الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
زيارة غبطة أبينا البطريرك إلى أبرشية بغداد

 
 

    قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث بزيارة راعوية إلى أبرشيات طائفتنا السريانية في العراق في الفترة ما بين 15 إلى 30 تشرين الأول 2009. رافقه في هذه الزيارة سيادة المطران أنطون بيلوني المعاون البطريركي، وسيادة المطران ميخائيل جميل المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي،  وحضرة الأب حنا ياكو رئيس الرهبانية الأفرامية، والأب فراس دردر سكرتير أبينا البطريرك، والراهب يوسف يعقوب من الرهبانية الأفرامية.

اليوم الأول، الخميس 15 تشرين الأول 2009

 

في الساعة  التاسعة والنصف   وصل غبطته والوفد المرافق إلى مطار بغداد قادما من بيروت على متن طائرة الخطوط الجوية العراقية. وكان في استقباله على ارض المطار سيادة المطران متي متوكا شابا راعي ابرشية السريان الكاثوليك في بغداد وسيادة المطران جرجس القس موسى راعي أبرشية الموصل والخور-أسقف روفائيل قطيمي النائب العام لراعي ابرشية بغداد والسيد جورج باكوس مستشار رئيس الوزراء وعدد من الكهنة ومندوبي اللجنة العليا  للاستقبال.

 

و      بحدود الساعة الحادية عشر صباحا وصل الوفد الزائر مع مستقبيله الى مقر مطرانية السريان الكاثوليك في بغداد، حيث استقبل بحفاوة وتهليل من قبل كبار رجال الدين المسيحيين من الطائفة وبحضور عدد من ابناء الطائفة، ووفد من ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى برئاسة الاستاذ رياض كوركيس.  رحب   أطفال يحملون الزهور بالوفد الزائر  وقدموا له التمر واللبن ترحيبا بهم في ارض العراق. وفي قاعة الاستقبال في المطرانية قدمت التهاني بسلامة الوصول. والقى غبطته كلمة موجزة شكر خلالها مستقبليه  جاء فيها:

"  إنني  أشكركم على هذا الاستقبال وأشكر سيدنا المطران مار أثناسيوس متي متوكه وأطلب من الرب أن يبارك العراق العزيز. جئتُ بكل اعتزاز أزوركم ودعاءنا أن يعود الوطن العراق إلى سابق عهده في الرفاهية والتقدم. ولنا الرجاء والأمل إذ بعد التضحيات تكون القيامة."

ثم ألقى كلمة الترحيب  الأستاذ جورج باكوس مستشار سيادة رئيس الوزراء قال فيها: "نرحب بكم في بلدكم العراق. ونحن سعداء لقدومكم. وأمنيتنا أن تتعرفوا على العراق الجديد الذي لا يفرق بين مكوّن وآخر."

     ثم جاءت كلمة رئيس الأبرشية سيادة  المطران متي متوكه الذي قال فيها: نشكر لكم شعوركم الأبوي وإنشاء الله ستكون الزيارة ناجحة وزيارة خير وبركة.

  

في الساعة الرابعة عصراً أقيم حفل استقبال في قاعة مطرانية سيدة النجاة للوفد الزائر بحضور عدد من رؤساء الطوائف  والشخصيات السياسية والدينية  ومنهم:

غبطة  بطريرك الكنيسة الاثورية مار أدي الثاني.

سيادة  الوزيرة وجدان ميخائيل وزيرة حقوق الانسان

الوزيرة السابقة  للهجرة والمهجرين باسكال ورده  

حضر عن ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى الاستاذ عبدالله النوفلي  رئيس الديوان،  الاستاذ فريد وليام كليانا نائب رئيس الديوان والاستاذ شيروان معاوية ال اماعيل مدير عام أوقاف الأيزيديين والاستاذ رياض ميخائيل مدير الحسابات والمهندسة آن سامي مطلوب مديرة قسم العلاقات والاعلام في الديوان.

