الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الثالث والسبعون

 

 
قم ايها العِلم واجمع غلاتك من القراءة فالعالَم ينتظر ان يشبع منك لانك مبارك، زرعك حياة فاكثِر منه لمن يحبك: حقلك هي النفس ضع فيها اكداس الحقائق، طمرت غنى لا يُحدد بين السطور، وجميع الحكماء منه ياخذون وهو كما هو، العقول تاخذ من خزائنك لمنازلها، وغناك العظيم يتكاثر تكاثرا ولا ينقص، تغتني العقول كثيرا من العِلم، وعلى الفقراء الذين يتبعونه يغدق الغنى، هوذا العلماء يفلحون معه منذ الازل، وفي حوزته ايضا العمل ليعطيه لمن سيفلح معه، له فوج كل المعارف باشكالها، ويطلب ايضا فعلة آخرين ليثريهم، جميع المعلمين يحصدون معه في قراءاتهم، ولا يقدرون ان يجمعوا باقاته الكثيرة، يعمل معه المنطقيون بطلاقة السنتهم، وعمله يزداد ازديادا ولا ينتهي، هوذا العلم قد فتح ينبوعه ليسعدكم، ويريد ان تشربوا فقط شربا من ينبوعه، الآخرون يتعبون وانتم تتلذذون من العلم، فلا تتكاسلوا من التنعم لما تستمعون اليه.

العلم هو امّ تهتم باحبائها لتسندهم بالبركات كما (سُند) يعقوب، لم تكن رفقة تعتني بيعقوب كما تعتني الكلمة بمحبتها لتساعدكم، اهتموا انتم ايضا مثل رفقة بالبركات لتكونوا مباركين من قبل الله ابي الحق.

البركات اهم من المواريث: عيسو ويعقوب صنعا خصاما على البركات، ولم يتقاتلا لاجل البيوت والحقول، اليوم اعطِ المقتنى للابن ولو كان زائلا، ويقبل ان يلعنه ابوه لعنا كل يوم.

ولما أُرسل عيسو البكر ليصطاد الصيد، سر الشعوب دعا الصغيرَ ليُبارك، النعمة مسكت يعقوبَ بواسطة امه، ليُبارك بدون تعب: يعقوب هو مثال الشعوب.عيسو البكر هو مثال للشعب اليهودي الذي انحرم من البركة.

نقد للورثة: الورثة الذين لا يحترمون ذويهم على فراش الموت لانهم يتعاركون لاجل نيل المواريث بدل طلب البركات، وينقد الآباء المحتضرين الذين لا يهتمون بالبركات ويتطلعون الى الاموال كانها باقية لهم ابديا.

المخطوطة: لندن 17159 ورقة 21

لا يرد اسم المؤلف في البداية ولا في النهاية. الميمر قطعة شعرية رائعة ذات بلاغة. فيه مدح للعلم والثقافة. الفه يعقوب في فترة نضوجه الفكري والعاطفي: ينقد العوائل المسيحية التي لم تعد تهتم بالبركات وتصرف معظم اهتمامها على الامور المادية الزائلة. يقول عن الورثة الطماعين: انهم مجتمعون حول ابيهم كالطير على الجثة، وينهشونه لينهبوا غناه وليس بركاته. قد يرقى تاريخ تاليفه الى فترة ما بعد غلق مدرسة الرها اي الى حوالي سنة 490م.

على بركات اسحق ليعقوب (تكوين 27)

المقدمة
1 قم ايها العِلم واجمع غلاتك من القراءة فالعالَم ينتظر ان يشبع منك لانك مبارك،
2 زرعك حياة فاكثِر منه لمن يحبك: حقلك هي النفس ضع فيها اكداس الحقائق،
3 طمرت غنى لا يُحدد بين السطور، وجميع الحكماء منه ياخذون وهو كما هو،
4 العقول تاخذ من خزائنك لمنازلها، وغناك العظيم يتكاثر تكاثرا ولا ينقص،
5 تغتني العقول كثيرا من العِلم، وعلى الفقراء الذين يتبعونه يغدق الغنى،
6 يضرم ناره في النفس التي تحب ان تتهجأ فيه، وتحمل منه القوة والبهاء لكرازته،
7 هوذا العلماء يفلحون معه منذ الازل، وفي حوزته ايضا العمل ليعطيه لمن سيفلح معه،
8 له فوج كل المعارف باشكالها، ويطلب ايضا فعلة آخرين ليثريهم،
9 جميع المعلمين يحصدون معه في قراءاتهم، ولا يقدرون ان يجمعوا باقاته الكثيرة،
10 يعمل معه المنطقيون بطلاقة السنتهم، وعمله يزداد ازديادا ولا ينتهي،
11 هوذا العلم قد فتح ينبوعه ليسعدكم، ويريد ان تشربوا فقط شربا من ينبوعه،
12 الآخرون يتعبون وانتم تتلذذون من العلم، فلا تتكاسلوا من التنعم لما تسمعونه.

