الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
النص الكامل للموعظة التي ألقاها غبطة أبينا البطريرك خلال الاحتفال بتكريس المذبح والقداس الاحتفالي الأول في كاتدرائية سيّدة النجاة ببغداد

 
 
   

    ننشر فيما يلي النص الكامل للموعظة التي ألقاها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلي الطوبى، خلال الاحتفال بتكريس المذبح والقداس الاحتفالي الأول في كاتدرائية سيّدة النجاة ببغداد، بعد ظهر السبت 15 كانون الأول 2012:

 

"ثمّ رأيتُ سماءً جديدةً وأرضاً جديدة"... (رؤيا يوحنا 21: 1)

ها هو مسكن الله والناس، يسكن معهم ويكونون له شعباً

    تحية المشاركين: الكردينال ساندري، البطريرك دلي، والأساقفة الموجودين

    ذكر المطران راعي الأبرشية مار أفرام يوسف عبّا، والمطران السابق مار أثناسيوس متي متوكا

    إنّ السماء الجديدة والأرض الجديدة، بحسب ما جاء في سفر الرؤيا، هما حقيقة واحدة للكنيسة الواحدة والجامعة: تلك الممجّدة في السماء، وتلك المجاهدة على الأرض.

    إنها الكنيسة المبنيّة على الصخرة، سمعان كيفا ـ الصفا، التي عليها بنى الرب الإله كنيسته: "أنت صخر، وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (متى 16: 18)، والذي إيّاه ائتمن على بيعته. فأضحى الوكيل الأمين، بل الأب والرأس، والمرجع الروحي والرعوي الأعلى في الكنيسة الجامعة منذ اختياره من قبل المعلّم الإلهي، وسيبقى كذلك يثبّت إخوته، خلفاء الرسل في العالم أجمع...

    لذا نُسَرُّ، ونحن نحتفل بتكريس كنيسة سيدة النجاة، أمّ الشهداء، مستذكرين بفخر واعتزاز شهداءنا وشهيداتنا الذين امتزجت دماؤهم بذبيحة الحمل السماوي في هذه الكنيسة، يوم الأحد في 31 تشرين الأول 2010، فأضحوا قربان حبّ وسلام للعراق الحبيب والعالم بأسره.

    كما نفرح اليوم بحضور ممثّل قداسة أبينا البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي أراد أن يعبّر عن محبته لنا، بإيفاده نيافة الكردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية، له شكرنا الجزيل وتقديرنا...

    أجل، إنّ الكنيسة هي المدينة المقدسة، أورشليم الجديدة... وتبقى على أرضنا الفانية، تسعى إلى الكمال، وتثبيت دعوتها على رجاء الرب يسوع فادينا، الذي غلب الموت بموته ووهبنا عربون الحياة بقيامته. لذا فإننا ما دمنا نلبس هذا الجسد الفاني، فنحن سنبقى في مسيرة معاناة، أينما كنّا.

    في بلدنا، العراق العزيز، سنظلّ نعيش الشهادة لإنجيل المحبة والسلام، لأنّ الله الذي نؤمن به هو المحبة، وهو ملك السلام، ولأنّ المدينة المقدسة التي نحنُّ إليها هي أورشليم الجديدة، مدينة السلام! وننتهز الفرصة لنكرّر تنديدنا الواضح ورفضنا لكل أنواع العنف التي تطال العراق الأبيّ وأبناءه لأيّ طائفة أو عرق أو دين انتموا.

    أدعوكم جميعاً كي نشكر الرب الإله، ينبوع الرحمة والعطاء، على النعم التي يغدقها علينا، إن في أيامنا العصيبة كالمجزرة التي شهدتها هذه الكنيسة الشاهدة والشهيدة، وإن في ساعات الفرح والتعزية واغتنائنا من علاقات المحبة التي دعتنا العناية الإلهية أن نحياها مع بعضنا البعض، ومع الذين يشاركوننا العيش في مدينتنا بغداد وفي العراق الغالي.

    نغتنم هذه المناسبة لنكرّر شكرنا الجزيل لأخينا راعي هذه الأبرشية المباركة مار أفرام يوسف عبّا، ولكهنته الأفاضل، سيّما كاهني هذه الرعية الأبوين أيسر ونبيل. ونعبّر عن شكرنا وتقديرنا للمسؤولين المدنيين والمهندسين والعمّال الذين ساهموا في أعمال ترميم هذه الكاتدرائية وإعمارها، فأتت بهذه الحلة القشيبة والرائعة.

    دعاؤنا إلى الرب أن تبقى هذه الكنيسة شعلةً تنير لنا الدرب في ظلمة الحياة، وأن تكون نقطة تلاقٍ وحوار وعيش مشترك، بالصدق والعدالة والمساواة.

    نتضرّع إلى أمّنا مريم العذراء، سيّدة النجاة، شفيعة هذه الكاتدرائية، أن تحيطها بأكناف حنانها، وهي الأمّ الرؤوم ومعزّية الحزانى، سلطانة شهدائنا وشهيداتنا. فلنتابع احتفالنا بهذه الروح المسيحية التي تبثّ الفرح والسلام.

 

إضغط للطباعة