الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
افتتاح المؤتمر الكهنوتي السرياني الكاثوليكي الثالث 13-15 نيسان 2010 / درعون - حريصا (لبنان)

 
 

برعاية وبركة غبطة أبينا مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، أفتتح في الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الأثنين 12/ 4/ 2010، في دير سيدة النجاة – الشرفة، "المؤتمر الكهنوتي السرياني الثالث" لطائفة السريان الكاثوليك. حضور أصحاب السيادة الأساقفة أعضاء السينودس المقدس، والسفير البابوي في لبنان، وأصحاب السيادة الأساقفة والكهنة  ممثلي مختلف الطوائف المسيحية. ومشاركة آباء الكنيسة السريانية الكاثوليكية في أرجاء العالم.

 

 أفتتح المؤتمر بصلاة تضمنت تراتيل وقراءات مستوحات من الليتورجيّة السريانيّة، وقراءات من رسائل القديس بولس ونص من إنجيل القديس يوحنا، بعد ذلك ألقى الخورأسقف ميشيل نعمان كلمة  باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر جاء فيها:

بنعمة ومحبة وسلام الآب والأبن والروح القدس

وبشفاعة أمنا مريم سيدة النجاة، شفيعة دير الشرفة؛

وببركة بطريركنا  المحبوب مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وأبائنا الأساقفة الموقرين وأخوتنا الكهنة

وببركة هذه الحضور الكريم من رجالات ودنيا؛

وبمناسبة السنة الكهنوتية؛

نفتتح مؤتمرنا الكهنوتي الثالث لكهنة السريان الكاثوليك في العالم بعنوان "دعوتكم أحبائي" يو 15: 15

متابعين، بذلك مسيرة الإلتزام الكهنوتي والكنسي والأجتماعي والوطني لكنيستنا السريانيّة الأنطاكيّة، مسيرة العنصرة، دليلا قاطعاً، وعلامة تفاؤل قوية في حياة كنيستنا.. ورافعين بطاقة شكر وتحية عرفان لإخوتنا الكهنة الأبكار الذين وضعو أساس هذه المؤتمرات:

في المؤتمرالكهنوتي الأول سنة 1972، في دير يسوع الملك في لبنان بعنوان "نحن وكنيسة اليوم"

وفي المؤتمر الثاني سنة 1973، في دير يسوع الملك أيضًا في لبنان بعنوان "رسالتنا، خدمة في شركة كهنوتية"

في كل المؤتمرين كان عدد الكهنة المؤتمرين (19 كاهنًا) من لبنان وسورية والعراق ومصر وتركيا، برعاية المثلث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أنطوان الثالث حايك ومشاركة بعض أساقفة طائفتنا الأجلاء..

ومما جاء في المؤتمر الكهنوتي الأول نذكر:

"متمنين لو يجتمع الكهنة .. في لقاءات مماثلة .. لكي يتعاونو ويتحابوا ويتعاضدوا في سبيل الخير، فتأتي أعمالهم الرسولية وفيرة الثمار، غنية الجنى.. ولا بد من هذا المؤتمر لتوعية الكاهن لرسالته ومختلف النشاطات الممكنة في عصرنا، وتوعيته لواجباته النابعة من مفهومه لرسالته، وتوعيته لحقوقه التي قد سهى البعض عنها".

ومما جاء في المؤتمر الثاني، نذكر:

إلى جانب تركيز المؤتمر على الجهد لخدمة كهنوتية افضل بروح من التجرد، وتأمين خدمة اسرارية واعية وجدية وذكية، وتجديد طقسي وليتورجي، صاغ المؤتمرون نظامًا داخليا للمؤتمر ومن بنوده نذكر المادة التاسعة: "ينتخب المؤتمر ممثلين أثنين عن الكهنة للإشتراك في السينودس الأسقفي بصفة استشارية ويدوم تمثيلها سنتين"

وهذا مؤتمرنا الكهنوتي الثالث

في حزيران 2009، قرر سينودسنا الطائفي برئاسة غبطة أبينا البطريرك الدعوة إلى مؤتمر كهنوتي عام.

في 29 أيلول 2009، كان اللقاء الأول للجنة التحضيرية للمؤتمر في دير سيدة النجاة في الشرفة – حريصا- لبنان.

وافتتحت اللجنة أعمالها التحضيرية بكلمة من غبطة أبينا البطريرك جاء فيها:

"انكم تدركون معي ان اجتماعكم هذا تاريخي وبالغ الأهمية.. اننا مقتنعون بضرورة هذا المؤتمر، واضعين الآمال الكبرى عليه .. وما نصبو إليه هو أن يفتح هذا المؤتمر دروب الرجاء، وأن يوصلنا إلى منعطف نتواكب فيه لكي ننعش دعوتنا إلى الخدمة الكهنوتية، في كنيسة نفتخر بالإنتماء إليها، دعيت بدورها كي تؤدي رسالتها الخلاصية في مشرقنا، وفي بلاد الأنتشار".

