الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يستقبل غبطة البطريرك الراعي

 
 
       صباح يوم الجمعة 8 نيسان 2011، استقبل غبطة أبينا البطريرك، في الصرح البطريركي في المتحف ـ بيروت، غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في زيارة أخوية هي الأولى بعد جلوس الراعي على كرسيه البطريركي، رفقة  أصحاب السيادة المطارنة الموارنة رولان أبو جودة النائب البطريركي العام، سمير مظلوم النائب البطريركي في زغرتا والزائر الرسولي في أوروبا، بولس مطر رئيس أساقفة بيروت، والأب فادي تابت مدير إذاعة صوت المحبة، والأستاذ وليد غيّاض مدير المكتب الإعلامي في بكركي.

          لدى وصول البطريرك الراعي، استقبله غبطة أبينا البطريرك أمام مدخل كنيسة مار اغناطيوس، يحيط به صاحبا السيادة المطرانان مار رابولا أنطوان بيلوني ومار فلابيانوس يوسف ملكي، والكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة، وعدد من أبناء الطائفة منهم أعضاء المجلس الاستشاري والأخويات وحركة مار بهنام وسارة.

          وبعد اتشاحه بالحلّة الحبرية، دخل البطريرك الراعي رفقة أبينا البطريرك إلى الكنيسة على أنغام ترنيمة استقبال الأحبار "تو بشلوم روعيو شاريرو" (هلمّ بسلام أيها الراعي الصالح)، وأدّيا صلاة الشكر وخدمة الصليب. بعدها رحب أبينا البطريرك بضيفه بكلمة قال فيها:

          "إنها مناسبة تاريخية، يا سيدنا، أن تستقبلكم هذه الكنيسة السريانية شقيقة كنيستكم المباركة في هذا الصرح البطريركي الذي شُيّد قبل ثمانين عاماً على عهد معترفٍ من الكنيسة تحمّل آلام الشهادة والاضطهاد لأجل الإيمان، هو البطريرك الكاردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأول تبّوني. وهذا يدلّ على أنّ كنيستنا هي كنيسة الشهادة والاستشهاد على مرّ العصور.

 

          نحن نفتخر بأننا نحن السريان عشنا هذه الشهادة حتى إراقة الدم، كما إخوتنا في الكنيسة الشقيقة المارونية الذين عانوا الكثير كي يحافظوا على وديعة الإيمان. ونحن نعتزّ بأننا حتى اليوم نسفك دماءنا كما في العراق الجريح من أجل الإيمان، ونعتزّ أيضاً بأننا دافعنا دوماً وندافع عن لبنان الغالي بلداً حراً كريماً لجميع أبنائه وبناته. ونحن الذين شاركنا المؤمنين سابقاً في هذه الشهادة، نعتزّ بأن نكون هنا في لبنان لكي ندافع عنه، كما قلنا، بلداً كريماً للجميع. وهذا ما نعهده كما عهدناه سابقاً في غبطتكم، كيف أنكم كنتم ولا تزالون وستكونون رائداً للوفاق الوطني، ليس بين مختلف فئات الشعب اللبناني وبين الطوائف فحسب، ولكن حتى في منطقتنا الشرق أوسطية التي تعاني اليوم آلام المخاض نحو شرق حر وكريم.

          نشكر لغبطتكم هذه اللفتة الأخوية ونعدكم جميعاً، إكليروساً وعلمانيين، رهباناً وراهباتٍ، أساقفةً وكهنة، بأننا سنرافقكم بالصلاة والدعاء كي يكون الرب دائماً معكم ويرافقكم في هذه الخدمة البطريركية".

 

          ورد البطريرك الراعي بكلمة جاء فيها:

          "يسعدني ويشرّفني اليوم، بصحبة المطارنة الأحباء، وباسم غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والمطارنة أعضاء مجمعنا المقدس، أن نقوم بهذه الزيارة لغبطتكم، وهي تعبير عن الشركة المتبادلة في ما بيننا، والتي بدأت فور انتخاب سيادة المطران رولان أبو جودة مدبّر الكنيسة البطريركية، وشرّفتم صاحب الغبطة مع السادة المطارنة ولا سيّما معاونيكم المطرانين بيلوني وملكي مشكورين، عبّرتم عن هذه الشركة وأجبتم عنها بحضوركم احتفال توليتي. اليوم تندرج هذه الزيارة في إطار التعبير عن شركة كنسية تبدأ وتستمر، ولن تكون الزيارة الوحيدة، بل ستكون فاتحةً لزيارات نعمل فيها معاً متضامنين بالشركة الكنسية من أجل خدمة كنيستنا وشعبنا كله، أكان في لبنان أم في البلدان العربية أو في بلدان الإنتشار.

