ܐܓܪܬܐ ܕܥܐܕܐ ܕܡܘܠܕܐ
ܫܢܬ ܒ̱ܝܓ
رسالة عيد الميلاد المجيد
عام 2013
ܒܫܡ ܐܝܬܝܐ ܡܬܘܡܝܐ ܐܠܨܝ ܐܝܬܘܬܐ ܐܚܝܕ ܟܠ
ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܝܘܣܦ ܬܠܝܬܝܐ ܕܒܝܬ ܝܘܢܐܢ
ܕܒܪ̈ܚܡܘܗܝ ܕܐܠܗܐ
ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܟܘܪܣܝܐ ܫܠܝܚܝܐ ܕܐܢܛܝܘܟܝܐ ܕܣܘܪ̈ܝܝܐ
باسم الأزلي السرمدي الواجب الوجود الضابط الكل
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بمراحم الله
بطريرك الكرسي الرسولي الأنطاكي للسريان
إلى إخوتنا الأجلاء رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الإحترام
وأولادنا الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الأفاضل
وجميع أبنائنا وبناتنا المؤمنين المبارَكين بالرب
نهديكم البركة الرسولية والنعمة والمحبّة والسلام بمخلّصنا يسوع المسيح:
"رأينا نجمه في المشرق، فأتينا لنسجد له" (مت 2: 2)
1. مقدّمة: الميلاد مبعث الخلاص والرجاء
ميلاد المسيح، ابن الله، هو الحدث الأعظم والأبهج في تاريخ البشر وتاريخ الخلاص. بفعل محبّةٍ لا يوصَف، ينحني الله على إنسانيتنا، فيصير "كلمته" الأزلي بشراً ويسكن بيننا ليرفعنا إليه. بالميلاد أشرق النور على البشرية فنالت الخلاص، وصدح مجد الله في سماء بيتَ لحم، وترنّم الملائكة بالسلام على الأرض، واستقرّ الرجاء في القلوب. أناشيد الفرح والتهليل تردَّد صداها في أصقاع الأرض، فسمعها الرعاة البسطاء.
"ولمّا تمّ ملء الزمن" (غلا 4: 4)، وُلد الربّ يسوع من أحشاء مريم العذراء، بمشيئة الآب وبقوّةٍ من الروح القدّوس. ابن الله يُحصى في سجلات البشر، لكي يُحصي جميع الناس المتّحدين به في سجلّ الخلاص الأبدي. يولَد في بساطة المذود وفقره، ليرسم في العالم طريق التواضع والبساطة والغنى بالله. ويزوره المجوس، علماء المشرق، الذين رأوا نجمه، فأتوا ليسجدوا له، كما يخبرنا القدّيس متّى في إنجيله: "ولما وُلِدَ يسوع في بيت لحم اليهودية في أيّام الملك هيرودس، إذا مجوسٌ من المشرق قد جاؤوا إلى أورشليم، قائلين: أين هو المولود ملك اليهود، فإنّنا رأينا نجمه في المشرق، فأتينا لنسجد له" (مت 2: 1 و2).
2. شمولية تجسُّد الكلمة
لقد هيّأ الله مجيء كلمته الأزلي متجسّداً وسط شعبه بالآباء والأنبياء والناموس، بطرق متنوّعة، وإذ تحقّق هذا التجسّد، تجاهله الشعب. ولأنّ رسالة المسيح الخلاصية عامّةٌ شاملةٌ لا تنحصر بشعبٍ واحدٍ وعنصرٍ واحدٍ وجيلٍ واحدٍ، بل هي للعالم أجمع ولكلّ الأزمنة، فقد أعدّت العناية الإلهية أن يأتي المجوس من المشرق إلى فلسطين ليسألوا عن المولود الذي دُعي ملك اليهود، لأنّه ملك الملوك وربّ الأرباب.
المجوس هم حكماءٌ وثنيّون من بلاد فارس، بحسب التقليد، وهذا الأمر يفسَّر بقول متّى "آتون من المشرق" (مت 2: 1). إنهم علماء فلك، يدرسون سير النجوم والكواكب ويراقبون حركتها، ويسجّلون ذلك بحسابٍ دقيقٍ، معتقدين أنّ للنجوم تأثيراً على حياة الكائنات. لذا يستشيرهم الملوك في الأمور المهمّة، فحازوا مناصب مرموقةً في مجتمعهم جعلتهم يبلغون مصاف الأمراء والعظماء.
وفي القرن الثالث تبنّى أوريجانس عددَهم بثلاثة، ومثله فعل البابا القدّيس لاوون الكبير في القرن الخامس. وأُعطُوا في القرن السابع أسماءً، وفي القرن الخامس عشر ألواناً، فهم: ملكيور ولونه أبيض، وغسبار أصفر، وبلتازار أسود، كرمزٍ للبشرية جمعاء.