وكانت الإجتماعات والأعمال التحضيرية والإتصالات مع آبائنا الكهنة في العالم أجمع، إلى أن وصلنا إلى هذا اليوم التاريخي الرائع، ويزداد روعة وشرفا بحضوركم الكريم.

ساداتنا وآباءنا، وأخواتنا وإخوتنا.

الكهنوت دعوة قداسة وتلمذة وخدمة، وشهادة أنه دعوة من الكاهن الأعظم يسوع المسيح:

تعال وأتبعني.. أنا اخترتكم ولستم أنتم أخترتموني..

انه دعوة إلى تقديس الذات، وتقديس الآخرين بالإتحاد مع المعلم..

إنه دعوة إلى التلمذة بالجلوس تحت أقدام المعلم..

إنه دعوة إلى خدمة مائدتي الكلمة والجسد، وامتدادًا الى سر الأخ في خدمة غسل الأرجل انه شهادة لإيماننا، وحبنا، ورجائنا، لمن دعانا، ولمن نخدم، ولمن من أجله تركنا كل شيء..

ومؤتمرنا الكهنوتي العام أجمل ترجمة لهذه القناعات..

انه لوحة كهنوتية رائعة.. ونأمل ان يكون لوحة رائعة بما سنعيشه مع بعض من صلاة، ومواضيع، وحوار، واخوة،وفحص ضمير، ومراجعة حياة، وتبادل خبرات..

أيام مؤتمرنا الثلاثة تتضمن:

المواضيع اللاهوتية والكهنوتية، والكنسية والإجتماعية، مع الشكر الجزيل لمقدميها.

والمواضيع الحياتية، والوجودية، والراعوية، والمعيشية، في ورشات عمل تحمل شؤوننا وشجوننا، ومعاناتنا وفرحنا، وأمنياتنا ومرتجانا..

فالشكر لكل من ساهم، ويساهم، وسيساهم، في العمل الجاد والرصين والصريح للبناء والبنيان..

والسؤال طرح ويطرح:

ربما طرحه كل واحد على نفسه..

وطرحه كثيرون .. وسيطرح

ماذا سينجم عن هذا المؤتمر ؟؟

والجواب : الكثير .. الكثير.

وأول ثمرة: هذا المؤتمر .. لقاؤنا بحد ذاته .. تجمّعنا، تواجدنا، تواحدنا، صلاتنا مع بعض، أكلنا، تفكيرنا، حوارنا، سهرنا..

فما أجمل أن يجتمع الأخوة معًا  !..

والثمرة الثانية: كنيستنا حاضرة بصغرها، وبساطتها وقلتها.. ولكنها حاضرة وعاملة في حقل الرب حبًا للمسيح، وخدمة للأخوة، ولؤلؤة صغيرة ثمينة في تاج الكنيسة!..

هل سنفشل ؟ . وهي ثمرة ثالثة! ..

فما أجمله من فشل الصليب !.. فنحن نحتضنه، ونحبه .. وهو القيامة.. وهو سر الحياة ! .. الفشل مع يسوع نجاح، لأن الذي دعانا أمين !.. والذي قال لنا، ويقول: "دعوتكم أحبائي"، أمين!.. وإن فشلنا، سنراه هو الأمين، والصديق، ورئيس معتقدنا، وأساس كهنوتنا، حامًا أيانا على كتفه، وفي حضنه، ومعه لن نفشل، ولن نستسلم .. بل نعمل ونجاهد ونلقي الشبكة من جديد.. ونحمل الصليب بحب أكبر ، وبتوبة أكبر، وبصدق أكبر، لنصل إلى أحد القيامة!..

الشكر لك يا صاحب الغبطة، يا بطريركنا المحبوب مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، والشكر لآبائنا الأساقفة، أعضاء السينودس المقدس.. كنت وإياهم كبارًا، ورائعين، ومتحلين بروح النبوءة في إطلاق فكرة هذا المؤتمر الكهنوتي..

الشكر للحضور الكريم، من رجالات دين ودنيا، فحضوركم مصدر غنى، ودعم، وتشريف، وبركة..

الشكر لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة التي ترافق مؤتمرنا..

الشكر للجنة التحضيرية لهذا المؤتمر التي عملت بحب وجدّ وتضحية وأخوّة..

الشكر لإخوتنا الكهنة الأفاضل..

فهذا مؤتمركم .. هذا مؤتمرنا.. فلنعمل على انجاحه بشفاعة مريم العذراء سيدة النجاة، أمنا وأم يسوع/ وأم كل كاهن، وبنعمة الله الآب والإبن والروح القدس، آمين.

ثم تحدث كل من سيادة المطران أنطون بيلوني النائب  البطريركي وسيادة المطران حورج كساب مطران أبرشية حمص، وسيادة الخوراسقف جورج حمصي النائب البطريركي لأبرشية لبنان. متمنين النجاح لهذا المؤتمر.

