وبعد الإنجيل المقدس، ألقى غبطته موعظة شدّد فيها على ضرورة الاتكال على الله ومحبته والتمسّك بالالتزام بعيش النذور الرهبانية الثلاث الطاعة والعفة والفقر الاختياري وفق ما تقتضيه المشورات الإنجيلية، مهنّئاً الراهبات بالرياضة السنوية والمجمع، وشاكراً الأب مالك بو طانيوس الذي رافقهنّ بإلقاء مواعظ الرياضة.
وفي نهاية القداس، قدّم غبطته لكلٍّ من الأم الرئيسة والأخوات الراهبات هدية تذكارية هي نسخة من الإنجيل المقدس طُبعت حديثاً بطبعة مشتركة للكنائس كلها.
ثم تشارك غبطته مع الراهبات مائدة الفطور.
وفي مساء اليوم نفسه، عقدت الراهبات مجمعهنَّ السنوي العادي لمتابعة أمور البيوت والإرساليات العائدة للرهبانية والمنتشرة في لبنان وسوريا والعراق، واستمرت أعمال المجمع ثلاثة أيام.
وكان غبطته قد وجّه إلى الراهبات رسالة أبوية بهذه المناسبة، فيما يلي نصها:
الرقم: 97/2012
التاريخ: 6/7/2012
حضرة الأم الرئيسة ماري برنار حداد
والمدبّرات ومجلس الشورى وجميع الأخوات الراهبات الأفراميات الفاضلات بنات أم الرحمة
النعمة والمحبة والسلام بالرب يسوع، وبعد،
نكتب إليكنّ لنهنّئكنّ بمناسبة التئام مجمعكنّ العام السنوي بعد الخلوة الروحية والرياضة التي اعتدتنّ على تنظيمها سنوياً.
نشكر الله الذي يسدّد خطاكنّ على الدوام ويُنجح مساعيكنّ للعيش بحسب المشورات الإنجيلية، في خضمّ التحدّيات التي يجابهها عالم اليوم، مثمّنين جهود الأب مالك بو طانيوس الذي رافقكنّ في رياضتكنّ لهذا العام. ونحن نعلم أنّ الرياضة والمجمع يحلان في ختام سنة عانت فيها رهبانيتكنّ الآلام والأحزان بخسارة ثلاث من أخواتكنّ الراهبات، نذكر منهنّ خاصةً الأختين المرحومتين نسرين زاكي وفيما قيفرلق اللتين انتقلتا إلى ملكوت الآب السماوي إثر حادثٍ مفجع هزّ الرهبانية وجميع الأهل والمحبين.
إننا نستلهم الروح القدس كي يكون مرشدكنّ ومعزّيكنّ ومدبّركنّ في مجمعكنّ، لما فيه خير رهبانيتكنّ في حقول خدمتها كافةً، من تنشئة رهبانية وخدمات اجتماعية ورسالات، فتأتي قراراتكنّ الإدارية والروحية والعملية متجانسةً مع جوهر الدعوة التي دعاكنّ الرب إليها، ألا وهي حمل الصليب واتّباع المعلّم الإلهي واقتفاء أثره بالمحبة والخدمة والتضحية ونكران الذات، بأمانة وإخلاص لأمّنا الكنيسة السريانية المقدسة، تحت حماية والدة الإله العذراء مريم أمّ الرحمة، وبشفاعة شفيع رهبانيتكنّ القديس مار أفرام وجميع القديسين والشهداء.
ويطيب لنا أن نمنحكنّ ورهباتيتكنّ بركتنا الرسولية عربون محبتنا الأبوية.
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الأنطاكي
|