الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
لقاء خاص حول مجلس كنائس الشرق الأوسط

 
 
   

    بدعوة من أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط المطران بولس روحانا، وفي تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الجمعة 28 كانون الأول 2012، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الكاثوليكية، في لقاء خاص حول مجلس كنائس الشرق الأوسط، وذلك في الصرح البطريركي الماروني في بكركي.

 

    شارك في اللقاء أيضاً صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، وصاحب القداسة الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان بطريرك الأرمن الأرثوذكس ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية، والمطارنة: بولس مطر رئيس أساقفة بيروت للموارنة، وثيوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس وسكرتير المجمع المقدس للسريان الأرثوذكس، وأمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط المطران بولس روحانا، وعدد من الكهنة والشمامسة والعلمانيين الناشطين من مختلف الكنائس الشرقية في لبنان.

    في مستهلّ اللقاء، عرض المطران روحانا لواقع المجلس الذي يضمّ أربع عائلات كنسية، وهي: الإنجيلية، الكاثوليكية، الأرثوذكسية، والأرثوذكسية الشرقية. كما عرض للدعم الذي يقدّمه المجلس للمسيحيين في مختلف دول الشرق الأوسط، وما يمثّله هذا الدعم من علامات رجاء بالنسبة للجماعات المسيحية التي تمرّ بظروف صعبة، كمسيحيي العراق وسوريا. وأوضح أنّ الهدف من هذا اللقاء دعم المجلس لمتابعة رسالته في هذا الشرق المقدس.

    بدوره رحّب البطريرك الراعي بالحضور، موجّهاً أطيب التمنيات لمناسبة الأعياد المجيدة، ومعلناً عن دعم الكنيسة المارونية دعماً كاملاً لمجلس كنائس الشرق الأوسط، لما "يجسّده من وسيلة نطلّ منها بتنوُّع مذاهبنا كمسيحيين وبصوتٍ واحدٍ على الشرق الأوسط والعالم". وأشار غبطته إلى أنه "لا يمكننا إلا أن نتحدّث بصوتٍ واحدٍ اليوم وسط ما يشهده العالم من أزمات، فنطرح قضايانا معاً، ونعرض معاً لاستراتيجيتنا. تنوُّع كنائسنا ما هو إلا غنى في هذا الشرق، وكلّ كنيسة تشكّل بمكوّناتها قيمةً كبيرةً بحدّ ذاتها. وإذا وحّدنا قدراتنا جميعاً، يمكننا القيام بدورٍ كبيرٍ في هذا الشرق. نحن اليوم بحاجة ماسّة إلى الصوت الواحد، ونحن ككنيسة كاثوليكية، ملتزمون تماماً، وانطلاقاً من وثيقتين أساسيتين تمّ التركيز فيهما على عمل مجلس الكنائس، لدعمه وتفعيله والإنطلاق منه برسالة مشتركة، هما: الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للكنيسة في لبنان"، والإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط". ونحن كبطريركية مارونية نضع إمكانياتنا لدعم عمل المجلس لإنطلاقة جديدة، لمواجهة تحدّياتنا المشتركة". ووجّه صاحب الغبطة شكره إلى كلّ من يدعم عمل المجلس معنوياً وروحياً ومادياً، لكي يتمكّن من تأدية رسالته.

