الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية تقيم قداساً وجنازاً للأب الشهيد فرانسوا مراد وجميع الشهداء

 
 
   

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم السبت 3 آب 2013، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلي الطوبى، بالقداس الإلهي على مذبح كاتدرائية سيدة البشارة ـ المتحف ـ بيروت، بمناسبة مرور أربعين يوماً على استشهاد الأب الراهب فرانسوا مراد الذي استشهد في قرية الغسّانية ـ إدلب ـ سوريا، في 23 حزيران المنصرم، وكذلك راحةً لأنفس جميع الشهداء الذين قدّموا حياتهم قربان فداء وذبيحة محرقة على مذبح الكنيسة والوطن، وعلى نيّة إحلال السلام والأمن الدائمين والكاملين على أساس العدالة والمساواة والكرامة وحقوق الإنسان، في لبنان وسوريا والعراق ومصر وبلدان الشرق الأوسط والعالم، ومن أجل إطلاق سراح جميع المخطوفين، وبخاصة المطرانين يوحنّا ابراهيم وبولس يازجي والكهنة والعلمانيين.

 

    عاون غبطتَه في الذبيحة الإلهية أصحابُ السيادة المطارنة الأحبار الأجلاء: مار رابولا أنطوان بيلوني، مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب البطريركي العام على أبرشية بيروت البطريركية، بحضور ومشاركة نيافة الحبر الجليل مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران أبرشية جبل لبنان وطرابلس وأمين سر المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة، يرافقه الخوراسقف جوزف شابو وهو أحد كهنة أبرشية حلب للسريان الأرثوذكس، بمشاركة الآباء كهنة أبرشية بيروت البطريركية ودير الشرفة، والراهبان والراهبات والشمامسة الإكليريكيين، وجموع غفيرة من المؤمنين من رعايا أبرشية بيروت، ومن الوافدين إلى لبنان من الجاليتين السورية والعراقية.

    بعد الانجيل المقدس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية، تحدّث فيها عن معنى الشهادة وأهميّتها في المسيحية، إذ أنّ "دم الشهداء بذار للمسيحيين"، و"إنّ حبّة الحنطة... إن لم تمت بقيت وحدها، وإن هي ماتت، أتت بثمر كثير".

    وأشار غبطته إلى أنّ "اجتماعنا اليوم في بيت الله، هو للصلاة والشكر لله على منحه إيّانا شهيداً أراد بقصدٍ ثابتٍ أن يتبع معلّمه على درب الآلام حتى الاستشهاد، إذ كان عالماً بأنهم (أي القتلة المجرمين) يريدون أن يتخلّصوا منه. وهذا ما كان يكتبه مراسلاً مطرانه مار يعقوب بهنان هندو، رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين... ومع كلّ الأخطار، ظلّ شهيدنا في ديره، بل صومعته، منعكفاً على الصلاة والتأمّل، ساعياً في ذلك المحيط المعادي والمكفِّر، أن يكون رسول سلام وداعية للإلفة والأخوّة".

    وإذ نوّه غبطته إلى أنّ "الأب فرانسوا لا يهاب الموت، بل يقبله حبّاً بالفادي معلّمه"، أكّد أنّ "الكنيسة تعتبر أنّ الصلاة من أجل الشهداء هي صلاة تكريمٍ لهم، وشكرٍ للرب لأنه رفعهم إلى رتبة سامية، بأنهم تشبّهوا به في حياتهم كما في مقتلهم، فاستحقّوا أن ينالوا إكليل الظفر". واستشهد  بأقوال من الصلوات الفرضية تمتدح سيرة الشهداء.

    وفي نهاية موعظته، توجّه غبطته بالصلاة والتضرّع "إلى الرب الإله القدير من أجل أن يحلّ أمنه وسلامه في المسكونة بأسرها، وبخاصة في بلادنا المشرقية، سيّما في سوريا والعراق ومصر ولبنان، وأن يسود الاستقرار وتعمّ الألفة بدل العنف والقتل". كما صلّى غبطته "من أجل حرية وإطلاق سراح صاحبي النيافة المطرانين مار غريغوريوس يوحنّا ابراهيم مطران حلب للسريان الأرثوذكس، وبولس يازجي مطران حلب للروم الأرثوذكس، اللذين مرّ أكثر من مئة يوم على اختطافهما، وكذلك من أجل حرية جميع المخطوفين من كهنة وعلمانيين"، سائلاً الله أن "يخفّف الأيّام الصعبة، ويمنّ على الكنيسة والعالم ومشرقنا بأزمنة سلامية بحسب قلبه الإلهي" (سننشر نص موعظة غبطته كاملاً في خبر لاحق على موقع بطريركيتنا الرسمي هذا).

    وبعد المناولة، ترأس غبطته رتبة صلاة تشمشت الشهداء، راحةً لنفس الأب الشهيد الراهب فرانسوا مراد وجميع الشهداء، يعاونه الأساقفة والكهنة.

    ثم منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، وتقبّل التعازي أمام المذبح يحيط به أساقفة الكرسي البطريركي ورهط الإكليروس.

 

إضغط للطباعة