إنّ مجيء المجوس للسجود ليسوع المولود كان متوقَّعاً، فقد سبق أن تنبّأ النبي بلعام بن بعور عن الميلاد الخلاصي: "أراه وليس في الحاضر، أُبصِره وليس من قريب... يخرج كوكبٌ من يعقوب، ويقوم صولجانٌ من إسرائيل... من يعقوب يخرج سيّدٌ..." (عدد 24: 17ـ19). كما أنبأ أنّ نجماً يظهر في السماء يختلف عن سائر الكواكب، وظهوره يدلّ على ولادة ملكٍ عظيمٍ يسمو على سائر ملوك الأرض. وأوصى باتّباع هذا النجم العجيب، وتقديم الهدايا له، ذهباً ولباناً ومرّاً.
3. كبرياء هيرودس وفرح المجوس
استدعى هيرودسالمجوس سرّاً وأرسلهم للتحقّق من مكان وجود الطفل ـ الملك، وطلب منهم أن يعودوا إليه ليذهب هو أيضاً ويسجد له! كان يريد بحيلته أن يستعمل حكمة المجوس للوصول إلى مأربه، ألا وهو قتل المسيح المنتظَر. لذا فضّل أن يُبقي مخطّطه طيّ الكتمان، فقرّر إبادة الطفل دون إخبار أهل أورشليم الذين كانوا ينتظرون خلاص إسرائيل من أيدي المحتلّين على يد مسيحهم الآتي. خطّط هيرودس لدقائق الأمور، فأقفل باب قلبه أمام إرادة الربّ، وأعلن ضمنياً رفضه لأقوال الأنبياء، قرّر قتل المسيح المنتظَر تحت ستار العبادة له. أعلن إيمانه أمام الشعب، لكنّه في الواقع كان غير مؤمنٍ، لا بل كان يطمح لقتل المسيح وعدم السماح له بولوج عتبة تاريخ إسرائيل.
أمّا المجوس، فبعد أن تبعوا النجم الذي أرشدهم إلى فلسطين، ثم عاد واحتجب عنهم وتركهم تائهين، ظهر من جديد أمام هؤلاء الوثنيين المفتّشين عن الحقيقة، الذين لم يخشوا الإتّجاه إلى ملكٍ جديدٍ وإلى الإله الحقيقي. لم ينغلقوا أمام قساوة قلوبهم وكبريائهم، بل كانوا باتّضاعهم يعلمون أنّهم لا يملكون الحقيقة كلّها، بل يسعون للتفتيش عنها.
"فرحوا فرحاً عظيماً جداً" (مت 2: 10) عندما أبصروا النجم، بعكس هيرودس وسكّان أورشليم الذين اضطربوا وخافوا. ابتهج المجوس لأنّ لقاء الربّ يجلب الفرح لا الخوف.
في إنجيل لوقا، نجد الملائكة يهتفون ويبشّرون الرعاة بفرحٍ عظيمٍ، وهذا الفرح عينه اختبره المجوس الوثنيون، دون سماع الملائكة وأناشيدهم، فلقاء الربّ يجلب الفرح لمن يبحث عنه ويقبله في حياته. الرعاة والمجوس ونحن ومن سيأتي بعدنا نقول مع يوحنّا الرسول: "نحن عاينَّا ونشهد أنَّ الآب أرسل ابنه مخلّصاً للعالم. فمن شَهِد أنَّ يسوع هو ابن الله، فالله فيه مقيمٌ، وهو مقيمٌ في الله" ( 1 يو 4: 14ـ15).
وبهذا الصدد يقول القدّيس أوغسطينوس:
"من هم هؤلاء المجوس إلا بكور الأمم، لقد كان الرعاة من بني إسرائيل، أمّا المجوس فكانوا أمميين. كان الأوّلون ملاصقين لـ "ماسيّا" ـ المسيح ، والآخرون جاؤوا إليه من بعيد. لقد أسرع الكلّ إلى حجر الزاوية... أظهر الملائكةُ المسيحَ للرعاة، وأعلن النجمُ عنه للمجوس. الكلّ تكلّم من السماء! الملائكة تسكن السماوات والنجوم تزيّنها، ومن خلال الإثنين تُعلن السماوات مجد الله".
4. مريم الدليل ويوسف المربّي
"دخل المجوس، فرأوا الطفل مع أمّه مريم" (مت 2: 11): عبارة معبّرة جدّاً، تحمل في طيّاتها أبعاداً مهمّة:
ـ يسوع هو المسيح الطفل، هو الكلمة المتجسّد: إنّ كلمة الله قد صار طفلاً حقيقياً، أخذ ضعف إنسانيتنا ووُلِد من عذراءٍ اسمها مريم. وهذا تأكيدٌ على إنسانية المسيح الكاملة، لقد أخذ جسداً من إمرأة. أخذ هويّةً، هو ابن مريم العذراء. يتحاشى متّى الكلام عن يوسف هنا ليعطي حقّ الأبوّة لله وحده، وحقّ الأمومة الحقيقية لمريم العذراء.