 

          أنا معكم ومع الحضور نستحضر كل الذين سفكوا دماءهم في سبيل الإيمان المسيحي من كنيستكم، لا سيّما الذين سقطوا مع كهنتهم في كنيسة سيدة النجاة في العراق. قلتم تماماً إنّ الكنيسة لا تنمو إلا بدماء شهدائها، وها إنّ كنيسة المسيح لم يكن ممكناً أن تنتشر في العالم كله لو لم يرق دم الرب يسوع على الصليب، والرسل أدّوا الشهادة. صحيحٌ القول "دم الشهداء زرع المسيحيين"، وفيما نحن نعبّر عن الحزن الكبير على كل الدماء التي تراق والاستشهاد المعنوي لعدد كبير من أبناء كنيستكم، لكننا، باسم المسيح القائم من الموت، نعتزّ ونفرح لأنّ الكنيسة قدّمت هؤلاء الشهداء على مدى التاريخ، ولا سيّما الذين سقطوا أخيراً.

          ثقوا، صاحب الغبطة، إنّ دماءهم ستكون ينبوع خير ونِعَم وازدهار ليس فقط للكنيسة السريانية الكاثوليكية بل لكل كنائسنا. وتزامنت دماؤهم المراقة مع خاتمة السينودس من أجل الشرق الأوسط، فكان لا بدّ لهذه العنصرة الجديدة في الشرق الأوسط، السينودس، أن يدفع دماً كريماً ثمناً كي يوصل العنصرة إلى كل القلوب وكل هذا الشرق. نصلي أيضاً معكم من أجل كل بلداننا العربية التي تمرّ بآلام المخاض، ونرجو أن تكون تلك الآلام آلام المخاض نحو مستقبلٍ أفضل، نحو السلام والاستقرار وخير كل الناس من كل الديانات. وهذه معاني هذه الزيارة للتعبير عن أننا نسير معاً، القلب مع القلب واليد باليد، من أجل الخدمة المشتركة، وهي خدمةٌ تتّسع لكل كنائسنا الكاثوليكية الشقيقة والكنائس الأخرى الإنجيلية والأرثوذكسية، لكي نؤدّي معاً شهادتنا في حوار حياة مخلص وتعاون كبير مع مواطنينا من المسلمين وسواهم من الديانات الأخرى. نسأل الله أن يبارك كنائسنا وكنيستكم خصوصاً، صاحب الغبطة، فتنمو وتزدهر، وتتمكّنوا مع مجمعكم المقدس من ترجمة كل ما يجول في خاطركم من أمنيات لخدمة إنجيل المسيح.

          كما نهنّئكم يا صاحب الغبطة بالمطارنة الجدد الذين يعطون دماً جديداً لهذه الكنيسة. وفقكم الله وكل المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات وكل أبناء كنيستكم لمجد الله وخير أوطاننا عموماً ولبنان خصوصاً، بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة هذا المقام".

 

          انتقل بعدها  الجميع إلى صالون البطريركية، وهناك تبادلا الهدايا التذكارية بمناسبة هذه الزيارة   فقدّم  أبينا البطريرك  إلى البطريرك الراعي نسخة من كتاب الإشحيم، وهو كتاب الصلوات اليومية الفرضية باللغة السريانية، وقدّم الراعي إلى أبينا البطريرك  كتاب "تاريخ البطاركة الموارنة".

          بعدئذٍ تقدّم الحاضرون فرداً فرداً من صاحبي الغبطة لأخذ بركتهما، بينما رنّم المطران أنطوان بيلوني ترتيلة "غبيت من كرسو" (لقد اصطُفيتَ من الحشا) بصوته الشجي. تلاه المهندس الياس غصن الذي ألقى كلمة عبّر فيها عن فرحه بهذه المناسبة.

          وبعد أخذ الصورة التذكارية، غادر البطريرك الراعي  ومرافقوه على وقع الترانيم والزغاريد، مودَّعين  كما استُقبلوا  بالحفاوة والتكريم.

 

إضغط للطباعة