فيما يلي النص الكامل للبيان الخامي للسينودس:
البيان الختامي
لمجمع الكنيسة السريانية الأنطاكية الكاثوليكية
دير الشرفة من 17 - 21 أيلول 2012
عقد أساقفة الكنيسة السريانية الأنطاكية الكاثوليكية مجمعهم السنوي في المقر البطريركي الصيفي، في دير الشرفة – درعون (لبنان) في الفترة من 17 – 21 أيلول 2012، برئاسة صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، ومشاركة كل من السادة الأساقفة: مار أثناسيوس متى متوكا رئيس أساقفة بغداد سابقاً، مار رابولا أنطوان بيلوني المعاون البطريركي سابقاً، مار يوليوس ميخائيل الجميل المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي للسريان الكاثوليك في أوربا الغربية، مار فلابيانوس يوسف ملكي المعاون البطريركي سابقاً، مار غريغوريوس الياس طبي رئيس أساقفة دمشق، مار اقليميس يوسف حنوش مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، مار يعقوب بهنان هندو رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، مار ثيوفيلوس جرجس كساب رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، مار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن، مار ايونيس لويس عواد المطران الأكسرخوس لفنزويلا سابقاً، مار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيدة النجاة في الولايات المتحدة وكندا، مار يوحنا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، مار أفرام يوسف عبا رئيس أساقفة بغداد، مار يوحنا جهاد بطاح النائب البطريركي لأبرشية بيروت البطريركية، الخوراسقف يوسف صاغ النائب البطريركي في تركيا، والخوراسقف سولاقا اسطيفو زكريا النائب البطريركي في البصرة. وقد تغيّب عن الحضور غبطة البطريرك السابق مار اغناطيوس بطرس الثامن عبد الأحد، ومار طيموثاوس حكمت بيلوني المطران الأكسرخوس لفنزويلا.
سبقت الإفتتاح الفعلي للمجمع جلسة رسمية خاصة مع غبطة كاثوليكوس الكنيسة السريانية الملنكارية الكاثوليكية الشقيقة في الهند، موران مور باسيليوس اقليميس، برئاسة غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وحضور آباء مجمعنا والمطران مار أبراهام يوليوس من الكنيسة الملنكارية. وهذه أول مرة في التاريخ يحضر فيها رئيس الكنيسة الملنكارية الكاثوليكية جلسة سينودسية للكنيسة السريانية الأنطاكية الكاثوليكية. مما يفتح آفاقاً جديدة من التعاون والتنسيق بين الكنيستين الشقيقتين. وقد افتتح المجمع الحالي بقداس مشترك في كنيسة دير الشرفة ترأسه صاحبا الغبطة البطريرك الأنطاكي يوسف الثالث والكاثوليكوس الملنكاري باسيليوس. وقد أقيم قداس وجناز عن روح المثلث الرحمات البطريرك الكاردينال مار اغناطيوس موسى الأول داود، رئيس المجمع الشرقي السابق. وكان غبطة أبينا البطريرك وأعضاء المجمع قد قاموا بزيارة أخوية لقداسة البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عيواص في مقر إقامته بالعطشانة بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لجلوسه على الكرسي البطريركي الأنطاكي للسريان الأرثوذكس وانعقاد سينودس الكنيسة السريانية الشقيقة.
وتأتي أهمية مجمعنا لهذا العام كونه جاء مباشرة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا بندكتس السادس عشر للبنان، وتكريمه المقر البطريركي في دير الشرفة بأول زيارة بابوية له، حيث عقد قداسته لقاءً مسكونياً مع بطاركة الشرق الأرثوذكس وسلّمهم نسخة من الإرشاد الرسولي: "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط: شركة وشهادة". فإذ نجدّد شكرنا البنوي لقداسته، باسم غبطة أبينا البطريرك وأعضاء مجمعنا المقدس، لهذه اللفتة الأبوية الكريمة، نحيي بفخر واعتزاز أصحاب القداسة والغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك والأرثوذكس الذين شرّفونا بحضورهم في دير الشرفة، المهد التاريخي لكنيستنا السريانية الكاثوليكية.
وكان الموضوعان الرئيسان لدورة المجمع السرياني لهذا العام، هما:
1. أوضاع الخدمة الكهنوتية والجوانب العملية لعيش الرسالة الكهنوتية في الكنائس الأم وفي بلاد الإنتشار.