العلم والكلمة هما امّ تهتم بالبشر مثل النعمة ومثل رفقة
13 العلم هو امّ تهتم باحبائها لتسندهم بالبركات كما (سُند) يعقوب،
14 لم تكن رفقة تعتني بيعقوب كما تعتني الكلمة بمحبتها لتساعدكم،
15 اهتموا انتم ايضا مثل رفقة بالبركات لتكونوا مباركين من قبل الله ابي الحق،
16 ولما تمت بركات اسحق بعد ثقل عينيه، اقتربوا انتم من العلم وتباركوا منه لانه لا يشيخ ابدا،
17 ولما اهتمت رفقة بنت الوثني بابنها، النعمة امّ المراحم كم ستحبكم.

البركات اهم من الارث
18 من يشبه يعقوب ليتزاحم على البركات، وليحتقر الثروة غير المباركة التي لا تدوم،
19 ابناء اليوم يطلبون اموال آبائهم، وليس البركات التي هي احسن من الكنوز،
20 يتخاصمون مع اخوتهم لاجل الحجارة والتراب، ولما يُلعنون يطلبون ان يمتلكوا ما لا يثبت،
21 عيسو ويعقوب صنعا خصاما على البركات، ولم يتقاتلا لاجل البيوت والحقول،
22 اليوم اعطِ المقتنى للابن ولو كان زائلا، ويقبل ان يلعنه ابوه لعنا كل يوم،
23 اعطِه ليقتني شبر الارض، ولتكن ملعونا ولا يهتم ببركات الاب والام،
24 يغش اخاه لاجل شيء قليل من الربح، ولا يحزن لو لُعن لانه غير متميز،
25 كان الغنى محتقرا امام عيون هولاء العادلين، وكانوا يهتمون بالاستناد على البركات،
26 كان المقتنى الوقتي مرذولا من قبلهم لانه ليس بشيء، وكانوا يجتهدون ليُباركوا بتمييز،
27 بمحاولة عظمى وبحيلة دخل يعقوب ليخطف بركات ابيه مثل الكنوز.

شيوخ تلك الازمنة كانوا يهتمون ليباركوا بنيهم
28 وشيوخ تلك الازمنة المباركون اهتموا ان يباركوا اثناء موتهم،
29 كانوا متكلين على عدالة ضمائرهم وكل ما كانوا يقولونه كان يكتمل فعليا.

اسحق يرسل عيسو ليصطاد ويتعب لينال البركة (تكوين 27/1-4)
30 قال اسحق لابنه عيسو لما شاخ: صِد لي لآكل فتباركك نفسي قبل ان اموت،
31 اصنع طبيخا واجلبه لآكل، فتباركك نفسي، لانني سانتقل فخذ لك كنزا تغتني به،
32 لا احد يعدّ اسحق العجوز من الشرهين، ويظن بانه كان يشتهي الاكل،
33 فتش عن حجة ليبارك ابنه عيسو، وليتم كمال بركاته ويظهرها،
34 اعطى لعيسو عملا صغيرا ليخرج ويصنعه، بحيث لما يتعب ياخذ اجرا من العدالة،
35 ارسله ليتعب قليلا بالصيد الذي يقدمه له، لئلا يكون ملاما من قبل العدالة لما يبارك،
36 ركّب حجة ليتعب عيسو بالصيد الذي طلبه، حتى يعود ويعطي كل البركات اجر تعبه،
37 حثّ ابنه اولا ليريح نفس العادل، لئلا يبارك من يحبه بالمحاباة.

