|
|
|
منذ البداية برية آدم هي عظيمة جدا، وعظيم هو الوهن الذي انحدر اليه بارادته، من قبل باريه صار الها جسديا للبرية، وبحريته تبع البهيمة وتشبه بها، الصالح الذي جبله اتقنه ووضعه على قمة عدن، والشرير الذي ابغضه دهوره ووقع في عمق القبر، انه الصورة العظمى الذي فيه تُرى حكمة السامي، وبه كُرزت تلك المعرفة التي لا تُدرك.
معلومات فلسفية سروجية: العناصر الاربعة، والعالمان الصغير اي الانسان والكبير اي الكون.
القيامة: يقوم نفس الجسد الذي سقط وينبعث روحيا بحيث لا تمنعه الابواب المغلقة من الدخول فيها. تتلاشى الاوقات وتضمحل النيرات ويصير المسيح شمس العالم الجديد.
المخطوطتان: اوكسفورد 135 ورقة 106؛ لندن 12162 ورقة 223
لا يرد اسم المؤلف في البداية ولا في النهاية. الميمر دراسة في تركيب الانسان "العالم الصغير" المكون من العناصر الاربعة المتناقضة والتي سيحلها الموت. سيجدده الرب ويقيمه روحيا. قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى ما بعد غلق مدرسة الرها اي الى حوالي سنة 490-500م.
الدراسات:
الميمر الثامن، على رجوع آدم، لاجل يوم الاثنين من الجمعة الثالثة من الصوم المقدس، قبطي، 95-104
Alwan, Khalil, Jacques de Saroug, Quatre homélies métriques sur la création, in CSCO vol.508-509, tom. 214-215, Lovanii 1989, (Mimro de saint Mar Jacques sur l'agencement d'Adam. Texte: tom. 214 pp.78-105, traduction, tom. 215, pp.87-113)
على برية آدم وحياة الموتى
المقدمة
1 منذ البداية برية آدم هي عظيمة جدا، وعظيم هو الوهن الذي انحدر اليه بارادته،
2 من قبل باريه صار "الها جسديا" للبرية، وبحريته تبع البهيمة وتشبه بها،
3 الصالح الذي جبله اتقنه ووضعه على قمة عدن، والشرير الذي ابغضه دهوره ووقع في عمق القبر،
4 انه الصورة العظمى الذي فيه تُرى حكمة السامي، وبه كُرزت تلك المعرفة التي لا تُدرك،
5 صورته برهنت كم ان مصوره حكيم، وموته كرز كم ان خادعه وقح،
6 بهذه الصورة اظهر الرب حكمته، وبها ايضا اظهر الشيطان سمه،
7 وبها ايضا عقد له الصالح خدر النور في عدن، والرفيق الشرير بنى له في الشيول بيتا مظلما،
8 السماء والارض والبحر واليابسة وكل ما فيها، والعوالم الخفية وجسم كل البرايا العظيم،
9 الجمال المصفوف والبرايا على اختلاف اشكالهاوكل اتقانات المواضع وانظمتها،
10 لما كان يبري برى كل الجمال في طبائعها، واتى واتم كل الجمال في صورة آدم،
11 ضمّن في الصورة كل الالوان الموجودة في الطبائع، بحيث يرى فيها المرء كل العوالم والمواضع،
12 منظره صغير غير ان فهمه صعب جدا، وفيه مربوطة كل البرايا واتقاناتها،
13 واذ لا يمكن لاحد ان يحدد المواضع، في آدم يرى العلى والعمق والعرض والطول،
14 حكيم العوالم لما براه وضع في بريته كل الطبائع المحسوسة وغير المحسوسة.
العناصر الاربعة مع نفخة النار الحية
15 خلط الباري النار والهواء في التراب والماء، وصور له صورة ليبين للعالم حكمته،
16 ونفخ في هذه نارا حية، واقام الانسان بعجب واعطاه حواسا للعمل.