بعد ذلك القى سيادة السفير البابوي "غبريال كاتشيا" كلمة مقتضبة ركز فيها على ثلاث نقاط هي:

أولاً: الوحدة على مثال الجماعة المسيحية الأولى التي كانت مجتمعة حول المخلص، والتي اجتمعت بعد قيامته متذكرة سر الخلاص على مائدة الخبز والخمر متذكرة ربها وفاديها.

ثانيًا: الألم الذي هو سر الخلاص وهو الدافع الذي يجعلنا متمسكين بالقيامة.

ثالثًا: اتباع يسوع المسيح حيث اكد سيادته على ان وجود ومشاركة الكهنة اليوم بهذا المؤتمر هو دليل قاطع على التصميم على اتباع يسوع المسيح.

تلا ذلك كلمة لغبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان فبعد الترحيب والشكر من قبل غبطته بالحاضرين جميعًا من أساقفة وكهنة ومؤمنين قال غبطته:

 

-         إن مؤتمركم صادف في زمن القيامة، وفي هذا الموسم المبارك بعد الأحد  العظيم لإنبعاث الرب ممجداً،  نترقب مع الكنيسة جمعاء العنصرة.  بل مؤتمركم هذا هو العنصرة الجديدة لكنيستنا..

-         نحن أحباء الرب، شركاء في الكنيسة وشهداء كما شهود لكرامة الإنسان في مشرقا العزيز!

  -       لقد اتخذتم شعاراً لمؤتمركم " دعوتكم أحبائي". كم هذا الشعار مؤثّر، عميق المعاني وخطير بالتزاماته!

  -       أحبائي: اسمحوا لي أولاً أن أتوقف عند هذه المناداة: "أحبائي" لكي أسألكم كم مرّة نستعملها كلنا في المواعظ والارشادات في الكنيسة، في اللقاءات مع المؤمنين، الأخويات، منظمات العمل الرسولي هل فكّرنا وتوقفنا عند هذه المناداة  لنتعمق في معناها وردودها؟

  -       ألا نردد غالباً هذه الكلمة من باب اللياقة أوالأدب او الروتين..؟

  -       يسوع توجّه مرات كثيرة الى تلاميذه داعياً إياهم " أحباءه، اصدقاءه، مختاريه، تلاميذه.." هلّا أدركنا أنه كان يعني وما يزال ما يقوله لنا..!

  -       لقد اختار التلاميذ، كما نحن متيقنون أنه اختارنا، لأنه ارادنا أن نكون من تلاميذه، أي من اٌقرب المقربين اليه، لأنه أرادنا أن ندرك ما قاله ويقوله الآب له :" .. دعوتكم أحبائي لأني أطلعتكم على كل ما سمعته من أبي" (يو 15:15)

  -       اسمعوا ما قاله فرنسوا مورياك: " آه، كم كنتُ سأصغي الى الكهنة يحدثونني عن ابن الله، لا كعلماء مجتمع  او كلاهوتيين، بل كالذين يرون ويلمسون المسيح المنبعث من بين الأموات!"

François Mauriac († 1970) : “Ah, comme j’écouterais les prêtres s’ils me parlaient du Fils de Dieu, non en sociologues, non pas en théologiens, mais comme ceux qui voient, qui touchent le Christ ressuscité.”

نحن الكهنة، أحباء الرب، عرفنا منه حقاً معنى الدعوة التي خصنا بها، واقتنعنا بعظمة  رسالتنا الى عالم اليوم:

  -       تلاميذ مغرمون بحب المعلّم،  ينطلقون لتقديس إخوتهم وأخواتهم، بكلام الله الموحى في الكتاب المقدس، بالأسرار التي تقدّس، وبمثالنا الذي لا يقبل أنصاف الحلول، ولا الشروط ولا التخاذل.

  -       أحباء الكنيسة ومحبّو الكنيسة، بالرغم من نقائصها وخطاياها .. فلا نتقاعس او نتردد  في مشاركة مَن دعوا الى المسؤولية الاسقفية، بشجاعة وشفافية وتضحية.  ونتواكب في مشروع التقديس لكل مَن دعينا لخدمته. وكما نحن أحباء الرب وهو رأس الجسد، لا يحق لنا ولا نستطيع إلّا أن نحب أعضاء جسده السري، سيّما الضعيفة منها.

  -       أحباء الرب واحباء كنيسته، لندرك بقناعة ما هي  خصوصية دعوتنا أن نكون في عالم اليوم "كهنة في الكنيسة السريانية الكاثوليكية" . إن كنيستنا، على غرار الكنائس الشرقية الشقيقة، هي الكنيسة الشاهدة والشهيدة.. ليست فقط أمّ نحبها، ومعلّمة نحترمها، ولكن لأنها شاهدة وشهيدة، نسعى بقلوب متحدة وأيادٍ متشابكة، لنقدمها لؤلؤة باهرة الجمال تزيّن على صغرها  تاج الكنيسة الجامعة.

وفي نهاية الكلمة اعطى غبطته مع السادة الأساقفة والسفير البابوي البركة للحضور، ثم انتقل الجميع إلى صالون الدير للإشتراك في فرحة الافتتاح.

 

 

 

إضغط للطباعة