|
|
|
السروجي يلتجيء الى النعمة: هلمي ايتها النعمة، يا كاشفة اسرار بيت الله، وبك يوصف الموضوع الذي أُثير بين المتميزين، هلمي وتكلمي فيّ لانني غير قادر (على الكلام) استنادا الى ما املكه، حركي كلمتي لتفسير الحقائق، هلمي ايتها النعمة، واجلبي معك الحلول: فما هو سبب برقع ذلك العبراني،؟ يلزم الآن ان تقوم المحبة مثل وسيط، لانه من يسمع بلا محبة لا يفهم. . لعل المونوفيسيتيين يعتمدون على هذا النص ليبرهنوا على "وحي" السروجي؟
معنى غطاء موسى: البرقع الذي يوجد على وجه موسى هذا هو سرّه: كلمات النبؤة هي مغطاة تغطية. الآب لم يشأ ان يعلن ابنه ولهذا تحتاج كلمات النبؤات الى ابناء السرّ ليفهموها.
تفسير التوراة على ضوء العهد الجديد: ليترك الرجال اباه وامه والحمل الفصحي الخ..
اليهود لا يفهمون هذه النصوص الا حرفيا لانهم لا يستحقون ان يعرفوا الابن. تكلم موسى باسرار ولم يتكلم عن تفسيرها لان الرجل كان الثغ ولم يقدر ان يفسر، ربنا اتى واطلق لسان موسى الاخرس، وهوذا كل كلماته تُسمع بوضوح. الولد الخفي الذي لم يفضّ البتولية بولادته، ازاح برقع النبؤة بصلبه، ولان لادته لم تمزق برقع البتولية، فقد مزق بصليبه غطاء النبؤة.
اليهودي مغطى الى اليوم ولا يريد ان يفهم اسرار الابن: العبراني الذي يقرأ (العهد) القديم في السبوت، لم يشعر بعدُ بان ذلك البرقع قد رُفع، الى الآن ذاك البرقع موجود على وجهه، وجمال النبؤة هو مستور عنه، يقرأ في موسى، وموسى مغطى عن العبرانيين، وبدون الصليب ذاك الغطاء لا يُكشف. ايها اليهودي خذ البرقع من تفكيرك، وانظر الى موسى المصوَّر المسيح على وجهه، لماذ جُعلت اضحوكة في العالم المليء نورا، وانت بعيد عن النهار بينما هو معك،؟ انتهى وقت السرج والمصابيح لان اشراق الشمس ازالها واخفاها ورفعها. افهم لماذا لزم ذاك البرقع: لقد اخذه موسى حتى يخفي الاسرار في حضنه، ومن يعرف بان النبؤة هي مغطاة، سيعرف ايضا بانها قد كُشفت بابن الله.
المخطوطتان: روما 114 ورقة 45؛ روما 117 ورقة 23
يرد في البداية اسم للقديس ولابس الله مار يعقوب الملفان. السروجي يقول ساله احد المتميزين عن سرّ برقع موسى قائلا: فسر الآن لو تعرف لماذا موسى هو مغطى، ولا يقدر احد ان يكشف عن وجهه؟. اسلوب هذا الميمر جذاب وهو عبارة عن نقاش وجدال تفسيري بين السروجي وبين اليهود الذين صاروا اضحوكة في العالم بسبب نكورهم لشمس البرارة واكتفائهم بسراج ومصباح الناموس. يرقى تاليف هذا الميمر البديع الى فترة شباب السروجي كاغلب ميامره التفسيرية للعهد القديم، اي الى حوالي سنة 480-490م.