الابعاد الستة في آدم
17 كل جمال كل البرايا انتهى به، ليرى المرء فيه البعد والقرب الموجود في الطبائع،
18 وضعه بين العلى والعمق مثل "الوسيط"، ولما براه ربط في شخصه كل الجهات،
19 لما اتقنه جعله يستدير الى ست جهات، ليُربط به العلى والعمق والجهات الاربع.
العناصر الاربعة المتضاددة
20 خلط باريه من العناصر الاربعة المتضاددة، ووضع فيه القوة ليخضع (الكائنات) الهمجية،
21 النار والماء تلاءما في جسم آدم، لتنتصر فيه حكمة العليّ ذات السلطة،
22 كدن التراب والماء الواحد مع الآخر، وساواهما ليركضا بقوة واحدة مع رفيقيهما،
23 من كان يقدر ان يكدن في نير واحد التراب والماء والنار والهواء ويطلقها في جسم واحد،؟
24 من كان يستطيع ان يساوي الثقيل مع الخفيف، ويجعلهما يركضان ركضا متساويا بدون اضطراب،؟
25 من كان يقدر ان يلائم البارد والحار ويلجمهما في جسد واحد.؟
آدم تمثال في العالم
26 من هو هذا الذي صوّر له مثل هذه الصورة وملأه عجبا ليصير اعجوبة في العالم،؟
27 الصورة كانت مجيدة وتكرز عجبا لباريها: كم انه حكيم، وكم انه قادر، وكم انه مسلط،
28 الحكمة صورت صورة عظمى مليئة عجبا، وادخلتها ووضعتها في وسط العوالم لتتطلع اليها،
29 جهزتها بزينة حتى تُرى فيها كل البرايا، ونست طبيعتها، واعطاها الموت لتجد وهنها،
30 وسقط الجمال على التراب وصار سخرية…،
31 البرية كلها هي مدينة عظمى بناها العادل، وفيها اقام له ايقونة ناطقة وجعلها سيدتها،
32 صوّر له صورة ووضعها في المدينة العظمى التي بناها، وحسد الشرير جمال صورة الملك العظيم،
33 وارسل الحية فلدغت الصورة بالحيلة التي صنعتها، وتناثرت صورها على تراب الارض بسبب ذلك السم.
الموت يفسد الصورة ويفكك عناصرها وحواسها
34 الخطيئة ربطتها وسلمتها الى الموت ليسخر منها، وحلتها والقتها وافسدتها ووطئتها وصارت ترابا،
35 دخل الموت وحل العناصر التي كانت مربوطة، واهلك معها الحواس الناطقة التي كانت مربوطة،
36 (العناصر) الاربعة المتساوية سقطت وانفصلت الواحد عن رفيقه، واهلك معها (الحواس) الخمس وبطلت عن التركيب،
37 الجسد كان مكدونا بالاربعة وكان يركض كمركبة، وتقوم عليه خمس حواس مثل الحوذي،
38 جاء الموت وحل المكدونين والقادة، فسقطت ووقعت كل مسيرة الصورة العظمى،
39 حل البارد عن الحار وبطلا عن المسيرة، والرطب عن اليابس وتعطل القادة،
40 وحالما قطع الاثنين الواحد عن رفيقه بادت الخمس، وبطل التسعة وكانهم ليسوا موجودين،
41 فُقد البصر، والسمع، والذوق، واللمس، والشم، لان هذه الخمسة كانت تُحرك بهذه الاربعة المتساوية،
42 مع العناصر التي حلها عن المسيرة، بطلت الحواس لئلا تتحرك (لتقوم) بالاعمال،
43 انه لا يرى، ولا يسمع، ولا يلمس، ولا يذوق، ولا يشتم لانه قد تبدد،
44 الموت بعثره ووضعه في زوايا القبر، وفسد كل الجمال الذي كان متجمعا فيه،
45 كان مستندا وقائما كعمود بالعناصر بواسطة القوة الخفية التي كونته من اللاشيء،
46 ولما اكل من الشجرة واحتقر الوصية جعله منحلا بالموت وبطلت قدرته الفاعلة،
47 والعناصر التي جمعها بددها، والحواس التي نظمها افسدها وذرّاها وابطلها،
48 والجمال البهي الذي كان شهيا بطل وفسد، وكل الصور الجميلة تناثرت في الهلاك،
49 ليس له كلمة ولا صوت ولا انغام، لان الموت اغلق الفم بالسكوت واستراح الناطق،
50 سقط من العلى ودهوره في حفرة الموت، ونزل الى الشيول عاريا مثل حقير.