2. مشروع القداس، بحسب التجديد الذي أعدّت دراسته اللجنة الطقسية الخاصة على مدى سنتين. ومن المواضيع الهامة الأخرى التي انكب عليها المجمع:
3. التقارير عن حياة الأبرشيات في الرقعة البطريركية وبلاد الإنتشار. وقد أشاد آباء المجمع بصمود كنائسنا في ظروف قاسية تمر بها بلادنا الشرق أوسطية. كما أشادوا بأهمية كنائس الانتشار كجناح متنام لكنيستنا السريانية يستحق الإهتمام. وركزوا على علاقات الإتصال والتواصل بين الأبرشيات الأم وأبرشيات ورسالات الإنتشار.
4. شؤون المؤسسات الرهبانية والمعاهد الكهنوتية مع التركيز على أهمية رعاية الدعوات.
5. صندوق تقاعد الأساقفة.
6. صندوق تضامن مع الأبرشيات التي تعاني من الإضطرابات.
7. أما في الشأن العام في منطقتنا العربية والمشرقية، فقد ركز آباء المجمع على تفضيل لغة الحوار على لغة العنف، لغة الإعتراف بالآخر شريكاً على لغة الإستئثار، لغة التطوير والإصلاحات الحقيقية على لغة الإدانة.
8. ورفع الآباء صلاتهم من أجل الأمان والإستقرار في سوريا، ومن أجل أرواح الشهداء لتكون دماؤهم بذار سلام ووفاق بعد كل هذه المعاناة. وفيما شجبوا العنف وكل تدخّل خارجي، دعوا إلى تضافر الجهود في بناء الجسور لتجاوز المحنة، مؤكدين تعلق أبنائهم بالعيش المشترك، لتبقى سوريا نموذجاً حضارياً في التلاحم وأمان المنطقة.
9. وأعرب آباء المجمع عن أملهم في أن ينعم الشعب العراقي أخيراً بالأمان والإستقرار، في جو من المواطنة المتساوية والشراكة التي هي اعتراف بالآخر، وبدوره في البناء والتطوير، بروح الإخاء والمساواة بين كل المواطنين، دون تمييز بين دين أو عرق، أو مذهب، أو أكثرية أو أقلية.
10. كما يشجّع المجمع كل مبادرات توحيد الصف الفلسطيني تجاه الهدف المنشود بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وإعادة الحق والكرامة إلى هذا الشعب كي يبني كيانه ويعيش بأمان مع جيرانه.
11. أما في الشأن اللبناني، ففيما يهنئ آباء المجمع لبنان الذي توحّد، بقياداته الحكومية والسياسية والروحية والشعبية والفكرية، في استقبال قداسة البابا، فنالت تجربته التعدّدية زخماً جديداً لترسيخ دوره المتميز في محيطه، يدعو المجمع السرياني إلى تفعيل الحوار القائم، الذي يضع مصلحة لبنان فوق كل شيء، ويضم الأساقفة صوتهم إلى أصوات المجامع الكنسية الشقيقة بالدعوة إلى العمل المشترك ونبذ الخصومات وتفعيل المؤسسات الدستورية لبناء لبنان الحديث، وطناً للعيش المشترك والحرية.
12. وفي الختام يتوجّه آباء المجمع إلى ابنائهم المؤمنين في كل مكان، في الأوطان الأم وفي بلاد الإنتشار، إلى التمسّك بالإيمان ومحبة الكنيسة، وإلى أن يعيشوا هذا الأيمان والمحبة كشهود يحملون رسالة الإنجيل. ويحثون أبناءهم في الشرق خاصة على الثبات في الرجاء والتمسّك بالأرض، وليساهموا مساهمة فعّالة في بناء أوطانهم، كما حثهم البابا بندكتس السادس عشر في الأرشاد الرسولي: "من واجب وحق المسيحيين في الشرق الأوسط المشاركة التامة في حياة الوطن من خلال العمل على بناء أوطانهم، ويتمتّعوا بمواطنة كاملة، لا أن يعاملوا كمواطنين أو مؤمنين من درجة ثانية" (فقرة 19).
سكرتير المجمع
المطران باسيليوس جرجس القس موسى
مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان
البطريرك الأنطاكي
دير الشرفة في 21/9/2012
|