وخلال اللقاء التاريخي، تبادل صاحبا القداسة والغبطة أحاديث المحبة الأخوية والودّ الخالص، وتمحور الكلام حول حضور الكنيسة السريانية الكاثوليكية وانتشارها في الشرق وعالم الانتشار. كما تطرّق الحديث إلى أهمية اللغة السريانية، وكيفية صياغة حروفها وأعدادها. كما استعرضوا مشاهير السريان في مصر ولبنان والعالم، وإسهاماتهم في إغناء الفكر والحضارة والثقافة في العالم.
وأكّد صاحبا القداسة والغبطة على أهمية الوجود المسيحي في الشرق، وضرورة الثبات فيه، ووجوب التشبّث بالأرض التي تختزن تراث الآباء والأجداد، ولأنّنا أهل الشرق الأصليين.
وثمّن غبطة أبينا البطريرك مشاركة قداسة البابا تواضروس في حفل تنصيب غبطة بطريرك الأقباط الكاثوليك الجديد الأنبا ابراهيم اسحق، وما لهذه المشاركة من مدلولات محبة أخوية عارمة وروح شراكة وتعاون.
وشدّد صاحبا القداسة والغبطة على ضرورة متابعة العمل المشترك على صعيد الآباء البطاركة رؤساء الكنائس في الشرق، بهدف توحيد الكلمة والشهادة لمواجهة التحدّيات المعاصرة في هذا العالم السريع التقلّب والتغيّر.
ثم طلب قداسة البابا تواضروس بإلحاح من الشماس حبيب مراد إنشاد الصلاة الربانية باللغة السريانية، فأنشدها غبطته والمطران حنّوش والشماس حبيب، وسط فرح قداسة البابا وإعجابه وتأثّره.
وخلال اللقاء، سمع صاحبا القداسة والغبطة والحاضرون بنبأ تصاعد الدخان الأبيض وانتخاب البابا الجديد في الفاتيكان فرنسيس الأول، فتمنّوا لقداسته خدمة صالحة ومقدسة، لما فيه خير الكنيسة والعالم.
كما قدّم غبطة أبينا البطريرك هدية تذكارية لقداسة البابا تواضروس، هي ميدالية البطريركية الجديدة، وقد نُقِشَت عليها أيقونة سيدة النجاة التاريخية من جهة، والشعار البطريركي من جهة ثانية. أمّا قداسة البابا تواضروس، فقدّم لغبطته ولصحبه كتاباً بعنوان "البابا شنودة والإمارات: مواقف خالدة"، والعدد الجديد من مجلّة "الكرازة" التي تصدرها بطريركية الأقباط الأرثوذكس، حول البابا شنودة الثالث، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لغيابه، بعنوان "البابا الغائب الحاضر".
وفي ختام اللقاء، التُقِطَت الصور التذكارية، وغادر غبطة أبينا البطريرك وصحبه، مودَّعين من قداسة البابا تواضروس كما استُقبلوا بمجالي الحفاوة والمحبة والإكرام. وقد رافق الأستاذ الدكتور جرجس صالح غبطتَه حتى باب السيارة كما فعل في الاستقبال بمحبته البنوية ودماثة خلقه المعهودة، فغادر غبطته وصحبه عائداً إلى مقر إقامته في منطقة الظاهر، لمتابعة الظهور العلني الأول للبابا الجديد فرنسيس الأول.
حقاً إنها زيارة تاريخية ولقاء رائع مفعم بالمحبة والبركة والفرح والعزاء.
|