الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
أمانة سر بطريركية السريان الكاثوليك تصدر بياناً إعلامياً حول رسالة عيد القيامة التي وجّهها غبطة أبينا البطريرك

 
   

    على أثر توجيه غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلّي الطوبى، رسالة عيد القيامة المجيدة لهذا العام 2013، بعنوان: "لأننا إذا شاركناه في آلامه، نشاركه في مجده أيضاً"، أصدرت أمانة سر بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية بياناً إعلامياً حول مضمون الرسالة وأفكارها الأساسية، سيّما فيما يخص الأوضاع في لبنان وبلاد الشرق.

    وفيما يلي ننشر النص الكامل لهذا البيان الإعلامي الذي جرى تعميمه ونشره في مختلف وسائل الإعلام:

 

الرقم: 19/أس/2013

التاريخ: 27/3/2013

بيان إعلامي

    صدر عن أمانة سر بطريركية السريان الكاثوليك البيان الإعلامي التالي:

البطريرك يونان يوجّه رسالة عيد القيامة

ندعو إلى الالتفاف حول رئيس الجمهورية على طاولة الحوار وتأليف حكومة قادرة

يجب أن تجري الانتخابات النيابية وفق قانون يؤمّن التمثيل العادل والشامل

 

    أكّد غبطة بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونانأنّ على "القيّمين على شؤون البلاد أن يتحلّقوا حول فخامة رئيس الجمهورية، على طاولة حوار صريح وحضاري، ويبادروا إلى تأليف حكومة تكون قادرة على مواجهة التحدّيات التي تعصف بالوطن، وتجري الانتخابات النيابية التي يجب أن تتمّ وفق قانونٍ انتخابي يؤمّن التمثيل العادل والشامل لكلّ مكوّنات المجتمع وفئاته".

    كلام البطريرك يونان جاء في رسالة عيد القيامة التي وجّهها إلى أساقفة وكهنة وإكليروس وأبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية وبناتها في لبنان والشرق والعالم، حيث حثّ جميع اللبنانيينعلى التيقّظ لما وصلوا إليه من سوء حال، وأهاب "بهم إلى تناسي خلافاتهم الشخصية والحزبية والطائفية، والاستماع إلى صوت الضميرفي ظلّ الوضع الخطير الذي نعيشه اليوم، سيّما على المستوى الأمني والمعيشي والاقتصادي والاجتماعي".

    وشدّد على أنّ "لبنان، وطننا الحبيب، لا يزال يعاني الإنقسامات والتشنّجات بين أبنائه، والتي تزداد خطورتها، سيّما بعد استقالة الحكومة وانتظار تشريع قانون انتخابي تتوافق عليه أقلّه الأغلبية". واعتبر أنّ "هذا الأمر يقتضي من أصحاب الإرادات الصالحة العمل على رصّ الصفوف، وجمع القوى، للنهوض بالوطن من كبوته، مؤكّداً أنّ هذا الأمر "لن يكون بالهرب من الواقع وبتجاهله، بل بمعالجته بالحكمة والرويّة، وبما يستوجبه من دقّة، وبالعودة إلى الروحية التي وضعت أسس العيش الواحد بين اللبنانيين".

    وأكّد غبطته أنّ "الواجب يدعونالنحثّ القيّمين على شؤون البلاد أن يتحلّقوا حول فخامة رئيس الجمهورية، على طاولة حوار صريح وحضاري، ويبادروا إلى تأليف حكومة تكون قادرة على مواجهة التحدّيات التي تعصف بالوطن، وتجري الانتخابات النيابية التي يجب أن تتمّ وفق قانونٍ انتخابي يؤمّن التمثيل العادل والشامل لكلّ مكوّنات المجتمع وفئاته". 

    وتطرّق إلى الأوضاع في الشرق مشيراً إلى أنّ "منطقتنا الشرق أوسطية تعيش هذه الأيام حالةً من عدم الاستقرار والقلق، إذ تعاني دولٌ عدّة فيها من حروب وصراعات ونزاعات تهدّد وجودها ومستقبل مواطنيها. فتغيب عن كثيرين منهم فرحة العيد ليحلّ مكانها الحزن والألم".

