رافق قداسة البطريرك زكا في هذه الزيارة قادمين معه من دمشق صاحبا النيافة الحبران الجليلان مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم مطران حلب، ومار فيلكسينوس متياس نايش المعاون البطريركي ومدير كلية مار أفرام السرياني في معرة صيدنايا.

        كما شارك أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء مطارنة السريان الأرثوذكس في لبنان: مار ثاوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس وسكرتير المجمع الأنطاكي المقدس للسريان الأرثوذكس، ومار يوستينوس بولس سفر النائب البطريركي في زحلة والبقاع، ومار اقليميس دانيال كورية مطران بيروت.

        وشارك في اللقاء من كنيستنا السريانية الكاثوليكية، صاحبا السيادة الحبران الجليلان مار رابولا أنطوان بيلوني ومار فلابيانوس يوسف ملكي، والمونسنيور جورج مصري، وبعض الآباء الكهنة من مختلف رعايا الأبرشية البطريركية في لبنان، والرهبان والراهبات والشمامسة.

        في مستهلّ اللقاء، استقبل غبطة أبيناالبطريرك قداسة أخيه البطريرك عيواص أمام مدخل كنيسة مار اغناطيوس، حيث دخل البطريركان إلى الكنيسة يحيط بهما السادة الأساقفة والآباء الكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة وهم ينشدون ترتيلة استقبال رؤساء الأحبار "تو بشلوم". ولدى وصولهم أمام المذبح، أدى صاحبا القداسة والغبطة صلاة الشكر، ورتلّ الجميع تشمشت العذراء مريم والشهداء.

        بعدئذٍ ارتجل غبطة أبينا البطريرك يكلمة رحّب فيها بأخيه صاحب القداسة البطريرك عيواص الضيف الكبير بل صاحب الدار، الذي يزور دار البطريركية للمرة الأولى، مؤكّداً له مشاعره الأخوية وفرحه الشخصي وفرح الكنيسة السريانية الكاثوليكية بهذه الزيارة، مشدّداً على أواصر المحبة والوحدة التي تجمع الكنيستين الشقيقتين.

        ثم ارتجل قداسة البطريرك عيواص كلمة شكر فيها غبطة أبينا البطريرك على مشاعره الأخوية الطيّبة، وعلى استقباله الحار الرائع، مكرّراً التأكيد على وحدة الشعب السرياني بكنيستيه الكاثوليكية والأرثوذكسية روحانيةً وطقساً، مشيراً إلى طابع الشهادة والإستشهاد الذي يميّز الكنيسة السريانية بشقّيها، داعياً إلى المزيد من اللقاءات الأخوية المشتركة بين الكنيستين رعاةً وإكليروساً وشعباً.

        وقدّم قداسته لغبطته هدية تذكارية عبارة عن نسخة فخمة من الإنجيل المقدس باللغة السريانية مخطوط باليد بحسب التقليد الكنسي. أما غبطته فقدّم لقداسته ميدالية مذهّبة تحمل صورة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، إضافةً إلى كتاب ديني قيّم قدّمه غبطته لقداسته ولكلٍّ من مرافقيه.

        بعدها طلب غبطة أبينا البطريرك من قداسته منح البركة الختامية لجميع الحاضرين وللكنيستين السريانيتين الشقيقتين.

        بعد صلاة الشكر، توجّه الجميع إلى غرفة الطعام لتناول طعام الغداء إلى المائدة السخية التي دعا إليها صاحب الغبطة على شرف قداسته.

        وخلال مأدبة الغداء، وكما في مراحل الزيارة كافةً، تبادل أصحاب القداسة والنيافة والسيادة الأحاديث الودية وعبارات المحبة، مستذكرين تاريخ آبائنا وأجدادنا العابق بما يوحّدنا ويجمعنا في بوتقة واحدة. وتطرّقوا إلى الأوضاع في العديد من بلدان الشرق الأوسط، داعين لها جميعها بالمزيد من الوحدة والأمن والسلام والإزدهار.

        بعد استراحة قصيرة، غادر قداسة البطريرك زكا وصحبه الصرح البطريركي في بيروت مودَّعين بمجالي الحفاوة والإكرام، حيث عاد قداسته إلى مقرّه البطريركي في دير مار أفرام السرياني ـ معرة صيدنايا ـ دمشق.

        الشكر للرب الإله الذي أتاح القيام بهذه الزيارة التي تزيد مدماكاً في تثبيت وترسيخ دعائم العلاقة المشتركة بين الكنيستين السريانيتين الشقيقتين.