الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
رسالة عيد الميلاد لرئيس أساقفة حمص وحماه والنبك للسريان الكاثوليك مار ثيوفيلوس جرجس كسّاب


    ننشر فيما يلي النص الكامل لرسالة عيد الميلاد المجيد 2012 التي وجّهها سيادة المطران مار ثيوفيلوس جرجس كسّاب رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك:

 

       صاحب الغبطة

       أصحاب السيادة

        الآباء الكهنة.. يا شعبنا الطيب في كل مكان

        كل عام وانتم بخير

        ما أجمل وما أحلى هذه التحية الوجدانية التي نلقيها في صباح أعيادنا الروحية، على الأهل والأصدقاء مضيفين اليها قبلة الحب والسلام...

        العيد يحمل الحب والسلام... يحمل الأمل والرجاء

        العيد يجمع الأهل والأصدقاء والخلان...

        العيد يجمع العابد بالمعبود، والخالق بالمخلوق والأرض بالسماء

        العيد يرمم العلاقات بين المتباعدين والمتخاصمين والمتنافرين

        العيد يدعو كلّ الناس الى المصالحة والمسامحة والمسالمة

        العيد يحمل الفرح والبهجة والسرور... فالشوارع مزينة والبيوت منظّفة.. الحلل جميلة.. أنيقة.. جديدة..

        المأكولات متنوعة ومتعددة وشهيّة، ومن كأس المحبة يرتشف الجميع شاكرين حامدين رافعين الصلاة، والدعاء حتى تدوم الأفراح، وينعم جميع الناس بحياة حلوة جميلة..

في ظلمة شوارعنا الكئيبة... وبيوتنا المتهدمة، المتصدعة، الموحشة، ما زلنا نحتفل بالعيد ونقيم الصلوات والابتهالات وأملنا كبير وثقتنا راسخة بأننا سوف

        نلتقي بالطفل يسوع

في وجوه أبنائنا الذين تهجّروا من بيوتهم، وهاموا على وجوههم، يفتشون عن مأوى، على مثال مريم العذراء والقديس يوسف في شوارع بيت لحم.

        سنلتقي مع يسوع

في بيوت شهدائنا الأبطال، وننحني أمام دموع أمهاتنا وآبائنا وإخوتنا وأخواتنا التي تنهمر مع دموع مريم وابنها يسوع

        سنلتقي مع الطفل يسوع

في وجوه المرضى والمتألمين الذين سمرتهم أوجاعهم وجراحاتهم على فراش المرض

       

        سنلتقي مع الطفل يسوع

في الوجوه الحائرة... والكئيبة... المبللة بالدموع، وقد طبعها الألم بطابعه، فهي في حالة انتظار دائم لخبر مفرح... عن زوج... مخطوف.. عن ابن.. عن أخ...وقد أُسدل عليه ستار الصمت الرهيب... الأليم

        سنلتقي مع الطفل يسوع

في وطننا الجريح المتألم الذي ينزف دمه بغزارة، على مسمع ومرأى من العالم، ولا من سائل ولا من مجيب..

        انحني أمامك يا طفل المغارة في هذه الظرف الكئيبة.. الحزينة.. الأليمة.. مصلياً، متأملاً، متفائلاً بأن ألتقي معك وأكتشف وجه الله الذي يختبئ في مذودك... ويختبئ في وجه كلّ جريح... كلّ متألم... كلّ مقهور.. كلّ مخطوف.. كلّ مظلوم...

        يا طفل المغارة... لا أطلب منك إلاّ أن تقويّ فينا الإيمان بأن الخلاص يقترب.. وأن الوطن سيتعافى، وإنّ أبناء سوريا في طريقهم إلى طاولة المحبة والحوار اكراماً لوطنهم الغالي وإنسانهم العظيم... أنت تعلم يارب بأننا نحن من صدّرنا الحرف والكلمة إلى العالم، وفي البدء كان الكلمة وبالكلمة تمت المصالحة بين الأرض والسماء، وبالكلمة الحلوة ستتم المصالحة بين أبناء الوطن الواحد...

        فنطلب منك يا طفل المغارة أن يحلّ في قلوبنا وفي شوارعنا وفي بيوتنا وأن ينعم علينا بنعمة الاصغاء إلى صوت الملائكة، لله المجد في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء  الصالح لبني البشر...

        وأن نرى عن قريب حمائم السلام، تحلّق في سماء وطننا مبشرة بالحب والسلام، إنها بلاد الشام بلاد الخير والبركات، فلاخوف عليها مهما حدث ومهما صار لأنّ الملائكة تبسط أجنحة الرحمة على بلاد الشام.

        هذا أملنا... وهذا رجاؤنا، وهذه ثقتنا بربنا ووطننا، وانطلاقاً من هذا الايمان نمد أيدينا مصافحين ومعانقين وهاتفين:

        ولد المسيح... فمجدوه...

        وكل عام وأنتم بخير

 

        + ثيوفيلوس جرجس كسّاب

        رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك وتوابعها

        للسريان الكاثوليك

        والآباء الكهنة

 

 

إضغط للطباعة