الدراسات:
Mösinger I, pp.75-90
Bickell, Gedichte, pp.259-274
Mouterde Paul, Homélie sur le voile du visage de Moïse, in Dieu Vivant, 12(1948) 49-62
Mouterde Paul, Homélie sur le voile du visage de Moïse, in Florilège patristique de l'année liturgique de Dom Gueranger, 3(Paris, 1950) 1023-1028
Babakhan J., Homélie de Jacques de Saroug sur le voile de Moïse où est expliqué le mystère des noces du Christ et de l'Eglise, in Vie spirituelle 91 (1954)142-156
Brock Sebastian, Jacob of Serug on the Viel of Moses, in Sobornost/ECR3,1 (1981) 70-85
على البرقع الذي على وجه موسى (خروج 34/33-35)
المقدمة
1 في احد الايام سألني شخص متميز: ما هو سرّ البرقع الموجود على وجه موسى،؟
2 انه نبي عظيم، لماذا ولاجل اية غاية اخفى وجهه عن العبرانيين لئلا يتطلعوا اليه،؟
3 ما هي غاية الرجل الذي تكلم مع الله /284/ حتى يقوم مغطى كمشهد في شعب عظيم،؟
4 هذا استفسار عن ينبوع النبؤة: لماذا البرقع مسدول على وجهه من قبل المشاهدين،؟
5 فسر الآن لو تعرف لماذا موسى هو مغطى، ولا يقدر احد ان يكشف عن وجهه.؟
يعقوب يتكلم
6 هلمي ايتها النعمة، يا كاشفة اسرار بيت الله، بك يوصف الموضوع الذي أُثير بين المتميزين،
7 هلمي وتكلمي فيّ لانني غير قادر (على الكلام) مما املكه حركي كلمتي لتفسير الحقائق،
8 بكِ ايتها النعمة، ومنكِ اتحرك، حتى اتكلم لانكِ غنية بالايحاءات لاجل لتفسير،
9 هلمي ايتها النعمة، واجلبي معك الحلول: ما هو سبب برقع ذلك العبراني،؟
10 يلزم الآن ان تقوم المحبة مثل الوسيط، لانه من يسمع بلا محبة لا يفهم.
البرقع يعني ان النبؤة هي مغطاة (خروج 34/33-35)
11 البرقع الذي يوجد على وجه موسى هذا هو سرّه: كلمات النبؤة هي مغطاة تغطية،
12 ولهذا غطى الرب وجه موسى ليصير نمطا للنبؤة التي هي مغطاة،
13 كان للآب ابن بالخفية ولا احد يعرف، فاراد ان يكشف خبره للعالم بصورة سرية،
14 واراد ان يتكلم عن حبيبه في النبؤة، فغطىموسى ليصير صورة للنبؤة،
15 ليصير معروفا بانه متى ما قام نبي على الارض ليتكلم تكون كلماته مغطاة تغطية عن السامعين،
16 وبان شيئا خفيا مطمور في الموضوع الذي يبحثه، وتطلب كلمته ابناء السرّ ثم تُسمع،
17 ولهذا صرخ بالنبي (قائلا): لي سرّ، لي سرّ حتى يشعر العالم بان للنبؤة اسرارا،
18 كلمات النبؤة وافعالها هي مغطاة تغطية، وتخبيء اخبارها بالالغاز لئلا تُعرف،
19 تركّب الامثال وتقول كلمات كانما بالسرّ، لئلا يشعر العالم جليا بابن الله،
20 واذ لم يكن يعرف الشعب بان لله ابنا كثّر الاصنام وملأ الارض بكل الآلهة،
21 فلو شعر بالابن الخفي، كم كان يضاعف الاصنام، وبهذه الحجة كان يكثّرها على الارض،؟
22 الآب لم يعط له حجة ليكثّر الاصنام على الارض لانه صرخ كل يوم (قائلا): الرب واحد، الرب واحد،
23 ابنه كان يُبشر به بالنبؤة، وخبره كان يوصف بالالغاز والامثال،
24 كان الانبياء يخبرون بالابن بالروح وخفية ورمزيا للعالم كله،
25 والبرقع الموجود على وجه موسى كان مسدولا على كلماتهم لما كانوا يتكلمون عن الوحيد،
26 ضياء موسى هو المسيح الذي استنار به، وكان مغطى عن العبرانيين لئلا يروه،
27 الآب كان يعرف بان الشعب لم يكن يستحق ان يرى الابنَ ولهذا غطاه عنه ببرقع،
28 الانبياء صاروا احباء وابناء سرّ الآب، وكان يرمز اليهم عن حبيبه بالالغاز،
29 لقد غطى موسى ليتعلم العالم بذلك البرقع انواع واشكال النبؤة التي هي مغطاة.