ـ مريم هي دليلنا، كما كانت دليل المجوس، إلى ابنها: هو حاضرٌ معها، إلى جانبها، هنا يجد الإكرام المسيحي لمريم معناه الأعمق. لقد جاء المجوس ليعبدوا الطفل، فأكرموا مريم أيضاً. أكرموها بعبادة ابنها، أعطوها مكانها الحقّ كوالدة الكلمة بالجسد. هذا هو نفسه إكرامنا لمريم، نكرمها بعبادة ابنها وبالتفتيش عنه في حياتنا. وتبقى هي الدليل لنا للوصول إلى ابنها، هي المعلّمة لنا في التتلمُذ لابنها، وفي الإقتداء به واتّباعه، وهي التي سترافقه فيما بعد حتى الجلجلة والصليب، فالموت والقيامة، لتضحي "الشريكة" في الفداء.
فكما سلّمت مريم لمشيئة الرب في بشارة الملاك جبرائيل لها بقولها: "أنا أمة الرب، ليكن لي حسب قولك" (لو 1: 38)، هكذا نراها بجوار يسوع متأمّلةً، متنبّهةً للطفل العجيب، وعيناها تبصران كنوز المجوس، الذهب واللبان والمرّ، وقلبها يتفحّص كنوز قلوبهم، السجود والتأمّل والمحبّة، ولكنّها بكليّتها تركّز على التأمّل بالكنز الحقيقي الذي يحوي جميع كنوز الحكمة والمعرفة. سلّمت أمر شكوك يوسف وموقفه إلى الربّ العارف قلوب البشر، وسَلِمَت.
استلم يوسف مهمّته من الرب الذي أعلن له في حلمٍ قائلاً: "يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأنَّ الذي حُبِل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع، لأنّه يخلّص شعبه من خطاياهم... فلما استيقظ يوسف من النوم، فعل كما أمره ملاك الربّ، وأخذ امرأته..." (مت 1: 20ـ21، 24). استلم المهمّة الجسيمة، أي رعاية مريم وهي حُبلى، وساندها وكان إلى جانبها في ولادتها ابنها يسوع، وقام بمهمّة رعاية الأمّ والطفل المولود، فاهتمّ بالبحث له عن مكانٍ، وبتسميته حسب قول الملاك، وبإدخاله إلى الهيكل، ومن ثمّ "قام وأخذ الصبي وأمّه ليلاً ولجأ إلى مصر" (مت 2: 14). وبعد موت هيرودس تابع مهمّته: "قام وأخذ الصبي وأمّه ودخل أرض إسرائيل" (مت 2: 21). قام يوسف بتنفيذ كلّ المهام الموكَلة إليه من الربّ، كمربٍّ صالحٍ، بارٍّ وأمين. تمّم وكالته على أفضل وجه... بلا تذمُّرٍ، بلا كلام... بصمتٍ وتصميمٍ لعمل ما يطلبه الربّ... فكأنّي به يقول بروح قول العذراء: "أنا خادم الرب.. وجِّهْني لأعمل مشيئتك".
5. الإنتماء إلى الكنيسة
يتميّز متّى عن لوقا بذكره البيت، كما لو أنّ فكرة أنّ يسوع قد وُلد في مذود لم تكن حاضرةً في ذهنه. إنّ كلمة "بيت" في العهد الجديد، في الأناجيل كما في الرسائل، تحمل معنىً أعمق من مجرّد البيت العادي، فالبيت يرتبط بمفهوم الكنيسة بشكلٍ جذريّ، ومتّى يتكلّم رمزياً عن ابتداء دخول الأمم كلّها في حقيقة المسيح وفي جسد كنيسته.
إنّ المجوس قد دخلوا البيت، علامة رمزية للشعوب التي سوف تدخل إلى حياة المسيح من باب المعمودية، وتنال الخلاص. إنّها شعوبٌ من خارج شعب الله وأرض ميعاده، جاءت من المشرق البعيد، من أرض الوثنيين، لتدخل في حقيقة المسيح الخلاصية.
ولأنّها "كنيسة الله" وهو يدعوها لتجتمع، فهي واحدة، ووحدانية الله هي التي تخلق وحدة الكنيسة في كلّ الأمكنة التي تتواجد فيها. يتعزّز الإنتماء إلى كنيسة الله بسرَّي المعمودية والقربان، اللذين يُدخلانِنا في حضارة المحبّة المسيحية. وهكذا نكون كنيسةً محلّيةً من جهة، ومؤمنين يدعوهم الله ويجمعهم في جماعةٍ واحدةٍ هي كنيسته، من جهة أخرى.