من الحوزة النجفية الشريفة سماحة السيد احمد القبنجي

الامين العام للحركة الديمقراطية الاشوري يونادم كنا

السفير اللبناني هزاع شريف وسكرتير السفارة

ممثل عن حزب الامة العراقية للنائب مثال الالوسي

المهندس زيد تحسين ممثل عن الدكتور النائب وائل عبد اللطيف 

سيادة المطران آفاك اسدوريان / الارمن الاورثوذكس

سيادة المطران سويريوس حاوا /  السريان الاورثوذكس

سيادةة المطران زيا خوشابا / الكنيسة الشرقية القديمة

الاب يونان عن الروم الاورثوذكس

لفيف من الكهنة من مختلف الطوائف

الاستاذ كريم البخاتي مدير عام بلدية الكرادة

الاستاذ المهندس محمد علي مدير التخطيط في بلدية الكرادة  والمهندس فادي باسل جوزيف.

 

بعد ذلك توجه غبطته مع مرافقيه ومستقبليه إلى الكنيسة . لما وصل موكب غبطة أبينا البطريرك إلى المذبح المقدس في مسيرة إيمانية وتطواف رائع كانت كلمات الترحيب والافتتاح من عريف الاحتفال الخوري روفائيل قطيمي. بعدها ألقى سيادة راعي الأبرشية كلمة مرحّباً بغبطته جاء فيها:

      "يطيب لنا في هذا اليوم التاريخي لأبرشية بغداد أن نرحب بغبطتكم ونتمنى لكم طيب الإقامة في ربوع بلدنا العزيز، وكنا نتمنى أن تتم زيارتكم بأجواء غير التي يعيشها اليوم شعبنا وكنيستنا بالذات" 
       ثم ارتجل غبطته كلمة جاء فيها:

      "كلنا أبناء الله الآب الواحد، فقد خلقنا لنحبه ونعبده مهما اختلفت ألواننا وكياناتنا، لأنه وحده القادر على كل شيء لكي نعيش على الأرض ونكمل مشيئته الإلهية. جئنا من لبنان العزيز والذي تحبونه دون شك لكيما نبرهن لكم أننا معكم، ونشارككم هذه المعاناة الطويلة التي نأمل أن تنتهي قريبا.

 

اليوم الثاني، الجمعة  16 تشرين الأول 2009

      

 ابتدأ اليوم الثاني من زيارة غبطته  لأبرشية بغداد بزيارة مراكز التعليم المسيحي التابعة لأبرشية السريان الكاثوليك حيث زار غبطته والوفد المرافق له مركز الناصرة للتعليم المسيحي في رعية مار يوسف للسريان الكاثوليك في المنصور/ بغداد، وهناك استقبل بحفاوة وتهليل الصغار والشباب واستمع الى كلمة ترحيبية القاها احد شباب الرعية وبعدها قدمت فعاليات خاصة بمناسبة الزيارة، في ختام الزيارة وزعت الهدايا على الاطفال والقى غبطته كلمة اشاد فيها بالرعية أثنى على جهود القائمين عليها ثم منح البركة الأبوية للجميع. بعدها زار كنيسة الرعية.

        

  ثم توجه الوفد الى كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد حيث مركز للتعليم المسيحي التقى خلاله الوفد بمختلف المراحل العمرية هناك، ثم دخل غبطته الى الكنيسة وهناك رتلت الجوقة ترتيلة (سلامٌ عليكم يا يوسف) ثم القى غبطته كلمة  أبدى فيها سعادته لرؤية ابنائه ثم باركهم مع السادة المطارنة.

 

 ثم غادر الكنيسة متجها الى مركز التعليم المسيحي في الكاتدرائية ودخل هناك الى كل صف من صفوف المركز مبتدأ من صف الابتدائية الى الثانوية وهناك استقبل بنثر الورود والتصفيق والترحاب وقد ألقيت كلمة باللغة العربية والانكليزية ابتهاجا بقدومه، بعدها افتتح معرضا أعده ابناء المركز ومنه اهديت لغبطته لوحة زيتيه رسمت بايدي شاب في العقد الثاني من عمره اعجب غبطته  بها  كثيرا ثم التقطت صورة ضمت الجميع على مدرج الكاتدرائية.

