ففي تمام الساعة العاشرة صباحاً، احتفل غبطته بالذبيحة الإلهية، يعاونه أصحاب السيادة المطارنة: مار يوحنا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، مار أثناسيوس متي متوكا، مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد.
حضر القداس والجناز والدفن أصحاب النيافة والسيادة مطارنة الطوائف الشقيقة، وهم:
مطارنة الكنيسة الكلدانية: ربّان القس مطران العمادية، لويس ساكو مطران كركوك، ميخائيل المقدسي مطران ألقوش، وبشار متي وردة مطران أربيل.
مطران دهوك للكنيسة الشرقية الآشورية مار اسحق يوسف.
المطارنة السريان الأرثوذكس: مار غريغوريوس صليبا شمعون المستشار البطريركي، مار تيموتاوس موسى الشماني مطران أبرشية دير مار متى، ومار نيقوديموس داود شرف مطران الموصل وتوابعها.
كما شارك عدد كبير من الكهنة والرهبان، ومن بينهم الأباتي حنا ياكو رئيس الرهبانية الأفرامية، والنائب العام للرهبانية الأب نعمة الله عجم، والراهبات، والشمامسة، ومن بينهم الشماس حبيب مراد أمين سر البطريركية.
كما حضرت هذه المراسيم شخصيات من رسميين وإداريين ومسؤولين في الدولة والأحزاب والمنظّمات، وإخوة المثلّث الرحمات وأخواته وعائلاتهم، وعموم آل الجميل وأنسباؤهم وأقرباؤهم وذووهم، بحضور ومشاركة ألوف مؤلّفة من المؤمنين من أبناء قره قوش والبلدات الأخرى، عجّت بهم الكنيسة الكبرى على رحبها، واكتظّت بهم باحاتها والساحات الخارجية المحيطة بها، في مشهد أشبه بمشاهد الأعياد الكبرى كالميلاد والشعانين وجمعة الآلام العظيمة والقيامة.
خلال القداس الإلهي، وبعد الانجيل المقدس، ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة استذكر فيها المثلّث الرحمات المطران ميخائيل الجميل، معرباً عن حزنه وأسفه لفراق هذا الأخ الجليل، ممتدحاً عمله وخدمته وأمانته وفرحه الدائم في إعلانه كلمة الرب ونقلها إلى الجميع.
وأكّد غبطته أننا شعب الإيمان والرجاء، نعيش إيماننا بثقة وفرح، طالباً من الجميع أن يصلوا من أجل راحة نفس المثلّث الرحمات.
وسننشر النص الكاملة لهذه الموعظة الارتجالية على موقع البطريركية السريانية الأنطاكية هذا لاحقاً.
وبعد القداس، تلا الأب بهنام بينوكا رئيس كلية مار أفرام الإكليريكية للفلسفة واللاهوت في أبرشية الموصل، الترجمة العربية لرسالة التعزية التي أرسلها نيافة الكردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية، الذي عبّر فيها عن مشاعر الحزن والألم لغياب المطران ميخائيل الجميل، ممتدحاً خدمته وعمله ونشاطه في خدمة كنيسته السريانية والكنيسة الجامعة.
وألقى سيادة المطران جرجس القس موسى خطاباً تأبينياً نفيساً، رثى خلاله المثلّث الرحمات المطران ميخائيل الجميل، مستعرضاً مراحل حياته الحافلة بالخدمة المتواصلة والمحبة والتضحية والفرح، في كلامٍ بديعٍ ينساب عذوبةً، على الرغم ممّا يختزنه من ألآم وحزن يعصر الفؤاد.
وسننشر نص هذا الخطاب التأبيني على موقع البطريركية السريانية الأنطاكية هذا لاحقاً أيضاً.
ثم بدأت رتبة الجناز بحسب الطقس السرياني الخاص بكنيستنا في قره قوش، وفيما كان الأساقفة والكهنة والشمامسة يرنّمون المراثي السريانية بألحانهم الشجية الأليمة والحزينة، قامت مجموعة من الكهنة بحمل نعش جثمان المثلّث الرحمات وتزييحه إلى جهات الكنيسة الأربع، وسط تهليل النساء فيما الدموع تذرفها المآقي، حتى أنّ غبطة أبينا البطريرك أذرفت عيناه الدموع حزناً على هذا النجم السرياني الذي أفل على غفلة وحين غرّة.
ثم انتقل صاحب الغبطة، يحيط به الأساقفة والكهنة والشمامسة، بموكب مهيب إلى الكنيسة القديمة، حيث ووري جثمان المثلّث الرحمات المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل في الثرى، وسط صلوات تشمشت الكهنة، وفي جو يغمره الحزن ودموع الحسرة والألم، لكنها لا تلبث أن تعود وتستذكر أننا أبناء الرجاء والقيامة.
وبعد أن نثر غبطته والأساقفة وإخوة المثلّث الرحمات وأخواته التراب على مثواه الأخير، انتقل غبطته والأساقفة إلى دار الكهنة في خورنة قره قوش لتقبّل التعازي من أساقفة الطوائف الشقيقة وجموع المعزّين.
رحم الله فقيد الكنيسة السريانية الكبير المثلّث الرحمات المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل وأسكنه في رحاب ملكوته السماوي صحبة الأبرار والقديسين والرعاة الصالحين والوكلاء الأمناء، وليكن ذكره مؤبّداً.
|