إنّ الإنتماء إلى الكنيسة يقتضي إعلان الإيمان بالمسيح ابن الله الحيّ، وتجديد حياتنا، فكراً ومسلكاً وموقفاً، وفقاً لمقتضيات الإيمان بالمسيح. الكنيسة عروس المسيح تعلّمنا الإيمان وتقود التجديد. وقفة شخصية وجماعية: في العائلة، في الرعية، في المؤسّسة، في الجماعة الرهبانية، والإكليريكية، وفي الحركة الرسولية، للتساؤل والمساءلة حول واقع الإيمان عندنا، وحول التجدّد في داخلنا!
6. المجوس يسجدون للإله المولود
قدّم المجوس للطفل الإلهي ثلاث هدايا، ذهباً ولباناً ومرّاً، والهدايا كانت تُرفَع عادةً في هياكل الوثنيين قرابين شكرٍ للإله العظيم. فجاءت هدايا المجوس دليلاً ساطعاً على حكمتهم وإقرارهم يألوهية الطفل يسوع.
قدّموا له الذهب الذي يُقدَّم للملوك، لأنّهم رأوا فيه ملكاً، ومملكة المسيح روحيةٌ ليست من هذا العالم. وهي تجمع كلّ من يؤمن به إلهاً ومخلّصاً. والمؤمنون باسمه، يقدّمون له قلوبهم نقيةً طاهرةً مؤهَّلةً لسكناه، مصفّاةً كالذهب بنار التوبة، ومزيّنةً بالمحبّة والفرح.
قدّموا له اللبان، لأنّهم وجدوا فيه إلهاً عظيماً يستحقّ أن يُحرَق أمامه بخور الحمد والشكر. فيسوع هو الإله المتجسّد، الكلمة الذي "صار بشراً فسكن بيننا" (يو 1: 14). والمؤمنون به يقرّبون له صلواتهم وابتهالاتهم وأعمالهم الصالحة بخوراً زكيّ الرائحة، عابدين إيّاه بالروح والحقّ.
وقدّموا له أخيراً المرّ، إشارة إلى الآلام التي سيقاسيها في سبيل إتمام عمل الفداء بذبيحته الكفارية على الصليب. وهكذا فالمؤمنون يحملون الصليب في حياتهم، مقتفين أثر معلّمهم الصالح، ويموتون عن ذواتهم وأنانيتهم، ليحيوا ثابتين فيه ومعه على الدوام.
لقد كان المجوس حكماء، إذ ميّزوا نجمه، فلم يقولوا بأنّهم رأوا مجرّد نجمٍ، بل عاينوا نجمه، على ما يقول يوحنّا في مقدّمة إنجيله: "ورأينا مجده مجداً من لدن الآب لابنٍ وحيدٍ ملؤه النعمة والحقّ" (يو 1: 14).
وفي صلوات ميلاد الرب يسوع بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، يتغنّى الآباء السريان بهؤلاء المجوس الذين أتوا من المشرق ليسجدوا للملك المولود، وقد اهتدوا بالنجم إلى مكانه. فيعلنوا إيمانهم به، ليغيّروا لاحقاً مسار حياتهم بالذهاب في طريقٍ أخرى جديدةٍ، طريق الإيمان بالمخلّص:
ܡܫܺܝܚܳܐ ܐܶܬܺܝܠܶܕ ܒܓܰܘ ܒܶܝܬ ܠܚܶܡ܆ ܘܡܶܢ ܡܰܕܢܚܳܐ ܡܓܽܘ̈ܫܶܐ ܐܶܬܰܘ ܠܺܐܝܩܳܪܶܗ. ܡܫܰܐܠܺܝܢ ܗܘܰܘ ܘܳܐܡܪܺܝܢ: ܕܰܐܝܟܳܐ ܐܶܬܺܝܠܶܕ ܡܰܠܟܳܐ ܕܠܰܫܠܳܡܶܗ ܐܶܬܰܝܢ܆ ܬܰܘ ܢܶܒܪܽܘܟ ܘܢܶܣܓܽܘܕ ܠܶܗ.
ܡܶܢ ܟܰܘܟܰܒ ܢܽܘܗܪܳܐ ܡܓܽܘ̈ܫܶܐ ܐܶܣܬܰܒܰܪܘ܆ ܕܗܳܐ ܒܒܶܝܬ ܠܚܶܡ ܫܪܶܐ ܡܰܠܟܳܐ ܗܰܘ ܕܶܐܬܺܝܠܶܕ. ܗܽܘ ܐܺܝܬܰܘܗ̱ܝ ܝܰܠܕܳܐ܆ ܘܗܽܘ ܐܺܝܬܰܘܗ̱ܝ ܨܶܡܚܳܐ܆ ܟܽܠܟܽܘܢ ܥܰܡܡ̈ܶܐ܆ ܬܰܘ ܢܶܒܪܽܘܟ ܘܢܶܣܓܽܘܕ ܠܶܗ.
