اليوم السابع: الأحد 29 تموز:

    في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأحد 29 تموز، ترأس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الذبيحة الإلهية في الكنيسة الكبرى في مركز رئاسة الرهبانية البندكتية في بلّوك Abbaye Notre Dame de Belloc، يحيط به سيادة المطران أنطوان بيلوني، وحضرة الخوراسقف إيلي حمزو، والآباء الكهنة، والرهبان البندكتيون والراهبات البندكتيات، وقد احتفل بالقداس الرئيس العام الأباتي جاكL’Abbe Jacques، الذي ألقى كلمة بعد الإنجيل المقدس تحدّث فيها عن معجزة إشباع خمسة آلاف رجل بخمس خبزات وسمكتين التي اجترحها الرب يسوع، والمعاني الروحية السامية لهذه الأعجوبة، مركّزاً على الأمانة للرب يسوع والتسليم الكلي لمشيئته والاتكال عليه دائماً.

    كما رحّب بغبطة أبينا البطريرك والوفد المرافق، معرباً عن فرحه مع جميع الرهبان والراهبات بزيارة غبطته ومرافقيه، هذه الزيارة التي تهدف إلى إعادة إحياء العلاقات بين البطريركية السريانية والرهبان البنديكتان في بلّوك.

    وخلال القداس الذي احتُفل به بحسب الطقس اللاتيني وحضرته جموع غفيرة من المؤمنين، سيّما مجموعة من الشبّان والشابّات من الكشاف المحلّي في مدينة بايونّ Bayonneالمجاورة، أدّى سيادة المطران أنطوان بيلوني الإنجيل المقدس بحسب الطقس السرياني، ونشيد "ܩܰܕܺܝܫ" "قاديش" (قدّوس) باللغة السريانية بصوته الجميل العذب.

    وفي ختام القداس، ألقى صاحب الغبطة كلمة عبّر فيها عن اعتزازه مع الوفد المرافق بزيارة الرهبانية البندكتية في بلّوك، مستذكراً فضل هذه الرهبانية في تأسيس إكليريكيتنا البطريركية باسم إكليريكية مار أفرام ومار مبارك في القدس وتعليم وتنشئة الطلاب الإكليريكيين مع بداية القرن العشرين، قبل أن تنتقل لاحقاً في خمسينات القرن عينه إلى دير الشرفة في لبنان.

    وتوجّه غبطته بالكلام إلى الشبّان والشابّات حاثّاً إيّاهم على الاستمرار والثبات بمحبة الرب يسوع كمثال أسمى في حياتهم ومخلّص لهم،وعبادته بالروح والحق، طالباً من الجميع أن يصلّوا كي يُحلّ الله أمنه وسلامه في شرقنا الحبيب الذي يعاني الاضطرابات والآلام بخاصة في سوريا والعراق والأراضي  المقدسة ولبنان.

    ثم منح غبطته الجميع البركة الختامية، ودوّن غبطته وسيادة المطران أنطوان بيلوني كلمة في السجلّ الذهبي تؤرّخ هذه الزيارة التاريخية. وقد شاهد صاحبا الغبطة والسيادة مع الرئيس العام بعض الصور التي تؤرّخ الزيارة التي قام بها المثلّث الرحمات المطران زكريا ملكي إلى بلّوك.

    أما فترة بعد الظهر، فكانت مخصّصةً للراحة والاختلاء للصلاة والتأمّل، وكذلك الاستجمام في ظلّ الطبيعة الرائعة والخلابة في بلّوك. وقد أمضى غبطته ومعظم أعضاء الوفد وقتهم في بلّوك، أما البعض الآخر فذهب بالسيارة إلى إسبانيا المحاذية حدودها لهذه المنطقة، وزاروا كنيسة سانت إيتيان وأمضوا بضع ساعات في ذلك البلد الجميل ليعودوا مساءً إلى بلّوك وينضمّوا إلى غبطته وباقي أعضاء الوفد.

    وعند الساعة الثامنة والنصف مساءً، عقد صاحب الغبطة لقاءً عاماً مع رئيس ورهبان بلّوك البنديكتان في إحدى القاعات، بحضور سيادة المطران أنطوان بيلوني. وخلال اللقاء تحدّث غبطته عن تاريخ الكنيسة السريانية ولغتها المقدسة التي هي لغة الرب يسوع ووالدته ورسله.

    ثم تناول غبطته موضوع العلاقات الوطيدة التي تجمع كنيستنا السريانية برهبانية بلّوك البنديكتية، والفضل العميم للرهبان البنديكتان في تأسيس إكليريكية مار أفرام ومار مبارك العائدة لبطريركيتنا في القدس، وفي الإشراف على إدارتها وتنشئة طلابها روحياً وثقافياً، منذ بدايات القرن العشرين حتى الخمسينات منه.

    كما تطرّق غبطته إلى الأوضاع المضطربة والمصاعب والمعانيات التي يتكبّدها كثيرون من أبناء كنيستنا وبناتها وإخوتهم من الكنائس الأخرى في بلادنا الشرقية، سيّما في سوريا والعراق ولبنان، طالباً من الرهبان أن يصلّوا دائماً من أجل الأمن والسلام في الشرق.

    بعدئذٍ خلد الجميع إلى الراحة والنوم استعداداً لليوم التالي الحافل، إذ سيتوّج غبطته والوفد المرافق زيارة الحجّ هذه بزيارتهم مدينة لورد لمدة يومين.