المسيح موجود في العهد القديم المغطى مثل موسى
30 هوذا (العهد) القديم كله مغطى مثل موسى، وبه كانت مصورة كل كتب النبؤة،
31 هوذا المسيح متباه مثل ديان وجالس داخل الستار الملقى على وجه الاسفار،
32 جميع الانبياء اخفوا خبره في كتبهم، لئلا يوصف علنا قدام الخارجيين،
33 موسى مغطى، واي نبي يكشف وجهه، لانهم كانوا ينظرون اليه ويغطون عباراتهم،؟
34 تكلموا واخفوا ووصفوا خبره، واسدلوا البرقع لئلا يغيروا شكل موسى العظيم،
35 يسوع-الشعاع موجود في الكتب، ولهذا فان الستار مسدول ليُستر عن المشاهدين،
36 ذاك البرقع يصرخ بوضوح للعالم كله: ان الكلمات الموجودة في الكتب مغطاة تغطية،
37 موسى هو شبه لكل ما وُصف في النبؤة، ويصور نمطا (للعهد) القديم المغطى.
المسيح وحده يكشف عن وجه موسى والنبؤة
38 ذاك البرقع لا يُكشف الا بربنا الذي به فُسرت كل الاسرار للعالم كله،
39 ابن الله جاء وكشف عن وجه موسى الذي كان مغطى ولا احد يعرف ما كان يقول،
40 (العهد) الجديد دخل واعطى النور (للعهد) القديم، فعرف العالم كل كلماته بدون غطاء،
41 ربنا-الشمس اشرق في العالم فاستنار كل واحد، وهوذا الاسرار والامثال والالغاز تُفسر،
42 لقد رُفع الستار الملقى على وجه الاسفار، وهوذا العالم ينظر بوضوح الى ابن الله.
الآب خطب عروسا لوحيده (تكوين 2/24)
43 الآب الخفي كان قد خطب عروسا لوحيده، وكان يفقّهها سريا بالنبؤة،
44 شيد بمحبته بيتا عظيما لعروس النور، وصوّر الختن على مقصوراتها باشباه متنوعة،
45 دخل موسى ومثل مصور ماهر سجل الختن والعروس واخفى الصورة العظمى بستار،
46 وضع في كتابه: ليترك الرجل اباه وامه ويتبع امرأته ليصيرا كلاهما واحدا مكملا،
47 موسى النبي اورد خبر الرجل والمرأة ليوصف بواسطتهما المسيح وبيعته،
48 راى بعين النبؤة العظمى كيف يصير المسيح واحدا هو وبيعته من الماء،؟
49 نظر اليه لانه لبسها من بطن البتولية، ولبسته هي من ماء المعموذية،
50 وهوذا الختن والعروس قد جُعلا واحدا روحيا، وعنهما كتب موسى: كلاهما واحد،
51 الشعب الذي لم يكن يستحق السرّ العظيم ظن بانه قال: كلاهما واحد بالنسبة للرجل والمرأة،
52 موسى المغطى نظر الى المسيح وسماه رجلا، ونظر الى البيعة وسماها امرأة لاجل هدف،
53 لئلا يصف الخبر بوضوح قدام العبرانيين، اخفى كلماته عن البرانيين بعلل متنوعة،
54 وكان قد صوّر صورة في خدر الختن الملك، وسماهما رجلا وامرأة بينما كان يعرف،
55 بان هذا هو المسيح، وهذه هي البيعة اللذين كانا مغطين /289/ وكان يُظن بانهما رجل وامرأته لاجل هدف،
56 وبما ان ذلك البرقع كان مسدولا، فلم يعرف احد ما هي الصورة العظمى،؟ ولمن هي.؟
بولس يفسر نص موسى (افسس 5/21-33: تكوين 2/24)
57 دخل بولس بعد ان تم العرس ووجد الستار المسدول فرفعه واخذه عن الجميلَين،
58 وكشف وابان للعالم كله المسيح وبيعته اللذين صوّرهما موسى النبي في نبؤته،
59 الرسول تحرك وصرخ (وقال): هذا سرّ عظيم، وبدأ يبين ما هي الصورة المغطاة،
60 ذاك الذي لُقب برجل وبامرأته في النبؤة، اعرف بانهما المسيح وبيعته لان كليهما واحد،
61 كُشف الغطاء الذي على وجه موسى لياتِ كل واحد ويرَ الجمال الذي لا يُشبع منه،
62 اتضح علنا السرّ العظيم الخفي، فليفرح العرس بالختن والعروس: كم انهما جميلان،
63 اعطاها نفسه وصار من بنت الفقراء، وجعلها منه، وها انها مختلطة فيه وتفرح معه،
64 نزل الى العمق واصعد بنت السفليين الى العلى، انهما واحد: وحيث هو ها انها معه،
65 بولس العظيم لجة مصف الرسل العظيم فسّر السرَّ وها انه يوصف بوضوح،
66 واعتلن جليا جمالها العظيم الذي كان مستترا، وهوذا الشعوب والعوالم ينظرون اليها: كم انها مستنيرة،؟
67 خطيبها ادخل بنتَ النهار الى البطن الجديد، فحبلت بها وولدتها مياه المعموذية المختبرة،
68 كان حالاّ في الماء ودعاها فنزلت ولبست وصعدت، واخذته وتحققت كلمة موسى بان كليهما واحد،
69 انه نكاح القداسة الطاهر من الماء: العروس والختن واحد، بروح واحد في المعموذية،
70 ليست النساء مختلطات هكذا مع رجالهن، كما هي البيعة مختلطة مع ابن الله.
