وعند الثالثة والنصف، وصل موكب الجثمان إلى مدخل قره قوش، فترجّل الجميع وساروا في موكب خشوعي مهيب جداً وحزين، يتقدّمهم جميعاً غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، الذي عزّ عليه جداً غياب هذا الوجه المشرق من أحبار كنيستنا السريانية، والذي أبى إلا أن يترأس مراسيم استقبال الجثمان والجناز والدفن شخصياً، وصاحبا السيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد، والأباتي حنا ياكو رئيس الرهبانية الأفرامية، ومعه النائب العام في الرهبانية الأب نعمة الله عجم، والآباء الكهنة، والشماس حبيب مراد أمين سر البطريركية، والشمامسة، والفرقة النحاسية في الكشاف السرياني في قره قوش، وألوف المؤمنين الذين ملأوا ساحات البلدة، وصولاً إلى كنيسة الطاهرة الكبرى التي غصّت بالمؤمنين على رحبها.
دخل غبطة أبينا البطريرك إلى الكنيسة، يحيط به المطارنة والكهنة والشمامسة، مخترقين حشود الغفيرة جداً من المؤمنين، على أنغام ترانيم رتبة جناز الأحبار. ثم سُجّي الجثمان في وسط الخورس، وترأس غبطته الصلاة، وفي نهايتها تليت الصلاة الربانية والسلام الملائكي لراحة نفس المثلّث الرحمات المطران ميخائيل الجميل.
وبعد انتهاء الصلاة، غادر غبطته والأساقفة والكهنة، فيما راح المؤمنون يتوافدون زرافاتٍ ووحدانا للتبارك من جثمان المثلّث الرحمات وإلفاء النظرة الأخيرة عليه، استعداداً لإقامة رتبة الجناز والدفن صباح اليوم التالي الإثنين 10/12.
|