وألقى البطريرك الراعي كلمة رحّب فيها ببطريرك الكلدان لويس ساكو وبالحضور، لافتاً إلى أنّ "الشرق الأوسط بحاجة إلى صليب يسوع المسيح، إنجيل السلام والحقيقة والأخوّة والعدالة، لأنّ العالم إذا فقد هذا الإنجيل يعيش حالة دمار وحرب كما نعيش اليوم... نلتقي اليوم بروح الشركة الكاملة التي نبنيها مع بعضنا البعض، لنواصل إعلان إنجيل يسوع المسيح في هذا الشرق، وكأنّ الإرشاد الرسولي للشرق الأوسط جاء بتدبيرٍ من العناية الإلهية".
وأشار البطريرك الراعي إلى أنّ "الربيع العربي تحوّل إلى شتاء، وإلى حديد ونار وقتل وتدمير، في الوقت الذي كانت فيه الشعوب تتطلّع إلى إصلاحات جديدة، وإلى حياة جديدة في عالم العولمة".
بدوره شكر بطريرك الكلدان لويس ساكو البطريرك الراعي على استقباله، معتبراً أنّ "لبنان يختلف عن العراق وسوريا و فلسطين ومصر، فهو وبالرغم من كلّ شيء لا يزال موسوماً بوسمة مسيحية، وهذا يقوّينا. أتمنّى أن تكون هذه الكنائس المزروعة هنا وهناك كنائس ممجَّدة، تاريخها تاريخ شهادة، وهي كنائس عريقة".
وأضاف: "اليوم التحدّي الأكبر لنا في هذه البلدان هو أن نخرج عن الخطابات وتصريحات الإستنكار والشجب إلى عمل كنسي جماعي قوي من أجل إبقاء المسيحيين على أرضهم والحفاظ على هويتهم وعلى تواصلهم مع إخوانهم المسلمين في هذا الشرق المضطرب، هذا الشرق الذي يعيش وكأنّه بركانٌ في غليانٍ مستمرّ، ومن الممكن أن يقضي على كلّ شيء.
وختم: "أشكرك غبطة البطريرك باسم الكنيسة المشرقية في العراق، وهي كنيسة شهيدة اليوم، وأتمنّى ألا تتحوّل خبرة العراق ومشهده إلى سوريا أو بلدان أخرى، وهذا ما يُخيفنا. رجاؤنا كبير وصلاتنا من أجل شرق أوسط أفضل يعيش فيه كلّ إنسان هويته بعزّة وكرامة".
وألقى غبطة أبينا البطريرك يوسف يونان كلمة شدّد فيها على أهمية الوجود المسيحي الأصيل في الشرق، مؤكّداً على ضرورة مطالبة أصحاب القرار المحلي والإقليمي والعالمي بالحدّ من دوّامة العنف والدم والدمار في سوريا والعراق ومصر وفي الشرق عامّةً، وعدم التدخُّل في شؤون هذه البلاد من أيّ جهة أتى.
بعدها عقد البطاركة الكاثوليك اجتماعاً ضمّ قداسة بطريرك أنطاكية للسريان الأرثوذكس مار اغناطيوس زكّا الأوّل عيواص الكلّي الطوبى، وممثّلاً عن بطريرك كيليكيا للأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان، وممثّلاً عن مطران الآشوريين في لبنان. وكان بحثٌ في الأوضاع الراهنة في كلٍّ من لبنان وسوريا والعراق عموماً، وفي شؤون الوجود المسيحي في الشرق الأوسط خصوصاً، وما يتعرّض له من مضايقات بسبب تنامي الحركات الأصولية.
وكان تبادلٌ للآراء وموقف موحَّد بالمطالبة بأن يُحترَم المسيحيون في أوطانهم، وهم فيها مواطنون منذ 2000 سنة، بحكم المواطنة، وبمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الدول التي ترسل أسلحةً للفريقين المتنازعين في سوريا، لإيقافها والعمل على حلّ النزاعات القائمة بالحوار والمفاوضات الرسمية، وصولاً إلى سلام عادل وشامل ودائم.
|