الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
نداء من غبطة أبينا البطريرك الى الاكليروس والمؤمنين المجتمعين للصلاة من أجل أرواح الشهداء الأبرار

 
 
 

السبت في 6 تشرين الثاني 2010

 

نداء الى أحبائنا: الاكليروس والمؤمنين المجتمعين للصلاة من أجل أرواح الشهداء الأبرار

 

السلام والنعمة بالرب "إله كل تعزية" الذي وحده يعزّينا في جميع شدائدنا، ويتبّتُنا في الإيمان والرجاء، كي نعيش المحبة للجميع دون خوف أو شرط أو زيف,

ما أن علم قداسة الحبر الأعظم البابا بينيدكتس السادس عشر بفاجعة سيدة النجاة، في بغداد، حتى سارع وصرّح نهار الإثنين في الاول من تشرين الثاني، وهو عيد جميع القديسين، أمام الجموع المؤلفة في ساحة مار بطرس: "إننا نصلّي من أجل الضحايا التي كانت ضحيةَ العنف العبثي، لأن هذا العنف الهمجي قد وجّه الى أناس عزّل اجتمعوا في بيت الله للصلاة، وهو بيت المحبة والمصالحة" 

في هذا البيت المقدس، الكنيسة، تلتقون اليوم بحرية وكرامة واعتزاز، لتشتركوا مع المسيحيين في شرق الأرض وفي مغربها، في الصلوات والتضرعات لتكريم شهدائنا الابرار، الذين سقطوا ضحية التعصب الأعمى.  إننا لا نستطيع أن نتجاهل ما تشعرون به اليوم من استهجان وثورة على قوى الشر والظلام، وهي العصابة الوحشية التي داست إنسانيتها وفقدت ضميرها، وراحت بعد عمليةغسل دماغها، تزرع القتل والدمار بين مؤمنين أبرياء أمّوا الكنيسة للصلاة والتضرّع.

أجل، لقد جاءت هذه الفاجعة الرهيبة التي ألمّت بإخوة وأخوات لنا في كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد مساء الأحد، لتفتح جراحاً كنّا إلى زمن قريب نظنّ أنها دُملت، وتبث في نفوسنا مشاعر الخوف والقلق والانتقام. ولكننا مقتنعون بالإيمان الراسخ،  بأن الضحايا البريئة، من كهنة ومؤمنين، صغاراً وكباراً، قد تشبهوا بمعلمهم الإلهي باستشهادهم البطولي. لقد مزجوا دماءهم  بذبيحة الحمل، كفّارةً عن خطايا العالم . لقد شاركوه في ذبيحته الخلاصية، لكي يسترجع العراق الجريح عافيته، ويعود جميع أبناء هذا الوطن الغالي الى طاعة إله المحبة والرحمة والسلام.

 

 لذا جئنا ندعوكم ايها الأحباء، بالرغم من مشاعر الحزن والثورة،  أن تبقوا أمينين للمعلم والمخلص الإلهي الذي قال: " ثقوا، فإنني غلبتُ العالم". دعونا نستلهم القديس بولس ونقرّ معه، أن ليس هناك مِن قوّة بشرية، معنوية كانت او جسدية، بوسعها أن تفصلنا عن محبة المسيح. أجل. لقد تبجّح المجرمون بأنهم قادرون أن يقتلوا الجسد، ولكن أرواح ضحايانا البريئة حيّةٌ الى الابد. إنهم لم ينقطعوا عن الصلاة، رُغم الأخطار وعبث الأشرار. لذا  يليق بنا أن نكرّمهم شهداءً  أبطال، وأن نفخر بشجاعتهم. وإيمانُنا كإيمانهم لا يتزعزع بالوعد الإلهي:  لقد سبقونا الى دار الخلود، حيث يلاقون الرب،  وهو وحده معجزة المحبة المتجسدة وأمير السلام.

 

علينا اليوم اكثر من أي يوم مضى، ونحن نخرّ متأوهين وباكين على شهدائنا الابرار، أن نضرع بحرارة الى الرب الإله، الذي هو، هو أمسِ واليوم وغداً. إنه وحده قادرٌ على أن يقوّي إيماننا الضعيف، وأن يكشف لنا سر حكمته، ويغذينا بالرجاء الذي نفحه الروح القدس في نفوسنا. ولا بدّ وأن تأتي ساعةٌ  نستجلي فيها قصده الإلهي.  ولا بدّ للخير أن ينتصر وللمحبة أن تغلب،  وعلى النور أن يشعّ  دوما في نفوسنا، وعائلاتنا وفي كنائسنا.

 

أدعوكم بقلب الأب والراعي، أن تصلّوا بحرارة، وأن تستنكروا الشر والظلامة بروح حضارية، لأنكم  أبناٌءٌ وبناتٌ للنور. "طوبى لفاعلي السلام فإنهم أبناء الله يُدعون".

محبكم بقلب الرب وفي الأمانة لشهدائنا الأبرار

 

اغناطيوس يوسف الثالث يونان

بطريرك السريان الانطاكي

 

إضغط للطباعة