كما شكر المطران توريني غبطته لتلبيته الدعوة لزيارة روكامادور، مؤكّداً ما قاله سلفه المثلث الرحمات المطران كيدون الذي عقد التوأمة مع المثلث الرحمات البطريرك الكاردينال مار اغناطيوس موسى الأول داود، إذ ورد في وصية المطران كيدون بأنّ هذه التوأمة هي منبع غنىً للكنيستين وفرصة للتبادل العميق روحياً وثقافياً بينهما.
وأفصح المطران توريني لغبطته عن أمنيته بأن يأتي كاهن من الكنيسة السريانية الأنطاكية إلى معبد سيدة روكامادور، ليعمل مع إخوته اللاتين لمجد الرب وإكرام أمّه وأمّنا مريم العذراء، خاتماً كلمته بالتعبير عن فرحه العارم بوجود غبطته ومرافقيه ومشاركتهم في هذه المناسبة، ممّا يجعلنا ندخل في فرح الرب يسوع الذي يجمعنا ويوحّدنا.
وبعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران توريني أيضاً موعظة روحية تناول فيها موضوع الدعوة والتكرّس الكلّي للرب، وأهمية الالتزام بُغية خلاص النفوس وخدمة الآخرين. (وسنقوم بنشر النص الكامل لكلٍّ من الكلمتين اللتين ألقاهما المطران توريني بهذه المناسبة في موقع البطريركية لاحقاً).
وقبل نهاية القداس، أنشد المطران أنطوان بيلوني ترنيمة "ܬܰܘ ܢܺܐܡܰܪ ܛܽܘܒܶܝ̈ܗ̇""تاو نيمار طوبيه" (تعالوا نمدح العذراء مريم ونكرّمها) بصوته الشجي باللغة السريانية.
ثم ألقى غبطة أبينا البطريرك كلمة شكر فيها المطران توريني على محبته وعلى كلمات الترحيب، واعداً بمتابعة التنسيق والعمل المشترك بين بطريركية السريان الأنطاكية ممثّلةً بدير سيدة النجاة ـ الشرفة ومعبد سيدة روكامادور. وهنّأ غبطته الأختين النادرتين الجديدتين والأخوات اللواتي يحتفلنَ بذكرى خمسين أو ستين سنة لإبراز نذورهنّ المؤبّدة، متمنّياً لهنّ جميعاً ولرهبانيتهنّ دوام النجاح والنموّ والازدهار بدعوات بحسب قلب الرب.
وبعد البركة الختامية التي منحها غبطته يشاركه الأساقفة، هنّأ غبطته والوفد المرافق الراهبات، ثم تناولوا طعام الغداء على مائدة الدير بمشاركة الأساقفة وجموع من المؤمنين، ومن بينهم أهالي وذوي الراهبات. وبعد الغداء، ودّع سيادة المطران توريني غبطتَه ومرافقيه، واعداً بزيارة لبنان ودير الشرفة في أقرب فرصة ممكنة، لمتابعة توطيد العلاقات والتنسيق بين الدير ومعبد سيدة روكامادور.
ثم غادر صاحب الغبطة والوفد المرافق عائدين إلى الفندق حيث يقيمون في روكامادور، ليسافروا من هناك براً بالباص في تمام الثالثة والربع بعد الظهر إلى بلدة بلّوك. فوصلوا إلى مقر إقامتهم في مركز رئاسة الرهبانية البندكتية في بلّوك Abbaye Notre Dame de Bellocفي تمام الثامنة والنصف مساءً.
وبعد تناول طعام العشاء، خلد الجميع إلى الراحة والهدوء بعد يوم طويل من النشاط والسفر، هذا وسيبقى صاحب الغبطة والوفد المرافق في بلّوك حتى قبل ظهر يوم الإثنين 30 تموز.
والجدير بالذكر أنّ هذا المقام يحتلّ مكانة مميّزة لدى بطريركيتنا السريانية الأنطاكية، للعلاقة الوطيدة معه، والتي تجسّدت بدوره الفاعل والجوهري في تأسيس إكليريكيتنا السريانية، إكليريكية مار أفرام ومار مبارك في القدس، والتي فيها درس عدد كبير من مطارنة كنيستنا السريانية وكهنتها، منهم على سبيل المثال سيادة المطران مار رابولا أنطوان بيلوني.
|