الرقم: 84/أس/2013
التاريخ: 19/12/2013
بيان إعلامي
أصدرت أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية البيان الإعلامي التالي حول الرسالة التي وجّهها صاحب الغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بمناسبة عيد الميلاد المجيد 2013:
البطريرك يونان يوجّه رسالة عيد الميلاد 2013
جدّد البطريرك يونان في رسالة الميلاد دعوةَ الكنيسة إلى إحلال السلام والأمان على أساس الحرّية والعدالة وكرامة الإنسان، دون تأييدٍ لنظامٍ أو حزبٍِ. ودعا لأن يكون لبنان المثال في المحيط المشرقي في تحقيق العيش الواحد بين مواطنيه، والأمانة للحرّيات الدينية والمدنية، كما لمبادئ الديمقراطية الحقّة التي يطمئنّ لها جميع المواطنين، أكثريةً كانوا أم أقلّيات.
وذكّر بأنّ المسيحيين مكوِّنٌ أصيلٌ ومؤسِّسٌ في سوريا، ودعا جميع الأطراف المتنازعة ومعهم كلّ من لهم دورٌ من دولٍ ومنظّماتٍ، إلى تحكيم الضمير ونبذ العنف، وتوحيد الرأي، لوضع خطّةٍ رشيدةٍ تجمع مكوّنات الشعب السوري على اختلاف طوائفها وقومياتها وأحزابها، حول طاولة الحوار والمصالحة، لورشة إعادة الإعمار.
أشار البطريرك يونان في رسالته الميلادية إلى "الأوضاع غير المستقرّة التي يسودها الخوف على المصير في العديد من دول المشرق التي تئنّ تحت وطأة الصراعات والنزاعات، بل الحروب الأهلية المروّعة". وجدّد تأكيده على "دعوة الكنيسة إلى إحلال السلام والأمان على أساس الحرّية والعدالة وكرامة الإنسان، دون تأييدٍ لنظامٍ أو حزبٍِ سياسي"، مؤكّداً أنّ "الديمقراطية كما نعرفها ونعيشها تأبى إقصاء جهةٍ ما مهما كان عدد أفرادها قليلاً، وتعلّم احترام الغير وإن اختلف في الرأي والدين أو المذهب، وتسعى إلى نشر السلام والطمأنينة والإحترام بين المواطنين".
وتوجّه بالتحية إلى أبناء الكنيسة في سوريا، محذّراً من "تصاعد العنف بإسم الدين، الذي سبق أن حذّر منه، وهذا ما لا تقبله أيّة أعراف أو مواثيق دولية". وكرّر الدعوة إلى "جميع الأطراف المتنازعة ومعهم كلّ من لهم دورٌ من دولٍ ومنظّماتٍ، إلى تحكيم الضمير ونبذ العنف، وتوحيد الرأي، لوضع خطّةٍ رشيدةٍ تجمع مكوّنات الشعب السوري على اختلاف طوائفها وقومياتها وأحزابها، حول طاولة الحوار والمصالحة، لورشة إعادة الإعمار وبلسمة القلوب".
وذكّر بأنّ المسيحيين "مكوِّنٌ أصيلٌ ومؤسِّسٌ في سوريا، لا بل سكّانها الأصليون"، وناشد "الضمير العالمي، ببذلالجهود الحثيثة لإطلاق سراح جميع المخطوفين، وبخاصّةٍ مطرانَي حلب للسريان الأرثوذكس وللروم الأرثوذكس، وجميع الكهنة والراهبات والأيتام"، مستنكراً "استهداف المناطق الآمنة، سيّما المناطق المسيحية التاريخية العريقة كمعلولا وصدد وسواهما".
وتوجّه إلى مسيحيي العراق، وحثّهم على أداء الشهادة للإنجيل بفرح، كي "تنهض أرض الرافدين بجميع مواطنيها من كبواتها، متغلّبةً على جنون العنف وعبثية الإنتقام".
وتقدّم بالتهنئة إلى أبناء الأبرشيات السريانية في الأراضي المقدّسة، والأردن، وتركيا، ومصر، وبلاد الإنتشار في أوروبا وأميركا وأستراليا.
وإلى لبنان "الوطن الحبيب" كما دعاه غبطة البطريرك، ذكّر غبطته بمعاناة اللبنانيين "من تشنّجٍ في العلاقات وتنافرٍ وتراشقٍ واتّهاماتٍ بسبب خلافات أهل السياسة"، ودعا "أن يكون لبنان المثال في محيطه المشرقي، في تحقيق العيش الواحد بين مواطنيه، والأمانة للحرّيات الدينية والمدنية، كما لمبادئ الديمقراطية الحقّة التي يطمئنّ لها جميع المواطنين، أكثريةً كانوا أم أقلّيات".
ودعا جميع المسؤولين "أن يقدّروا الأمانة التي أولاهم إيّاها الشعب، فيلجأوا إلى انتهاج الحوار والتفاهم على أساس الإحترام والثقة المتبادَلين، نابذين لغة التعصُّب والتخوين والإستئثار، ومتحرّرين من الإنتماءات للقوى الإقليمية. نحثّهم على الشراكة في اتّخاذ القرارات وفي تنفيذها، وأن يعطوا الأولوية لخير الوطن والمواطنين، تضامناً مع الضعفاء والمهمَّشين وذوي الدخل المحدود، وما أكثرهم في أيّامنا هذه. كما نحثّهم على تشكيل حكومةٍ جديدةٍ تكون على قدر طموح اللبنانيين وتطلّعاتهم، وتحظى بتمثيلهم، على أمل وضع قانونٍ عصري حديثٍ للإنتخابات النيابية، يعطي كلّ ذي حقٍّ حقّه".
وفي كلمته الروحية التي جاءت بعنوان "رأينا نجمه في المشرق، فأتينا لنسجد له"، تناول غبطته المعاني السامية لعيد ميلاد الرب يسوع المسيح بالجسد "كمنبع الخلاص والرجاء والنور والسلام للبشرية بأسرها"، داعياً المؤمنين "إلى اتّباع النجم الذي يهدينا إلى يسوع الذي هو نور الميلاد وفرحه".
وختم غبطته بتهنئة الأساقفة والكهنة والإكليروس والمؤمنين، متمنّياً لهم ميلاداً مجيداً وعاماً جديداً ملؤه الخير والبركة والفرح والسعادة.
|