وترجمتها: "وُلِد المسيح في بيت لحم، وأتى المجوس من المشرق لإكرامه. كانوا يسألون قائلين: أين وُلِد الملك الذي جئنا لنلقي عليه السلام، تعالوا نجثو ونسجد له.
لقد بُشِّر المجوس من كوكب النور (النجم) أنّ الملك المولود حالٌّ في بيت لحم. إنه المولود، وهو الشعاع، يا جميع الشعوب تعالوا نجثو ونسجد له".
7. الميلاد مانح النور والسلام
ميلاد الرب هو حدثٌ خلاصيٌّ للعالم برمّته من الخطيئة والخوف والمجهول الذي ينتظرنا، وبخاصّةٍ في هذه الأيّام المضطربة التي يعاني فيها الكثيرون من أبناء كنائسها المشرقية وبناتها ممّا يدور في بلادهم من حروبٍ ومآسٍ واضطرابات.
لقد بلغ خبر ميلاد الرب رعاة بيت لحم الفقراء البسطاء بلسان الملاك: "ها إنّي أبشّركم بفرحٍ عظيمٍ، يكون فرح الشعب كلّه: وُلد لكم اليوم مخلّصٌ في مدينة داود، هو المسيح الرب" (لو 2: 11). فصدّقوا وأسرعوا إلى حيث وُلد، وآمنوا وسجدوا له، وأخبروا بميلاده. وبلغ خبره مجوس المشرق الأغنياء العلماء من خلال نجمٍ ظهر في سماء بلاد فارس، فقرأوا فيه ميلاد ملك الأزمنة الجديدة. صدّقوا وحثّوا السير على هدي النجم حتّى بيت لحم، فرأوا وآمنوا، وسجدوا وأخبروا، وقدّموا له الهدايا.
ونحن هنا اليوم نواصل هذه المسيرة، كما سوانا في كلّ كنائس الأرض. نسير على درب هؤلاء المجوس، يهدينا النجم، والمتمثّل بمحبّة الربّ لنا، هذا النجم الآتي من المشرق، وفي ذلك دلالةٌ ساطعةٌ على حماية الربّ لهذا الشرق مهما طال أمد المِحَن والضيقات. فلا بدّ للّيل أن ينجلي، ولا بدّ للظلام أن يندثر.
نرجو أن يكون لقاؤنا بالمسيح لقاء إيمانٍ وتجدُّدٍ في الرؤية والعيش والمسلك، مثل الرعاة والمجوس، لا مجرّد ذكرى. بل أن ندرك أنه حان وقت الخلاص، وأنّ الرب سيملك على قلوبنا وعقولنا، فينيرها بنوره الخلاصي الوهّاج، فهو "نورٌ من نورٍ"، على حدّ تعبيرنا في قانون الإيمان.
فَلْنَسِرْ تابعين نور الربّ المخلّص، منصتين إلى أمّنا مريم القائلة: "إفعلوا كلّ ما يأمركم به" (يو 2: 5). وهكذا نحيا السجود الحقيقي للربّ الذي يشرق علينا بنوره ويهبنا ذاته مع عطية السلام.
وها هو قداسة البابا فرنسيس يتغنّى بنور المسيح في موعظة له، فيقول:
"نور يسوع هو نور كلّ حكمة... مرهَفٌ وهادئ... على غرار النور الذي أضاء ليلة الميلاد: إنّه يفوق كلّ ادّعاء... وهو يهب ذاته مانحاً السلام".
وفي رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام للعام الجديد 2014، بعنوان "الأخوّة: الأساس والطريق للسلام"، يعتبر البابا فرنسيس أنّ الأخوّة تشكّل مدماكاً أساسياً لا بدّ منه لبلوغ السلام، إذ يقول في مقدّمة الرسالة:
"تشكّل الأخوّة بُعداً أساسياً للإنسان، الذي هو كائنٌ علائقي. واليقين الحيّ لهذه العلاقة يحملنا لنرى ونعامل كلّ شخصٍ كأختٍ حقيقيةٍ وأخٍ حقيقي. فبدون هذه العلاقة الأخوية، يصبح من المستحيل بناء مجتمعٍ عادلٍ وسلامٍ راسخٍ ودائم".