خيط النفس يشبه قلادة اللآليء
51 كان كله منظّما بخيط النفس على شبه قلادة اللآليء، ومصفوفا من اعضاء شهية،
52 كان مزينا فيه جمال متنوع واجيال مختلفة، وكان قد جُعل جمالا عظيما لا يُحدد،
53 دخل التنين وعض خيط الحياة، ونثر العقد المحبوب، وها انه مقطّع ومبذور في حضن الشيول،
54 رصعت فيه الاختام الجيدة، واللآليء الثمينة، وصار اكليل النور العظيم،
55 ونفخ الثعبان والقى الاكليل بتمرده، وهوذا اختامه مبعثرة في القبر وجماله ذابل.
جسم آدم
56 آدم كان مجيدا اكثر من التاج بجماله العظيم، ولم يوجد في البرايا جمال آخر ندّه،
57 وضع صائغه عيني النور على قمة التاج، ليتطلع الى البرايا المحيطة به كانما من العلى،
58 واتقن له في الاسفل رِجلين للركض كالمركبة، وبواسطتهما يمشي حيثما شاء ان يسير،
59 واتقن في جانبيه يدَين وفيهما الاصابع العشر، وبها يستولي على البحر واليابسة وكل العالم،
60 واتقن المخ بيت العقل ليكون هناك ويسكن في الطابق العلوي مثل الاله،
61 وصنع له حَنَكا ليفحص الاطعمة، ووضع فيه طعما ليميز الحلو عن المر،
62 وفتح له الشم ليكون سبيلا للروائح، وبه يدرك (مميزا) الرائحة النتنة عن اللذيذة،
63 ونقب السمع واحاطه بنمط الحلزون لتدور فيها الاصوات وتدخل بلذة،
64 في صدره القلب المجتمعة فيه كل الافكار، ليوزع كل الكنوز كانما من خزينة عظمى،
65 في فمه الكلمة، وفي شفتيه تمييز الاصوات، والجبين للرمز، وزين البؤبؤين بالجفنين،
66 وضع في عضو السمّ والغضب كالنار ليلتهب بها ضد الاثم لما يُقترف،
67 وضع في (عضو) آخر ان يكون قابلا للحزن ويتندم على الشرور لما تُصنع،
68 اعطى للآخر ان يستعمل البشاشة ليفرح ويبتهج وجهه لما يُفعل الصلاح،
69 حكيم العوالم ركّب وصفّ وظيفة مختلفة في كل عضو في صورة الجمال لما اتقنها،
70 صنع الباري من اللاشيء شيئا عظيما، ليصير سيدا لكل شيء بالحكمة،
71 جاءت الحية والقت سمها على الجميل، فعفن وجعلته حمأة نتنة في الظلمة،
72 ذاك البهاء سقط في الجب ليتعذب فيه، وصفوف الجمال كلها وُطئت وفسدت فيه،
73 ولما تكبر تواضع وصار اضحوكة، وسقط من درجته واحتضن غباره ومكث في ضعفه،
74 كانت درجته سامية لو مكث في درجته السامية، وبما انه لم يثبت فان حفرته عميقة ومليئة مخاوف،
75 بريته عظيمة وسامية وبهية ومليئة جمالا لانه كُوّن من اللاشيء وصار شيئا عجيبا.
الرمز يجبل الطين ويشتغله بالنار ويعطيه الروح ليصير صورة
76 رمزُ القدرة العاملة جمع الغبار والقاه وجبل طينا وخلطه ووحّده في الهواء،
77 واشتغله في النار واعطاه الروح المحيي، فصار صورة يابسة، ورطبة، وباردة، وحارة،
78 خلط العناصر كالالوان ومزجها، ومنها صنع صورة لائقة مليئة جمالا.
