وخلال الرتبة، تليت الترانيم والصلوات والابتهالات بلحن الآلام باللغة السريانية مع أبيات مترجمة إلى العربية، ثم قراءات من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.
وبعد أن قرأ غبطة أبينا البطريرك الإنجيل المقدس، ألقى سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى موعظة الآلام، تأمّل فيها بمسيرة الصوم كجحٍّ إلى الفصح والقيامة، من خلال حادثة دهن امرأة ليسوع بالطيب في بيت عنيا، خاتماً موعظته بالتأمل بمثال بطرس الذي بعد أن عاهد يسوع بالبقاء معه، تركه وحده، وصلت به الأمور إلى حدّ إنكار يسوع ثلاث مرات، ولكنّه ندم لاحقاً عندما التقت عيناه بيسوع.ومن عيني يسوع استرجع النور وبنى ثقته من جديد، بل بنى حياته من جديد، متمنياً أن يكون بطرس مثالاً لنا في الأمانة للمسيح يسوع.
وبعد الموعظة، أدّى صاحب الغبطة السجود للصليب على أنغام ترتيلة ܣܓܕܝܢܢ ܠܨܠܝܒܐ(سوغدينان لصليبو): "فلنسجد للصليب الذي به نلنا الخلاص، ومع لص اليمين نهتف: أذكرنا في ملكوتك".
ثم أدّى الأساقفة والكهنة السجود عينه كلٌّ بدوره. وبعدئذٍ طاف غبطته يحيط به الأساقفة والكهنة والشمامسة داخل الكاتدرائية وفي باحتها، ليعودوا إلى أمام المذبح حيث جرى تحنيط جسد المصلوب بالطيوب والحنوط، ووضعه غبطته في موضع مخصّص للدفن تحت المذبح الرئيسي.
ثم خُتمت الرتبة بتراتيل وطلبات الآلام، في حين تقدّم المؤمنون لتقبيل الصليب المقدس، وأخذوا بعض الورود من نعش المصلوب للبركة.
|