فقيرا ويغني الكثيرين،
70 انظر اليه وهو يعمل حِرفة الخيم احيانا، وبعد قليل يصنع القوات والعجائب،
71 في محل هو محبوس في السجن مثل قاتل، وفي محل آخر يحيي الشاب بعد سقوطه،
72 لو فتش احد لوجد السلاسل ملقاة عليه، ولو (طلب) الشفاءات للمرضى كانت موجودة فيه،
73 في محل كان رومانيا لاجل هدف، وحيثما لزم ابان في الجمع بانه فريسي،
74 كذبه مليء حقيقة ولم يكن يكذب، لانه كان يحاول ان ينشر البشارة في كل الفرص،
75 اذهب عند السور وشاهده نازلا في السلّ، وانظر الى السماء وهو يصعد بالوحي،
76 اسمعه وهو يهدد بحمل العصا حيثما لزم، وهلم وشاهده وهم يرجمونه ولا يغضب،
77 في محل كان قد سمى نفسه نفاية العالم، وفي محل آخر اسرائيليا وابن ابراهيم،
78 كان ينتقل بين العظمة والصغر، ويشبه ربه الذي وضع نفسه بينما كان عظيما،
79 نعم بالحقيقة كان مسرحا مليئا بالمناظر، وكان يندهش به الملائكة والبشر،
80 راوه مليئا غضبا ويطارد يسوع، فعادوا ونظروا اليه مضطهَدا لاجله في البلدان،
81 قبل ايام رجم رئيس الشهداء بغيرته، وبعد قليل رجموه وكان يقبل،
82 لو ثار ضده جدال كان حكيما كالحية، وفي تعليم الصلب كان بسيطا كالحمام،
83 حيثما اراد افحم الفلاسفة بالجدال، وحيثما شاء (قال): نحن اغبياء بالمسيح.

بولس يكمل ما ينقص لآلام المسيح لاجل البيعة (قولوسي 1/24)
84 كل حياته كانت مصلوبة للآلام، وكان يتلذذ بالضربات كانما بالاطعمة،
85 لم يقدر شيء ان يبهجه ما عدا الآلام: انا افرح بالآلام التي احتملتها من اجلكم،
86 من فرح هكذا بعذاباته كما فرح، لقد تحيرتُ به ولا اقدر ان اتكلم عن خبره،؟
87 افرح اذاً بهذه الآلام التي من اجلكم: فسّرْ لماذا حتى نفهم سبب فرحك،؟
88 اكمّل نقص كل ضيقات المسيح في جسدي بدل البيعة التي هي جسده،
89 هانذا اقوم محل يسوع لاقبل كل الآلام بدل البيعة وانا افرح،
90 انه في السماء فلا يموت ولا يتالم، انا اكمل بدله واتعذب من قبل المضطهِدين،
91 من يريد ان يضرب يسوع لياتِ ويضربني، ومن ثارت الغيرة ضده ليهدّيء بي غضبه،
92 لو وُجد احد غاضبا عليه، فهانذا حاضر ليجلب عليّ كل الآلام وانا اقبلها.

بولس يحتمل كل شيء لئلا تتاذى البيعة
93 لو وُجد ألم لم يحتمله يسوع بدل بيعته، انا اكمل نقص كل ضيقاته،
94 هانذا مستعد وفرح بكل الآلام، لاحتملها لاجل جسده الذي هو بيعته،
95 لو وُجد حقد القتل لدى الصالبين ليذب فيّ، فانا احتمل كل الضيقات،
96 لو لم ينطفيء سم الكهنة، فليُفرغ فيّ وليكمل فيّ نقص آلام الابن،
97 لو وُجد سهم مصوب بالغيرة ضد البيعة، فليثقب لحمي وانا فرح ولا يصبها،
98 لو اثير الحقد ضدها من قبل الحكام، فانا ادخل ولتصبني كل الجلدات،
99 لو هددها رؤساء العالم في ولاياتهم، فانا اقوم واحتمل الآلام وهي لا تتاذى،
100 لو يثور غضب الملوك على الطاهرة، فليُفرغ فيّ كل الحقد ضدها،
101 اكمل في جسدي نقص كل العذابات، ولتكن بيعة الابن محروسة من كل المضرات.