ربنا ختن مات لاجل عروسه ولم يفصل الموت بينهما
71 اي ختن مات لاجل العروس ما عدا ربنا،؟ واية عروس طلبت القتيل ليصير رجلها،؟
72 من القى دمه كمهر منذ الازل ما عدا الصليب الذي ختم العرس بضرباته،؟
73 من شاهد جثة ملقاة في الوليمة، وتحتضنها العروس وتقف لتتعزى بها،؟
74 في اي عرس صارت وليمة، وبدل الخبز كسروا للمدعويين جسد الختن الا هنا،؟
75 نساء الرجال مفصولات عن ازواجهن بالموت، وهذه العروس اختلطت مع حبيبها بالموت،
76 مات على الصليب واعطى جسده للمجيدة، وها انها تاكله وتتناوله كل يوم من مائدته،
77 ثلم لها جنبه، ومزج كاسه بدمه الغافر واعطاها لتشرب وتنسى اصنامها الكثيرة،
78 مسحته بالمسحة، ولبسته بالماء، واكلته بالخبز، وشربته بالخمر ليشعر العالم بان كليهما واحد،
79 مات على الصليب ولا تغيره لتصير لآخر، انها تحب موته لانها تعرف بان الحياة صارت لها منه،
80 الرجل وزوجته صارا علة وصورة ونمطا وقد رسما هذا السرّ الذي يشبه افعاله،
81 بسببها وصف موسى السرّ العظيم، وقد اخفاه وحافظ عليه تحت البرقع لئلا يعتلن،
82 الرسول العظيم كشف عن جماله وابانه للعالم، فاتضحت وثبتت كلمة موسى: كلاهما واحد.
الحمل الفصحي رمز للمسيح (خروج 12)
83 موسى وصف ابن الله في كل الاشكال، وبما انه مغطى فلم يعرف احد ماذا كان يقول،
84 صوّره بالحمل وادخله وحبسه ليصير نمطا لابن الله الذي حبسه الشعب في المحكمة العظمى،
85 نحر الحمل ورش دمه على ابوابهم لئلا يدخل ملاك الموت على ابكارهم،
86 صبغ حزمة الزوفا بدمه ورش على الابواب، ولم يعرف احد ماذا كان يفعل الا هو،
87 لما كان يصور رش على ارتفاع الباب وعلى العتبات من هنا ومن هناك وفوق واسفل،
88 الصليب على الابواب يمنع الموت لئلا يدخل، وقد اخفى السرّ عن الشعب لئلا يشعر به،
89 هذا واضح: لو لمس هذا الامر الاعمى لعرفه، لم يكن بوسع الحمل ان يمنع الموت بدمه،
90 لو لم ير هناك صورة ابن الله، لما كان يجتاز قاتل الابكار عن ابوابهم،
91 كان يوصف دم المسيح بدم الحمل، وكان يُفسر السرّ العظيم بحجة صغرى.
