الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
الاحتفال بتكريس المذبح والقداس الاحتفالي الأول في كاتدرائية سيّدة النجاة ببغداد

 
 
   

    في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم السبت 15 كانون الأول 2012، ترأس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلي الطوبى، رتبة تكريس وتقديس المذبح الجديد لكاتدرائية سيّدة النجاة (أمّ الشهداء) في الكرادة ـ بغداد، بعد ترميمها وإعادة إعمارها، وبعد يوم واحد من افتتاحها رسمياً، وإلى جانبه سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد.

 

        شارك في هذه المناسبة: نيافة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان، ونيافة الكردينال عمانوئيل الثالث دلّي بطريرك بابل على الكلدان، وسيادة السفير البابوي في العراق المطران جورجيو لينغوا، ورؤساء الكنائس في بغداد، والمطران مار أثناسيوس متي متوكا رئيس أساقفة بغداد السابق للسريان الكاثوليك، وعدد من الأساقفة والكهنة والشمامسة، وجموع غفيرة من المؤمنين من ذوي الشهداء، ومن مختلف رعايا أبرشية بغداد السريانية، ومن مختلف الكنائس في بغداد، ضاقت بهم الكاتدرائية وساحتها حتى مدخل المطرانية.

        كما حضر هذه المناسبة وزير البيئة العراقي السيد سركون صليوا، وعدد من أعضاء مجلس النواب، وسعادة السفير البرازيلي في العراق، والسيد رعد كجه جي رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى، وشخصيات رسمية وفعاليات.

       وشارك أيضاً الوفد المرافق لغبطة أبينا البطريرك، والذي يضمّ أصحاب السيادة: مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، ومار يوحنا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، وعدد من كهنة أبرشية الموصل السريانية، والشماس حبيب مراد أمين سر البطريركية.

        بدايةً، سار غبطة أبينا البطريرك والكردينال ساندري والكردينال دلي والأساقفة والكهنة والشمامسة، بموكب حبري مهيب من مدخل المطرانية إلى داخل الكاتدرائية، تتقدّمهم فرقة كشاف حمورابي، على أنغام ترنيمة "تو بشلوم" التي أدّتها جوقة الكاتدرائية وشمامستها.

        ولدى دخولهم، ترأس غبطة أبينا البطريرك رتبة تكريس مذبح الكاتدرائية الجديد، وقام بمسحه بالميرون المقدس، وسط أهازيج الفرح وزغاريد النساء والتهاليل والتصفيق الحادّ.

        ثم ألقى نيافة الكردينال ليوناردو ساندري كلمة،طلب فيها من الرب أن "تعمل الدموع التي سُكِبت في هذا المكان المقدس على تنمية بذور الشركة والشهادة الطيّبة، وأن تؤتي ثماراً وفيرة". ثم استذكر بعض أقوال قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر بعد حدوث مجزرة سيّدة النجاة، داعياً إلى إطفاء نار العنف الأعمى بالمحبة التي تأتي من الله.

        وقدّم الكاردينال ساندري هدية البابا بنيدكتوس للكنيسة، فاستلمها راعي الأبرشية، وهي عبارة عن كأس للقداس الإلهي.

        بعد ذلك، احتفل غبطته بالذبيحة الإلهية على المذبح الجديد، يعاونه المطارنة: يوسف عبّا، متي متوكا، جرجس القس موسى، وبطرس موشي.

       وبعد الإنجيل المقدس، ألقى سيادة راعي الأبرشية مار أفرام يوسف عبّا كلمة بعنوان "دم الشهداء بذار الجياة، تحدّث فيها عن عظمة الشهادة والاستشهاد البطولي لشهداء سيّدة النجاة، مؤكّداً أنّ استشهادهم سيظلّ علامة فارقة في تاريخ الكنيسة للأجيال اللاحقة، ومعاهداً إياهم على الصمود في أرض الآباء والأجداد حيث استشهدوا، إذ ستبقى كنيسة سيّدة النجاة نصباً قومياً حيّاً لشهداء العراق جميعاً.

        وشكر سيادته غبطة أبينا البطريرك على حضوره الشخصي لترؤس هذا الاحتفال، شاكراً نيافة الكردينال ساندري، ونيافة الكردينال دلي، وجميع الحضور من رسميين وأساقفة وإكليروس ومؤمنين.

        ثم ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة بعنوان "ثم رأيت سماءً جديدة وأرضاً جديدة"، تحدّث فيها عن صفات الكنيسة المقدّسة المبنية على سمعان ـ كيفا الصفا، مستذكراً "بفخر واعتزاز شهداءنا وشهيداتنا الذين امتزجت دماؤهم بذبيحة الحمل السماوي في هذه الكنيسة، يوم الأحد في 31 تشرين الأول 2010، فأضحوا قربان حبّ وسلام للعراق الحبيب والعالم بأسره".

        وشكر غبطته حضور الكردينال ساندري الذي يمثّل قداسة البابا، مؤكّداً أننا في العراق "سنظلّ نعيش الشهادة لإنجيل المحبة والسلام، لأنّ الله الذي نؤمن به هو المحبة، وهو ملك السلام، ولأنّ المدينة المقدسة التي نحنُّ إليها هي أورشليم الجديدة، مدينة السلام! وننتهز الفرصة لنكرّر تنديدنا الواضح ورفضنا لكلّ أنواع العنف التي تطال العراق الأبيّ وأبناءه لأيّ طائفة أو عرق أو دين انتموا".

        وإذ شكر غبطته سيادة راعي الأبرشية وكهنتها، وجميع الذين عملوا من أجل إعمارها وإعادة بنائها من مهندسين وعمّال، توجّه بالدعاء "إلى الرب أن تبقى هذه الكنيسة شعلةً تنير لنا الدرب في ظلمة الحياة، وأن تكون نقطة تلاقٍ وحوار وعيش مشترك، بالصدق والعدالة والمساواة".

        وقبل البركة الختامية، تلاالسفير البابوي المطران جورجيو لينغوا نص الرسالة التي بعث بها نيافة الكردينال ترشيسيو برتوني سكرتير دولة الفاتيكان، الذي هنّأ فيها راعي الأبرشية وإكليروسها ومؤمنيها بمناسبة إعادة إعمار الكاتدرائية، باسم قداسة البابا، مؤكّداً قرب قداسته بالصلاة لتكون هذه المناسبة علامة لحضور الله، وللوحدة في الإيمان مع سائر المؤمنين المنتشرين في العالم.

         ثم انتقل الجميع لزيارة مزار ومتحف الشهداء، وبعدها مدافن الشهداء، حيث أقام غبطة أبينا البطريرك وأصحاب النيافة والغبطة والسيادة صلاة تشمشت الشهداء، وبارك غبطته مع نيافة الكردينال ساندري المكان برش الماء المقدس، في جو من الهيبة والتأثّر.

        وبعد انتهاء الاحتفال، توجّه غبطة أبينا البطريرك، مع الكرادلة والبطاركة والأساقفة والكهنة والشمامسة، وبعض المدعوين الرسميين، لتناول طعام العشاء في مطعم النادي اللبناني بضيافة السيد لؤي زكّو.

        وليلاً عاد غبطته والوفد المرافق إلى مقرّ إقامتهم في دار مطرانية بغداد، حيث خلدوا للراحة استعداداً لليوم الأخير من الزيارة البطريركية إلى بغداد، وتالياً العودة في اليوم نفسه إلى بيروت.

 

 

إضغط للطباعة