اي ارضي احتمل مثل بولس؟
102 مَن من الارضيين احب المسيحَ هكذا،؟ او من بلغ الى هذه الدرجة التي لا تقاس،؟
103 من دخل وقام ليحتمل الآلام بدل الكثيرين ما عدا هذا الذي قبلها وهو فرح،؟
104 لمن اعطيت هذه الدالة ليكمل نقص الابن الذي هو غير ناقص،؟
105 افرح اذاً بهذه الآلام لاجلكم، واكمل نقص آلام الابن،
106 في جسده اراد ان يقبل كل الضربات التي كانت تقوم من كل الجهات ضد البيعة،
107 لما كان ينبح الحسد ضدها من قبل السلاطين، كان يقبل ان يؤذيه ولا يضرها،
108 كل الامواج التي كانت تهيج ضد البيعة كان فرحا ومستعدا لترتطم به،
109 كان قد شعر بجمال آلام الصلب، ولهذا كان يفرح كثيرا بكل الآلام،
110 عرف مَن وابن مَن مات لاجل البيعة، ولما كان يتالم لاجلها لم يكن يتذمر،
111 نظر الى الله الذي اقتناها بدمه كما هو مكتوب، فاستعد ان يعطي نفسه بدلها.

بولس ينسى ما هو وراءه ويتطلع الى الامام (فيليبي 3/13)
112 تعب العقل من مدح المليء جمالا ولا يدركه ليصور صورته في احدى الجهات،
113 لا يتوقف لتحتويه الكلمة وتتشبه به، انه يركض ركضا ولهذا لا يُقبض على جماله،
114 كان يقول: اركض حتى ادرك ذلك الذي ادركنا: المسيح الذي اتى لاجلنا،
115 بولس يركض ركضا حتى الآن في مصف الرسل وطار في البشارة الى جميع الشعوب ولا زال نشيطا،
116 مليئة منه كل الدروب والبلدان ولم يتعب ليستريح بل كان يركض باستمرار،
117 كان قويا في ركضه بحيث لم يرد ان ينظر الى خلفه: نسيت ما ورائي واسعى الى ما هو امامي،
118 لما كان يستولي على موضع بسعي الكرازة كان يتركه خلفه ويجتاز الى آخر ليتعب فيه،
119 لم يكن يجلس ليحسب تعبه في الامس، كان يجتهد ليكمل (عمل) اليوم،
120 البارحة رجموه ونسي آلام الامس، واليوم يود ان يحتمل ايضا العذابات،
121 انسى هذه الامور ورائي لانها مضت، واتقدم بقدر استطاعتي الى امامي،
122 لم يكن يفكر بالتعب الذي مضى مع الايام، بل اهتم متنشطا بهذا الآتي،
123 انها اهانة للاسد ان ياكل صيد البارحة لانه يريد ان يصطاد ما يفيده يوما بعد يوم،
124 هكذا كان بولس ينسى العمل الماضي، ويجتهد ليتقدم ايضا الى الامام،
125 بسعي ركضه لا يوجد موضع لم يشغله، ولما ادرك كان يركض ايضا حتى يدرك.

نشاطات بولس في مواضع مختلفة
126 اين تفتش الكلمة عليه لتصف جماله،؟ وفي اي بلد يصطاده الميمر لو قدر ان يصطاده،؟
127 انه طريد على الطرقات ولا تكفيه البلدان، فاين اقبض عليه واصوّر جماله لا اعرف،؟
128 عندما اريد ان اسمع صوته من روما اتاني الخبر بانه ملقى للحيوانات في افسس،
129 لما اسمع صوت كلامه من سوريا، عدت وسمعت بانه يتلمذ الغلاطيين،
130 لما اريد ان ارى جماله من قورنثية، ظهر لي من اورشليم مع القديسين،
131 لو اذهب الى البحر وجدته غارقا، وفي اليبس ماسورا ويمشي للتبشير،
132 وبخ الصفا، وربط الملاك بحرمه، ومحترس بالبشارة لئلا توصف بالبساطة،
133 جُعل يهوديا مع اليهود لاجل هدف، وحيثما لزم كان يسلك بدون ناموس،
134 اهتم ليفيد كل واحد كما يقول، حقيقته واحدة وسلك في كل تغيير،
135 لما كان يكرز صار شريكا للروح بكلماته، ولما ارشد (ارشد) بمبادرته وليس من الروح،
136 اقول اذاً انا لا ربي، هنا برهن بانه حتى لما يؤمر ارشد ووبخ حسب طاقته،
137 بقدر ما كان الروح يامره كان يتكلم، ولما كان يتركه ليستريح قليلا لم يكن يهدأ،
138 ولهذا كان يكتب ايضا لطيمثاوس: ارشد في وقته وفي غير وقته ولا تتهاون،
139 لم يكن لذلك النشيط وقت ليهدأ لانه لا يوجد وقت تاجر فيه بدون فائدة،
140 ارشدتُ ثلاث سنوات بالدموع ليلا ونهارا، من يبكي كل هذه المدة ولا يتسلى،؟
141 كان الاثم موضوعا هناك مثل ميت وبكى ثلاث سنوات وهو يرشد ثم دفنه،
142 لم يتعز الى ان كفّن الاثم وطمره، وكلما كان حيا صار له حِداد لما يراه،
143 مهما اقول لا اصف (شيئا) من الجميل، ولو اهدأ ايضا لا اثبت امام الصادق،
144 كلمتي لا تعطي فخرا لذلك المتواضع: ان فخره هذا هو من ضميره،
145 ضميره كان يشهد له وهذا عجب، بالا يقرف احد نفسه بشيء ما،
146 هذا الرجل لم يكن يحسب نفسه بشيء، ولهذا طوبى له لانه لم يحسب نفسه بشيء مميز.

