الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر التاسع والثمانون

 

 
ربي، انِر فكري بتعليمك للتسبيح باصوات بسيطة مليئة بعجب جبروتك، استنير بكلمتك لانك النور غير المحدود، بك اتكلم لان جميع الناطقين يغتنون بك، يبسط لساني اصواته نحوك بالتراتيل لانه بك يليق ان يصعد التسبيح بصوت عال.

من يقدر ان يقبض النار، ويحبس الريح، او يصف خبرك العظيم بمعرفته،؟ منذ عهد ربنا، ظهر ملافنة عديدون للعالم، وجميعهم وصفوه لكنهم لم يحددوه او يُحدد، تكلموا عنه كثيرا وكأنه لم يوصف ابدا، حكماء عديدون بحثوا خبره باسئلتهم، ولم يحدده احد فلو حدده لكان يتلاشى خبره، قوالون عديدون تكلموا عنه وزالوا مع ازمنتهم، وميمره قائم لتتحدث عنه الازمنة القادمة.

البيعة تحتوي كل التعاليم: جميع الملافنة يفرغون تراجمهم في البيعة، وتحتويها كلها وهي اصغر من ان تحددها، انها جنة الملك ومهما كثرت الانهار تشربها كلها لانها ارض صالحة ومباركة، مهما كثرت الانهار فالسيل واحد، ولا احد يجد في الانهار ماء مختلفا عن ماء، هكذا هم الملافنة والقوالون الذين نالوا الموهبة من النعمة بحصص، قلل لهذا، وكثّر لذلك لما يعطيه، غير ان تعليم جميعهم واحد على كثرتهم، في كل الافواه تسبيح واحد لرب التسابيح، وفي كل الاصوات شكر واحد للغني الواحد.

لا يخصص لتفسير عنوان هذا الميمر: فلسي الارملة، سوى بضعة اسطر. فحوى تفكيره هو ان الله ينظر الى محبة الانسان لا الى كمية نذره فقط كما كان يفعل الكهنة اليهود. الله لا ينظر الى الظواهر مثل البشر انه فاحص القلب والكلى.

المخطوطة: اوكسفورد 135 ورقة 187

لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. الميمر قطعة جدالية غايته هي ان يبرهن على لاهوت المسيح وناسوته. الابن مثل ابيه قابل الصلوات وبدونه لم يكن شيء مما كان. الميمر صرخة ظافرة بعد مجيء ساويرا وشرحه لمرسوم الاتحاد (سنة 513م) الذي يُعدّ انتصارا للمونوفيسية. به يدحض الهرطقات الاخرى كالاريانية وغيرها التي كانت تعصف في منطقة الرها. البيعة تقبل كل النظريات شرط ان يخرج من افواه الجميع تسبيح واحد وشكر واحد للرب. تذكرنا هذه العبارة برسالة يعقوب الى اسقفه بولس الرهاوي يوم دعاه الى معاملة الديوفيسيتيين الزؤان بلطف وقلبهم بالموعظة الحسنة الى حنطة المونوفيسية (رسالة 32). يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى ما بعد سنة 513م.

الدراسات:

الميمر التاسع والثلاثون، على الارملة المسكينة التي القت الفلسين في الخزانة، قبطي، 430-437

على الارملة ذات الفلسَين (مرقس 12/41-44، لوقا 21/1-4)

المقدمة
1 ربي، انِر فكري بتعليمك للتسبيح باصوات بسيطة مليئة بعجب جبروتك،
2 استنير بكلمتك لانك النور غير المحدود، بك اتكلم لان جميع الناطقين يغتنون بك،
3 يبسط لساني اصواته نحوك بالتراتيل لانه بك يليق ان يصعد التسبيح بصوت عال،
4 يا ابن الله من يفهم غنى اسرارك،؟ ان كل العوالم هي اصغر من تسبيحك،
5 تسبيحك اعظم من الشفاه الناطقة، وخبرك اكثر عجبا من الافكار الروحية.

