قبل القداس، دخل غبطته بموكب حبري مهيب يتقّدمه الأساقفة والكهنة والشمامسة، وفور وصول غبطته إلى أمام المذبح المقدس، حيث كان قد أُعدَّ قبرٌ للمخلّص تحت المذبح الرئيسي، أزيح الحجر وأُخرج المصلوب. ثم أمسك غبطته صليباً مزيّناً بمنديل أبيض، وبارك به الإكليروس والمؤمنين، معلناً بشرى القيامة.
ثم ترأس غبطته رتبة السلام التي تقام يوم عيد القيامة بحسب الطقس السرياني الأنطاكي المقدس، وبارك الجهات الأربع بالصليب المقدس. وبعد ذلك طاف غبطته مع الإكليروس في داخل الكاتدرائية بزياح حبري، وهو حامل الصليب المقدس بكلتَي يديه، فتبارك منه المؤمنون.
وبعد الإنجيل المقدس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة عيد القيامة، أكّد خلالها على محورية قيامة الرب يسوع في الإيمان المسيحي، مذكّراً المؤمنين أنّ القيامة تنقلنا من الآلام والصلب إلى المجد والفرح.
ثمّ توجّه غبطته بهتنئة العيد إلى جميع الحاضرين، وإلى أبناء الكنيسة السريانية في لبنان وبلاد الشرق وعالم الانتشار، وحيّا بشكلٍ خاص المؤمنين المنتشرين في البلاد الشرق أوسطية التي تعاني آلام الحروب والنزاعات والصراعات الدامية التي تتفطّر من جرائها الأكباد.
وخصّ غبطته أبناءه السريان في سوريا والعراق، متوجّهاً إليهم وحاثاً الضمير العالمي أن يلتفت إلى معاناة هذه الشعوب، ضارعاً إلى الرب يسوع القائم من بين الأموات وهو ملك السلام وسيّد الأمان، أن يبسط أمنه وسلامه المبنيين على المحبة والألفة والعدالة في تلك البلاد، لينعم أبناؤها بعيش حر ومستقبل كريم بالطمأنية والاستقرار.
وحيّا أبناءه في لبنان، مؤكّداً لهم صلاته للرب كي يوفّق المسؤولين في بلادنا لما فيه خير الوطن والعيش الواحد بين أبنائه على مختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
ثم تابع غبطته الاحتفال بالقداس الإلهي، يعاونه الأساقفة. وبعد البركة الختامية، انتقل غبطته إلى صالون الرعية، حيث استقبل المؤمنين الذين قدّموا إليه التهاني البنوية بهذا العيد المجيد.
|