الحارس للفم
92 بدم الحمل الذي رشه موسى على الابواب علّمك ان تسكب كل يوم دم الابن على شفتيك،
93 الفم هو باب البشر وهو يُخرِج الاصوات والكلمات والمجد والاهانة باشكالها،
94 كان قد سأل داؤد ان يقوم عليه حارس، مَن يحرس مَن يطلب منه ما عدا الصليب،؟
95 تضرع داؤد (قائلا): اقم يا رب حارسا على فمي، الصليب حارس الباب من الشيطان،
96 قام الصليب على ابواب بني الشعب وحرسهم من ذلك الذي يقتل ابكار الارض،
97 انت ايضا الآن خذ دم ابن الله وباصابعك صوّر الصليب على شفتيك،
98 اجعل حارسا لفمك واتكل على الصادق، وكلما يراه المهلك لا يقترب منك،
99 لما قام سرّه على الابواب وحرسهم، كم بالحري شخص السرّ يقدر ان يحرس من يطلب منه،؟
100 خذ من كأس اللاهوت الدم بشفتيك، وسيكون لك حارس الباب لانه صادق جدا،
101 كانت ابواب الشعب تُختم بدم الحمل، فاختم بابك بدم جنب ابن الله،
102 اصبغ لسانك وشفتيك وفكرك بدم ربك، وسيحرسك من الشرور،
103 اطلب كل يوم حارسا لفمك ولشفتيك، واستاجره بالدموع وسيحفظك ولا ينام،
104 هوذا دم القتيل مسكوب ومرشوش على افواههم، واليه نظر موسى وعمل له صورة بدم الحمل.
موسى فلق البحر الاحمر بعصاه التي ترمز الى الصليب (خروج 14)
105 قرأ المعلمون في اسفار موسى وافعاله، ولم يدرك احد هذه الاسرار ليفسرها،
106 كان يحفظها تحت البرقع عن المشاهدين لئلا تُعرف الى حين اشراق الوحيد،
107 ضرب بالعصا وشق البحر للشعب العظيم، وصوّر الصليب بذلك العبور المليء عجبا،
108 من يقدر ان يقسم البحر بالعصا، ما عدا موسى الذي حمل سرّ ابن الله،؟
109 ثلم البحر وبرهن كيف يثلم ابن الله ابواب الشيول، وصار جسرا للموتى وعاشوا،
110 عبر العبرانيون وصُورت صورة للعبور العظيم، لان الابن يجذب ويعبّر الناسَ عند والده،
111 غرق المصريون وصاروا نمطا للابالسة الدنسين لما غرّقهم ابن الله في اللجة،
112 صوّر فرعونَ الذي كان يتجبر كلوياثان، وجعله شبها للعدو الذي رضّه بصليبه،
113 صعد من البحر وقاد القطيع الذي مات ذئبه ورسم الراعي الذي جلب قطيعه من السالبين.
تسبيح موسى رمز لتسبيح البيعة
114 حينئذ سبّح موسى وصوّر عروس النور التي تزمر التسبيح لما نجت من المطاردين،
115 رتل جمع الشابات بدفوفهن وصورت صورة للجماعات ولتراتيلهن،
116 بلغ الى مارّة ومنعه السرّ لئلا يشرب المياه السيئة قبل ان تصلح بالصلب،
117 ابان له الرب خشبا والقاه في المياه السيئة، وصارت صالحة لتصير مثالا لابن الله،
118 الصليب حلّى البشر الذين كانوا مرّين، وصار لهم خميرا واختلط معهم واصلحهم.
عجائب موسى مجترحها الحقيقي هو المسيح
119 في كل المراحل وفي كل الاميال التي اجتاز فيها موسى صوّر صورة لابن الله في كل دربه،
120 بالنخلات السبعين وبالعيون الاثنتي عشرة صفّ عدد الرسل والتلاميذ،
121 القى للجماعة خبزا جليلا من الضباب، وسبق وابان بان طعام الحياة ينزل للعالم،
122 ثلم الحجر واعطى سيول الانهار، وصوّر المسيحَ الذي اجرى الماء للعالم كله،
123 ذاك الحجر هو المسيح كما هو مكتوب، وبه وبسرّه عاش العبرانيون ولم يعرفوا،
124 هو الحجر الذي قُطع بغير ايادٍ، والحجر الذي اعطى الماء للشعب العطشان،
125 والحجر الذي رذله البناؤون ولم يقبلوه، والحجر الذي سحق اصنام الارض الكثيرة،
126 موسى تكلم مع الصوان واعطاه الماء، ومثّل بالحجر الحجر-المسيح الذي اتى الى الارض،
127 اقام صورة لمجيئه بحية النحاس التي صنع، وبها كان يشفي بني شعبه،
128 اليها نظر جميع الذين لُدغوا من قبل الثعابين وكانت تشفيهم من لسعات الحيات،
129 صنع حية ووضعها على مرتفع في المعسكر، والملدوغ كان ينظر ليها ويُشفى،
130 صوّر الجلجلة وبها صور صليب ابن الله، وبرهن كيف يشفي جسده الاجساد التي طُعنت،
131 كل من لُدغ من قبل الثعبان الذي قتل آدمَ لينظر الى الصليب فيشفيه بدون ادوية،
132 من كان يعرف ماذا كان يصنع موسى حينذاك في نبؤته المخفية عن المشاهدين،؟
133 صوّر الابنَ بذبائحه السلامية، وبقرابينه، وبالذبائح، وبالمحرقات الكاملة التي قربها،
134 بالعصفورين اللذين ذبح الواحد، واطار الآخر، وبالعِجلة التي كانت تُذبح للتطهير،
135 وبالثيران، والاغنام، واليمام، وافراخ الحمام، وبخبز الوجوه الذي لم يكن ينفذ من المائدة،
136 وبلباس الكاهن، وبالزنار الذي كان يشده عليه، وبالاكليل المقدس، والبدلة والاحجار الكريمة،
137 وبالسراويل، واجراس الذهب المحيطة بها، وبالنار، والبخور، وبمبخرة الكاهن التي يقربها،
138 وبالاحجار الكاملة واللماعة التي كانت تُرى على اكتاف رئيس الاحبار في قدس الاقداس،
139 وبمسحة الكاهن الاعظم لما يقدس، يصبغون بالدم يده ورجله وشحمة اذنه.