من يقدر ان يستوعب الطبيعة؟ (اشعيا 40/12)
6 من يقدر ان يقبض النار، ويحبس الريح، او يصف خبرك العظيم بمعرفته،؟
7 من يقدر ان يقيس البحر، او يجس العمق، ويقيس الاعالي، ويفحص اللجج ويحصي الامواج،؟
8 من يقدر ان يحسب حبات الرمل، او ان يحدد عدد قطرات المطر،؟
9 من له القوة ليزن كل جبال الارض، او يحبس ويلقي الآكام في الميزان،؟
10 من يغلب البرقَ بالركض، والرعد بالصوت، والمجرة كي لا تسير وتتغير،؟
11 من هو سريع ليخطو في الهواء، مع النيرات ويدرك مسيرة تغييراتها ومسيراتها،؟
12 من يسهل عليه ان يمسك النار باصابعه، او يقلب اشعة الشمس بلمسه،؟
13 من يقول كم ترتفع السماء عنا، وكم هو محيط البحور وولاياتها،؟
14 من يحبس عجلة الشمس في بؤبؤ العين، ويجمع في كفيه اشراق الجهات والاقاصي،؟
15 من يمنع الايام والليالي لئلا تدور على ازمنتها وتخومها.؟

لا احد يقدر ان يصف الابنَ غير المحدود
16 من يقدر ان يصف ميامر الابن او يحدد تعليم الوحيد،؟
17 من تحدث عنه،؟ او مِن قبل مَن يمكن ان يوصف،؟ وبمن حُدد،؟ او من يقدر ان يتحدد به،؟
18 من صوّر خبره وادخله وحبسه في قصة وبدأ وانهى وقطع خبره لئلا يوصف،؟
19 منذ عهد ربنا، ظهر ملافنة عديدون للعالم، وجميعهم وصفوه لكن لم يحددوه او يُحدد،
20 تكلموا عنه كثيرا وكأنه لم يوصف ابدا، وها انه يوصف كما لو بدأ الآن (وصفه)،
21 حكماء عديدون بحثوا خبره باسئلتهم، ولم يحدده احد فلو حدده لكان يتلاشى خبره،
22 قوالون عديدون تكلموا عنه وزالوا مع ازمنتهم، وميمره قائم لتتحدث عنه الازمنة القادمة،
23 تذهب اجيال وتاتي اجيال والخبر هو هو، وكل من يبدأ لا يجد النهاية،
24 يوم الى يوم يذيع ميمر ابن الله المنظومة فيه كل البدايات بدون نهاية،
25 برز حكيم وشرع يتكلم مطولا، وكلما وصفه يظل ميمر الابن بدون نهاية،
26 قام ملفان واشرقت كلمته على السامعين، وعلّم وترجم وخبره يظل كما هو،
27 تشرق الشمس وتغرب الشمس على الفكر، وتسير كل يوم مع الكثيرين بدون نهاية،
28 كل الوديان والانهار تصب في البحر، والبحر واسع كل يوم ولا يخضع للفيضان.

البيعة تحتوي كل النظريات وجميع الملافنة
29 جميع الملافنة يفرغون تراجمهم في البيعة، وتحتويها كلها وهي اضعف من ان تحددها،
30 انها جنة الملك ومهما كثرت الانهار تشربها كلها لانها ارض صالحة ومباركة،
31 مهما كثرت الانهار فالسيل واحد، ولا احد يجد في الانهار ماء مختلفا عن ماء،
32 يوجد نهر سيله اغزر من (سيل) رفيقه، ويوجد (سيل) اضحل لكن رطوبة الماء هي واحدة،
33 النهر غزير كلما اعطته اللجة امواجا، ولو تدفق عليه ينبوع كبير اعطاه الغزارة،
34 ليس من العدل لومُ النبع القليل (السيل) لان من يوزع الانهار جعله هكذا،
35 سواء كان الينبوع كبيرا او صغيرا فاللجة واحدة وعلى كثرتها كلها تصب في بحر واحد،
36 الاردن لا يلام من قبل الفرات الاكبر منه، وجيحون لا يعيب على شيلوحا بسبب صغره،
37 آمر الكل الذي ارسل الينابيع في الوديان هو مسلط ليكثّرها ويقلّلها كما يشاء،
38 هكذا هم الملافنة والقوالون الذين نالوا الموهبة من النعمة بحصص،
39 قلل لهذا، وكثّر لذلك لما يعطيه، غير ان تعليم جميعهم واحد على كثرتهم،
40 في كل الافواه تسبيح واحد لرب التسابيح، وفي كل الاصوات شكر واحد للغني الواحد،
41 هوذا الميمر العظيم يكمل على كل الالسنة، ومن كل الاقاصي ترتيل واحد بصوت عال،
42 ليلقِ كل واحد فضته على المائدة حسب امكانيته، وليفعل هكذا بقدر ما له المياه للارواء.

