وفي تمام السابعة والنصف، دخل غبطته يحيط به الأساقفة والكهنة والشمامسة إلى القاعة التي تُستخدَم ككنيسة ريثما تنتهي أعمال ترميم الكنيسة، على أنغام ترنيمة "تو بشلوم". وهنا انضمّ إلى المطارنة سيادة المطران مار أثناسيوس متي متوكا، الذي حضر خصّصياً من بغداد للمشاركة في زيارة غبطته وتشييع المثلّث الرحمات المطران ميخائيل الجميل. وخدم القداس شمامسة الرعية بأصواتهم الرخيمة وألحانهم الشجيّة، وجوق الموتّلين والمرتّلات بتأدية الترانيم العذبة، بحضور ومشاركة جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات من أعضاء رعية برطلة.
قبل بدء القداس، ألقى الأب شمعون بزو كلمة رحّب فيها بصاحب الغبطة والأساقفة المرافقين، مؤكّداً محبة رعية برطلة لغبطته واعتزازها به، شاكراً غبطته على استقباله له مع لجنة الرعية في لبنان في الصيف الماضي، ومساعدته إياهم لشراء قطعة أرض للكنيسة في برطلة، شاكراً أيضاً جميع الذين ساهموا معهم في شراء الأرض.
وبعد الانجيل المقدس، ألقى غبطة أبينا البطريرك الموعظة، شاكراً سيادة راعي الأبرشية مار يوحنا بطرس موشي على محبته واستقباله، والذي لم يتمكّن من حضور هذا الاحتفال الروحي بسبب استقباله جثمان المثلّث الرحمات المطران ميخائيل الجميل في مطار إربيل. كما شكر غبطته الأب شمعون على كلماته الترحيبية التي ضمّنها مشاعره الطيّبة.
ثم تطرّق غبطته إلى موضوع مناسبة هذا الأحد، وهو أحد ميلاد يوحنا المعمدان، الذي يشكّل حافزاً لنا كي نجدّد ثقتنا بالرب وبمواعيده الصادقة التي تُظهر محبته للبشر واعتناءه الدائم بهم. وأكّد غبطته أننا بحاجة لعيش هذه الثقة بالرب في هذه الأيام الصعبة التي تمرّ فيها منطقتنا المشرقية، لذا حثّ جميع أعضاء رعية برطلة على المواظبة على الصلاة والتمسّك بإيمانهم بالرب يسوع والشهادة الحيّة له وسط الظروف الصعبة التي تحيط بهم، بأمانة وثقة ورجاء لا يخيب.
وإذ شكر غبطته أبناء هذه الرعية وبناتها على محبتهم واستقبالهم، تمنّى لهم التوفيق والنجاح الدائمين في كل أعمالهم، سيّما نشاطهم الروحي والأعمال العمرانية المتمثّلة بترميم كنيسة الرعية لتأتي بحلّة قشيبة تمجّد الرب.
وفي ختام القداس، وبعد منح البركة، توجّه غبطة أبينا البطريرك بزياح حبري إلى صالون الرعية حيث استقبل المؤمنين الذين قدموا لنيل بركته. ثم تفقّد غبطته والأساقفة أعمال الترميم الجارية في كنيسة الرعية على قدم وساق، ليتناولوا بعدها الفطور على مائدة الرعية. وبعد عقد لقاء مع كاهني الرعية ولجنتها، زوّدهم خلاله غبطته ببعض الإرشادات الأبوية، غادر مع مرافقيه عائدين إلى مقر الإقامة في دار كهنة خورنة قره قوش.
|