آدم وحواء عروسان في الفردوس
79 من الالوان المختارة التي قارن بينها، صوّر له صورة وجعله ختنا في هذا الخدر العظيم الذي عقده،
80 زين حواء العروس البتول واعطاها آدم، وفي مهرها القى البحر واليابسة والهواء،
81 جمع كل العوالم الى العرس العظيم الذي صنعه، فتزركش العروسان باكاليلهما وثيابهما،
82 وشحهما بنور بهي وضياء لائق، وتركهما يتنعمان بين الاشجار،
83 كل الاشجار واثمارها اعطت هدية، وابتهجت الجنة بالعروس والختن المحبوبَين،
84 كانت شجرة الحياة مخفية في خدر عدن العظيم، لتصير لعريسَي النور لما يكتملان.
اختبر الرب ولدَيه آدم وحواء بشجرة المعرفة
85 وشجرة المعرفة المليئة موتا كانت ظاهرة خارج هذه (الشجرة) وقائمة كانها حسنة،
86 ولكي يعرفا من هو الرب الذي عظّمهما، وضع ناموسا لئلا ياكلا من الشجرة،
87 اعطى كل الجنة للابنيَن الجديدَين اللذين اقتناهما، واعطى شجرة واحدة فقط ليختبرهما،
88 دخل الهماس والقى الانشقاقات في تلك الوليمة، وسرق العروس ووشوش وكذب واضلها واحتال عليها،
89 الباشق دخل ووقف بين الحمامين الوديعين والمجيدين، وطيّرهما من عش عدن العظيم،
90 الحسد دخل الى الجميلَين واقلقهما، ومكرُ الحية احتقرهما وافسدهما وعرقلهما،
91 وتجاسرا واكلا من الشجرة المليئة موتا، فهجم عليهما الخجل والاسم النتن،
92 امست فاسدة زينتهما واكاليلهما، وانطفأ جمالهما وبطلت الحان انغامهما،
93 حلّة النور التي كانا يلبسانها خطفتها الحية، فوقف السارقان عريانين بخوف عظيم،
94 ثمرة الشهوة عرّتهما واخجلتهما وحلّت وافسدت كل الجمال الذي كانا متشحين به،
95 الصورة التي صورها اللاهوت نزلت الى الفساد، وهوذا الموت يدوسها في الشيول ويستهزيء بها،
96 زالت الكرامة عن الكريم ولفّته الاهانة، فهوى العظيم من عظمته ونال الهوان.
ثلاثية مراحم الرب: الخلق على الصورة والخلاص والبعث
97 بسبب فداحة هوان الصورة العظمى نزل ابن الملك ليجدد صورته التي فسدت،
98 ربنا فتش كثيرا عن الخروف الضال ليجلبه على كتفه الى عدد المئة الكامل،
99 نزل العلي الى (اقصى) حد التنازل ليُصعد السامي الساقط من عمقه الى سموه،
100 ولاجله سياتي في النهاية ويبعثه، ويعيده الى موضعه الاول الذي وعده به،
101 بالمراحم جبله، وبالمراحم انقذه من السالبين، وبالمراحم ايضا سياتي في النهاية ويبعثه،
102 بفكر واحد لا يتجدد او يتغير، تشرق المراحم ثلاث مرات وبعدئذ يكتمل،
103 في المرة الاولى صوره من التراب على صورته، وفي الوسطى خلّصه بدم وحيده،
104 اما في الاخيرة سيصرخ بصوت ويبعثه، ويكمله ثلاثيا ويتقنه ويتممه،
105 وينفض الغبار عن وجه ويجدده ويقيمه في النور روحيا بدون فساد،
106 جبله وخلصه وسيبعثه ويخلطه فيه ليصير معه وفيه ومثله ولاجله،
107 لما براه انزله الى جهاد البرارة، ولما خلصه اعطاه الحرية من السالبين،
108 ولما سيبعث يورث التطويبات كما وعد، ليقتني آدم كل ما هو مُلكه بدون تغيير.
