إنّ زيارتكم الرسولية إلى الشرق الأوسط في زمنٍ تعيش فيه المنطقة تحوّلاتٍ جذريةً تهدّد أمنها واستقرارها، تحمل الكثير من الأمل. إنّ زيارتكم مكمّلة لإعلانكم النبوي العام 2009 عن انعقاد جمعية خاصة بسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط، والتي تركّز على الوجود المسيحي، وشهادة المسيحيين ورسالتهم في هذه المنطقة. لقد أدخلها السينودس في قلب "الربيع الروحي المسيحي"، والذي نعتبر أنّ العناية الالهية أرادته كمقدّمة للربيع العربي المنشود.
مع قداستكم نصلّي، كي تؤدّي هذه الأحداث الدامية والتضحيات إلى ولادة هذا الربيع. لا شك في أنّ الارشاد الرسولي الذي سوف تسلّمونه رسمياً خلال الذبيحة الافخارستية، سوف يرسم لكنائسنا خارطة طريق نحو هذا الربيع.
أيها الأب الأقدس،
إنّ زيارتكم هي صمّام أمان في زمن يشعر فيه المسيحيون بعدم الاستقرار، ويقاومون بإخلاص للوعود التي قطعوها خلال عمادتهم، لكي يؤكّدوا تجذُّرهم بهذه الارض رغم التحدّيات الكبيرة. إنّ المسيحي قوي بنعمة المسيح المخلّص. اليوم قداستكم تحملون من لبنان إلى الشرق الأوسط، رجاء المسيح والدعوة إلى السلام، فليستجب الله القدير نياتكم المقدسة والنبيلة التي سوف تحملونها إلى المسيح خلال هذه الذبيحة الافخارستية. فليتمجّد اسم يسوع المسيح.
|