     توجه موكب غبطته الى كنيسة مار بهنام الشهيد ولدى وصوله حياه ابناء التعليم المسيحي بمختلف الاعمار بالتصفيق والتهليل ثم دخل غبطته والوفد المرافق الى قاعة الكنيسة وهناك رحب به الاب مخلص باسمه وباسم الاب افرام وكادر وابناء التعليم المسيحي بغبطته وحدثه عن فاجعة ألمت بالكادر اثر مقتل احد المعلمين قبل وصول غبطته الى العراق بثلاثة ايام، وهنا توجه غبطته بكلمة عزاء للجميع وشجعهم على الثبات والاستمرار على المداومة في التنشئة المسيحية وبعدها أعطى غبطته البركة الأبوية للجميع.

 ثم         توجه غبطته والوفد المرافق  ليبارك  دار محبة وفرح في نفس الكنيسة الذي تكفل ديوان الوقف المسيحي ببنائه وبمعيته السادة المطارنة والاب افرام والاب مخلص ثم توجه غبطته الى القاعة التحتانية (السرداب) للكنيسة برفقة المهندس خالد وليد مدير المشروع والاستاذ رياض كوركيس والسيد الياس عن ديوان اوقاف المسيحيين للتعرف على سير الاعمال الجارية وهناك ايضا بارك الاعمدة بالماء المبارك وقد استحسن غبطته ما رأى  وشكر الله وجميع القائمين على هذا المشروع والعاملين فيه.

      ظهرا كان لغبطته دعوة على مادبة غداء اقامها نادي الهندية الاجتماعي على شرف غبطته والوفد المرافق وقد وجهت الدعوة كذلك الى نخبة من رؤساء الطوائف المسيحية والاباء الكهنة والاخوات الراهبات  و رجالات الدولة العراقية من نواب ووزراء ومستشارين كما وجهت الدعوة  للسيد المهندس عبدالله النوفلي وعقيلته وقد ألقى السيد واثق هندو رئيس مجلس الإدارة لنادي الهندية كلمة ترحيب وجيزة ثم اهديت لغبطته هدية تذكارية وهي درع تمثل خارطة العراق من الفضة كذلك اهديت لبعض الشخصيات البارزة في الدولة.

   

   عصرا كان لغبطته قداسا في كنيسة مار بهنام الشهيد في منطقة الغدير احتشد فيه أبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية ومختلف الطوائف وكان قداسا مهيبا وعند دخول موكب غبطته إلى الكنيسة استقبل بالتصفيق والتهليل وبعد ختام القداس قدم الحاضرون التهاني لغبطته.

      ثم عاد موكب غبطته الى مطرانية السريان حيث استقبل سعادة السفير البابوي المطران فرنسيس شوليكات كذلك سيادة النائب يونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الأشورية ومسؤول فرع بغداد السيد يوسف خوشابا في نفس الحركة كذلك استقبل سيادة النائب حنين قدو رئيس مجلس الأقليات وممثل الشبك في مجلس النواب.

 

اليوم الثالث، السبت 17 تشرين الأول 2009

 

استهل غبطة أبينا البطريرك  اليوم الثالث لزيارته الراعوية إلى العراق  بزيارة دولة رئيس الوزراء السيد  نوري المالكي برفقة الوفد  المرافق لغبطته وسيادة المطران متوكا راعي أبرشية بغداد . وقد جرى الحديث عن أحوال المسيحيين والمشاكل التي عانوا ولا يزالون  يعانون منها في ظل الأوضاع الحالية.   وتم التأكيد في هذا اللقاء على ان الطائفة المسيحية هي مكون أساسي من مكونات الشعب العراقي ولهم نفس الحقوق والواجبات كباقي العراقيين.

