كما أصغى قداسته لما عرضه غبطة أبينا البطريرك عن زيارته الأخيرة إلى باريس، ولقاءاته المسؤولين الكنسيين والمدنيين فيها، حيث تطرّق بوضوح وشفافية للأخطار المحدقة بالمسيحيين السوريين بسبب العنف المتزايد في بلدهم، إذ يتعرّضون لأنواع من الظلم والقتل والخطف، ممّا يرغمهم على النزوح إلى البلدان المجاورة، لا بل إلى الهجرة ما وراء البحار. وكلّ ذلك يجري على مسمع البلاد المتشدّقة بدفاعها عن حقوق الإنسان وعلى مرآها، حيث السياسيون فيها يتغافلون عن الحقوق الإنسانية للمواطنين، بل إنّ بعضهم يصبّون الزيت على النار بتحريضهم على العنف بكلّ أنواعه.
وقد أوضح غبطته لقداسته، أنّ تصدير ما يسمّى بالديمقراطية الغربية، التي تستند على صناديق الأغلبية، لا يمكن أن يُطبَّق جزافاً في بلاد لم تتوصّل فعلياً إلى فصل الدين عن الدولة، بل هي تسعى إلى فرض نظام أوتوقراطي، تُحرَم فيه مكوّنات عدّة من حقوقها المدنية، سيّما الحرية الدينية الحقّة.
وقد أكّد البابا على متابعته الأوضاع المأساوية في سوريا والعراق، وما قد يصيب لبنان من انعكاسات تثير القلق بل الخوف على أمنه والعيش المشترك بين مكوّناته من مختلف الطوائف.
كما استبقى قداسة البابا زائريه البطريرك يونان والمطران طبي إلى مائدة الغداء، لتبادُل المزيد من الحديث والتأكيد على بذل الجهود من قبل قداسته لتوضيح مشهد الأحداث الأليمة التي تعصف بالشرق الأوسط لدى أصحاب القرار على المسرح الدولي.
كما أوحى البابا فرنسيسكو بأنّ لديه الرغبة الشديدة بزيارة الكنائس المشرقية في بلدان نشأتها، للدفاع عن حقوقها، وللتعبير عن فهمه معاناتها، وتشجيعها على البقاء أمينةً لرسالتها، شاهدةً لإنجيل المحبة والسلام.
وقدّم غبطته لقداسة البابا هدية باسم كنيستنا السريانية الكاثوليكية، هي الميدالية الرسمية الجديدة للبطريركية، وقد نُقشت عليها صورة سيدة النجاة من جهة، ومن جهة أخرى الشعار البطريركي.
هذا وكان قد رافق غبطته أيضاً المونسنيور جورج مصري المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي، والكهنة السريان الدارسون في روما، الذين نالوا بركة قداسة البابا وقبّلوا يمينه.
|