فلسا الارملة
43 فلسان كان قد وُهبا من قبل الارملة، ولم تُطالب بزيادة اي شيء لانها كانت معوزة،
44 ما كان لها اعطته كله باسفرار الوجه، وكان قد قُبل في بيت الله كانه كثير،
45 محبتها اكبر من قربانها في بيت المغفرة، وحبها اجمل من كل المحرقات السلامية،
46 ذبيحة الطوباوية فقيرة لكن محبتها غنية: خصصت نذرا اغنى واكثر محبة من (غنى) الاغنياء،
47 كانت ارملة وكان يعوزها المقتنى، في افكارها كانت اغنى من الكثيرين،
48 لو لم تكن متميزة ومؤمنة، لكان يثقل عليها ان تاتي بفلسَين الى الخزينة،
49 لما القى الاغنياء في بيت القربان الذهب والفضة المختارة والثياب الجديدة وكل الخزائن،
50 والثيران المسمنة والاغنام والعجول والمحرقات السلامية، دخلت هذه بين هولاء لتلقي،
51 رات بيتها وجسّت خزينتها وفحصت كيسها، فوجدت بانها تملك فلسَين ولا شيء آخر.

كهنة الشعب ينظرون الى الذهب ويسوع ينظر الى المحبة
52 كهنة الشعب يقبلون نذورا من كثيرين، ورب الكهنة يجلس بسيطا ولا يشعرون به،
53 الاحبار الثعبان كانوا يهتمون بالذبائح، وربنا يريد ان يجد المحبة في النفوس،
54 هولاء فرحون بنذور جميع الاغنياء، والوحيد مختلط خفية مع الفقراء،
55 المراؤون يكرمون من ياتي بالذهب، وابن الله يفرح بمن فيه المحبة،
56 هولاء يمدحون من ياتي بالفضة المنتخبة، ويسوع يحب من فيه القلب النقي،
57 كان ابن الله جالسا تجاه الخزينة وكان اليهود ياتون بالنذور والقرابين.

يسوع يمدح الارملة الطوباوية لانه نظر الى قلبها وافكارها
58 يفرح الكهنة بقرابينهم وبنذورهم، وهو كان ينظر الى القلوب وافكارها،
59 نظر الى الارملة والى افكار ايمانها وفحصها، فوجد بانه لم يقدم احد كقربانها،
60 وجد بان نفسها نقية وطاهرة ومليئة نورا، ومحبتها محبوبة وصحبتها جيدة ونذرها قليل،
61 سمع صلاتها وهي توشوشها خفية لابيه حتى يقبل قربان ايمانها،
62 دخل ومسّ قلبها وفرح بعقلها وبافكارها لانها وحدها خصصت نذرها بمحبة نقية،
63 وجد بان لا احد ادخل مثلها ذبائح سلامية، ونذرها وحده جميل في بيت القربان،

64 وجد بان كل من له ذهب اتى بقليل منه، اما هي فحملته كله لتقربه بمحبة،
65 كان في بيتها فلسان واعطتهما، فدخلا كقربان عظيم عند الله،
66 فرح الآب بتمييز الطوباوية ومجّد (قربانها) قدام اليهود ليحتقرهم،
67 وباصبعه ابان الطوباويةَ للكهنة الذين احتقروها ووبخهم لانهم رذلوها ورذلوا قربانها،
68 قال لهم: انظروا الى الارملة الحقير قربانها، والى الاغنياء الذين اتوا بنذور الى بيت المغفرة،
69 هولاء اتوا بفضلة مقتنياتهم، وهذه المحتاجة اعطت كل ما تقتنيه،
70 هذه فقط ادخلت بالايمان ذبيحة مليئة محبة ومعروفة ومحبوبة بين القرابين،
71 هذه فقط عرفت ان تميز تمييزا نذرا كاملا لبيت المغفرة بقلب نقي،
72 هذه فقط وجهها مسفر، وقلبها نقي لان تمييزها ليس قليلا كنذرها في مجال الايمان،
73 هذه فقط قرّبت نذرا احسن من يعقوب، لانها لم تخصص عشور مقتناها لتاتي بها،
74 اعطته كله ولم تعشّره ثم ادخلته لانها لم تترك لها من مقتناها شيئا،
75 الطوباوية احبت الرب اكثر من نفسها وخصصت نذرا كل ما تقتنيه لبيت المغفرة،
76 لم تحمل الباكورة وتاتي بها مثل الاغنياء الذين يعطون شيئا قليلا من كثير بدون تمييز،
77 هذه الآن لم تعط الباكورة للرب مثل الاغنياء لكن كل ما كان في بيتها بدون شفقة،
78 ولهذا فانها افضل من كل احد لانها خصصت نذرا بقلب قريب من الله.