 

في ختام الزيارة قدم غبطته لسيادة رئيس الوزراء أيقونة سيدة النجاة هدية وتذكارا لهذه الزيارة  .

 ظهر هذا اليوم  اقام ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى مآدبة غداء في قاعة نادي المشرق  على شرف الضيف الكريم غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك الكنيسة السريانية الأنطاكية والوفد المرافق له.

       بحضور رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى الاستاذ عبدالله النوفلي على رأس وفد كبير من الديوان تم في كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك في بغداد اليوم افتتاح معهد الكلمة الرعوي الذي اشرف وقام بانجازه كادر الديوان، وذلك بعد القداس الالهي الذي اقامه غبطة البطريرك ما اغناطيوس يوسف الثالث يونان في هذه الكنيسة عصر اليوم مترأسا الوفد الزائر من لبنان وبحضور المطران متي متوكا شابا راعي الابرشية والمطران انطون بلوني والمونسنيور الخوراسقف روفائيل قطيمي النائب العام للابرشية والمونسنيور الخوراسقف بيوس قاشا كاهن الرعية الكنيسة وجمع من الكهنة الأجلاء وحضور كبير من ابناء الرعية.

 

     

 جرى استقبال كبير لغبطة البطريرك الزائر والوفد المرافق له، ثم اقيم القداس الالهي في الكنيسة. تلى القداس كلمة راعي الابرشية مرحبا بغبطة البطريرك والوفد المرافق والحضور الكريم ثم اثنى على دور الديوان في انجاز المشروع، ثم القى رئيس الديوان كلمته معربا عن ترحيبه بالضيوف ومبرزا دور الدولة في رفد وتسهيل مهمة الديوان في انجاز الاعمال التي يقوم بها لمصلحة كل الطوائف.

 

 

اليوم الرابع، الأحد  18 تشرين الأول 2009

 

صباح اليوم  الرابع زار غبطة أبينا  البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية مقر ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى، في رابع يوم من زيارته الى العراق. وكان على رأس مستقلبي غبطته الاستاذ عبدالله النوفلي رئيس الديوان مستصحبا الضيف مع الوفد المرافق الى مقر مكتب رئاسة الديوان، حيث جرى حوار للتعريف بالاعمال والمهام التي يضطلع بها الديوان خدمة لكل الطوائف التي يمثلها والدور الايجابي الذي تقوم به الدولة لرفد وتعزيز اعمال الديوان.

    

 بعدها التقى غبطته في قاعة الاجتماعات الكبرى  بكادر القيادات العليا في الديوان من المدراء العامين ومدراء الاقسام. جرى في اللقاء الترحيب بالوفد الزائر وشرح خلاله السادة المدراء العامون للطوائف دور كل مديرية والاعمال التي تشرف وتقوم عليها. بعدها القى غبطتة كلمة قصيرة اثنى فيها على الاعمال التي ينجزها الديوان وعلى الجهود التي يبذلها منتسبيه خدمة للطوائف كافة.

        في نهاية اللقاء أهدى رئيس الديوان  غبطة البطريرك هدية تذكارية تمثل رموز من تاريخ العراق القديم وحضارته وكذلك أهدى للوفد الزائر بعض الهدايا التذكارية بمناسبة الزيارة.

 

        بعد ختام زيارته الى الديوان توجه غبطة البطريرك مع الوفد المرافق الى دار عنيا لرعاية المسنيين حيث كان في استقباله الأنسة الحان نهاب القائمة على الدار والبنات العاملات فيه، وبعد صلاة قصيرة في غرفة صلوات الدار قام الجميع بجولة على غرف واقسام الدار لزيارة النزلاء جميعا، حيث استقبل الوفد بالزغاريد والورود... وتحدث غبطته مع بعض نزلاء الدار مشجعا اياهم ومنحهم بركته الابوية. وبعد استراحة قصيرة في مكتب الدار تحدث غبطة البطريرك في كلمة موجزة مع كل النزلاء عبر الاذاعة الداخلية للدار وبكلمات يماؤها الايمان والتشجيع والمحبة راجيا للجميع الموفقية ولينعم الله ببركته على النزلاء والعاملين على الدار ويعطيهم القوة والشجاعة للاستمرار بما بدأوا به لخدمة ورعاية المسنيين والمحتاجين الى الرعاية.