سر الشعوب يدعو يعقوب ليُبارك بدون تعب
38 ولما أُرسل عيسو البكر ليصطاد الصيد، سرّ الشعوب دعا الصغيرَ ليُبارك،
39 النعمة مسكت يعقوبَ بواسطة امه، ليُبارك بدون تعب مثل الشعوب،
40 الام سمعت الاب يغلي لكي يبارك، فقدمت ابنه ليقبل البركات،
41 دعت يعقوب لتتكلم معه بمحبة، وتسكب عليه بركات ابيه العادل،
42 يا ابني هوذا ابوك قد فتح خزينته ليثري اخاك، وانا متضايقة لئلا تظل انت مثل فقير،
43 هوذا الكنز العظيم يُعطى لعيسو ليغتني، ادخل يا ابني وخذه وبدّل الموضع لانك ستعظم به،
44 اخوك يريد ان ياخذ منك غنى ابيك، كن الاول لئلا تتعذب بالفاقة،
45 اذهب واجلب لي جديَين من الماعز فاهيئهما وادخلهما الى ابيك، ليباركك قبل ان يموت،
46 رفقة كانت تعرف اسحق ابن ابراهيم: ان كلمة فمه تنفذ فعلها لما يبارك،
47 يعقوب ايضا كان يعرف مثل حكيم ان بركاته ولعناته كانت صادقة،
48 ولما كانت امه تحثه على البركات، خاف المتميز لئلا تلحقه اللعنات،
49 هوذا عيسو رجل اشعر وانا املس، فلو لمسني ابي يعرف بانني يعقوب،
50 ويظن بانني استهزيء به استهزاء، وستاتي عليّ اللعنات وليس البركات،
51 قالت رفقة: لعناتك عليّ يا ابني، اسمعني واذهب واجلب لاهيء لابيك ليباركك،
52 لو لعنك يا ابني انا احتمل لعناتك، ولو بارك فلك البركات يا ابني وانا افرح،
53 لو لعنك لتنزل كل اللعنات على راسي، ولك البركات كلها لما يبارك،
54 لو يرميك بسهم الغضب يا ابني ليطعني انا، ولو يلقي الامان والمراحم خذها انت،
55 لو ينزعج انا احتمل ثوراته، ولو رضي بك لتنسكب عليك حسناته،
56 لو يغضب حتى يلعن لتكن لعناتك عليّ، ولو غلي ليبارك خذ انت البركات.

المسيح ياخذ لعنة الشعوب (غلاطية 3/13)
57 هنا تكلم سر النعمة بواسطة رفقة: المسيح اخذ بصلبه لعنة الشعوب،
58 صار لعنة والشعوب الملعونة تباركت به، وحمل بدل الخطأة الاوجاع والآلام على الصليب،
59 رفقة تكلمت مع يعقوب كالنعمة لما قالت له: لي اللعنات، ولك البركات،
60 اضاء منها السر لتحمل لعنات ابنها، وليتبارك هو ويصير نمطا للحقائق،
61 دخل الصغير بواسطة السر ليصير اكبر من الكبير، وقبل آخرون لعناته وتبارك هو.

السر اضل اسحق ولم يتركه يعرف يعقوب
62 لو لم يُدخِله السر ليُبارك لكان يعرف اسحق من هو ولما كان يبارك،
63 رفقة الحيالة فتشت عن فرص لتُضِلّ اسحقَ، والنعمة اخفت (الامر) لئلا يعرف،
64 لبس شكل البكر ودخل ليُبارك، حتى يضل اباه بالجلود والثياب،
65 اخذ الطبيخ الذي صنعته رفقة وادخله امامه، والنعمة كانت تسنده لئلا يُفضح،
66 دعا اباه، واجابه الشيخ: من انت يا ابني،؟ قال يعقوب: انا عيسو، قم وباركني،
67 واذ عرف جيدا ابوه من صوته بانه ليس عيسو، السر لم يتركه يعرف كما كان يعرف،
68 واذ لمسه وتكلم معه وتعقّب عنه، أُخفي بالسر الذي حرسه لئلا يُفضح،
69 واذ كان عادلا وابن سر اللاهوت، فقد بارك بقوة الامر كانما من فم الرب،
70 كان الرجل مدعوما كثيرا بالذكاء، وكان مستنيرا بالمعرفة والفهم،
71 السر اضل هذا الرجلَ ذا الذكاء العجيب، ومسك الصغيرَ كما لوكان البكر وباركه،
72 واذ لم يُسمح له ان يستفسر ويجسّ وهو يعرف كل (الامور)، غصبه السر وترك كل (هذه الامور).