8. إطلالة الميلاد هذا العام
يطلّ العيد علينا هذه السنة أيضاً، في ظلّ أوضاعٍ غير مستقرّةٍ يسودها الخوف على المصير، ونحن نرى دولاً عديدةً في مشرقنا تعاني وتئنّ تحت وطأة الصراعات والنزاعات، بل الحروب الأهلية المروّعة، التي "ما هي إلا هزيمة للإنسانية"، على ما صرّح قداسة البابا فرنسيس. فلا مكان في هذه البلاد للفرح ولبهجة العيد والطمأنينة، بل يسود الألم والحزن والخوف.
إنّنا ومن موقعنا كرعاةٍ روحيين، نشارك جميع إخوتنا رعاة الكنائس الشقيقة الهموم والهواجس التي تهدّد حياة أبنائنا وبناتنا ومستقبلهم، ونجدّد تأكيدنا على الملأ بأنّنا ندعو لإحلال السلام والأمان على أساس الحرّية والعدالة وكرامة الإنسان، دون تأييدٍ لنظامٍ أو حزبٍِ سياسي. كما نؤكّد أنّ الديمقراطية التي نفاخر بالتشبّث بمبادئها، تأبى إقصاء جهةٍ مهما كان عدد أفرادها قليلاً، إنّما الديمقراطية تعلّم احترام الغير وإن اختلف في الرأي والدين أو المذهب، وتسعى إلى نشر السلام والطمأنينة والإحترام بين المواطنين.
استجابةً لدعوة قداسة البابا فرنسيس ببادرةٍ أبويةٍ منه لاقت عميق الأثر في القلوب والعقول، شارَكْنا كلّنا في الصلاة والصوم، بقلبٍ واحدٍ ونفسٍ واحدةٍ، من أجل السلام في سوريا وبلاد الشرق، في السابع من أيلول (سبتمبر) المنصرم. ولا نزال نصلّي مع قداسته ومع جميع ذوي الإرادات الحسنة على نيّة السلام الذي لا يمكن بلوغه دون شروطٍ يجب إتمامها، وهي شروطٌ على جميع المؤسّسات الرسمية والإجتماعية أن تستوفيها: منها ما يعود إلى العائلة التي عليها أن تربّي أبناءها على احترام الغير، وإلى الدين الذي يأمر باحترام جميع خلائق الله ولا سيّما الإنسان، وإن كان على غير دينك وثقافتك وتقاليدك، وإلى الدولة التي يجب أن ترعى جميع الناس بالمساواة وبتطبيق مبادئ العدالة. وهذه خطّةٌ ينبغي أن يطبّقها كلٌّ من المؤسّسات التربوية والحركات الإجتماعية والحزبية، وخاصةً الإعلام الذي غالباً ما يشوّه الحقائق، ويزيّفها بقصد تحقيق مكاسب غير مشروعةٍ، وعلى حساب السلم الأهلي، الذي تنبغي إشاعته في مجتمعاتنا وبلداننا بالنظر إلى ما عند الناس، وإن كانوا خصوماً، من حسناتٍ لا يمكن التعامي عنها، دون الوقوف على السيّئات التي يحسن التغاضي عنها حبّاً بالسلام الذي تتوق إليه مجتمعاتنا.
نتوجّه خاصّةً في هذه الأيّام الميلادية بعقولنا وعواطفنا إلى أبنائنا وبناتنا في سوريا الحبيبة الجريحة، التي يقاسي مواطنوها الأمرَّين في ظروفٍ مأساويةٍ تُجسِّدها حربٌ ضروس تكاد تنعدم معها كلّ مقوّمات الحياة. ممّا يدمي القلوب لما تشهده هذه الأرض العزيزة من خرابٍ ودمارٍ، وانهيارٍ اقتصادي وشحنٍ طائفي، الأمر الذي دفع بكثيرين من المواطنين إلى الهجرة والنزوح هائمين على وجوههم، بحثاً عن ملجئٍ يأويهم، ويُبعد عنهم خطر الموت. كما يتصاعد في سوريا العنف باسم الدين، وهو ما حذّرْنا منه مراراً قبل حدوثه، الأمر الذي يندى له الجبين، ولا تقبله أيّة أعراف أو مواثيق دولية.
وفيما نشدّد أنّنا نحن المسيحيين مكوِّنٌ أصيلٌ ومؤسِّسٌ في سوريا، لا بل نحن سكّانها الأصليون، نناشد الضمير العالمي، ببذل الجهود الحثيثة لإطلاق سراح جميع المخطوفين، وبخاصّةٍ مطرانَي حلب للسريان الأرثوذكس يوحنّا ابراهيم، وللروم الأرثوذكس بولس اليازجي، والكهنة الثلاثة: ميشال كيّال، واسحق (ماهر) محفوض، وباولو دالّوليو، والراهبات والأيتام. كما نستنكر استهداف المناطق الآمنة، سيّما المسيحية العريقة والموغلة في القدم، كمعلولا وصدد وسواهما.
