الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
النص الكامل لموعظة غبطة أبينا البطريرك في قداس عيد مار أفرام واختتام سنة اليوبيل الخمسين لجمعية الراهبات الأفراميات

 
 

    ننشر لكم فيما يلي النص الكامل لموعظة غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان خلال قداس عيد مار أفرام واختتام سنة اليوبيل الخمسين لجمعية الراهبات الأفراميات ـ بنات أمّ الرحمة، مساء السبت 25 شباط 2012، في كنيسة الدير الأم للراهبات الأفراميات ـ بطحا ـ حريصا:

أصحاب السيادة رؤساء الأساقفة والأساقفة

قدس الآباء والأمهات رؤساء ورئيسات الرهبانيات

حضرات الآباء الكهنة والإخوة الرهبان والراهبات والشمامسة الإكليريكيين، والمؤمنين المباركين،

"فكونوا أنتم كاملين، كما أنّ أباكم السماوي كامل" (متى 5: 48)

        نجتمع اليوم في هذا المكان المقدس، هذا الدير، الدير الأم لراهباتنا الأفراميات ـ بنات أمّ الرحمة، لنبتهج سويةً ونفرح بالرب ونحن نحتفل بعيد شفيع الرهبانية، بل شفيع كنيستنا السريانية، القديس أفرام، هذا الراهب الشماس، ابن نصيبين، وتلميذ أسقفها القديس يعقوب، الذي كان مثالاً يُحتذى للرهبان والمكرّسين من أبناء الكنيسة وبناتها في الحياة والفضيلة.     

        في موعظته على الجبل، يتناول الرب يسوع مواضيع تجسّد شريعة المحبة، فهو يدعو المؤمنين به إلى عيشها وجعلها منهاجاً يسيرون بمقتضاه لينموا ويبلغوا إلى ملء قامة المسيح.

       

        لا شك أنّ الكمال دعوة مقدسة، والدرب المؤدي إليه محفوف بالمخاطر وتكثر فيه الأشواك، فيما تقلّ الورود والرياحين.

        من هنا أهمية عيش المحبة مع الجميع، المحبة التي تفوق كل شيء و"تعذر كل شيء وتصدّق كل شيء وترجو كل شيء وتتحمّل كل شيء" (1 كور 13: 7).

        وها نحن اليوم في زمن مقدس، هو زمن الصوم، فيه تهيّئ لنا أمنا الكنيسة الأجواء الروحية العابقة بالتشجيع على التوبة وعيش المحبة والتسامح، في مسيرة هي أشبه برياضة روحية تقودنا في آخر المطاف نحو القيامة، القيامة التي تجدّدنا وتؤهّلنا لقبول نعمة ربنا وإلهنا وقوته، فتستقر فينا وتحيا معنا. وخير مشجّعٍ ومرشدٍ لنا في هذا الإطار، القول الشهير للقديس أوغسطينوس: "خلقتنا يا رب، ولن يهدأ قلبنا حتى يستريح فيك".

 

        أيها المبارَكون 

        إنّ القديس أفرام، المشرقي الأصل والجذور، أضحى ملفان الكنيسة الجامعة قاطبةً، شرقاً وغرباً، كما أعلنه قداسة البابا بندكتوس الخامس عشر عام 1920.

        لم يكتفِ بالعيش كراهبٍ ناسك وزاهد، بل إلى جانب تمسّكه بالحياة الرهبانية ومبادئها ونذورها، الطاعة والعفة والفقر الاختياري، نزل إلى ميدان العمل الرعوي وراح يؤمّن المساعدات للمعوزين ويداوي المرضى، حتى أصيب بالعدوى ورقد بالرب.

        ولعلّ من أبرز أعماله الرعوية، أنه كان أوّل من أسّس جوقةً من البنات للترنيم في الكنيسة، فأعطى المرأة حقها، وجعلها في مصاف الرجل في الكرامة والعطاء.

        رسالة مار أفرام إذاً، هي رسالة الرهبانية في كل زمان ومكان، وهي ليست فقط بالانعزال عن العالم والانفراد للصلاة والعبادة، ليكون الراهب بصلاته قوةً وراء الكنيسة، بل رسالة الرهبانية هي أيضاً، فوق كل ذلك، نشر البشارة الإنجيلية بالفكر والقول والفعل. فيُضحي الرهبان والراهبات قوةً في قلب الكنيسة.

        من هنا، نتوجّه إلى الرهبان والراهبات، بل إلى جميع المكرّسين والمكرّسات، ونحثّهم أن يقتدوا به، فيضحّون بأنفسهم ليرثوا الحياة الأبدية، وينالوا الملكوت السماوي.

 

        أحبائي

        في هذا اليوم المبارك، نُحيي معاً ذكرى محبّبة جداً، هي اختتام السنة اليوبيلية الذهبية لإحياء جمعية الراهبات الأفراميات ـ بنات أمّ الرحمة، فنترحّم على نفس المؤسِّسة الأمّ سانت أود والأخوات المنتقلات إلى السماء على رجاء القيامة، سيّما الأختين الشابتين نسرين زاكي وفيما قيفرلق اللتين رقدتا بالرب منذ نيّفٍ وثلاثة أشهر. ونضرع إلى الرب الإله أن يمدّ هذه الرهبانية بدعواتٍ صالحة بحسب قلبه تعالى. ونحن على يقينٍ بأنّ الذي بدأ العمل هو أمينٌ أن يكمّله ويتمّمه، وأن يتعهّد هذه الكرمة وينميها، لأنّ يمينه قد غرستها.

        نهنّئ راهباتنا الأفراميات بشخص الرئيسة العامة الأم ماري برنار حداد، وكل الأخوات المنتشرات في لبنان وسوريا والعراق، ونتمنى لهنّ دوام النجاح والتألّق في خدمة الكنيسة السريانية المقدسة وفي رسالتهنّ الإنسانية السامية، فيمجّدنَ اسم الرب القدوس ويترنّمنَ بحمده على الدوام.

        نشكركم جميعاً لحضوركم ومشاركتكم، ونخصّ بالشكر تلفزيون Tele Lumiere – Noursatالذي يغطّي وينقل وقائع هذا القداس وهذه المناسبة، ونتمنى له الازدهار والتقدّم.

        في الختام، نصلّي إلى الثالوث الأقدس كي يبارككم جميعاً، بشفاعة القديسة مريم العذراء أمّ الرحمة ومار أفرام وجميع القديسين والقديسات، آمين.

 

 

 

  

 

إضغط للطباعة