يعقوب اصبح بكرا بالايمان
73 اكل وشرب وبدأ يبارك كانما هو البكر، فصار بكرا بالايمان قبل ان يدخل،
74 كان قد اشترى تلك البكورية من الشره، وبها نال كل البركات بدون شك.

اسحق يبارك يعقوب (تكوين 27/27-29)
75 استراح الشيخ وشرع يبارك بجبروت، وفتح خزينته ليوزع منها كل الكنوز،
76 مسك مفتاح الله العظيم (الذي يفتح) كل البرايا، ليبارك ويفتح به العلى والعمق،
77 كان يقول له: يا ابني ليعطِ الله ندى العلى، وسمن الارض، وكل السعادات،
78 وليكثر لك القمح والخمر والدهن والفاكهة الجيدة، وليخدمك يا ابني الشعوب والقبائل والاجيال،
79 يا ابني لتسجد لك ولتطعك كل الامم، ولتكن رئيسا لجميع اخوتك وبني امك،
80 ليكن لاعنوك ملعونين، وليكن مباركوك مباركين،
81 كان اسحق قد كوّم كنز الغنى على حبيبه، وبالبركات ربط العلى والعمق لكرامته،
82 اخضع له السماء بنداها والارض بسمنها، واعطاه الرئاسة وسجود الاخوة وعَظُم،
83 لعن اسحق جميع من يلعنون ابنه يعقوب، وبارك من يباركه لتكثر سعادته،
84 بلعناته وضع الشيخ العادل الترهيب، لئلا يحتقر احد من بورك من قبل ابويه،
85 عاد وبارك ايضا من يهتم بالبركات، ليبارك يعقوب المبارَك وها قد تبارك،
86 قبل يعقوب كنز كل البركات العظيم، وقد افيضت عليه السلطات والرئاسة.

عيسو يطلب البركة (تكوين 27/30-40)
87 لما اخذ الكنز وخرج من عند ابيه، دخل عيسو وهو لا يدري بانه قد سُلب،
88 بدأ هو ايضا يقول لابيه: قم وباركني، فتحير اسحق لانه احس بالسر هناك،
89 قال اسحق: يا ابني من اصطاد وجلب لي،؟ لقد باركته، فليكن مباركا من قبل الله،
90 صنع ختما لذلك الصك الذي اخذه يعقوب، ليكون مصدّقا بالبركات حسب وعده،
91 لم يقدر ان يتراجع عن كلمته لانها صادقة، فمكث فيما هو عليه ولم يخالفها لانه صادق،
92 كان قد لعن من يلعن ابنه يعقوبَ، ولم يكن يقدر ان يعود ويلعن ويكذب،
93 كان قد اضاف البركة على بركاته لانه اعطى موهبة ولم يتراجع لياخذها مثل ناقص،
94 سمع عيسو بان كنز البركة قد سُرق، فبكى الشقي لانه وجد بان الكنز قد نُهب،
95 راى التاجر ان يعقوب كمن له مثل سارق وخطف منه كل غناه وظلّ فقيرا،
96 بكى المسلوب من الالم لانه افتقر، وكان يتحسر على البركات التي خطفها يعقوب.

لماذا لا يطالب الابناء اليوم ببركة ذويهم؟
97 لماذا لا يطالب الابناء هكذا من الاب حتى يباركهم بركة قبل ان يموت،؟
98 لماذا اليوم كلمات الابوّة هي محتقرة ولا تُطالب لتبار ك ابناءها مثل الاولين،؟
99 لماذا المخاصمات على الارث الذي لا يدوم، ولا احد يطلب بركة الاب ليتفاضل بها،؟
100 اسحق لم يكتب لورثته لما كان يموت ولم يوصِ على مقتناه من سيرثه،
101 اعطى البركة التي صارت ثروة لآخذها، ولم يوصِ على المقتنى لانه كان يرذله.