المسيح يوبخ الشعب اليهودي
79 وبخ المسيحُ كل الشعب بتلك الارملة لانه صار شاهدا على تمييزها،
80 واذ كانت في نفسها محبة لله، كانت توجد في نفسها هذه الامور حتى تقربها،
81 ولم تنقّص بل اعطت كل ما تقتنيه ولم تترك لها شيئا من مقتناها،
82 قُرّب نذر بسيط من قبل الارملة الى بيت القربان لرب الاقداس بفكر عظيم،
83 وعرفت ان تعرف بان العلي لا يحتاج الى القرابين لكنه يفتش عن فرصة ليثري الناس،
84 كانت تفكر بانه لو اراد لصنع تراب الارض ذهبا ومياه البحار لآليء،
85 قالت في نفسها: انه لا يطلب الذهب ولا يحتاج اليه لكن ليخلط الناس معه بقرابينهم،
86 له الذهب وله الفضة كما هو مكتوب، وياخذ النذور من المتميزين ليس لكونه محتاجا،
87 يدعو الناس لياتوا عنده بحجج مختلفة حتى يخلطهم بعظمته.

نذر يعقوب العشور للرب
88 يقبل بواكير وعشور الناس، لانه يريد ان يستدين ويكثّر التسديد مثل غني،
89 لما نذر يعقوب نذر له الواحد من العشرة، وهذه العشرة هي كلها مُلكه،
90 ليس يعقوب الذي نذر لله الواحد من العشرة، انما الله اعطى له العشرة واخذ واحدا،
91 هو يعطي ومن موهبته يُردّ له، لانه لا يحتاج ان ياخذ لكن ليعطي بكثرة.

الابن مساو لابيه ويقبل القرابين مثله
92 لا يهان بقربان كثير او قليل لان من يقرّب لا يسد حاجة الرب،
93 لو كان محتاجا لكان ينتفع بالكثير، وبما انه ثري فلا يفيده ما هو قليل،
94 اذهبُ عنده واقرب له ما املكه، ولن يرذل قرباني لكونه قليلا لانه غير محتاج،
95 ثارت هذه المشاعر في الارملة خفية، واخذت وجلبت الى الخزينة فلسَين،
96 ربنا رب الكنز راى بان نذر المؤمنة قليل، ونفسها عظيمة في الايمان،
97 كان يجمل به وهو جالس امام الخزينة ويقبل كل القرابين مع والده،
98 انه لقول عجيب لان العلي نزل من بيت ابيه، واتى الى العالم ليراه كل واحد في الجسد،
99 انحدر الجبار واتى الى العالم مثل ضعيف، وكان جبروته خفيا في تواضعه،
100 نزل الله وجلس بين جموع الناس، ومعهم شاهد بانهم ياتون بقرابينهم لابيه،
101 ابن الله برهن بانه مساو لوالده وهو راءٍ خفي مثل مرسله،
102 ابان بانه فاحص القلب والكلى وينظر الى الافكار كما لو كان الى وجوه الناس،
103 ها انه منذ الازل يقبل الذبائح مع والده، وينظر الى كل القرابين: اي منها هو الاحسن،؟
104 لو كانت ذبيحة ذلك المقرب كبيرة ومحبته قليلة، (كانت) كلها مرذولة من قبل تلك المعرفة التي تختار الذبيحة،
105 لو يقدم الذبائح ذاك المقرّب حسب العادة، فقربانه ناقص وبغيض حتى لو كان عظيما،
106 ولو اتى تمييز النفس بنذر ما فهو محبوب جدا حتى وإن كان قليلا جدا،
107 تلك الارملة كان قلبها طاهرا وصافيا وبسيطا، ولهذا جملت اكثر من كثيرين بالنذر القليل.

