|
نص رسالة غبطة أبينا البطريرك:
الرقم: 79/2012
التاريخ: 7/6/2012
سيادة أخينا الحبر الجليل مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي السامي الاحترام
وحضرة الأب الفاضل بيوس عفّاص كاهن رعية مار توما في الموصل
والمسؤول العام عن جماعة كهنة يسوع الملك المحترم
تحية محبة وسلام بالرب يسوع مثالنا الأسمى في الحياة المكرّسة للخدمة الكهنوتية،
بفرح بالغ نكتب إليكما لنهنّئكما بمناسبة احتفالكما بيوبيلكما الكهنوتي الذهبي، وقد تسلّمنا الدعوة للمشاركة في هذه المناسبة المحبّبة. فسررنا وقدّمنا الشكر للعزّة الإلهية معتذرين لعدم تمكّننا من مشاركتكما في الفرحة في أرض الرافدين الطيّبة، ونحن بانتظاركما هنا في لبنان لنحتفل سويةً بيوبيلكما في شهر تموز المقبل.
لدى استعراضنا محطات حياة كلٍّ منكما، نجد العطاء الثرّ الذي لا يعرف حدوداً والبذل الذي لا نهاية له. ولا غرو، فحياتكما ذاخرة بالأعمال الجليلة، من راعوية وروحية وثقافية واجتماعية وعمرانية، وبخاصة على صعيد الإعلام ونشر الكلمة بكل ما جاد به الله عليكما من مواهب سخّرتُماها لتمجيده وبنيان كنيسته المقدسة.
لقد انخرطتُما في جماعة كهنة يسوع الملك حيث عزّزتُما مع بعض زملائكما حياتكم الروحية وفق روحانية إنجيلية بهدف التعاون على الأمانة لالتزامات كهنوتكم. كما خدمتُما النفوس التي أوكلت إلى رعايتكما، وبخاصة فئة الشباب. وأقمتُما المحاضرات والندوات وقدّمتُما لهم الإرشاد والتوجيه. أما عن عملكما في الإعلام، فالجميع يعلم أنكما أسّستُما مجلة "الفكر المسيحي" ورفدتُماها بعصارة فكركما وعلمكما، فأضحت من المجلات الرائدة في نشر الإيمان المسيحي، حتى تسلّمتُما الميدالية الذهبية من الاتحاد الكاثوليكي الدولي للصحافة تقديراً.
وقد ألهم الله آباء سينودس كنيستنا السريانية، فانتخبوا سيادة المطران جرجس رئيساً لأساقفة الموصل، وبذل كل ما في وسعه لرعاية هذه الأبرشية العريقة والحفاظ على الإيمان، حتى غدا معترفاً ومثالاً للمؤمن الحقيقي والراعي الصالح. وقد دعوناه بموافقة آباء السينودس ليضحي معاوناً بطريركياً في بيروت. أما الأب بيوس فتابع خدمته في الموصل حيث لا يزال يخدم بهمّة وغيرة بالرغم من كل التحديات والمعانيات.
إننا فيما نقدّم لكما أحر التهاني بمناسبة يوبيلكما الكهنوتي الذهبي، وقد اتخذتُما شعاراً مشتركاً "وعينُه علينا طوال أيام حياتنا" (لوقا 1: 35)، نشكره تعالى لما حباكُما من نِعَم ومواهب، متاجرَين بالوزنات التي أودعكما إياها بكل تضحية وتفانٍ وأمانة وإخلاص. كما ندعو لكما بالعمر الطويل مقروناً بالصحة والعافية والمزيد من العطاء، فبكما نفتخر ونعتز، وبأمثالكما تزدهر الكنيسة وتنمو الثمار ثلاثين وستين ومئة.
نختم بإهدائكما مع جميع الأهل والمحبّين والمشاركين بركتَنا الرسولية، وإلى سنوات مديدة في خدمة الرب وكنيسته المقدّسة، تحت حماية والدة الله مريم العذراء وبشفاعة القديسين والشهداء، والنعمة معكم.
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الأنطاكي
|