متى اوفى آدمُ الربَ احساناته عليه؟
109 متى اوفى آدم افضال ربه الصالحة،؟ او متى (يمكنه) ان يوفي احساناته،؟
110 او بماذا كافأه لما كوّنه من اللاشيء،؟ او ماذا اعطاه لانه صلب ابنه لاجله،؟
111 او بماذا سيكافئه لما يقيمه من التراب،؟ كل هذه الامور هي مجانا بسبب المراحم التي لا تُدرك،
112 لآدم ثلاث حسنات من قبل الله، اثنتان تحققتا وستتحقق الاخرى في نهاية الازمان،
113 ومن صدّق بان الاثنتين تحققتا لن يتشكك من تلك التي ستاتي ايضا في وقتها مع رفيقتيَها،
114 انها لحسنى عظمى ان يصير آدم من لا شيء، ومثلها هو انه مخلَّص بدم ابن الله،
115 وانها لحسنى ايضا ان ينبعث من التراب، وثلاثتها قد نفذتها قوة واحدة،
116 لو لم يبره لما كان يخلصه، وبما انه برى وخلص فقد طالبه الحنان بان يبعث ايضا،
117 وسياتي في النهاية ليكمّل الكل روحيا، ويقيم صورته من السقوط لئلا تسقط بعدُ،
118 وسياتي ليكمل مسيرة الازمان والتدابير، وفي النهاية سيريح دوران العجلة العظمى.
ياتي ابن الملك ليدين الاحياء والاموات
119 يُقدم وياتي وترتجف العوالم امام قدومه، وتشرق علامته وترتجف منها كل القبائل،
120 يبدأ دربه ويطير المستيقظون امام مجيئه، ويرمز الى الالوف وتركض القوات امامه،
121 ترتعب الطغمات والربوات، فيرهبها ويطير معه افواج وصفوف اللهيب،
122 ترتجف الاقاصي من افواجه السريعة التي ترش الجمرات وتلقي البروق والنور العظيم،
123 يخرج بعجب ليصنع القضاء والعدل وترى العوالم بوضوح غيرته العظمى،
124 يطير الصالحون للقاء الملك الذي انتقل من موضعه باحتفال، ويستقبلونه ليكونوا معه كما وعد،
125 فوج سمعان يلتقي بفوج آل جبرائيل، وياتي معه مختاروه وملائكته،
126 آلاف بولس مع ربوات آل ميخائيل يرتلون التسبيح بابواقهم وبسعانينهم،
127 رسل النور مع كرامات الكراسي ياتون بالمجد مع الديان باحتفال عظيم،
128 البرية ترعد بالقوات قدام ابن الملك الآتي ليدين الاحياء والاموات باستقامة.
تلاشي النيرات والجهات الاربع
129 صوته يحلّ كل تراكيب كل البرايا، ليتقن العالم روحيا بدون تركيب،
130 رمزه يحل العناصر التي كانت مكدونة، فتبطل كل مسيرات الازمنة بتناوبها،
131 تظلم الشمس، ويغرب القمر في منازلهما، وتتوقف طريق القوات لئلا تُسلك بعدُ،
132 يبطل نظام الاقاصي واسمائها لئلا تسير بعدُ حسب طبائعها وفعالياتها،
133 المشرق يخلو من النيرات ومن الاشعة، ولن يشرق منه صباح، لان الصباح واحد،
134 لما تظلم الشمس ولن توجد لتسير في دربها، والجهة التي كانت تشرق منها تتلاشى،
135 المغرب يبطل، وكنيته تبطل معه، لان النيرات لن تغرب فيه حسب اوقاتها،
136 عندما لم تعد موجودة كيف تغرب القوات،؟ وبما انها لا تغرب فالمغرب ليس موجودا اذ قد تلاشى،
137 جهة الجنوب التي كانت تاتي اليها كل النيرات بطل خبرها ايضا لانها لم تعد موجودة لتاتي،
138 بجباله جُعل الشمال مغيبا لتختفي فيه، ولما أُلغي لن يلزم بعدُ لانه أُبطل ايضا،
139 أُلغيت الجهات لان فعالياتها أُبطلت، لان ذلك التدبير لا ينفع للعالم الجديد.