الابن يقبل الصلوات مع والده
108 ابن الله كان يعرفها ولهذا مجّدها، نظر الى فكرها ولما حسنت لديه كرر مدحَها،
109 مثل العارف تكلم عن الخبر بوضوح لان الالغاز والخفايا ظاهرة قدامه،
110 ابوه يقبل الذبائح والمحرقات السلامية بواسطته، وبدونه لا تُقرب الصلاة للآب،
111 بواسطته تدخل كل الطلبات عند والده، وبواسطته تصدر كل الردود لسائليها،
112 هو يُدخل عطر الذبائح الى بيت المغفرة لانه الحبر الاعظم وغافر لكل العالم،
113 الصلاة الخفية التي تتحرك في القلب يسمعها، ولو حدث تفكير مذموم يفحصه.

الابن يقبل قرابين العادلين مع والده
114 هو قبل النذور المختارة التي جلبها هابيل، وهو رذل قربان قائين الدنس،
115 به صُور شيت لان شبه الابن كان مصورا عليه، وبه تحكّم آنوش الذي حسن للرب بالمحرقة،
116 اخنوخ الحسن به انتقل الى الفردوس: ان اباه لا يصنع شيئا بدونه،
117 قربان نوح به قُرب لوالده وهو الذي كان يقبل محرقة ذبيحة ذلك البار،
118 ملكيصاداق الحبر الاعظم كان قد لبسه، وادخل نفسه بالالم للرب بدل قربانه،
119 ابراهيم ايضا كان قد صنع شبها بابنه اسحق، فراى يوم الوحيد العظيم وفرح،
120 اسحق الصبي كان يرسمه لما كان يُقرب، لان اباه ربطه بمحبة عظمى ليصير ذبيحة،
121 يعقوب العادل كان يحمل صورته ويمشي في الطريق، وكان يراه في سلّم السماويين،
122 يوسف كان قد صوّر نمطه في مصر لما بيع، وصنع الشبع في كل البلد في سنوات الجوع،
123 موسى كان قد وضع شبهه في الحمل الحامل الاسرار، ونمط دمه خلّص الجماعة من المصريين،
124 موسى كتبه جسميا في كل الذبائح، وبه كان يصنع الرشاش روحيا،
125 به كهّن اليعازر بقداسة وفنحاس العظيم منع الموت بصورة المه،
126 يشوع الصبي الذي لبس اسمه وتكنى به، اجترح القوات والعظائم الكبرى والعجائب:
127 الاردن مفلوق، والماء مقسم، والاسوار مهدومة، والملوك مقهورون، والشمس مربوطة والقمر مقيد،
128 والقوات الذين يمنعون ويقفون على العبور، واسم يسوع الذي به ترتعب كل البرية،
129 به دخل الشعب وورث ارض الكنعانيين: الآب لا يعطي شيئا ما بدونه.

بالابن صنعت كل الكائنات وبه تحيا وتتحرك
130 الكائنات والعوالم مصنوعة بواسطة الوحيد، ومدة الازمنة به تدور على التغييرات،
131 وهو الكلمة الناطق وكاشف الاسرار، وقوة الآب الذي يحمل العالم كله،
132 به بُنيت مقصورة الاجيال على اللاشيء، ومنذ الازل به أُتقن البحر والارض،
133 به هي مربوطة جماعات السماويين، وبه تؤمر القوات للفعاليات،
134 به بُريت تلك المركبة المتعددة المناظر وهو يحركها لتصدّر اصوات كل البركات،
135 بلفظة الابن هي مقرونة العجلات الناطقة، والرعد العظيم الموجود بين العجلات به ينطق،
136 به يتحرك الكاروب القائم باربعة اوجه، وبه يقدس الساروف الذي يطير بستة اجنحة،
137 قدامه يقف آلاف الوف السماويين، ويباركه ربوات ربوات بني النور،
138 به هي معقودة كل افواج اللهيب، وهو يحرك المستيقظين ليعطوا التسبيح باستمرار،
139 هو الذي قطع وصاغ من اللهيب اجنحة قوية، وثبّت اجنحة النار ووقفت لخدمته،
140 جوق آل جبرائيل يخدمه، ويخاف منه جوق آل ميخائيل العظيم،
141 هو يوقظ كل يوم الجموع والصفوف على خدمته لانه وضع في طبائعهم اليقظة التي لا تميل (الى النوم)،
142 هو علّم وحكّم السماويين، حتى يخدم هذا، ويبارك هذا، ويقدس هذا،
143 ويرفرف هذا، ويرتل هذا، ويتحرك هذا، و يُرسل ذاك ويقوم هذا على خدمته،
144 هو رتّبهم واقامهم فوق الجموع، واعطى لكل جمع موضعا كما شاء،
145 هو وضع القوات ورؤساء القوات والسلاطين وكواريب النار وطيور اللهيب،
146 هو علّم الملائكةَ التسبيح على اختلاف اشكالهم، ووضع البركات والتقاديس الخصوصية في افواههم،
147 صنع للساروف فم النار واتقنه وصاغه لئلا يحتوي شيئا باستثناء التسبيح،
148 جعل كاروب اللهيب غير خاضع انما كان قد اتقنه حتى يبارك اللاهوت،
149 وهوذا كل واحد منهم بهي وقائم على خدمته.

