في بداية الذبيحة الإلهية، ألقى سيادة المطران أنطوان بيلوني كلمة أشار فيها إلى عمل أمنا مريم العذراء في حياتنا، وأهمية التشفع بها وطلب بركتها على الدوام.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية تناول فيها صفات العذراء مريم والدة الإله والدائمة البتولية، فهي التي قبلت البشرى السارة "بتواضع واستسلام كلي لمشيئة الله"، فأنعم الله عليها أن تصبح والدةً للكلمة الأزلي وباباً للخلاص، "إذ بفعل طاعتها وتواضعها، رفعها الله إلى أسمى مقام جاعلاً إياها المطوَّبة في كل الأجيال".
وأشار غبطته إلى بعض النبوءات من العهد القديم والتي تشير وترمز إلى العذراء مريم، مشدّداً على ضرورة إكرامها والتشفّع بها حسبما يوصي آباء كنيستنا السريان، وكما تعلّم الكنيسة الجامعة.
وفي ختام موعظته، تضرّع غبطته إلى العذراء مريم أمّنا أن ترمق بحبها الوالدي لبنان وبلاد الشرق التي تعاني وآلاماً واضطراباتٍ، بل العالم بأسره، فتتشفّع فينا جميعاً عند ابنها الوحيد الحبيب، حاثّاً المؤمنين على التوجّه إليها بصلاة حارة كي تطلب إلى ابنها أن "يحمي عائلاتنا من كل خطر ويبعد عنها شر التفكّك والانقسام، ويزيّنها بفضائل المحبة والنقاء، ويجمع شملَ أفرادها حسب قلب أمه مريم الطاهر، الذي له نكرّس ذواتنا وعائلاتنا ورعايانا وأبرشياتِنا ووطننا وشرقنا".
وبعد المناولة، جرى تكريس عدد من الرعايا من مختلف المناطق اللبنانية للتشفّع بالعذراء مريم، ثم منح غبطته البركة الختامية بأيقونة العذراء مريم سيدة لبنان.
|