      

     بعد ذلك استمع غبطته الى شرح موجز من القائمة على الدار عن تاريخ ومسيرة هذه الفكرة وتطورها والطرق والمصاعب التي واجهتهم وكيف تجاوزوها ورؤيتهم لمستقبل وطموحات  تطوير الدار واهدافه.

    ثم زار غبطته مطرانية المشرق الآشورية حيث استقبل من قبل المطران مار كيوركيس صليوا الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية في العراق والأردن وروسيا في مقره الكائن في بغداد، وقد حضر الاستقبال عدد من الآباء الكهنة الأفاضل.

 

 

  

  بدأ الاستقبال بترتيلة (صلوثخ اون) من جوقة كنيسة مريم العذراء في بغداد. وقد قدم غبطة المطران مار كيوركيس هدية قيمة لغبطة البطريرك عبارة عن مجموعة من الكتب التي تعبر عن تاريخ كنيسة المشرق الاشورية، وفي الختام حث الطرفين على تنافس الكنائس على الخير والسلام في ربوع العالم.

في نهاية اليوم الرابع لزيارته  أقام غبطته قداساً إلهياً في كاتدرائية سيدة النجاة. وبعد القداس استقبل أبناء الرعية في قاعة الكنيسة.

 -----------------------------

اليوم الخامس، الإثنين 19 تشرين الأول 2009

 

صباح هذا اليوم استقبل السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني  غبطة أبينا  البطريرك والوفد المرافق له .

في مستهل اللقاء قدم الوفد الزائر امتنانه للرئيس طالباني على جهوده المستمرة لجمع قلوب العراقيين تحت قيادته الحكيمة ومساندته القوية للأخوة المسيحيين لإقرار حقوقهم وتلبية متطلباتهم المشروعة.

      وأشار الرئيس طالباني إلى أن المسيحيين بطوائفهم كافة مواطنون أصلاء سكنوا العراق منذ آلاف السنين وأسهموا إسهاماً كبيراً في بناء الحضارة العراقية وقدموا خدمات جليلة للعراق ثقافياً وسياسياً واجتماعياً، مؤكداً "إنهم كانوا دائماً طائفة مسالمة ومخلصة وبنّاءة ولهم حقوق تاريخية وسياسية وثقافية في هذا البلد، ولعبوا دوراً كبيراً في الارتباط الحضاري بين الشرق والغرب".

       وشدد فخامته على أهمية دور وحضور المسيحيين في العراق، مضيفاً "القادة السياسيون والحكومة والأحزاب الواعية يدركون أهمية الدفاع عن حقوق المسيحيين كاملة"، مسلطاً الضوء على الجرائم التي ارتكبت ضد المسيحيين ومستنكراً بشدة هذه الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت جميع العراقيين بضمنهم المسيحيين.

      وأبدى الرئيس طالباني دعمه وتأييده المطلق لتحقيق الأهداف والمطالب المشروعة للمسيحيين، مؤكداً أن القيادة السياسية في العراق الجديد وبضمنها القيادة السياسية في إقليم كردستان تتبنى سياسة تصب في مساندة ومساعدة الأخوة المسيحيين واحتضانهم عند تعرضهم لآي خطر يهددهم، والاستجابة إلى مطالبهم المشروعة.

      من جانبه عبَر الوفد الزائر عن امتنانه الكبير للرئيس طالباني لدعمه المستمر المسيحيين في العراق مشيداً بدوره البارز في رأب الصدع وترسيخ الوحدة الوطنية، واهتمامه المباشر بهموم وهواجس المسيحيين.

