في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة الواقع فيه  10 كانون الأول 2010، ترأس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلي الطوبى القداس الإلهي على مذبح كنيسة سيدة النجاة في الكرادة ـ بغداد، بمناسبة الأربعين وإحياءً لذكرى 48 شهيداً بينهم كاهنان هما الأب ثائر سعد الله والأب وسيم صبيح، وأطفال ونساء، بحضور سعادة السفير البابوي في العراق، والكاردينال عمانوئيل الثالث دلي بطريرك بابل على الكلدان، وبطريرك الكنيسة المشرقية القديمة مار أدى الثاني، وعدد من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة.

    حضر القداس ممثّلون عن أطياف الشعب العراقي وكبار المسؤولين، يتقدّمهم وزير الصناعة فوزي حريري ممثّلاً رئيس الجمهورية جلال طالباني، ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، والمستشار ضياء القريشي ممثّلاً رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي السيّد عمّار الحكيم، وممثّلون عن تيّار السيّد مقتضى الصدر، ووزراء ونوّاب، وسفراء لبنان، وبريطانيا، وإيطاليا، ورومانيا، ونائب السفير الأميركي، وغيرهم من الدبلوماسيين. كما شاركت حشود كبيرة من أبناء الطوائف المسلمة والمسيحية ملأت الكنيسة الجريحة وساحاتها الخارجية، زاد عددها على ألفي شخص. كما زُيّنت الكنيسة بالورود والشموع وصور كبيرة للشهداء.

    وبعد الإنجيل المقدس، ألقى غبطة أبينا البطريرك  كلمة ذكّر فيها الحضور بأنّ الشهداء الذين سقطوا على يد العصابات المجرمة مزجوا دماءهم بدم الحمل الفادي، وهم الآن يشفعون من علياء السماء كي ينهض العراق من محنته بالتفاف جميع مكوّناته كبيرة كانت أم صغيرة.

    وأكّد أنّ للمسيحيين العراقيين حقاً أن يعيشوا بالحرية والكرامة في وطنهم أرض الرافدين، وأنّ على الحكومة الواجب أن تؤمّن لهم الحماية الكافية والعمل التي يستحقّونه، كي توقف ظاهرة الهجرة المخيفة بينهم.

    وبعد القداس، ألقيت كلمات دعت إلى الوحدة الوطنية وقبول الآخر، وطلبت الرحمة لشهداء أسوأ اعتداء يتعرّض له المسيحيون العراقيون.

    وكان غبطة أبينا البطريرك  قد غادر إلى بغداد ظهر يوم الأربعاء 8/12، وعاد إلى لبنان بعد ظهر يوم الجمعة 10/12/2010