تقدّمت الموكب راية الصليب المقدس، فالشمامسة، والكهنة، والأساقفة، ثمّ غبطة أبينا البطريرك. وتابعت جوقة الكنيسة الترنيم بأصوات أعضائها الشجية، إلى أن وصل الموكب إلى أمام المذبح المقدس، حيث بارك غبطته المؤمنين.
وألقى الأب الخوري اسكندر كلمة شكر ومحبة، رحّب خلالها بغبطة أبينا البطريرك، مثمّناً زيارته الأولى من نوعها. أمّا غبطته، فشكر الأب اسكندر وأبناء الرعية على استقبالهم العابق بالمحبة، مشدّداً على ضرورة الصلاة والتعاون من أجل تحقيق وحدة الكنيستين السريانيتين الشقيقتين.
وقدّم الأب اسكندر إلى غبطته هدية تذكارية، كذلك لأعضاء الوفد المرافق له، والتُقطت الصور التذكارية. ثمّ انتقل الجميع إلى صالون الرعية، حيث تقدّم أبناء الرعية من غبطته ونالوا بركته، وتحدّثوا معه عن قرب، فحثّهم على الالتزام في محبة الكنيسة وخدمتها بروح التضحية والتفاني.
بعدئذٍ زار صاحب الغبطة والوفد المرافق كنيسة مار كوركيس الآشورية، حيث استُقبل غبطته بالأناشيد البيعية من قبل كاهن الرعية وأبناء الجالية الآشورية في ملبورن. فباركهم صاحب الغبطة، ثم تبودِلت الكلمات، والتُقطت الصور التذكارية، ليتقل الجميع لاحقاً إلى صالة الرعية حيث بارك غبطته أعضاء الرعية وشجّعهم على مواصلة الالتزام بكنيستهم.
وفي مساء اليوم نفسه، انطلق صاحب الغبطة، يرافقه الأب أفرام سمعان أمين سر البطريركية، إلى مطار ملبورن، ليغادرا إلى لبنان. أمّا سيادة المطران جرجس القس موسى المعاون البطريركي، والأب بيوس عفّاص، فمكثا في أستراليا لفترة إضافية.
وفي صالون الشرف بمطار ملبورن، وُدِّعَ غبطته من الأب فاضل ياقين وعدد كبير من أبناء الإرسالية السريانية في ملبورن، الذين عبّروا عن محبّتهم العارمة لراعيهم الأعلى، على أمل اللقاء به قريباً. فجاء هذا الوداع كالنسيم الذي يخفّف من حدّة الحرّ.
ولا يفوتنا أن نشير في ختام هذا التقرير المفصّل عن يوميات الزيارة البطريركية الرعوية الأولى لبطريرك السريان الأنطاكي إلى أستراليا، أنّ هذه الزيارة شجّعت أبناء كنيستنا السريانية هناك، وتجلّت ببحث الراعي عن خرافه حتّى آخر أصقاع الأرض، إذ مكث عندهم واستمع إلى همومهم وأمنياتهم، وقوّى إيمانهم، وحثّهم على تمتين عرى التواصل والالتزام بكنيستهم، وتنشئة أجيالهم الصاعدة على مبادئ الإيمان وتقاليد كنيستهم السريانية وحضارة بلاد نشأهم وأرض آبائهم وأجدادهم، التي أكّد عليهم وجوب التعلّق الدائم بها والمحافظة على أواصر العلاقات مع أهلهم فيها، وتقديم الدعم لهم قدر الإمكان، والصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط.
وفي تمام الساعة العاشرة والنصف (بتوقيت بيروت) من صباح اليوم التالي، الجمعة 15 شباط 2013، وصل غبطة أبينا البطريرك إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، يرافقه الأب أفرام سمعان. فاستقبلهما، في صالون الشرف بالمطار، الأب فراس دردر والشماس حبيب مراد أمينا سر البطريركية، وهنّآهما بسلامة الوصول، وتوجّها خاصةً بالتهنئة إلى غبطة أبينا البطريرك بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة وبدء السنة الخامسة لتوليته وتنصيبه بطريركاً على الكرسي الأنطاكي، والتي تصادف في هذا اليوم نفسه (15/2/2009 ـ 15/2/2013)، وتمنّيا لغبطته مزيداً من العطاءات الثرّة للكنيسة المقدّسة، مع الصحة والعافية والتوفيق الدائم، ولسنين عديدة.
وبعد استراحة قصيرة، توجّه غبطته وصحبه إلى مقرّ الكرسي البطريركي في المتحف ـ بيروت.
|