بولس يقبل ان يُحرم لاجل اخوته في الجسد (رومية 9/1)
147 الآن احاطتني لجة ميمره ولا اقدر ان اصعد منها حتى بالسكوت الذي ينقذني،
148 اصرخ اذاً كما صرخ: يا له من عمق لا احد يجس هذا الجمال المطمور فيه،
149 الى هنا كان سكران بمحبة ابن الله حتى انه طلب ان يغترب عنه لاجل محبته،
150 هنا علينا ان نهيء لنا سمعا آخر، لان هذا الشيء الذي انطقه لا يوجد في الطبيعة،
151 كنت اصلي لاكون انا شخصيا حرما بدل اسرائيل لئلا يتغرب عن مخلصه،
152 هنا فاض كيل الكلمة عن كل الآذان، ولا يستوعبه سمع الاذن وحاسة النفس،
153 اي كيل يسع ان يُنطق فيه حتى يصلي احد ليصير محروما من قبل الله،؟
154 طلب ان يصير محروما ليس لانه يبغض الله لكن لانه كان يحب كثيرا،
155 محبة الابن غليت في الرجل اكثر من النار حتى اجبرته محبته ليصير محروما.

من يفصلني عن محبة المسيح؟ (رومية 8/35-39)
156 تامل كم انه كان مسجورا بمحبة يسوع لما قالها، وكان يعرف بانه لا يقدر ان ينفصل عنه،
157 من يفصلني عن محبة المسيح، اضيق يا ترى ام حبس او جوع،؟
158 اعرف بانه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا سلاطين ولا قوات،
159 ولا الامور الحاضرة ولا المستقبلة باشكالها ولا العلى ولا العمق وكل ما فيها،
160 ولئن وُجدت برية اخرى تقدر ان تفصل عن الله محبتي التي هي بيسوع المسيح ربنا،
161 ولما كان مرتبطا هكذا بمحبته ولا ينفصل عنه، لماذا صلى ليصير محروما لو لم تكن المحبة،؟
162 ابان بولس بان الموت والحياة والملائكة والقوات هم اصغر من ضميره،
163 والعلى والعمق وكل الطغمات الموجودة في الوسط لو تاتي لن تفصلني عن الله،
164 ولا برية اخرى غير موجودة فيما لو وُجدت توجد فيها قوة تقدر ان تقطع محبتي من محبته،
165 لماذا (اقحم) برية اخرى ما دامت غير موجودة الا لكي يمد سمو محبته فوق الحدود،؟
166 ولو كانت توجد برية اخرى واتت مع هذه (البرايا) الموجودة، لما كانت تفصلني عن الله،
167 بكلمته تجاوز الطبيعة وعناصرها وطرح موضوعه حتى يتكلم عنها،
168 لم تكفه كل البرية للكلام، فتخطاها ليتكلم عن برية اخرى غير موجودة،
169 وزن كل العوالم مع محبته لله فخفّ (كف) البرايا وثقل (كف) محبته اكثر من كلها،
170 ولهذا قال: لو كانت توجد برية اخرى لما كانت تقدر ان تفصل محبتي عن محبته.