الآباء لا يفكرون بتبريك بنيهم بل بالممتلكات وبمن سيرثها
102 من يوصي اليوم يجمع الشهود والكتّاب، فيكتب ويختم باحتراس قبل ان يموت،
103 يزيد الاموال لمن يحبه بدل البركات، ويبين محبته بمقتنيات التراب والاحجار،
104 لو يحب ابنَه يعطيه البيت الذي يسقط، ولا يورثه البركة الافضل من الكنوز،
105 المريض يدعو الشهود ليقوموا على وصاياه: من، وكم، وكيف يرث ممتلكاته،؟
106 الشيء الفلاني يكون لفلان، والفلاني لفلان: يحتضر ليموت وعينه يقظة على الامور،
107 سهم الموت يضربه ويهتم ليس ليبارك، لكن بمن وبماذا يرث من مقتناه،؟
108 وجع الموت راكع عليه ويعذبه، والشقي متمسك بالارضيات ليتصرف بها،
109 السيف داخل ليسحب نفسه من سديتها، وهو يوزع الثياب لمن سياخذها،
110 دعوه ليذهب الى موضع القضاء المليء خوفا، ولا يهيء له اعمالا تقدر ان تنجيه،
111 حتّموا عليه ليذهب في طريق لن يعود منها، وهو يزيد وصيته مثل مسافر سيعود،
112 يخرج ليذهب ويعرف بانه لن يعود بعدُ الى هنا، وعيناه تحدقان لتصريف أعماله،
113 الاوجاع محيطة به وتعذبه لتخرج نفسه، وهو لا يهتم بوجعه لكن بمن سيرث بيته،
114 نفذ فيه زيت الحياة وزفر لينطفيء، وهو اراد ان يبين ماذا سيحل بمقتناه،
115 يقوم عليه جلاد بيت الله، واذ يتحير فان عينه تحدق الى غناه،
116 ساعة موته واقفة على الباب لتقع عليه، وهو لا يحتقر العالم كله ولا تدبيره،
117 يهدده الموت ويجرجره ليترك حياته، وهو لا يترك الغنى الذي تركه والذي لا يدوم،
118 مفتوحة امامه الهوة العظمى ليدخل اليها، وهو يفكر بمن سيرث منازله.

الابناء يغصبون ذويهم على فراش الموت لينالوا الميراث لا البركات
119 الآباء ايضا لا يهتمون اليوم بالتبريك، ولا الابناء يتوسلون الى الاب ليباركهم،
120 لا يتخاصمون على البركات مثل عيسو ويعقوب اللذين احتقرا المقتنيات واهتما ليُباركا،
121 الورثة يتخاصمون اليوم على المقتنيات الزمنية، والاخوة يُغضبون آباءهم لاجل البنايات،
122 الاب مطروح على سرير الاوجاع لينتقل من هنا، ويحيط به الورثة الطماعون ليورثهم،
123 انهم مجتمعون حوله كالطير على الجثة، وينهشونه لينهبوا غناه وليس بركاته،
124 كل واحد منهم يبين نفسه ليظلم رفيقه، ولا يفكر ابدا حتى يُبارك من قبل والده،
125 ولو صادف وأُخذ عقله بسبب الوجع، فانهم لا يتركونه يهتم بوجعه على فراشه،
126 يغصبونه ويوقظونه بلجاجة من المرض: اكتب ايها الرجل واعطِ مقتناك لمن تحبه،
127 يرمون الشقي بسهام الموت ويشربون دمه، ولا يسمحون له ان يفكر بالوجع الذي يعذبه،
128 ماذا تقول،؟ اوصِ لنرى ماذا ستعطي، وزع غناك، واعط مقتناك وبعدئذ تذهب،
129 هوذا قضاة لا يوجد الله امام بصائرهم، ولو لزم يضيفون المصيبة الى مرضه،
130 يرتجف ليموت ويعذبونه حتى يورثهم: انه ضعيف وشقي ولا يتركونه،
131 يداه محلولتان بسبب المرض الذي اضعفهما ويسندونه ليوقّع على سنداته،
132 يده ترتجف بالالم الذي يعذبه ويطلبون منه كتابة منتظمة بينما هو لا يقدر،
133 اتى الموت وعطّل اصابعه، ويتوسلون اليه ليمسك القلم بدون ارادته،
134 نفسه معلقة وترتجف لتخرج من اعضائه، ولا يتركونه يستريح قليلا قبل انتقاله،
135 ملاك الموت ضرب المريض حتى يموت، ويطالبونه بعمل المستمسك تحريريا،
136 دخل الموت واسقطه وهوى على التراب، وفي سقوطه طالبه الطماعون الذين انجبهم ليقوم بعمل،
137 هجم عليه الموت بمخاضه واضعفه وبينما هو يتلوى الما غصبه مطلب ورثته بالحاح،
138 فم المطلب ليس مفتوحا على طمع بلا قياس لكنه لا يسمح ان يبين كون البيت ثمرة تعبه،
139 لا يترك الابناء ان يكرموا آباءهم، ولا يحفظ النظام بين الآباء واولادهم،
140 لهولاء الكنوز من بركات آبائهم، ولهولاء ايضا من كرامة اصدقائهم،
141 الآباء لا يشبهون اسحق الذي بارك ابنه، والابناء لا (يشبهون) عيسو ويعقوب اللذين بوركا،
142 توجد الحرب بين الاخوة على ميراث الغنى، ويلعن الاب والام ولا يُنتهر،
143 اتى الطمع وافسد كل الامور المتقنة، وفُقد النظام الذي حافظ عليه الاقدمون،
144 لا يطالبون الاب بان يبارك كما يلزم، ويقترعون على مقتنياته بدون تمييز،
145 ايمان العالم قلّ ونفذ صِدقه، وهو يحب المقتنى الزمني اكثر من البركات.