إننا ندعو جميع الأطراف، ومعهم كلّ من لهم دورٌ من دولٍ ومنظّماتٍ، إلى تحكيم الضمير ونبذ للعنف، وتوحيد الرأي، لوضع خطّةٍ رشيدةٍ تجمع مكوّنات الشعب السوري على اختلاف طوائفها وقومياتها وأحزابها، حول طاولة الحوار والمصالحة، لورشة إعادة الإعمار وبلسمة القلوب.
وفيما نجدّد محبّتنا وتضامننا ومشاركتنا الصلاة الحارة من أجل جميع المواطنين في سوريا، وبخاصّةٍ أبنائنا وبناتنا في أبرشياتنا السريانية الأربع في دمشق وحمص وحلب والجزيرة، رعاةً روحيين وإكليروساً ومؤمنين، نؤكّد لهم أنّ نور ميلاد ربّنا يسوع، ملك السلام، لا بدّ وأن ينير درب آلامهم، ليعبروا إلى ميناء الخلاص، وهم متحلّون بالرجاء الصالح الذي بشّر به الملائكةُ الرعاةَ. ونصلّي إلى الرب كي يتغمّد برحمته جميع الشهداء الأبرياء في سوريا، ويمنّ على الجرحى بالشفاء التامّ، وعلى المفجوعين بفقد عزيزٍ بالصبر والعزاء.
أمّا العراق الغالي، هذا البلد الذي طالت معاناته وآلام مواطنيه، فإنّنا نتوجّه إلى جميع مكوّناته لتوحيد الجهود في سبيل زرع بذور السلام الدائم فيه. فمتى خَلُصَت النيّات، وقُطِعَت الطريق على أهل الفتن وزارعي الشقاق والدمار والموت، يستعيد العراقيون ثقتهم بذاتهم وبوطنهم، ويتعاونون مع المخلصين من المسؤولين على الحياة العامّة، في خدمة شعبهم ونهضة بلدهم، لما فيه خيرهم المشترك، ومستقبل أجيالهم الطالعة.
وإنّنا ننوجّه خاصةً إلى أبناء أبرشياتنا ورعايانا في العراق، سيّما فيبغداد والموصل وسهل نينوى وإقليم كردستان والبصرة، ونحثّهم على أداء الشهادة لإنجيل المحبّة والسلام بفرحٍ، فيجدّدوا فعل رجائهم بالرب يسوع مخلّصهم حيث لا رجاء بشري، كي تنهض أرض الرافدين بجميع مواطنيها من كبواتها، متغلّبةً على جنون العنف وعبثية الإنتقام.
ونتقدّم بالتهنئة الأبوية منأبنائنا وبناتنا في الأراضي المقدّسة، سائلين الله أن يقوّيهم في الثبات، متجذّرين في تلك الأرض حيث وُلِدَ الرب يسوع وأتمّ سرّ تدبيره الإلهي من أجل خلاصنا.
كما نهنّئ أبناءنا وبناتنا فيالأردن، داعين لهم بالنجاح والتوفيق في أعمالهم، لما فيه خيرهم وسعادتهم.
ونعايد أعزّاءنا في النيابة البطريركية فيتركيا، ونتمنّى لهم الإزدهار وفيض النِّعَم وأسعد الأيّام.
ونهنّئ أبناء كنيستنا فيمصر، سائلين الرب يسوع أن ينشر أمنه وسلامه في ربوعها، وأن يحيا مواطنوها بالمحبّة والوئام، ويتعاضدوا من أجل ازدهار وطنهم، مهما اختلفت انتماءاتهم وتوجّهاتهم.
أمّا وطننا الحبيب لبنان، فها هم المواطنون ما زالوا يعانون سوء الحال، من تشنُّجٍ في العلاقات، وتنافُرٍ، وتراشُقٍ واتّهاماتٍ بين أهل السياسة، الذين انتخبهم الشعب، أو هم قد فُوِّضُوا لخدمته ليعملوا على تقدُّمه من عمرانٍ وازدهار. ومعلومٌ أنّ ميزة لبنان هي في تنوُّع مكوّناته دينياً ومذهبياً وحزبياً، وعليه أن يُضحي المثال في محيطه المشرقي في تحقيق العيش الواحد بين مواطنيه، والأمانة للحرّيات الدينية والمدنية، كما لمبادئ الديمقراطية الحقّة التي يطمئنّ لها جميع المواطنين، أكثريةً كانوا أم أقلّيات.