بولس يصير حرما كما صار المسيح خطيئة
171 لما كان الامر هكذا كنتُ اصلي لاصير حرما بدل المفقودين ليحضروا عند الله،
172 الكلمة عظيمة ولا يلام من لا يسمعها لان باب الاذن اصغر من ان تدخل فيه،
173 طبقا لمحبة بولس لله، باية قوة صلى ليصير محروما منه،؟
174 ايها الرجل خبرك يسمو على التفسير ماذا تصلي: هل لتصير محروما عن حبيبك،؟
175 كل العوالم لا تفصلك كما تقول، ولماذا تتوسل ان تبتعد عنه،؟
176 لو لم تفصل الامور الحاضرة والمستقبلة محبتك، لماذا تتوجع لتنفصل كما تقول،؟
177 لو لم تسمع قليلا روحيا فان كلمات بولس خفية عن المعرفة،
178 نظر الى يسوع الذي صار خطيئة لاجلنا، واستعد ليصير محروما لاجله،
179ابن الله مات لاجل كل واحد، وعلى نفس المثال اراد بولس ان يصير حرما لاجل الكثيرين،
180 وجد كم ان الله يحب البشر، فقال هو ايضا كنت اريد ان اصير حرما،
181 صلى ليهلك لئلا تكون طريق الابن فارغة، ويصنع ابن الله ما هو خاصته،
182 فكر بابراهيم وبمواعيد الآب له، فصار له وجع لئلا يبطل الشرط الذي تمّ (بينهما)،
183 خطر على باله وعد الآباء ونظر الى ابنائهم الذين كانوا غاضبين على المخلص،
184 في التوراة سماهم بالحقيقة ابناء وكان يتعذب لئلا يخرجوا من ميراثه،
185 تذكر المجد الذي كانوا قائمين فيه، والناموس والخدمة اللذين كانوا يحفظونهما،
186 تامل (وقال): ما دامت لله عهود يلزم كثيرا ان تثبت الكلمة عند ورثتها،
187 وجد بان المسيح مولود منهم جسديا، فلو حُرموا من خلاصه فالوجع فادح،
188 ولئلا تصبح هذه الامور باطلة كنتُ اصلي لاصير حرما عوضهم،
189 اخرج انا، وليدخلوا هم عند الله، لتصير طريق الصلب العظمى كاملة،
190 ليس بشيء (مهم) لو خرج واحد بدل الكثيرين، لان طريق الرب تسع الجموع وهم قلّة بالنسبة اليها،
191 انا اذهب ولياتوا هم الى التوبة، وافرح كثيرا لو أُفقد انا وهم يوجدون،
192 لاجل هذه الامور حلف بولس (قائلا): له وجع وحزن، وكان يصلي ليصير حرما،
193 من يقدر ان يحب هكذا كما احب الله او قريبه اكثر من نفسه،؟
194 حد المحبة والناموس هو هذا: ان تحب قريبك كنفسك،
195 بولس احب فوق حد كل محبة، لانه لم يحب فقط كنفسه لكن اكثر (منها)،
196 لم يكن يريد الفائدة للآخرين، لكن ليُفقد هو ويوجَد الآخرون،
197 هو صلى ليغضب من الله ويتصالحوا هم، ويدخل كل الشعب، ويخرج هو،
198 لا توجد محبة تُقارن بهذه المحبة سوى محبة يسوع الذي مات لاجل الاشرار وعاشوا به.

يعقوب يتكلم
199 درجة بولس هي اسمى من كل الاعالي، وكلما اصعد لاتكلم عنه كلما اتدهور الى الاسفل،
200 لما يكون شيء ما تحت الحد فهو محدود، ومهما كان كبيرا لو حُدد لا يُعتبر كبيرا،
201 لا حد ولا تخوم لخبر بولس، ولهذا فهو اسمى من فمي حتى يتكلم عنه،
202 ها انني لم اقل شيئا من بهائه، فلا أُذم لانني كنت قد وعدت ان اتكلم،
203 اردت ان اتكلم لكن لم اقدر ان اتكلم ولو كنت اريد (ان اتكلم)، هذا الجمال لا يُرسم بالواننا،
204 اذاً ابسط السكوت كبرقع ليغطيه لئلا تفسده كلمتي ببلبلتها لما تعالجه،
205 الى هنا عرفت ان اعرف بانه بلا حد، ومن الآن وصاعدا لن اتكلم لئلا اهينه،
206 هانذا اسكت ليس لانني املك قوة الكلام، لكن اقرّ بالحقيقة بانني لا اقدر،
207 انا اسكت، وليتكلم هو كما يليق به، ومنه اعرف اي اكليل نال في البشارة.

بعد جهاد بولس حُفظ له الاكليل (2طيمثاوس 4/7-8)
208 جاهدتُ جهادا عظيما، وانتهت مسيرتي، وحافظت كثيرا على ايماني من الشكوك،
209 وبعدالة حُفظ لي اكليل ليهبه لي ربي، كان قد حاسب نفسه بانه ياخذ الاكليل بعدالة،
210 بولس صار ديانا لنفسه واصدر حكما: حُفظ له اكليل بعدالة من قبل الله،
211 دعا افكاره لتصير شهودا على افعاله، فصرخت كلها: لا ينقصك سوى الاكليل.

الخاتمة
212 حسنا سماه العارف اناء مصطفى، مبارك من حفظ له اكليل النصر الذي كان يستحقه.

كمل الميمر (الثاني؟) على بولس الرسول الذي قاله مار يعقوب الملفان