عقد أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية السينودس السنوي في المقر البطريركي الصيفي، في دير الشرفة – درعون (لبنان) في الفترة من 22 – 26 حزيران 2010، برئاسة صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، ومشاركة صاحب النيافة الكردينال البطريرك الأسبق مار اغناطيوس موسى الأول داود، والسادة الأساقفة: مار أثناسيوس متى متوكا رئيس أساقفة بغداد، مار رابولا أنطوان بيلوني المعاون البطريركي، مار يوليوس ميخائل الجميل المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي للسريان الكاثوليك في اوربا، مار فلابيانوس يوسف ملكي المعاون البطريركي، مار غريغوريوس الياس طبي رئيس اساقفة دمشق، مار اقليميس جوزيف حنوش مطران القاهرة والنائب البطريركي على السودان، مار يعقوب بهنان هندو رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، مار باسيليوس جرجس القس موسى رئيس اساقفة الموصل، مار ثيوفيلوس جورج كساب رئيس اساقفة حمص وحماة والنبك، مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، مار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في اورشليم والأراضي المقدسة، مار ايونيس لويس عواد المطران الأكسرخوس الرسولي في فنزويلا، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيدة النجاة في الولايات المتحدة وكندا. وانضم الى الآباء بدعوة خاصة من رئيس السينودس الخوراسقف يوسف صاغ الأكسرخوس في تركيا. وقد تغيب عن الحضور غبطة البطريرك السابق مار اغناطيوس بطرس الثامن عبدالأحد ومار يعقوب جورج هافوري رئيس اساقفة الحسكة ونصيبين سابقا، بداعي الشيخوخة والمرض.
افتتح غبطة البطريرك يونان أعمال السينودس بقداس الأحتفالي شارك فيه جميع آباء السينودس في كنيسة اكليريكية الشرفة، مع لفيف من كهنة الأبرشية البطريركية وحضور الرهبان والراهبات الأفراميين والمؤمنين.
وفي مستهل الجلسة الأولى ألقى صاحب الغبطة كلمة ترحيبية، تناول فيها المنجزات التي تمت منذ السينودس السابق. كما تطرق غبطته الى الزيارات الراعوية البطريركية التي قام بها في غضون العام المنصرم يرافقه عدد من آباء السينودس، منها: زيارته لقداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص في مقر البطريركية السريانية الأرثوذكسية في معرة صيدنايا في آب 2009، والى كنيسة الهند السريانية الملنكارية في ايلول 2009، والى العراق في تشرين الأول 209، والى مصر والأردن وفلسطين في كانون الأول 2009، والى أبرشيتي حلب والحسكة في كانون الأول 2009 ونيسان 2010، والى السويد وتركيا في ايار 2010. ومن الأنجازات التي تمت أيضا رسامة اسقف خلف لغبطته على ابرشية أميركا، وقد تمت الرسامة في قره قوش- العراق في 11 من حزيران الحالي. ولعل أهم الأحداث التي أشار اليها غبطته مما تم هذا العام انعقاد مؤتمر الكهنة السريان في لبنان بمشاركة زهاء مئة كاهن من لبنان وسوريا والعراق وفلسطين وبلاد الأنتشار في الفترة من 12- 15 نيسان المنصرم.
وفي ما يلي المواضيع التي عالجها السينودس المقدس:
1. استمع الآباء الى التقارير التي قدمها اصحاب السيادة عن بعض الأبرشيات، ورؤساء الرهبانيات والمعاهد الكهنوتية عن مؤسساتهم، وقد ركزوا على الوحدة اللازمة بين الأسقف والكهنة لنجاح العمل الراعوي، وعلى دور العلمانيين والراهبات في رسالة الكنيسة وانعاش فعاليتها، لاسيما في ظروف التحديات التي تواجه الكنيسة اليوم.