لذا ندعو جميع المسؤولين أن يقدّروا الأمانة التي أولاهم إيّاها الشعب، فيلجأوا إلى انتهاج الحوار والتفاهم على أساس الإحترام والثقة المتبادَلين، نابذين لغة التعصُّب والتخوين والإستئثار، ومتحرّرين من الإنتماءات للقوى الإقليمية. نحثّهم كي يعتمدوا الشراكة في اتّخاذ القرارات وفي تنفيذها، وأن يعطوا الأولوية لخير الوطن والمواطنين، تضامناً مع الضعفاء والمهمَّشين وذوي الدخل المحدود، وما أكثرهم في أيّامنا هذه. كما نحثّهم على تشكيل حكومةٍ جديدةٍ تكون على قدر طموح اللبنانيين وتطلّعاتهم، وتحظى بتمثيلهم، على أمل وضع قانونٍ عصري حديثٍ للإنتخابات النيابية، يعطي كلّ ذي حقٍّ حقّه.
ولا يفوتنا أن نهنّئ أبناءنا وبناتنا في أبرشية لبنان البطريركية، ومعهم جميع اللبنانيين واللبنانيات، بعيد الميلاد المجيد، متمنّين لهم عاماً جديداً مليئاً بالبركة والسعادة والنجاح.
كما لا ننسى أن نتوجّه إلى من أرغمَتْهم الظروف في سوريا والعراق على النزوح والهجرة، تحت كلّ سماء، مؤكّدين لهم دعمنا المطلق في كلّ ما نستطيع أن نقدّمه لهم. ونذكّرهم بضرورة المحافظة على إيمانهم وانتمائهم الكنسي، سائلين لهم الإستقرار والأمان وفيض النِّعَم.
وفي هذا العيد، نذكر خاصّةً الفقراء والمعوَزين والمنسيين والمستضعَفين، وكذلك العائلات التي آلمها أن تفقد أحد أفرادها، فلا تجده في حلقة العائلة أثناء بهجة الإحتفال بهذا العيد المجيد. ونسأله تعالى أن يحمل لهم العام الجديد كلّ خير وبركة وعزاء.
أمّا أبناؤنا وبناتنا فيبلاد الإنتشار،فيأوروبا وأميركا وأستراليا، فإنّنا نهنّئهم بهذا العيد المجيد، ونجدّد لهم محبّتنا الأبوية واتّحادنا معهم برباط الإيمان الواحد المتجذّر ببلاد نشأتهم في المشرق. ونشجّعهم كي يبقوا أُمَناء لهذا الإيمان ولتراثهم الكنسي السرياني الأصيل، ويحرصوا على نقله سالماً إلى الأجيال الطالعة.
كما نطلب من جميع أبناء كنيستنا وبناتها في بلاد الشرق وعالم الإنتشار، إكليروساً وعلمانيين، أن يشاركونا الصلاة والتضرّع إلى الرب الإله كي يمنّ على كنيستنا السريانية بفرح إعلان المطران الشهيد مار فلابيانوس ميخائيل ملكي مطران جزيرة ابن عمر في تركيا، طوباوياً على مذابح كنيستنا، ونحن نتابع حالياً ملف دعوى تطويبه في مجمع دعاوى القدّيسين في الفاتيكان.
9. خاتمة: يسوع هو نور الميلاد وفرحه
من معاني عيد الميلاد المجيد، أن تتجلّى فرصةٌ جديدةٌ لكلّ واحدٍ كي يبحث ويسأل عن أولوية الرب يسوع في حياته، فيكمل فرحنا. يسوع وحده كان محور بحث أولئك المجوس القادمين من المشرق يستدلّون من خلال النجم، ليأتوا ويسجدوا له معترفين بملوكيته.
وخير ما نختم به مناجاة مريمية توجّه بها قداسة البابا فرنسيس إلى أمّنا مريم العذراء في ختام رسالته العامّة الأولى "نور الإيمان"، إذ يقول:
"أيّتها العذراء مريم، علّمينا أن ننظر بعينَي يسوع، حتى يكون هو نور طريقنا، كي ينمو فينا على الدوام نور الإيمان هذا، إلى أن يأتي ذاك اليوم الذي لا يعرف غروباً، الذي هو المسيح ذاته، ابنكِ، وربّنا!".
نجدّد تهانئنا الأبوية بمناسبة عيد الميلاد المجيد، مع أطيب الأمنيات أن يكون العام الجديد 2014 زمن بركةٍ ونعمةٍ وسعادةٍ لكم جميعاً. ونصلّي كي يبسط الرب يسوع أمنه وسلامه في أقطار المسكونة قاطبةً، سيّما في بلادنا المشرقية. ولتشملكم جميعاً نعمة الثالوث الأقدس وبركته: الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، له المجد، إلى الأبد، آمين.
ܡܫܺܝܚܳܐ ܐܶܬܝܠܶܕ ... ܗܰܠܶܠܽܘܝܰܗ وُلد المسيح ... هللويا
صدر عن كرسينا البطريركي في بيروت ـ لبنان
في اليوم العشرين من شهر كانون الأول عام 2013،
وهي السنة الخامسة لبطريركيتنا
|