عيسو ويعقوب مثال لطلب بركة الابوين
146 هذان الاخوان ولدا ذلك العادل الذي كان يبارك حسبا بركة الاب كنزا ولاجلها تحاربا،
147 واذ كان عيسو طماعا وشرها كثيرا، كانت بركة ابيه بالنسبة اليه اعظم من مقتناه،
148 واذ احتقر البكورية واعطاها لاخيه، فقد كان يتعارك ليقتني البركات.

بركة اسحق لعيسو (تكوين 27/39-40)
149 ولول وبكى بالم قدام والده وقال له: باركني انا ايضا كما (باركت) يعقوب،
150 صدّق اباه بانه لو باركه سيصير رئيسا وكان يتوسل بتنهدات بان يُبارك،
151 قلّ في عينه كل غنى بيت ابراهيم، كانت بركة ابيه بالنسبة اليه اعظم من الكنوز،
152 توسل الى ابيه (قائلا): باركني انا ايضا، واذ كان طماعا لم يكن يحتقر البركات،
153 ابناء اليوم هم اكثر طمعا من عيسو، لانهم لا يشبهون عيسو الذي بورك،
154 بكى قدام ابيه قائلا: باركني يا ابي، يا ابي لو تريد ليس لك بركة واحدة،
155 كلمتك تحمل غنى عظيما، رِد وباركني، لانه يوجد في خزينتك لتعطيني كما (اعطيت) ليعقوب،
156 لو تامر، فان مفتاح كل البركات عندك، افتح وأخرِج لي الغنى الموجود لديك.

التوبة معلمة لعيسو
157 كان اسحق قد وجد بان عيسو كان يتوسل بالم، ففتح باب التوبة ليدخل فيه،
158 ها قد جعلتُ يعقوب رئيسا عليك وعلى اخوتك، ولو تتوب يجتاز نيره عنك ولن تخدمه،
159 كان قد علّقه بالرجاء وساعده ليتوب، وبرهن له بانه عبد ولو تاب سيتحرر،
160 صنع جهادا وانزل عيسو ليجاهد فيه ليبلغ الى جهة الكمال بصموده،
161 كان قد وضع امامه اكليل البرارة العظيم، وانزله الى المعركة ولما ينتصر يُكلل به،
162 حرض الطماعَ ليحارب لاجل الحسنات، ووضع له شرطا: لو يتوب سوف يُقبل،
163 حل الحرية واطلقها امامه وحثه ليركض، فلو تنشط سيدركها وينالها ايضا،
164 ابان له باب التوبة وفتحه قدامه، لو يريد ان يدخل فيه سيُبارك،
165 دعوة الشعوب انتصرت هناك سريا، والتوبة ايضا ابانت جمالها بالكمال،
166 الشيخ البهي اعطى اكليلا للتوبة ليعمل معها من يهتم بالبركات،
167 جعل التوبة مثل المعلمة لعيسو ليتمرن بها (ويتجنب) الطمع الذي جعله مرتخيا،
168 بكلمة اسحق رش الرجاء على جميع التائبين: باب المراحم مفتوح لهم لو دخلوا فيه،
169 اميال مستقيمة موضوعة في درب التوبة، ومن يريد ان يسلكه فالمسيرة فيه سهلة.

الخاتمة
170 يا ابن الله الذي كان يصوره العادلون الاولون، اجدُ حنانك مع التائبين، لك التسبيح.

كمل الميمر على البركات التي قبلها يعقوب العادل