موسى الثغ ذكر الاسرار ولم يفسرها الى ان اطلق ربنا لسانه
140 في كل الذبائح المتنوعة التي كان يقربها موسى بالسرّ ليطهر العبرانيين بالدم،
141 كان يرش الدم على اثم بني شعبه حتى يشعر العالم بان ربه يطهر الارض بدمه،
142 تكلم باسرار ولم يتكلم عن تفسيرها لان الرجل كان الثغ ولم يقدر ان يفسر،
143 ولهذا حُفظ له ذاك الخرس، ليُحفظ بواسطته كل كلامه من التفسير،
144 ربنا اتى واطلق لسان موسى الاخرس، وهوذا كل كلماته تُسمع بوضوح،
145 أُخذ ذاك الخرس عن لسانه، وهوذا كل كلماته واضحة كالنهار،
146 الى وقت ربنا كان الكلام مشلولا عن التفسير، وكل المواضيع التي بحثها كانت غامضة،
147 كان اخرس ومغطى ليستتر السرّ الخفي بكلا الامرين لان وقته لم يحن لكي يوصف.
رؤيا موسى للآب رمز التجسد (خروج 33/12-23)
148 موسى توسل ليرى الآب لانه احس بان ابنه سيخرج جليا الى العالم،
149 والآب اراه خلف وجهه وهو يعلمه بان ابنه سيظهر في قياسات انسانية،
150 الكائن صنع له مقدمة ومؤخرة ليعرف موسى بان الارض سترى وحيده في الاعضاء،
151 الخلف للآب، وبعد زمن الجسم للابن حتى يتاكد العالم بان هذا الولد هو لذلك الوالد.
المسيح يحل في النبؤة ويتكلم في فمها
152 نظر اليه موسى واستنار جلد وجهه، لان الابن-الشعاع حلّ في شخص النبؤة،
153 ولهذا لزم ذاك البرقع ليتغطى به ابن الله عن المشاهدين،
154 هو كان يتكلم في فم موسى لما كان يتحدث، لانه الكلمة الذي اعطى كل الكلمات للنبؤة،
155 بدونه لا توجد الكلمة ولا الوحي في الانبياء لانه كنز النبؤة،
156 ضياء الآب حل هناك على وجه ذلك اللاوي، ولم يكن الشعب مستحقا ليراه،
157 وببرقع مليء اسرارا كان يختبيء عن العبرانيين مبغضي اسرار النبؤة،
158 النبؤة حملت الابنَ على وجهها، وكانت تتغطى عن الثوار من باب الحشمة،
159 لما اتى الصليب خطيب النبؤة كشف عن وجهها، وهوذا صوتها عال في الجماعات،
160 ابن البتول رفع البرقع عن العبرانيين، وها انه جلي وقائم ونيّر وبسيط حتى يوصف،
161 جاء الآسي ليطلق لسان الخرس، فتعافت كلمة موسى التي كانت مشلولة،
162 هوذا الاخرس طليق كما تنبأ اشعيا، وكلمته عالية وكل واحد يعرف ما يقوله،
163 لسانه طليق والغطاء مكشوف عن وجهه، والسرّ الذي كان مستترا تحت البرقع بارز،
164 كل كلمات النبؤة كانت مخطوبات ومغطات بالبرقع عن المشاهدين،
165 اتى الختن وكشف عن وجوهها وانارها، فلن يلزم بعدُ ذاك الغطاء للمخطوبات،
166 حلّ العرس ودخلت العروس الى الخدر، فلن يلزم الستار بعدُ بينها وبين العريس.