    ثم ألقى الكاثوليكوس آرام الأول كلمة شكر فيها للبطريرك الراعي مشاركته واستضافته للقاء مجلس كنائس الشرق الأوسط، مؤكّداً أنّ "مجلس كنائس الشرق الأوسط هو كيانٌ هام جداً بالنسبة لكلّ كنائس المنطقة"، مشيراً إلى "أربع نقاط هامة في هذا الصدد: أولاً، إنّ المجلس هو المنظّمة الوحيدة التي تضمّ كلّ كنائس المنطقة، والتي تشارك بشكلٍ فعّال وحيوي في عمل وخدمة هذه المنظّمة، وهو بمثابة البيت المشترك الوحيد في المنطقة. ثانياً، من بين النشاطات والأولويات التي تشكّل هدفاً رئيسياً في المجلس، الوحدة المسيحية، الخدمة الإجتماعية، التربية الدينية، والحوار الإسلامي ـ المسيحي. وهكذا فإنّ هذه الكنائس تعمل سويةً وتفكّر سويةً من أجل كلّ الكنائس في المنطقة. ثالثاً، أعتبر المجلس جسراً يربط بين الشرق المسيحي والغرب المسيحي. أما النقطة الرابعة، فهي كما ذكر البطريرك الراعي، أنّ المجلس هو المكان الذي تتمكّن فيه جميع الكنائس من التعبير بشكلٍ ملموس عن حضورها وحضور المسيحيين برفع صوتٍ واحد، وهذه هي دعوة المجلس الذي له دورٌ هام جداً، لا بل فريد في هذه المنطقة، إزاء هذا المنعطف الحاسم، ليقدّم شهادة كلّ الكنائس. ولهذا يجب العمل معاً، ودعم المجلس معنوياً وروحياً ومادياً، لأنّ هناك أموراً كثيرة لا يمكننا القيام بها من دون دعم مادي. ولهذا على كلّ الكنائس المساهمة على كافة المستويات في دعم عمل هذا المجلس واستمراريته".

    بدوره أشار غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف يونان الثالث إلى "أنّ الدعاء اليوم هو لمعرفة كيف نعيش الشهادة للإنجيل، وخصوصاً في هذا الوقت الذي نعيش فيه زمن تأنُّس الله ـ الكلمة في أحشاء مريم العذراء. ومساعدتنا اليوم للعالم الذي نعيش فيه لا تكتمل إن لم تكن هناك محبة فعلية بين بعضنا البعض، لذلك وجودنا اليوم مع بعضنا البعض هو دليلٌ على أننا نسعى لتأدية الشهادة لمحيطنا في هذه الأيام الصعبة وسط الأزمات التي تشهدها المنطقة".

    وأضاف غبطة أبينا البطريرك يونان: "يعرفوننا بأننا مسيحيون، وهذا ما لمستُه في زيارتي للعراق. فهم لا يميّزون بين ماروني أو أرثوذكسي أو قبطي وغيره، بل ينادوننا بالمسيحيين. لذلك يجب علينا أن نقدّم هذه الشهادة الحيّة بأننا تلامذة المسيح، تجمعنا المحبة، لنكون أمناء لأولادنا وللأجيال الصاعدة بعدنا، بأننا نؤدّي الشهادة للمسيح وليس لطقوس معيّنة أو لكنائس معيّنة".

    وختم غبطة أبينا البطريرك قائلاً: "هذا المجلس يمثّل بشكلٍ خاص وحدتنا المسيحية".

    بعدها أوضح المطران بولس مطر، الذي ترأس المجلس لأربع سنوات، أنّ أهم المشاكل التي واجهت المجلس في السنوات الأخيرة كانت مادية، داعياً إلى المزيد من التكاتف وتضافر الجهود للحفاظ على وضعٍ مستقر للمجلس، لكي ينفّذ ما هو مطلوبٌ منه.

    وكانت كلمة لمنسّق اللجنة الإستشارية للأمانة العامة للمجلس القس حبيب بدر، جدّد فيها "الدعوة إلى دعم محلّي لمجلس الكنائس في الشرق، والبحث عن استراتيجية جديدة لانطلاقة جديدة لأعمال المجلس، لافتاً إلى ضرورة أن تكون الأمور المتعلّقة بمسيحيي الشرق من صُنع الشرق".

    بعدها شكر مطرانُ جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس ثيوفيلوس جورج صليبا غبطةَ البطريرك الراعي لاستضافته هذا اللقاء في الصرح البطريركي في بكركي. واعتبر أنّ "على العائلات التي يتألّف منها المجلس تقديم مبادرات خاصة لتحسين عمل المجلس، داعياً إلى عقد اجتماعٍ سنوي، إفساحاً في المجال أمام أكبر عددٍ من المؤسسات الكنسية للمشاركة في برنامج المجلس، شاكراً للكنائس الغربية دعمها للمجلس".

    وفي الختام، تسلّم المشاركون كتاباً من إصدارات مجلس الكنائس، ضمّ مقالاتٍ متنوّعةً عن كلّ الكنائس في الشرق الأوسط.

 

إضغط للطباعة