     وأدلى غبطة البطريرك مار أغناطيوس عقب اللقاء بتصريح صحفي عبّر فيه عن شكره للرئيس طالباني لحسن الاستقبال، قائلاً:"سررنا كثيراً بزيارة فخامة رئيس الجمهورية مع أخوتنا أصحاب السيادة  والوفد المرافق وكنا شديدي الفرح والأمل لأن فخامته يهتم بكل أبناء العراق الحبيب الغالي بمن فيهم المسيحيون".

     وأشار إلى أن المسيحيين لا يطالبون بامتيازات ولكنهم يدعون الحكومة إلى أن تعامل جميع المواطنين بروح المواطنة الصحيحة.

     وأوضح بأنه قد تم التطرق خلال اللقاء بفخامته إلى موضوع هجرة المسيحيين من البلاد، وخطورتها "لأنها تفصلهم عن وطنهم عن أرضهم وقد لا يكون هناك احتمال كبير لعودتهم" مضيفاً أن "فخامته أكد لنا بأنه يشعر معنا بهذه الخطورة وطلب منا أن نشترك معه ومع الحكومة بوضع خطة صحيحة علمية وعملية للتقليل من الهجرة و تشجيع أولادنا المغتربين والمهجرين للعودة إلى أرضهم".

     حضر اللقاء وزير الصناعة والمعادن فوزي حريري وتألف الوفد المرافق من المطران مار أثناسيوس متي متوكه رئيس أساقفة بغداد للسريان الكاثوليك والمطران مار رابولا انطوان بيلوني المعاون البطريركي والمطران مار يوليوس الجميل ميخائيل المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي، والأب حنا ياكو رئيس الرهبنة الأفرامية والأب فراس دردر سكرتير غبطة البطريرك.

 

بعد ظهر اليوم احتفل غبطة أبينا  البطريرك بقداس إلهي، حيث قام برسامة شمامسة من مختلف كنائس الأبرشية. وبعد الإنجيل المقدس ألقى غبطته عظة جاء فيها:

      "فرحكم يتم فينا، وطبعاً تكمل فرحة الرب بخليقته. فإذا عدنا إلى إنجيل يوحنا وفي ذلك الجو الذي قال فيه هذه الكلمات حيث العشاء الأخير في العلية، فكان يسوع يريد أن نبقى فرحين.

    كنيسة اليوم تفرح لأننا نستقبل خَدَمة للمذبح. والشماسية تعني الخدمة. فالمرنّمون والقارئون والرسائليون يقدمون ذواتهم لخدمة مذبح الرب كما يقول مار بولس مثالاً لإخوتكم. الشمامسة هم من الجماعة المسيحية التي توصل ما بين الكاهن مقرّب الذبيحة ومانح الأسرار وبين الشعب المؤمن. الشمامسة يجب أن تنبض حياتهم بالمثل الصادق ويكرموا ويتعبدوا بخشوع على مثال الملائكة وتقواهم. ولكنا نهنئ أحباءنا الشمامسة الجدد وندعو أن يكونوا ودعاء، وأن يعيشوا بنزاهة مهما كثرت المصاعب واشتدت الآلام، ومهما كانت الكنيسة في الضيق والمآسي، كما شهدتم وكنيستكم في السنوات الأخيرة.

       لقد سعدتُ بهذه الزيارة الرائعة لأبرشية بغداد برعاياها الثلاث: كاتدرائية سيدة النجاة ومار بهنام ومار يوسف حيث اشتركنا معاً في ذبيحة القداس ممجّدين الرب ومرنّمين تسابيحه مع القديسين والقديسات الذين تميزت بهم كنيسة العراق.

       كما سعدتُ بلقاء معلّمي التعليم المسيحي في الرعايا الثلاث وبزيارة جماعة محبة وفرح والجماعة التي كرّست نفسها لخدمة إخوتنا المعاقين في بيت عنيا حيث يقمن بالخدمة بروح بطولية للأخوة المنسيين والذين هم بعمر الشيخوخة.