المسيح شمس العالم الجديد
140 المسيح هو شمس ذلك الملكوت غير المنحل، وهو النور الذي يشرق ويخفي كل النيرات،
141 ستنحل عجلة الازمنة وتتوقف مسيرتها، وتقف بعجب ولن تدور لاجل التدابير،
142 سيُلغى الصبح والمساء لئلا يدورا، لانه سيصير نهار واحد ابدي بدون تغيير،
143 هناك ستبطل الليالي ومسيراتها، وفي جهة اليسار يقوم ويثبت ليل واحد،
144 لذلك الليل لا يوجد صباح او نهاية، ولا للنهار يوجد مساء او تغيير،
145 قُطع الظلام ويقف جانبا في اليسار، والنور مشرق وواقف وجلي في اليمين،
146 المحور مكسور ولا تدور الازمنة هناك، والجسر مقطوع ولا تعبر عليه القوات،
147 هناك الرب يسوع هو شمس البرارة الذي لا يخبئه المساء بظلمته ويغيره،
148 الرب واحد، ونهار النور العظيم واحد: نور ابدي لا يخضع للظلمة،
149 لا يلزم ان تشرق الشمس وتغرب الشمس، لان المسيح الاشراق لا يتناوب على التغييرات،
150 هناك ليس النور خاضعا لعناصر مريضة، حتى يسير من هنا الى هناك حسب المقاييس،
151 المسيح يشرق في الجميع، وفي الكل، ومع الكل، وفي كل شيء، وليس محبوسا في كرة كالشمس ويسير في دربه،
152 يُزيل الازمنة، وهو لا يزول مطلقا مع الازمنة، ويغير الاوقات بالرمز وهو لا يتغير،
153 ستبطل مسيرة كل هذه (الامور) المكدونة، ولن تدور باشكالها واوقاتها،
154 وحده يقوم كل عنصر الواحد بعد الآخر، وتبطل الطاقة المرتبطة بتدابيرها،
155 لما يبتعد ذاك الحار عن البارد، لا توجد مسيرة ما لتعبر على التدابير،
156 لما يفصل الرطبَ من اليابس لا توجد فرصة ليكبر ولا ليصغر،
157 تلك الارادة التي خلطتها هي فصلتها وحلّتها وابطلتها واوقفتها،
158 عارف الكل كدنها وسيّرها وحلّها ومنع المسيرة وابطلها.
العالم الكبير والعالم الصغير: الكون والانسان
159 ويحل العالم كله مثل "انسان صغير" لان "العالم" "والانسان" هما عالمان لمن يفهم،
160 حلّ العالم يشبه بالحقيقة موتَ الانسان، والموت ايضا هو حلّ ونهاية،
161 لما يموت الانسان تتناثر صوره الجميلة، ويبرهن كيف يبطل جمال العالم كله،
162 مات حبيبك وصار موته لك مثل ملفان (وعلّمك) كيف يزول العالم كله عن احبائه،
163 الرقيع بجماله وبالنيرات المصفوفة فيه يشبه كله وجه الانسان لمن ينظر اليه،
164 كما فسد جمال الوجه، هكذا يذبل الرقيع ويفسد في تلك النهاية،
165 الشمس والقمر كبؤبين جميلين يظلمان بالموت، ويخلو الرقيع من النيرات،
166 لما يفسد الميت لا توجد في جمجته عينان، ولا في الرقيع شمس وقمر في تلك النهاية،
167 مات الانسان وصار ملفانا لانداده (وبرهن) كيف يزول جمال العالم لما ينتهي،
168 البرية لما تنحل من تركيبها تشبه جسد الانسان لما يخلو من اعضائه،