البيعة - الخطيبة، حواء - المعموذية
167 هوذا جنب الختن مثلوم وخرجت منه العروس، وكملت الصورة المرسومة لحواء وآدم،
168 منذ البداية عرف ورسم آل آدم على شبه صورة وحيده،
169 نام على الصليب كما نام آدم في السبات، وثلموا جنبه وخرجت منه بنت النيّر،
170 الماء والدم لصورة الاجنة الالهيين، ليصيروا ورثة للآب الذي احب ابنه،
171 حواء هي امّ كل حيّ في النبؤة، من هي امّ الاحياء الا المعموذية،؟
172 امراة آدم تلد الموتى الجسديين، وهذه البتول تلد احياء وروحيين،
173 جنب آدم انجب امرأة تلد الموتى، (وجنب) ربنا (ولدت) البيعة التي تنجب اللامائتين،
174 بالصلب كمّل الصورَ التي كانت مرسومة، والسرّ الخفي ابان نفسه لانه كان مستترا،
175 صلبوه على اكمة لينظر اليه شعوب الارض ويُشفوا به من لدغات الابالسة الدنسين،
176 وضعوه في العلى كتلك الحية التي رفعها موسى، وفُسر سرّ الحية الذي كان مخفيا.
سقوط ايريحا وسقوط الشيول
177 ملكُنا صرخ بصوت في الشيول العالية الاسوار، وخافت وسقطت كاريحا قدام العبرانيين،
178 عرف العالم لماذا ادخلهم يشوعُ ليرثوا ارض العاموريين وليس موسى،
179 اسم يشوع ثلم الاسوارَ وصار مثلا لصوت يسوع الذي اسقط الشيول لما صرخ بها،
180 كل هذه الامور المغطاة كشفها بصلبه، واستنارت الارض التي كانت مظلمة.
الابن فرح قلب النبؤة والبتولية
181 الولد الخفي الذي لم يفضّ البتولية بولادته، ازاح برقع النبؤة بصلبه،
182 انه فرح القلب للنبؤة وللبتولية، فكلتاهما استنارتا بميلاده وبصلبه،
183 حافظ على كرامة البتولية لئلا تنفضح، وكشف عن وجه النبؤة لئلا تتغطى،
184 ولان لادته لم تمزق برقع البتولية، فقد مزق بصليبه غطاء النبؤة.
الابن ينزع برقع موسى ويصون بتولية ومريم
185 حافظ على حالة الشباب في درجة البتولية، وعن الشيخوخة خفف الثقل الذي تحمله،
186 مريم الشابة قامت وثبتت في بتوليتها، وموسى الشيخ القى عنه غطاءه الثقيل،
187 ابتهجت البتول لانه حافظ على بتوليتها، وفرح النبي لانه ازاح عنه ذلك الغطاء،
188 ترك جمال البتولية مصونا كما هو، وكشف عن جمال النبؤة الذي كان مغطى،
189 يرتقص موسى لانه كشف عن جماله الخفي، وتبتهج مريم لان بتوليتها لم تُفض،
190 الشابة والعجوز مكثا في جمال شخصيهما بواسطة ابن الله جمال جميع الجميلين،
191 النبي العظيم حمله في وجهه تحت البرقع، ومريم حملته داخل ابواب البتولية،
192 وبميلاده ترك العلامات باختامها، وبصلبه عرّى الانبياء عن براقعهم،
193 كشف عن كلماتهم واستنارت الارض بايحاءاتهم، واشرقت اسرارهم وهوذا كل واحد يحمل تفاسيرهم.
