ثم كانت كلمة لسيادة المطران بولس مطر رئيس أساقفة بيروت للموارنة ورئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، فعرض لعمل مجلس الكنائس وأهمية دعمه كشاهدٍ للعمل المشترك بين الكنائس في منطقتنا، متطلّعاً إلى مزيدٍ من التعاون وشبك الأيدي في سبيل الشهادة لإنجيل المسيح.
وتناول الأب عبدو أبو كسم رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام التعريف بمجلس الكنائس والكنائس الأعضاء فيه وأبرز أهدافه، وقدّم المتكلّمين في الندوة تباعاً.
فتحدّث بدايةً غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، معتبراً أنّ رسالة هذا المجلس الفريدة هي في تعزيز التلاقي بين الكنائس المتعدّدة في شرقنا الحبيب، ممّا يسهم في توحيد الصف وتحقيق الدعوة المشتركة للكنائس. وأكّد أنّ هدف المجلس هو تعميق الشركة الروحية بين كنائس الشرق الأوسط وتوحيد كلمتها وجهودها إسهاماً في العمل من أجل وحدة الكنائس، وتأديةً لشهادةٍ إنجيليةٍ حيّةٍ.
وشدّد غبطته على ضرورة توحيد كلمتنا وجهودنا وإعلاء الصوت لإحقاق الحق والدفاع عن الكرامة الإنسانية لجميع المواطنين والمكوّنات، أقلياتٍ كانوا أم أكثريات. وعرض واقع المجلس ومقوّمات استمراريته المرتكزة على توحيد جهود الكنائس الأعضاء خدمةً للعمل المسكوني وتأمين السيولة والدعم المالي اللازم له.
بعده تحدّث نيافة المطران مار ثاوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ممثّلاً العائلة الأرثوذكسية الشرقية، فارتجل كلمةً قدّم فيها عرضاً مسهباً عن مجلس الكنائس، بدءاً بالمرحلة التأسيسية وكيفية انضمام كل الكنائس والعائلات الكنسية إلى المجلس حتى يومنا هذا، مشيراً إلى أنّ كنيستنا السريانية الأرثوذكسية كانت الكنيسة الأولى التي تنضمّ إلى المجلس بعد تأسيسه من قبل العائلة الإنجيلية.
ثم استعرض نيافته واقع عمل المجلس مروراً بمراحل الازدهار والتطوّر ومراحل الركود والضعف، مشدّداً على أهمية توحيد جهود الكنائس لِما فيه وحدة الكلمة والشهادة بأمانة وأصالة، ومعلناً عتزازه بخدمته وعمله في المجلس، سيّما وأنّ نيافته هو العضو الأقدم في المجلس حالياً، وقد رافق ولادتَه ولا يزال يعمل في سبيل نجاحه حتى الآن.
وتكلّم سيادة المطران كوستا كيّال رئيس دير مار الياس ـ شويّا للروم الأرثوذكس، ممثّلاً العائلة الأرثوذكسية البيزنطية، فعرض لتاريخ الإيمان المسيحي الأصيل والمشتركات التي تجمع بين الكنائس كافةً، داعياً الجميع إلى التوحّد ودعم مسيرة المجلس ليعزّز الشهادة المشتركة للمسيحيين في الشرق.
وألقى القس حبيب بدر كلمة العائلة الإنجيلية، فألقى الضوء على أبرز مراحل عمل المجلس ودور العائلة الإنجيلية فيه، مؤكّداً على ضرورة تنسيق العمل بين الكنائس ودعم أمين عام المجلس الجديد وجميع العاملين معه لينهض المجلس في مسيرة عملٍ دؤوب وسعيٍ حثيث بغية الوصول إلى الوحدة المنظورة لكنيسة المسيح.
وكانت كلمة الختام للأب بول روحانا الأمين العام الجديد للمجلس، فشكر المتكلّمين جميعاً، طالباً أن يصلّوا من أجله حتى يأخذ الله بيده في خدمة المجلس، فينمو ويزدهر معزّزاً التلاقي والأخوّة بين الكنائس. كما وضع نفسه بتصرّف رؤساء المجلس وأعضاء لجنته التنفيذية للاستماع إلى توجيهاتهم وآرائهم والعمل بها لِما فيه خير المجلس.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ تلفزيون التيلي لوميير وفضائيته نورسات قد نقلا وقائع هذه الندوة مباشرةً على الهواء، كما سجّلتها معظم وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في لبنان.
|