       كما زرنا مراكز التعليم المسيحي ودون شك هناك نشاطات كثيرة نفرح بها لأن الرب يفرح بها ليس فقط تمجده وتمدح اسمه ولكن تكون شاهدة لمحبته ورحمته. دون شك هناك الرهبان والراهبات الذين يقدمون الكثير في خدمة إخوتهم، وهناك الكهنة الذين يضحون في شهادة تكريسهم لخدمة الرب في سر الكهنوت.

       إن هذه السنة مخصصة لكل أحبائنا الكهنة الذين يخدموننا. كل هذه تفرّح قلبنا كما يفرح قلب كهنتكم. نطلب من الرب أن يقوي إيماننا وأن يجعل رجاءنا فعلاً حقيقياً لتشعّ محبتنا، لأن الرب يسوع هو فادي كنيستنا".

 

 

 

 

اليوم السادس، الثلاثاء 20 تشرين الأول 2009

 

صباح هذا اليوم  زار غبطة أبينا البطريرك والوفد المرافق له مندى الصابئة المندائيين في حي القادسية، حيث استُقبل بحفاوة من قبل الشيخ ستار جبار رئيس الطائفة المندائية. وقبل مغادرة غبطته المندى زار أرض التعميد

 

    ثم التقى غبطة أبينا البطريرك كهنة الرعايا الثلاث  في اجتماع خاص لتداول بعض الشؤون التي تخص أبرشية بغداد.

 

و في تمام الخامسة مساءً كان غبطته على موعد مع شبيبة الأبرشية، حيث بدأ اللقاء بعدد من التراتيل الروحيةتخللها تقديم هدية الشبيبة لغبطته وهي عبارة عن خارطة العراق، تلتها كلمة الشبيبة ثم فصل من إنجيل ربنا يسوع المسيح. بعدها ألقى غبطته كلمة للشباب الحاضرين، ثم وُجهت إلى غبطته عدد من الأسئلة من قبل الشبيبة الحاضرة.


     وفي ختام اللقاء رتّل الحاضرون ترتيلة "حبكِ يا مريم" بعدها منح غبطته والسادة الأساقفة البركة الرسولية. ثم التُقطت صور تذكارية للكنائس الثلاث. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اليوم السابع  21 تشرين الأول 2009

 

في تمام التاسعة من صباح يوم الأربعاء، 21 تشرين الأول 2009، غادر غبطة أبينا البطريرك والوفد المرافق له مطرانية السريان الكاثوليك متوجهاً إلى مطار بغداد الدولي حيث يغادر بغداد على متن الخطوط الجوية العراقية متوجهاً إلى شمالنا الحبيب وذلك في تمام الحادية عشرة صباحاً. وقد رافق غبطته سيادة راعي الأبرشية المطران متي شابا متوكه الجزيل الإحترام.

 

     وقد كان في توديعه في مقر المطرانية الآباء الكهنة الأفاضل وعدد من مؤمني الأبرشية الأعزاء الذين تحدث إليهم بكلمة بسيطة عبّر فيها عن عميق شكره وتقديره لأبرشية بغداد السريانية التي استقبلته بكل محبة وفرح ووعدهم بأن زيارته هذه لن تكون الأخيرة إنشاء الله. كما ألقى المونسنيور بيوس قاشا كلمة باللغة السريانية معبّراً فيها عن فرحة القلب بوجود غبطة أبينا البطريرك بيننا، وقال في كلمته:

    جميعنا طلبنا منكم الصلاة لأجلنا، ولكني أقول لكم سنصلّي من أجلكم لكيما يكون الروح القدس معكم في جميع خطواتكم.

     بعدها ودّع الجميع غبطته والوفد المرافق له متمنين لهم رحلة موفقة وداعين لهم بالوصول بالسلامة إلى شمال عراقنا الحبيب

 

إضغط للطباعة