العبراني يغطي نفسه بالبرقع الى يومنا
194 العبراني الذي يقرأ (العهد) القديم في السبوت، لم يشعر بعدُ بان ذلك البرقع قد رُفع،
195 الى الآن ذاك البرقع موجود على وجهه، وجمال النبؤة هو مستور عنه،
196 يقرأ في موسى، وموسى مغطى عن العبرانيين، وبدون الصليب ذاك الغطاء لا يُكشف،
197 كلما ابغض الابنَ الذي صلبه على الجلجلة كان اعمى عن الواجب تحت برقع موسى،
198 وقلبه مظلم بظِل ذلك الغطاء، ويتلمّس الاسرار وتفاسيرها كما لو كان اثناء الليل،
199 وبما ان قلبه ليس مستنيرا بشمس البرارة، فانه لا يفهم بان يقرأ الانبياء بوضوح،
200 لا يُبصر صورة الابن الموجودة في الكتب لانه مغطى عنه بالبرقع ولا يراه،
201 يقتل الحمل ويظن الشقي بان الحمل خلصه من المصريين لانه مغطى بذلك الغطاء،
202 يصور بوضوح صليب الدم على ابوابه، وهو مغطى ليرى مَن هو الذي يصوره،
203 يحرق العِجلة لتصير لتطهير الشعب، ولا ينظر اليها لان كل لونها لون الصلب.
اليهودي لا يقبل المسيح - الشمس الذي ازال الناموس - المصباح
204 ايها اليهودي خذ البرقع من تفكيرك، وانظر الى موسى المصوَّر المسيح على وجهه،
205 انت اغمضت بارادتك عينَي نفسك، فلا تقدر ان ترى الجمال روحيا،
206 بالنسبة البك انه الليل ولم تشعر بان الشمس قد صعد من الجلجلة ومنه استنارت كل البرية،
207 كل الارض كانت كالليل الى (عهد) الصليب، والناموس كالمصباح في الظلمة،
208 كانت الارض تطالب بنور ذلك الناموس كما تطالب العين بالسراج في الظلام،
209 اثناء النهار لا ينفع العينَ السراجُ ولا المصباح نظرا لوجود شمس يستنير منها الكل،
210 العبراني يشبه رجلا بابه مغلق ووضع السراج وصعدت الشمس ولم يشعر بها،
211 لم يفتح بابه ليرى البرية المليئة نورا حتى يستنير بالشمس مع الكثيرين بدون سراج،
212 كوّات نفسه مغلقة عن الفهم، ولهذا فانه يطلب السراج الصغير اثناء النهار،
213 ايها اليهودي، اشرقت الشمس على الآكام وامتلأت منها الارض والبحر والعالم والهواء،
214 افتح بابك وخذ النور من النهار، وارفع السراج الذي لا ينفع الا اثناء الليل،
215 لماذ جُعلت اضحوكة في العالم المليء نورا، وانت بعيد عن النهار بينما هو معك،؟
216 انتهى وقت السرج والمصابيح لان اشراق الشمس ازالها واخفاها ورفعها،
217 ربُّ موسى اتى الى العالم جسديا، وهو يتكلم مع العالم عن اخباره بدل موسى،
218 لما كان الليل وضع الانبياء السراج على الارض ليبينوا الدرب للعالم لياتي الى النهار،
219 ولما اتى شمس البرارة العظيم اقالهم عن الخدمة التي ليست خدمتهم،
220 لقد اتقنهم لليل وليس للنهار، وبما ان الليل قد انقضى فقد اكرمهم في منازلهم،
221 الشمس العزيزة الاشراق تنفع للنهار لانها تطرد كل الظلمة من الجهات،
222 استغنِ اذاً عن خدمة موسى، لان ابن الله اخذ المئزر ليخدم،
223 ايها العبراني ارفع سراجك الذي كان ينيرك، هوذا النهار منتشر على الجبال باشراقه العظيم،
224 الارض كلها مليئة بنور الشمس العظيم، فافتح له ابوابك وسينيرك ويبهجك،
225 لقد رُفع برقع موسى عنه، فانظر اليه وشاهده جليا وهو قائم كالنيّر،
226 الرجل يصور ابنَ الله بافعاله، فلماذا لا ترى الجمال الجلي كالنهار،؟
227 خذ من قلبك ذلك الغطاء الملقى عليه، وها انك سترى جمال النبؤة السامي،
228 افهم لماذا لزم ذاك البرقع: لقد اخذه موسى حتى يخفي الاسرار في حضنه،
229 ومن يعرف بان النبؤة هي مغطاة، سيعرف ايضا بانها قد كُشفت بابن الله.
الخاتمة
230 انه سرّ خفي اعلن نفسه للعالم بالجسد، مبارك من اتى وكشف الانبياء الذين كانوا مغطين.
كمل
|
|
|
|