169 انظر الى الجثة لما تكون فاسدة في الشيول، وانظر الى البرية لما تنحل وتبطل كلها،
170 الموت يدخل الى اعضاء الانسان في الشيول، ويبدد ويذرّي ويفسد ويهلك تراكيبها،
171 وهكذا يحدث للعالم في يوم النهاية سيركع ويسقط ويبطل وينتهي وكأنه غير موجود،
172 "الانسان" هو متقن من عناصر العالم، وبتركيبه هو ايضا "عالم" كما قلنا،
173 وهكذا ايضا في الموت لما يفسد يشبه العالمَ لما تهب عليه ريح النهاية،
174 اذاً موت انسان ما هو نمط لتلك النهاية التي ستحدث للعالم في نهاية الازمان،
175 هكذا تبطل الافعال والتدابير والانظمة ومسيرة العالم الذي سينتهي،
176 سبق وابان لك بموت اخيك انحلال العالم الذي سيبطل، فلا تربط نفسك به بالمحبة،
177 ابان بالموت رؤيا الازمنة التي تساعد على التوبة حتى تتامل النفس في تلك النهاية،
178 لا تُغش بالعالم الشهي الذي سيفسد ويتناثر جماله وتبطل قوة شهواته.
دعوة النفس الى ترك العالم والتوبة
179 ايتها النفس التي احبت العالم وخضعت له، اتركي الشهوات التي لا تدوم،
180 انه سلاسل وفخاخ فاقطعيها واهربي من الكذاب قبل ان يسقط وبسقوطه يوقعك انتِ ايضا،
181 ايتها النفس البهية التي ربطها العالم بشهواته انظري الى الميت الذي كان ايضا شهيا وفسد،
182 ايتها النفس فكري في ذلك التجديد الذي تفعله النار وافحصي ذاتك قبل ان يغلبك اللهيب،
183 ضمدي شخصك بماء التوبة البهية قبل ان ياتي ويضع الجمرات على جروحك،
184 اشفي جروحك بقطرات الدموع الرطبة فهناك يضمدون باللهيب، فخافي من النار،
185 يخيفك الوجع فاعطيه الضماد بالتوبة قبل ان يزأر بحر النار وترتعب المسكونة،
186 ايها المتميز هوذا الميت قد صار لك مرآة، انظر اليه فترى العالم يبطل واموره (تنتهي)،
187 استرشد به، واجعل نفسك تندم على الشرور، وانظر الى انحلال العالم وكيف يذبل جماله،
188 اعط العظمة للقوة الخفية المرتبطة بها العوالم والناس، وبها يتحركون ويوجدون،
189 القوات تسير في سبلها برمزها، ولما يحسن لديها ستبطل المسيرات والتدابير،
190 تحل هذه من التركيب لئلا تدور، وتركّب الاجسام لئلا تُترك في الفساد.
يسقط العالم ويقوم آدم
191 يقع العالم، ويقوم آدم من السقوط ليرث الكنز الذي هُيء له منذ البداية،
192 صوت عال وخوف مستمر ورعب لان البداية والنهاية مربوطة برمز واحد،
193 بامر واحد تصير القيامة والسقوط، البرية تسقط، وآدم يقوم كما قلنا،
194 بنفس الرمز الذي بته تنحل كل البرايا، به سيتقوى جسد الناس ليقوم في الحياة،
195 الصوت ذاته يقيم ويسقط ويركّب ويحل ويفسد ويتقن ويبدأ وينهي دون ان يتعب،
196 يقيم المدفونين ويسقط ويحل جميع المتسلطين، ويركّب الاجسام ويحل مسيرة القوات،
197 ويفسد الجمال ويتقن صورته التي فسدت، وينهي العالم ويبدأ رمزه بالتجديد.