2. تناول الآباء موضوع الدعوات الكهنوتية والرهبانية وسبل رعايتها في الأكليريكيات والأديرة، وأولوا اهتمامًا خاصًا بتوصيات مؤتمر الكهنة السريان المنعقد في نيسان الماضي، لاسيما في باب رعاية الكهنة في حياتهم الروحية والمعيشية وتأمين الضمان الصحي والتقاعدي لهم.
3. دعا السينودس الى تنشيط أعمال اللجان التي أنشأها في الدورة السابقة، لاسيما اللجنة الليتورجية، واللجنة المسكونية. كما أعلم غبطته آباء السينودس بإنشاء لجنة للموسيقى الكنسيّة.
4. بارك السينودس متابعة دعوى تطويب المطران مار فلابيانوس ميخائيل ملكي مطران جزيرة ابن عمر الذي استشهد في تركيا سنة 1915، وقد بدأت المحكمة الكنسية الخاصة أعمالها في بيروت في 8 نيسان الماضي.
5. تدارس الآباء آلية تطبيق صندوق تقاعد الأساقفة، سيما وأن أربعة من آباء السينودس بلغوا سن التقاعد في هذا العام. كما تداولوا في مشروع تقاعد الكهنة وضمانهم الصحي كما هو معمول به في بعض الأبرشيات، وأوصوا بتعميم هذه التجربة.
6. تدارس الآباء ورقة العمل الخاصة بسينودس الأساقفة العام حول الشرق الأوسط، الذي سيعقد في روما من 10 إلى 24 تشرين الأول القادم، بدعوة من قداسة البابا بندكتوس السادس عشر.
7. عقد آباء السينودس جلسات انتخابية خاصة لاختيار مطران جديد لأبرشية بغداد خلفا لمطرانها البالغ سن التقاعد، وكذلك لاختيار أسقفين للدائرة البطريركية، وتقديم ثلاثة مرشحين لأكسرخوسية فنزويلا لخلافة راعيها الحالي البالغ سن التقاعد.
8. وأبدى آباء السينودس، من جانب آخر، ارتياحم لمبادرات التقارب الذي لاحت بوادره مثمرة في لبنان، ودعوا الى مزيد من خطوات من التوافق لبناء لبنان مستقل قوي متماسك.
9. وفيما تحدث الآباء عن الوضع المؤلم في العراق وعن معاناة المسيحيين المريرة طيلة هذه الأعوام، ولاسيما في العام المنصرم والأسابيع الأخيرة اذ طالت يد الغدر والشر موكب الطلبة الجامعيين المسيحيين، ناشدوا المسؤولين في الحكومة المركزية والمحلية لحماية المواطنين كافة ولا سيما المسيحيين. ودعوا الى نبذ العنف والأرهاب، واتخاذ لغة الحوار والبناء معا لأعادة العراق الى حياته الطبيعية ودوره الفاعل والأيجابي في المنطقة، كما انهم يشجعون كل مبادرات بناء الثقة بين المسيحيين والمسلمين، في الأحترام المتبادل والتسامح. وفيما يوجه آباء السينودس شكرهم وامتنانهم العميقين للبنان وسوريا والأردن وتركيا، حكومات وشعوبًا وكنائس، لما يقدمونه من تسهيلات واستقبال للمهاجرين العراقيين، يدعون أبناءهم المسيحيين عامة، والعراقيين منهم خاصة، الى ضرورة التمسك بالأرض والمشاركة في اعادة بناء الوطن. واذ رحبوا بتأسيس مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق، دعوا الى مزيد من التلاحم الفعلي والعمل الموحد بين الكنائس المسيحية.
10. وفيما يخص القضية الفلسطينية يدعو السينودس السرياني الدول العربية الى تجاوز الخلافات الداخلية والجانبية لدعم جهود السلام في العدل، ورفع الحصار عن قطاع غزة باسم الأنسانية وحقوق الشعوب، والعمل على قيامالدولة الفلسطينية المستقلة.
أمين سر السينودس
المطران باسيليوس جرجس القس موسى
دير الشرفة في 26/6/2010
|