    وكرّر غبطته "مع ذوي الفطنة والحكمة شجبَنا وإدانتَنا لاستعمال العنف والسلاح بحجّة نشر الديمقراطية وأفكار الإصلاح"، مؤكّداً أنّ "مفهوم الديمقراطية، أي ممارسة الشعب حقَّه في تنظيم حياته المدنية، يعني مسيرةً حضاريةً هدفها حياة الإنسان وليس موته". واعتبر أنّ "لا سبيل لنشر الديمقراطية الحقّة ولتفعيل المساواة في المواطنة بين الجميع في البلد الواحد، بغضّ النظر عن العدد أو العرق أو الدين، إلا بالجلوس على طاولة المفاوضات عبر الحوار البنّاء، وانتهاج لغة العقل بالاحترام المتبادل. وهذا يتطلّب شجاعةً تزيل ما ترسّب من اتّهاماتٍ وآثارٍ سلبية للنزاعات".

    وأشار غبطته إلى أنّ "ما تكابده شعوبٌ عدة في مشرقنا، من مختلف أشكال الترهيب والتنكيل والأخطار التي تهدّد الحياة والكيان، هو تحدٍّ كبير أرغم الكثيرين من أبنائنا على مغادرة ديارهم وترك ممتلكاتهم، بحثاً عن مكانٍ ينعمون فيه بالأمان والطمأنينة. منهم من نزح إلى مناطق أكثر أمناً ضمن البلد الواحد، وآخرون هاجروا بلاد المنشأ بحثاً عن عيشٍ حرّ ومستقبل كريمٍ في بلدٍ غريب".

    من هذا المنطلق، توجّه غبطته إلى أبناء الكنيسة السريانية في "سوريا الجريحة، التي يعاني مواطنوها صراعاتٍ ومعارك دامية تتفطّر من جرائها الأكباد". وأشار إلى أنّ "سوريا يسودها الخراب والدمار والتفتّت يوماً بعد يوم. وها هم عشرات الأبرياء يسفكون دماءهم على مذبح الوطن، والاقتصاد في حالة تقهقُر، ومؤسّسات الدولة والمجتمع المدني تتكبّد الأضرار الفادحة".   

    وناشد غبطته "جميع الأطراف المتنازعين، أن يحكّموا ضميرهم الأخلاقي وحسّهم الوطني، فلا يتأثّروا بأيّ ضغطٍ أو إملاء من أيّ جهةٍ أتى، بل يعتمدوا جميعاً لغة الحوار والتفاهم والمصالحة، نابذين لغة السلاح والعنف والتطرّف التي لن تؤدّي إلا إلى المزيد من القتل والدمار وتفتيت الوطن". وجدّد مشاعر المحبّة والتضامن والصلاة من أجل المواطنين، وبخاصة أبناءه السريان في دمشق وحمص وحلب والجزيرة السورية، "أمام هول المآسي والآلام التي فُرِضت على الشعب السوري ظلماً وبهتاناً"،مؤكّداً "أنّ درب الآلام التي يعانونها الآن لا بدّ وأن ينبلج في نهايتها فجر القيامة". وترحّم على أرواح الشهداء، داعياً "للجرحى والمصابين بالشفاء والتعافي، وللمفجوعين بفقد عزيز بنعمة الصبر والتعزية السماوية".

    وحيّا غبطته أيضاً أبناءه السريان في العراق، "البلد الأمّ لعددٍ كبيرٍ من المواطنين المعذَّبين، الذي لا يزال يعاني ويتألّم"، حاثّاً "جميع مكوّناته على التعاضد وشبك الأيدي للنهوض به وإحلال الأمن والسلام في ربوعه، وذلك بنبذ شرور الطائفية والعصبية والقبلية التي تقف عائقاً أمام تقدّمه وازدهاره".           

    كما هنّأ غبطته السريان في سائر بلاد المشرق وعالم الانتشار بعيد القيامة المجيدة، متمنياً أن "تقومبلاد هذا المشرق المعذَّب بوجهٍ مضيءٍ، متغلّبةً على كلّ آثار الشرور وتداعيات الصراعات العنيفة وشبح اليأس في مسيرتها الزمنية على هذه الأرض".

    وفي كلمته الروحية، تناول غبطته بالشرح المعاني الروحية لقيامة الرب يسوع من بين الأموات، مشدّداً على أنّ مشاركة الرب يسوع في آلامه هي مدخل لمشاركته مجد قيامته، فالألم والحزن والصليب هي جسر عبور إلى مجد القيامة وفرحها والسلام والأمان.

    هذا وقد طبعت البطريركية هذه الرسالة في كتيّب تمّ توزيعه على أبناء الكنيسة السريانية في لبنان والعالم.

                                                                      أمانة سر بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية

 

إضغط للطباعة