الابن حكمة الآب وقوته يبري الكائنات
150 كل هذه الامور هي مخلوقة بالابن كما قلتُ، وبدونه لم يكن شيء واحد مما كان،
151 ولدُه هو قوة الآب كما هو مكتوب، والآب لم يكن يفعل شيئا الا بقوته،
152 ولدُه هو حكمة الآب كما تعلمنا، وحكمته صنعت كل ما اقامه وصار وهو موجود،
153 الحكمة بنت لها بيتا عظيما في سبعة ايام، وكل ما هو موجود فيه اقامته من اللاشيء،
154 الحكمة صنعت اعالي العلى واعماق الاسفل: السماء والنور والارض والبحار وكل ما فيها،
155 بحكمة الآب الموجودة معه وبه ابديا: السماء ممدودة والارض مثبتة والبحر متجمع،
156 حكمة الآب الذي كان مخفيا فيه ازليا، ربط المركبة ومدّ الصفوف واقام الافواج،
157 وبرى آدم واتقن حواء ووضع الناموس، وبه انتهت كل الاتقانات فوقُ واسفل.

لولا الابن لما كان الله الآب ابا
158 الحكمة هي المسيح وبه تقوم كل البرايا، وبه كان يتباهى والده على اتقانه،
159 المسيح هو قوة وكلمة وحكمة الآب الخفي ولولاه حتى اباه لم يكن اباه،
160 وما دام لله ابن فهو الآب، ولكونه ابا فالوحيد هو الابن الحقيقي،
161 الآب هو بلا علة، وولده ايضا هو بلا علل: انه الآب جوهريا لان ولده هو معه،
162 كلمته كان فيه وقوته الخفية هي من جوهره وحكمته معه بدون بداية اي من البدء،
163 منذ وجوده، الولد الابن الحقيقي موجود ليس مصنوعا لكن مولودا من الجوهر،
164 لمجد الابن له الآب بدون بداية، ليس في الزمان لكن بعجب فوق الازمنة.

حكمة الآب وُلد من البتول ولم يترك حضن الآب
165 حكمة الآب دخل الى البطن بقوة الروح ليرى العالم حسيا كم انه حكيم،
166 الوحيد خرج جسديا من البطن بدون تغيير، حتى يبين للعالم محبة الآب،
167 كان في العالم قبل ان ياتي الى الولادة الثانية، وكان عند ابيه لما اتى ليتفقد العالم،
168 لما كان في البطن كان جالسا على المركبة، ولما كان في العالم كان حضن ابيه مليئا منه،
169 ولما كان جالسا امام الخزينة مع اليهود كان السواريف يستترون منه في موضعه السامي،
170 ولما اعطت الارملة نذرها اي الفلسين، كان يقبل كل القرابين مع والده،
171 ولما مجّدها لكون قربانها اجود من قربان كل احد، هو كان يرذل وهو كان ينتخب من يقرّب،
172 ولما كانوا يظنون بانه يرى بالعينين مثل الانسان، كان ينظر الى القلب الخفي لكونه الها،
173 ولما فكروا بانه جاء الى الخزينة كانما ليصلي كان يسمع صلاة كل واحد ويجلبها عند ابيه،
174 ولما كانوا يحتقرونه ويحرمونه من السلطة على قرابينهم، كان هو رب جميع الكهنة والقرابين،
175 ولما كانوا قائمين مثل مسلطين على كنز الآب، ابان لهم: من جلب، او من لم يجلب (القربان)،
176 ولما كانوا يعتبرونه مثل الغريب عن القرابين، اراد ان يبين ايا يرذل وايا يختار (منها)،
177 اختار الارملة ورذل المتكبرين والاثرياء، ليتعلم العالم بان الله يحب محبة النفس.

الخاتمة
178 يود ان يُثري البشر في كل الفرص، المجد للخفي الذي اتى الى الاعتلان حتى يرشدنا.

كمل الميمر بعون ربنا