الرقم: 33/2012
التاريخ: 18/3/2012
أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع المقدس
للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجزيلي الاحترام
بعد المعانقة الأخوية وإهدائكم المحبة والسلام بالرب يسوع فادينا ومخلّصنا نقول،
تلقّينا النبأ الحزين بانتقال قداسة المثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى الخدور السماوية، ملبّياً نداء الرب إلى فرح ملكوته، مردّداً: "جاهدتُ الجهاد الحسن، أكملتُ السعي، حافظتُ على الإيمان، وقد أُعدّ لي إكليل البر الذي يجزيني به الرب الدّيان العادل في ذلك اليوم، لا وحدي، بل جميع الذين اشتاقوا ظهوره" (2 تيم 4: 7 و8).
أجل، لقد كان المثلث الرحمات مثالاً للإيمان بربه وقدوةً للمؤمنين بالصوم والصلاة والالتزام الكنسي في أحلك الظروف وأقساها شدةً، وجاء انتقاله إلى السماء في وقتٍ تمر منطقة الشرق الأوسط عامةً ومصر خاصةً بأزمنة صعبة، وهو المعروف بمحبته لوطنه وشعبه. وقد دبّر شؤون الكنيسة القبطية برعاية صالحة وعناية أبوية، مولياً الوعظ والإرشاد أهمية كبرى، مخلّفاً أرثاً ضخماً من كتب ومحاضرات ومقالات.
واليوم، إذ يعزّ علينا رحيل هذا الراعي الصالح، نتوجّه إليكم جميعاً وإلى أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبناتها في العالم بأحر التعازي باسمنا الشخصي وباسم إخوتنا الأجلاء آباء المجمع السرياني الأنطاكي المقدس، سائلين ربنا يسوع المسيح، "القيامة والحياة"، أن يتغمّد روحه بمراحمه الواسعة ويهبه إكليل البر، ويسكب على قلوبكم جميعاً بلسم العزاء بفيض نعمه وبركاته، وليكن ذكره مؤبّداً.
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الأنطاكي |