الرب يقيم الموتى
198 حركة سريعة، وزمان رهيب، وصوت قاس، وقيامة مجيدة خبرها اسمى من اللسان،
199 وصوت الانبعاث يركّب العظام، وينفض الاجسام، ويهيء الاجساد، ويقيم الموتى بمجد عظيم،
200 ويستاصل الشيول، ويربط الموت، ويحل آدم، ويشق الصخور، ويفتح القبور، ويقيم الموتى،
201 وصوته شديد، وقوته عزيزة، ورمزه سريع، وكلمته عظيمة، وبارادته يكتمل الكل،
202 يقومون بعجب، وياتون من الهلاك بمجد بدون فساد بالرمز "الواجد" لكل حي.
تقوم العناصر الاربعة عنصرا واحدا لا ينحل
203 (العناصر) الاربعة التي سقطت سوية تقوم مفردة، لئلا ياتي الانحلال او النهاية عليها،
204 من العناصر يصير الجسد عنصرا واحدا تجدده القيامة ليصير لامائتا،
205 تقوم الاربعة وهي واحد روحيا، فلا توجد فرصة ليصير الانحلال لشيء واحد،
206 انها نفسها وهي واحد من كثيرة، فالواحد لا يسقط او يتغير لانه واحد،
207 في الانبعاث تخرج الاربعة سوية بكمال لا ينحل كما لو كان من كور النار.
قيامة الحواس الخمس
208 كل امور الطبيعة الثقيلة ستظل في القبر، وسيقوم الجسد بدون فساد،
209 تقوم معه الحواس الخمس التي سقطت معه، ليس بحدّ لكن بمسيرة الروحية،
210 يرى بكله، وبكله يسمع، وبكله يلمس، وبكله يذوق، وبكله يشمّ لما ينبعث.
الجسد يقوم روحيا ويجتاز في طبائع صماء
211 في العالم الجديد يتحرك الجسد روحيا، ويجتاز في طبائع صماء مثل الروحي،
212 يسهل عليه ان ينزل ويجس الاعماق دون ان يتعب، ويصعد ويقيس حد الاعالي دون ان يسقط،
213 يوجّه دربه امامه ويجتاز في الكل، ولا تمنعه الابواب المغلقة من ان يدخل فيها،
214 انه مكلل وبهي رفيع وطاهر وكامل وتام ولابس النور في عالم النور مثل الملاك،
215 الغضب والشهوة والجوع والعطش والكسل والتعب والسبات والاوجاع وكل ثقل،
216 هذه كلها لا تقترب منه لما ينبعث، لانه سيتنقى ويصير جديدا وروحيا،
217 بعد الانبعاث يقوم الجسد برية جديدة، ولن يخضع للضعف والتغيير،
218 الرمز الذي كوّنه من اللاشيء يشرق ويكمله ليقوم ويصير لامتألما،
219 واذ تقوم اعضاؤه معه بتراكيبها، يتحرك كله روحيا بدون كثافة،
220 كله يقتني الرهافة والروحانية، ويترك عنه كل الاهواء الجسدية.
الجسد الذي وقع سيقوم هو نفسه
221 هذا الجسد الذي وقع سيقوم روحيا، ليس (جسد) آخر لكن هذا الذي لسعته الحية،
222 هو الذي تعرى وهو الذي سيتشح بحلة المجد، حتى يخجل عدوه بالمراحم التي اشفقت عليه لما انبعث،
223 يجمل ان تصير القيامة لهذا الذي سقط، لانه لو لم يقع لما كانت تلزم القيامة،
224 من سقط يقوم، لا يلزم ان يقوم من لم يسقط، الميت يحيا ومن لم يمت لا ينبعث،
225 هذا الجسد الذي قام في الجنة عاريا، هو يلبس المجد ويتلألأ اثناء الانبعاث،
226 له القيامة، وله الدينونة من قبل العدالة، من هو جميل ينتصر، ومن ليس جميلا يتعذب،
227 هو سينبعث وهو سيتجدد وهو سيُمدح وهو سيلام، وله النار والملكوت.
الخاتمة
228 يقوم بعجب، ويتزين بالضوء، ويملك بالمجد، مبارك من جدد صورة آدم التي كانت قد فسدت.
كمل (الميمر) على برية آدم
|
|
|
|