أنا جدّ شاكر لغبطة البطريرك نرسيس بيدروس على دعوته هذه، ولكلّ ما تفضّل بقوله لي، كما أنني ممتنٌّ لرئيس هذا المقام، وأحيّي جميع المدعوين.
بفضل العناية الإلهية، تمكّنّا من أن نلتقي في مقام بزمّار هذا الذي هو رمز للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية. إنّ الراهب أغوب المسمّى "ميغابارت" (أي الخاطئ) هو مثالٌ للصلاة وللتجرّد عن الأشياء المادية وللإخلاص للمسيح المخلّص. منذ 500 عام، طبع "كتاب الجمعة" مشيّداً بذلك جسراً بين الشرق المسيحي والغرب المسيحي. نستطيع أن نتعلّم في مدرسته معنى الرسالة وجرأة الحقيقة وقيمة الأخوّة في الوحدة.
وبينما نحن على وشك استعادة قوانا من خلال هذه المائدة التي تمّ تحضيرها بمحبّة وكرم، يذكّرنا الراهب هاغوب أيضاً بضرورة أن يسكن العطش الروحي والبحث عن العليّ في قلوبنا، لأنّه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (متى 4: 4).
أصدقائي الأعزاء، بشفاعة الرسولين برثلماوس وتداوس وشفاعة القديس غريغوريوس المنوّر، نطلب من الرب أن يبارك الجماعة الأرمنية التي عانت كثيراً طوال العصور، وأن يبعث فعلةً لحصاده وقديسين قادرين على تغيير واجهة مجتمعاتنا وعلى شفاء القلوب الميتة ومنح الأمل والشجاعة والرجاء للبائسين، وكلّ ذلك بواسطة المسيح. شكراً.
|